عرض مشاركة واحدة
قديم 04-08-2008, 12:37 AM   رقم المشاركة : 1
الكاتب

Omna_Hawaa

الاعضاء

Omna_Hawaa غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









Omna_Hawaa غير متواجد حالياً


بـــاب الإعـــراب



بـــاب الإعـــراب

شرح المقدمة "الأجرومية" في علم النحو

الإعراب: هو تغيير، أو تغير أواخر الكلم باختلاف العوامل الداخلة عليها لفظا، أو تقديرا، وأقسامه أربعة: رفع ونصب وخفض وجزم؛ فللأسماء من ذلك الرفع والنصب والخفض ولا جزم فيها، وفي الأفعال الرفع والنصب والجزم منها، ولا خفض فيها.

________________________________________

بـــاب الإعـــراب: الإعراب: هو تغيير، أو تغير أواخر الكلم باختلاف العوامل الداخلة عليها لفظا، أو تقديرا.

أولا: إذا قلنا: الإعراب ما الذي يقابل الإعراب؟ يقابله البناء، وتعريف الإعراب ما هو؟

الإعراب: هو تغير أواخر الكلمات بتغير العوامل الداخلة عليها، أو باختلاف العوامل الداخلة عليها، وليس المراد بتغير أواخر الكلمات أن الحرف الأخير هو الذي يتغير، وإنما الواقع تغير حركة.

الصحيح أنه تغير حركة أواخر الكلمات، فكلمة تغير أواخر الكلمات إنما هو تعبير فيه تجاوز وتسامح؛ لأنه واضح، والدقة في ذلك أن نقول: إن الإعراب هو تغير الحركة، حركة أواخر الكلمات بسبب تغير العوامل الداخلة عليها؛ لأن العوامل - كما تعلمون - متنوعة: فمنها ما يطلب فاعلا، ومنها ما يطلب مفعولا، ومنها ما يطلب مجرورا.
فالاسم المعرب -إذن- هو الذي تتغير حركة آخره عندما تتغير هذه العوامل الداخلة عليه، فكلمة محمد -مثلا- بحسب ما قبلها من العوامل يمكن أن تحرك؛ فإن وضعت قبلها فعلا فقط، وجعلتها فاعلا له قلت: قام محمدٌ بالرفع، فإن وضعت قبلها فعلا وفاعلا وجعلتها مفعولا قلت: رأيت محمدا بالنصب، فإن سبقتها بحرف جر، أو نحو ذلك، أو بإضافة فإنها تكون مجرورة، تقول: مررت بمحمدٍ، أو هذا كتاب محمدٍ، فالكلمة التي يتغير آخرها بتغير العوامل الداخلة عليها هذه الكلمة تسمى: معربة.

المؤلف قال في آخر تعريفه: لفظا، أو تقديرا، ما المراد بكلمة لفظا، أو تقديرا ؟

المراد بذلك أن تغير أواخر الكلمات تارة يكون تغيرا في اللفظ ظاهرا كمحمد فإنها تكون: محمدٌ ومحمدا ومحمدٍ، وتارة يكون هذا التغير تغيرا تقديريا فقط لا يظهر، وذلك في الأسماء المختومة بالألف، أو بالياء، فالأسماء المختومة بالألف وتسمى الأسماء المقصورة مثل: الفتى، ومصطفى، والمستشفى، ونحو ذلك.

هذه أسماء معربة، ويتغير آخرها بتغير العوامل الداخلة عليها، لكنّ هذا التغير تغير تقديري لمانع يمنع من ظهوره، تقول: جاء محمدٌ بالرفع، وتقول: جاء الفتى، وتقول: رأيت محمدا ورأيت الفتى، ومررت بمحمدٍ ومررت بالفتى كلاهما اسم معرب، لكن محمد آخره يتغير تغيرا ظاهرا لفظيا، وأما الفتى فإن آخره يتغير تغيرا تقديريا فقط، فحينما تأتي للإعراب تقول: محمد: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة، وتقول: جاء الفتى، الفتى:

فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره، لكنها منع من ظهورها التعذر، ما معنى التعذر ؟

