عرض مشاركة واحدة
قديم 09-01-2006, 07:55 PM   رقم المشاركة : 4
الكاتب

أفاق : الاداره

مراقب

مراقب

أفاق : الاداره غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









أفاق : الاداره غير متواجد حالياً


مشاركة: البداية والنهاية الجزء الرابع عشر

تتمة الملف البداية والنهاية الجزء الرابع عشر جزءنا الملف لصعوقبة التصفح وسنجزء الباقي


محمد بن سليمان بن حمايل بن علي المقدسي المعروف بابن غانم وكان من اعيان الناس وأكثرهم مروءة ودرس بالعصرونية توفي وقد جاوز الثمانين كان من الكتاب المشهورين المشكورين وهو والد الصدر علاء الدين بن غانم
*3* الشيخ جمال الدين ابو محمد

@ عبد الرحيم بن عمر بن عثمان الباجريقي الشافعي اقام مدة بالموصل يشتغل ويفتى ثم قدم دمشق عام قازان فمات بها وكان قد أقام بها مدة كذلك ودرس بالقليجية والدولعية وناب في الخطابة ودرس بالغزالية نيابة عن الشمس الأيكي وكان قليل الكلام مجموعا عن الناس وهو والد الشمس محمد المنسوب الى الزندقة والانحلال وله اتباع ينسبون الى ما ينسب اليه ويعكفون على ما كان يعكف عليه وقد حدث جمال الدين المذكور بجامع الأصول عن بعض اصحاب مصنفات ابن الأثير وله نظم ونثر حسن والله سبحانه اعلم

*2* ثم دخلت سنة سبعمائة من الهجرة النبوية

@
استهلت والخليفة والسلطان ونواب البلاد والحكام بها هم المذكورون في التي قبلها غير الشافعي والحنفي ولما كان ثالث المحرم جلس المستخرج لاستخلاص اجرة اربعة أشهر عن جميع أملاك الناس وأوقافهم بدمشق فهرب اكثر الناس من البلد وجرت خبطة قوية وشق ذلك على الناس جدا
وفي مستهل صفر وردت الأخبار بقصد التتر بلاد الشام وأنهم عازمون على دخول مصر فانزعج الناس لذلك وازدادوا ضعفا على ضعفهم وطاشت عقولهم وألبابهم وشرع الناس في الهرب الى بلاد مصر والكرك والشوبك والحصون المنيعة فبلغت الحمارة الى مصر خمسمائة وبيع الجمل بألف والحمار بخمسمائة وبيعت الأمتعة والثياب والمغلات بأرخص الأثمان وجلس الشيخ تقي الدين ابن تيمية في ثاني صفر بمجلسه في الجامع وحرض الناس على القتال وساق لهم الآيات والأحاديث الواردة في ذلك ونهى عن الإسراع في الفرار ورغب في إنفاق الاموال في الذب عن المسلمين وبلادهم وأموالهم وأن ما ينفق في اجرة الهرب اذا انفق في سبيل الله كان خيرا واوجب جهاد التتر حتما في هذه الكرة وتابع المجالس في ذلك ونودي في البلاد لا يسافر احد إلا بمرسوم وورقة فتوقف الناس عن السير وسكن جأشهم وتحدث الناس بخروج السلطان من القاهرة بالعساكر ودقت البشائر لخروجه لكن كان قد خرج جماعة من بيوتات دمشق كبيت ابن صصرى وبيت ابن فضل الله وابن منجا وابن سويد وابن الزملكاني وابن جماعة
وفي اول ربيع الآخر قوى الارجاف بأمر التتر وجاء الخبر بأنهم قد وصلوا الى البيرة ونودي
في البلد ان تخرج العامة مع العسكر وجاء مرسوم النائب من المرج بذلك فاستعرضوا في أثناء الشهر فعرض نحو خمسة آلاف من العامة بالعدة والاسلحة على قدر طاقتهم وقنت الخطيب ابن جماعة في الصلوات كلها واتبعه ائمة المساجد وأشاع المرجفون بأن التتر قد وصلوا الى حلب وأن نائب حلب تقهقر الى حماة ونودي في البلد يتطييب قلوب الناس واقبالهم علىمعايشهم وان السلطان والعساكر واصلة وأبطل ديوان المستخرج وأقيموا ولكن كانوا قد استخرجوا أكثر مما أمروا به وبقيت بواقي على الناس الذين قد اختفوا فعفى عما بقي ولم يرد ما سلف لا جرم ان عواقب هذه الأفعال خسر ونكر وأن اصحابها لا يفلحون ثم جاءت الأخبار بان سلطان مصر رجع عائدا الى مصر بعد ان خرج منها قاصدا الشام فكثر الخوف واشتد الحال وكثرت الامطار جدا وصار بالطرقات من الأوحال والسيول ما يحول بين المرء وبين ما يريده من الانتشار في الأرض والذهاب فيها فإنا لله وانا إليه راجعون

وخرج كثير من الناس خفافا وثقالا يتحملون بأهليهم وأولادهم والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون وجعلوا يحملون الصغار في الوحل الشديد والمشقة على الدواب والرقاب وقد ضعفت الدواب من قلة العلف مع كثرة الأمطار والزلق والبرد الشديد والجوع وقلة الشيء فلا حول ولا قوة الا بالله
واستهل جمادي الاولى والناس على خطة صعبة من الخوف وتأخر السلطان واقترب العدو وخرج الشيخ تقي الدين بن يتيمة رحمه الله تعالى في مستهل هذا الشهر وكان يوم السبت الى نائب الشام في المرج فثبتهم وقوى جأشهم وطيب قلوبهم ووعدهم النصر والظفر على الأعداء وتلا قوله تعالى ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغى عليه لينصرنه الله إن الله لعفو غفور وبات عند العسكر ليلة الاحد ثم عاد الى دمشق وقد سأله النائب والامراء ان يركب على البريد الى مصر يستحث السلطان على المجيء فساق وراء السلطان وكان السلطان قد وصل الى الساحل فلم يدركه الا وقد دخل القاهرة وتفارط الحال ولكنه استحثهم على تجهيز العساكر الى الشام إن كان لهم به حاجة وقال لهم فيما قال ان كنتم اعرضتم عن الشام وحمايته أقمنا له سلطانا يحوطه ويحميه ويستغله في زمن الأمن ولم يزل بهم حتى جردت العساكر الى الشام ثم قال لهم لو قدر انكم لستم حكام الشام ولا ملوكه واستنصركم أهله وجب عليكم النصر فكيف وأنتم حكامه وسلاطينه وهم رعايتكم وانتم مسؤلون عنهم وقوى جأشهم وضمن لهم النصر هذه الكرة فخرجوا الى الشام فلما تواصلت العساكر الى الشام فرح الناس فرحا شديدا بعد ان كانوا قد يئسوا من أنفسهم وأهليهم وأموالهم ثم قويت الأراجيف بوصول التتر وتحقق عود السلطان الى مصر ونادى ابن النحاس متولي البلد في الناس من قدر على السفر فلا يقعد بدمشق فتصايح النساء والولدان ورهق الناس
ذلة عظيمة وخمدة وزلولوا زلزالا شديدا وغلقت الاسواق وتيقنوا ان لا ناصر لهم الا الله عز وجل وأن نائب الشام لما كان فيه قوة مع السلطان عام اول لم يقو على التقاء جيش التتر فكيف به الآن وقد عزم على الهرب ويقولون ما بقي اهل دمشق الا طعمة العدو ودخل كثير من الناس الى البراري والقفار والمغر بأهليهم من الكبار والصغار ونودي في الناس من كانت نيته الجهاد فليلحق بالجيش فقد اقترب وصول التتر ولم يبق بدمشق من أكابرها الا القليل وسافر ابن جماعة والحريري وابن صصرى وابن منجا وقد سبقهم بيوتهم الى مصر وجاءت الاخبار بوصول التتر الى سرقين وخرج الشيخ زين الدين الفارقي والشيخ إبراهيم الرقي وابن قوام وشرف الدين بن تيمية وابن خبارة الى نائب السلطنة الافرم فقووا عزمه على ملاقاة العدو واجتمعوا بمهنا امير العرب فحرضوه على قتال العدو فأجابهم بالسمع والطاعة وقويت نياتهم على ذلك وخرج طلب سلار من دمشق الى ناحية المرج واستعدوا للحرب والقتال بنيات صادقة