التعذر: هو الامتناع والاستحالة، أي: أنه يستحيل أن تنطق بالضمة على الألف، لو حاولت أن تظهر الضمة على الألف، لو حاولت أن تظهر الضمة على ألف في الفتى لا تستطيع. وكذلك -أيضا- مما يكون الإعراب فيه تقديريا -أيضا-: الأسماء المنقوصة، وهي التي آخرها ياء؛ فتقول: جاء القاضي، رأيت القاضيَ، ومررت بالقاضي إلا أن الفرق بين الأسماء المقصورة التي آخرها ألف، والأسماء المنقوصة التي آخرها ياء أن الحركة لا تظهر على الأسماء المقصورة للتعذر والاستحالة، أما الحركة فإنها تختفي في الأسماء المنقوصة بسبب الثقل، وليس بسبب التعذر، يعني: أنك تستطيع أن تنطق بها، لكنها ثقيلة، فلما استثقلت أبعدت، تستطيع أن تقول: جاء القاضيُ بالرفع وتظهر الضمة لكنها ثقيلة، ولذلك فإن الفتحة؛ لأنها خفيفة تظهر في الاسم المنقوص فتقول: رأيت القاضيَ بدون ثقل، أو تعذر.

فالأعراب -إذن- هو تغير آخر الكلمة، أو تغير حركة الحرف الأخير من الكلمة تغيرا لفظيا في الأسماء الصحيحة الآخر، أو تغيرا تقديريا في الأسماء المعتلة الآخر، والمراد بالأسماء المعتلة الآخر: هي التي تختفي فيها الحركة للتعذر، وذلك في الأسماء المقصورة، أو للثقل، وذلك في الأسماء المنقوصة. أو لما يسمونه: اشتغال المحل، أو انشغال المحل بحركة المناسبة، وذلك في الأسماء المختومة بياء المتكلم في مثل: كتابي أقول: هذا كتابي، رأيت كتابي، قرأت في كتابي.

حينما تأتي لتعرب فتقول: كتابي اسم مرفوع بضمة مقدرة على الباء، فالاسم المختوم، أو المتصل بياء المتكلم يلزم صورة واحدة، وتقدر عليه حركات الإعراب الثلاث وهي:

الرفع والنصب والجر؛ لأن محل الحركة، وهو آخر الكلمة قبل ياء المتكلم شغل بحركة جيء بها لمناسبة ياء المتكلم، فياء المتكلم -كما تعلمون- تناسبها الكسرة، فهذه الكسرة جاءت لتناسب الياء، فشغلت المحل عن أن تظهر عليه الضمة وهي ضمة الفاعل، أو الفتحة وهي التي في المفعول، أو الكسرة التي يؤتى بها للجر.
فإذن الإعراب التقديري: هو الذي يكون مقدرا على أواخر الكلمات حينما تكون مختومة بحرف علة.

فالإعراب هو تغيير أواخر الكلمة لاختلاف العوامل الداخلة عليها لفظا، أو تقديرا.
هو لم يتعرض - رحمه الله - للبناء، لكن البناء تستطيع أن تأخذ تعريفه من تعريف الإعراب؛ لأنه مقابل له، فكما أن الإعراب تغير أواخر الكلمات بتغير العوامل الداخلة عليها، فإن البناء ما هو؟ هو لزوم أواخر الكلمة حركة واحدة، وعدم تغيرها بتغير العوامل الداخلة عليها.

البناء هو: لزوم آخر الكلمة المبنية بصورة واحدة، أو حركة واحدة، وعدم تأثرها بالعوامل الداخلة عليها، فالاسم المبني يلزم هذه الحالة، ولا يتغير بتغير العوامل الداخلة عليه، ولا يتأثر بها حينئذ، وحركته حسب حاله؛ إما أن يكون مبنيا على الضم مثل كلمة "حيثُ" وأن يكون مبنيا على الكسر مثل كلمة "هؤلاءِ" أو أن يكون مبنيا على السكون مثل كلمة "منْ وكمْ" ونحو ذلك، فهذه كلها أسماء مبنية، وآخرها يلزم صورة واحدة، ولا يتأثر بالعوامل الداخلة عليه.

الإعراب أقسامه أربعة وهي: رفع ونصب وخفض وجزم.

طبعا المؤلف ملتزم بالمصطلح الكوفي وهو الخفض، وأنه يستعمله، ولم يرد عنده استعمال كلمة الجر.