ورجع الشيخ تقي الدين بن تيمية من الديار المصرية في السابع والعشرين من جمادي الأولى على البريد وأقام بقلعة مصر ثمانية أيام يحثهم على الجهاد والخروج الى العدو وقد اجتمع بالسلطان والوزير وأعيان الدولة فأجباوه الى الخروج وقد غلت الاسعار بدمشق جدا حتى بيع خاروفان بخمسمائة درهم واشتد الحال ثم جاءت الاخبار بأن ملك التتار قد خاض الفرات راجعا عامة ذلك لضعف جيشه وقلة عددهم فطابت النفوس لذلك وسكن الناس وعادوا الى منازلهم منشرحين آمنين مستبشرين ولما جاءت الأخبار بعدم وصول التتار الى الشام في جمادي الأخرة تراجعت أنفس الناس اليهم وعاد نائب السلطنة الى دمشق وكان مخيما في المرج من مدة أربعة أشهر متتابعة وهو من اعظم الرباط وتراجع الناس الى أوطانهم وكان الشيخ زين الدين الفارقي قد درس بالناصرية لغيبة مدرسها كمال الدين بن الشريشني بالكرك هاربا ثم عاد اليها في رمضان وفي أواخر الشهر درس ابن الزكي بالدولعية عوضا عن جمال الدين الزرعي لغيبته وفي يوم الاثنين قرئت شروط الذمة على أهل الذمة وألزموا بها واتفقت الكلمة على عزلهم عن الجهات وأخذوا بالصغار ونودي بذلك في البلد وألزم النصارى بالعمائم الزرق واليهود بالصفر والسامرة بالحمر فحصل بذلك خير كثير وتميزوا عن المسلمين وفي عاشر رمضان جاء المرسوم بالمشاركة بين أرجواش والأمير سيف الدين اقبجا في نيابة القلعة وأن يركب كل واحد منهما يوما ويكون الآخر بالقلعة يوما فامتنع ارجواش من ذلك
وفي شوال درس بالاقبالية الشيخ شهاب الدين بن المجد عوضا عن علاء الدين القونوي بحكم إقامته بالقاهرة وفي يوم الجمعة الثالث عشر من ذي القعدة عزل شمس الدين بن الحريري عن قضاء الحنفية بالقاضي جلال الدين بن حسام الدين على قاعدته وقاعدة أبيه وذلك باتفاق من
الوزير شمس الدين سنقر الأعسر ونائب السلطان الأفرم وفيها وصلت رسل ملك التتار الى دمشق فأنزلوا بالقلعة ثم ساروا الى مصر وممن توفي فيها من الاعيان
*3* الشيخ حسن الكردي
@ المقيم بالشاغور في بستان له يأكل من غلته ويطعم من ورد عليه وكان يزار فلما احتضر اغتسل وأخذ من شعره واستقبل القبلة وركع ركعات ثم توفي رحمه الله يوم الاثنين الرابع جمادي الاولى وقد جاوز المائة سنة
*3* الطواشي صفي الدين جوهر التفليسي
@ المحدث اعتنى بسماع الحديث وتحصيل الأجزاء وكان حسن الخلق صالحا لين الجانب رجلا حاميا زكيا ووقف أجزاءه التي ملكها على المحدثين
*3* الأمير عز الدين
@ محمد بن ابي الهيجاء بن محمد الهيدباني الأربلي متولي دمشق كان لديه فضائل كثيرة في التواريخ والشعر وربما جمع شيئا في ذلك وكان يسكن بدرب سعور فعرف به فيقال درب ابن أبي الهيجاء وهو أول منزل نزلناه حين قدمنا دمشق في سنة ست وسبعمائة ختم الله لي بخير في عافية آمين توفي ابن ابي الهيجاء في طريق مصر وله ثمانون سنة وكان مشكور السيرة حسن المحاضرة
*3* الأمير جمال الدين آقوش الشريفي
@ والي الولاة بالبلاد القبلية توفي في شوال وكانت له هيبة وسطوة وحرمة