فأقسام الإعراب أربعة وهي: الرفع والنصب والخفض والجزم، ولو جئنا للبناء لوجدنا أن أقسامه -أيضا- أربعة وهي الأربعة المقابلة لهذه؛ فالرفع في الإعراب يقابله في البناء الضم، والنصب في الإعراب يقابله في البناء الفتح، والخفض، أو الجر في الإعراب يقابله في البناء الكسر، والجزم في الإعراب يقابله في البناء السكون.

فأنت في الإعراب تقول: محمد اسم مرفوع، ولكن كلمة حيثُ -لأنها مبنية- لو قلت: إنها اسم مرفوع لكان كلاما خطأ وليس صحيحا؛ لأن الرفع مصطلح خاص بالإعراب، فإذا جئت للبناء تستخدم المصطلح الذي يقابله وهو الضم، فتقول: محمدٌ: اسم مرفوع، وحيثُ: اسم مبني على الضم، وتقول -أيضا-: محمد: اسم مرفوع، ومنذُ: اسم مبني على الضم، وتقول: جاء هؤلاءِ، ورأيت هؤلاءِ ومررت بهؤلاءِ، وتقول: مررت بمحمدٍ، فمحمد اسم مجرور، أو اسم مخفوض حسب مصطلح المؤلف، وتقول في هؤلاء: هؤلاء: اسم مبني على الكسر.

فمصطلحات الإعراب، أو أقسامه -إن شئت- أربعة وهي: الرفع والنصب والجر، أو الخفض والجزم، مصطلحات البناء أربعة وهي تقابلها وهي: الضم والفتح والكسر والسكون، فللأسماء من ذلك الرفع والنصب والخفض، ولا جزم فيها، وللأفعال من ذلك الرفع والنصب والجزم، ولا خفض فيها، حينما تحدث عن أقسام الإعراب تحدث عن أنها تتقاسمها الأفعال والأسماء.

فالأسماء لها منها ثلاثة، والأفعال لها منها -أيضا- مثل ذلك؛ فللأسماء الرفع والنصب والخفض ولا جزم فيها، وللأفعال من ذلك الرفع والنصب والجزم ولا خفض فيها، لكنه لم يتحدث عن الحروف، فلماذا ألقاب الإعراب، أو مصطلحات الإعراب، أو أقسام الإعراب

هذه الأربعة لماذا تقاسمتها الأفعال والأسماء، ولم يكن للحروف منها نصيب ؟

نعم السبب في ذلك أن الحروف مبنية، الحروف كلها مبنية، ولا حظ لها في الإعراب؛ ولذلك فإن الإعراب من خصائص الأفعال والأسماء فقط، وألقاب الإعراب، أو مصطلحاته تتقاسمها الأسماء والأفعال، فالألقاب الأربعة الأسماء تأخذ الألقاب الأربعة ما عدا الجزم، فإن الأسماء لا تجزم، والأفعال تأخذ الأربعة ما عدا الجر، فإن الجر -كما تقدم قبل قليل- علامة من علامات الأسماء، ولا يدخل في الأفعال.

ولذلك قال: فللأسماء من ذلك الرفع والنصب والخفض محمدٌ ومحمدا وبمحمدٍ ولا جزم فيها، والأسماء تبني على السكون مثل: منْ وكمْ، لكنها لا تجزم في حالة الإعراب؛ لأن الجزم مصطلح إعرابي خاص بالأفعال. أما البناء على السكون فإنه يدخل في الأسماء، لكننا -الآن- نتحدث عن ألقاب الإعراب ومصطلحاته. وللأفعال من ذلك الرفع والنصب والجزم، ولا خفض فيها، فالجر -أيضا- لا يدخل في الأفعال؛ لأنه من خصائص الأسماء.
نترك الوقت الباقي لبعض الأوراق والأسئلة وهنا ورقة تمنيت لو أنني قرأتها في البداية، ولكن -إن شاء الله- سأراعيها في الدروس القادمة.



س: هذا -أيضا- يلفت الانتباه إلى أمر جيد وهو يقول: إنك ذكرت في الإعراب تعريفه: هو تغيير أواخر الكلم، وأنت قلت:لو أنها تغيير حركة أواخر الكلم، وهذا قد لا ينطق على جمع المذكر السالم، والمثنى، وما إلى ذلك ؟

ج: هذا صحيح، الإعراب في الأسماء المفردة هو تغيير حركة آخر الكلمة، لكن هذا في الأسماء التي تعرب بالحركات، أما في الأسماء التي تعرب بالحروف كالأسماء الستة، وجمع المذكر السالم، والمثنى، وما إلى ذلك فإنه تغيير آخر الكلمة فعلا؛ لأنها تارة تختم بواو ونون، أو بألف ونون، أو بياء ونون حسب حالها، وهذا صحيح.

س: يقول: ذكرتم بأن من علامات الاسم: دخول أل بجميع أنواعها، فهل يدخل في ذلك أل الموصولة، وإذا كان كذلك، فما هو القول في قول الشاعر:
ما أنت بالحكم الترضي حكومته ؟


هذا البيت من شواهد شروح الألفية، وهو مشهور في كل شرح، وقل أن يخلو منه، وأنا هنا حاولت ألا أستطرد إلى شرح ألفية ابن مالك، وإلا فإننا لو أردنا أن نخرج إلى ذلك فإنه قد يطول بنا المقام كثيرا، وقد شرحت هذا الكلام في درس سابق كان في مسجد الجامعة، حينما كنت أشرح "شرح أوضح المسالك" والاستقصاء في أنواع أل، وفي الذي يدخل منها، والذي لا يدخل، وفي علامات الاسم كاملة وتفصيلاتها، ثم الدخول في التنوين وأنواعه الأربعة: تنوين العوض، وتنوين التمكين، والمقابلة، والعوض، ثم الترنم وما إلى ذلك يخرجنا عن الالتزام بهذا المتن.

فالقصد في هذه الدورة المكثفة اليسيرة أن نحاول أن نشرح هذا المتن فقط، وأن نلتزم به، وليس القصد من ذلك هو أن نعلم النحو كله؛ فالنحو لا يمكن أن يعلم في ثلاثة أسابيع، ويدرس في الكلية في أربع سنوات، ولا يصل به الإنسان إلا إلى ثلاثة أرباع أبوابه، أو إلى النصف أحيانا، فليس من شأننا في هذا أن نستفيض في كل شيء، وإلا فإن العلماء في أنواع "أل" تحدثوا عنها، وقالوا: إنه يستثنى من ذلك أل الموصولة؛ لأنها تدخل على الأفعال، ولكن العبرة في هذا كله إنما هو بالغالب وبالكثير.


أيضا لو جئت إلى قضية علامة الفعل الماضي وهي التاء، والجر ودخول حرف الجر لجئت إلى نعم وبئس، وقول العرب: والله ما هي بنعم الولد، نعم السير على بئس العير، وما إلى ذلك، فإننا إذا أردنا أن ندخل في الاستثناءات ونفصل في ذلك سيطول بنا المقام، وإنما المراد هنا ذكر العلامات التي هي في الغالب علامات الأسماء.
فالجر في الغالب أنه علامة للأسماء، ولا يضر أن العرب لها شاهد، أو شاهدان دخل فيها حرف الجر على فعل، وأل علامة من علامات الأسماء، ولا يضر أن تكون دخلت في شاهد نحوي على فعل، ونحو ذلك.

والتصغير علامة من علامات الأسماء، ولا يضر أنه صغر فعل للتعجب، أو نحو ذلك، العبرة عندنا هنا بالعموم وبالقواعد العامة، وأما التفصيلات وذكر الشواذ لكل قاعدة، فهذا لو أردنا أن نأخذ به لطال بنا المقام، ولا استطعنا أن نقرر قاعدة تقريرا كاملا.

س: وأيضا السائل يقول: يتحدث عن أل، وأنها ذكرتم أنها علامة بأنواعها، وما إلى ذلك ؟

ج: أنواع أل المشهورة وهي: أل التي للتعريف، وأل التي للتعريف أغلبها هي التي للعهد، سواء كان هذا العهد هو العهد الذهني، أو العهد الذكري، أو العهد الحضوري.
فالعهد الذكري -مثلا كما إذا ذكرت- كلمة، ثم جئت بأل بعد ذلك؛ إشارة إلى هذه الكلمة كما إذا قلت: مررت برجل فأعجبني الرجل، أل هنا للعهد الذكري، وكما في قوله -تعالى-: كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ أي: الرسول الذي أرسل له، ومر في .قوله: أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا


والعهد الذهني -أيضا- هو أن يحيلك إلى معهود في ذهنك، ومعروف كما في قوله -تعالى-: ذَلِكَ الْكِتَابُ الكتاب أي: القرآن الذي معروف في أذهان جميع المسلمين المخاطبين.

والعهد الحضوري كما في قول، يستشهدون عليه بقوله -تعالى-: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ أي: هذا اليوم الذي أنتم فيه وهم يوم الجمعة -يوم عرفة- الذي نزلت فيه الآية.
وكما قلت لكم -أيضا- يعني: أنا تعمدت ترك التفصيل؛ لأن المراد نحن -الآن- لسنا بصدد الحديث عن أل، وأقسام أل، وإنما بصدد الحديث عن علامات الاسم، يكفي أن نقول: بأن الاسم أي كلمة تدخل عليها أل -أيا كانت- فهي اسم، وتفصيل أنواع أل قد يرد في باب خاص، وهو: باب المعرف بأل.

سائل يسأل عن ما الفرق بين متن الأجرومية، وملحمة الإعراب، وأيهما أجدر باللفظ، وأيضا ما رأيكم فضيلتكم في حفظ الألفية، والاكتفاء بها عن غيرها ؟

لا شك بأن الألفية من أنفع المتون وأجمعها، وأن حفظ الألفية إذا كان الإنسان -يعني- يريد أن يحفظ متنا واحدا، وعنده القدرة على حفظ متن الألفية فأنا أوصيه بذلك، وليستعن بالله فإنه إذا حفظ متن الألفية باستطاعته أن يقرأ أي شرح من شروحها، ويجد الأمر ميسرا، وسيستطيع أن يمسك بتفاصيل هذا الشرح ما دام ممسكا بمفاتيحه، وهي أبيات الألفية.

فأبيات الألفية من المتون التي يوصى بحفظها، والتي كان العلماء يحفظونها، ويتواصون بحفظها، أما الطريقة المثلى في الحفظ فالواقع أن كل إنسان له أسلوبه في الحفظ، وله الإمكانيات والقدرات على ذلك، لكن وقت الفجر لا شك بأنه من أنجح الأوقات، وأفضلها للحفظ؛ لأن الذهن فيه حي متوقد مستيقظ، وفيه صفاء ونقاء فهو من أفضل الأوقات التي تعين على ذلك، وإن كانت أوضاع الناس بكل أسف، والأوضاع الاجتماعية وهذا الليل الذي يضيع جله، أو أكثره قد يفوت مثل هذه الفرص بكل أسف.



شرح المقدمة "الأجرومية" في علم النحو



أما بالنسبة للمخاطبة المؤنثة فأصل الخطاب لها:

اكتبي الدرس بياء المخاطبة، والأصل -أيضًا- تكتبين بالنون "نون الرفع" فلما حوِّل من المضارع إلى الأمر قيل: اكتبي بُني على حذف النون، فإذا أردت أن تدخل عليه التوكيد فإنك إن لم تغير فيه شيئا فستقول: اكتبينَّ الدرس يا هند، وحينئذ سيجتمع ساكنان وهما الياء ونون التوكيد الثقيلة؛ لأن الثقيلة مكونة من حرفين أولهما نون ساكنة.

فاجتماع الساكنين هنا يلجئنا إلى حذف الياء وإبقاء الكسرة التي قبلها للدليل عليها، فيصبح اكتبنَّ الدرس يا هند. فتحولت من اكتبي، ثم اكتبين، ثم بسبب الاستثقال صارت اكتب، فإذًا الأمر للمؤنثة اكتبِنَّ بكسر الباء، والأمر للمذكر اكتبَنَّ بفتح الباء، وأظن أن الفرق الآن بينهما واضح.

س: يقول: قال المصنف -رحمه الله-: "أقسامه ثلاثة" أي: أقسام الكلام، يقول: أليس هذا الكلام فيه تجوز؛ لأن هذه الثلاثة وهي: الاسم والفعل والحرف، إنما هي أقسام الكلمة"



رد مع اقتباس