*2* ثم دخلت سنة إحدى وسبعمائة
@ استهلت والحكام هم المذكورون في التي قبلها والأمير سيف الدين سلار بالشام ونائب دمشق الأفرم وفي أولها عزل الامير قطلبك عن نيابة البلاد الساحلية وتولاها الأمير سيف الدين استدمر وعزل عن وزارة مصر شمس الدين الأعسر وتولي سيف الدين أقجبا المنصوري نيابة غزة وجعل عوضه بالقلعة الامير سيف الدين بهادر السيجري وهو من الرحبة وفي صفر رجعت رسل ملك التتر من مصر الى دمشق فتلقاهم نائب السلطنة والجيش والعامة وفي نصف صفر ولي تدريس النورية الشيخ صدر الدين على البصراوي الحنفي عوضا عن الشيخ ولي الدين السمرقندي وإنما كان وليها ستة أيام ودرس بها أربعة دروس بعد بني الصدر سليمان توفي وكان من كبار الصالحين يصلي كل يوم مائة ركعة وفي يوم الأربعاء تاسع عشر ربيع الأول جلس قاضي القضاة وخطيب الخطباء بدر الدين بن جماعة بالخانقاه الشمساطية شيخ الشيوخ بها عن طلب الصوفية له بذلك ورغبتهم فيه وذلك بعد وفاة الشيخ يوسف بن حمويه الحموي وفرحت الصوفية به وجلس حوله ولم تجتمع هذه المناصب لغيره قبله ولا بلغنا انها اجتمعت الى احد بعده الى زماننا هذا القضاء والخطابة ومشيخة الشيوخ وفي يوم الاثنين الرابع والعشرين من ربيع الأول وقتل الفتح احمد بن الثقفي بالديار المصرية حكم فيه القاضي زين الدين بن مخلوف المالكي بما ثبت عنده من تنقيصه للشريعة واستهزائه بالآيات المحكمات ومعارضة المشتبهات بعضها ببعض يذكر عنه انه كان يحل المحرمات من اللواط والخمر وغير ذلك لمن كان يجتمع فيه من الفسقة من الترك وغيرهم من الجهلة هذا وقد كان له فضيلة وله اشتغال وهيئة جميلة في الظاهر وبزته ولبسته جيدة ولما أوقف عند شباك دار الحديث الكاملية بين القصرين استغاث بالقاضي تقي الدين بن دقيق العيد فقال ما تعرف مني فقال اعرف منك الفضيلة ولكن حكمك الى القاضي زين الدين فأمر القاضي للوالي ان يضرب عنقه فضرب عنقه وطيف برأسه في البلد ونودي عليه هذا جزاء من طعن في الله ورسوله قال البرزالي في تاريخه وفي وسط شهر ربيع الأول ورد كتاب من بلاد حماة من جهة قاضيها يخبر فيه انه وقع في هذه الأيام ببارين من عمل حماة برد كبار على صور حيوانات مختلفة شقى سباع وحيات وعقارب وطيور ومعز ونساء ورجال في أوساطهم حوائص وأن ذلك ثبت بمحضر عند قاضي الناحية ثم نقل ثبوته الى قاضي حماة وفي يوم الثلاثاء عاشر ربيع الأخر شنق الشيخ على الحويرالي بواب الظاهرية على بابها وذلك انه اعترف بقتل الشيخ زين الدين السمرقندي وفي النصف منه حضر القاضي بدر الدين بن جماعة تدريس الناصرية الجوانية عوضا عن كمال الدين ابن الشريشي ودلك انه ثبت محضر انها لقاضي الشافعية بدمشق فانتزعها من يد ابن الشريشي وفي يوم الثلاثاء التاسع والعشرين من جمادي الاولى قدم الصدر علاء الدين بن شرف الدين بن القلانسي على أهله من التتر بعد أسر سنتين وأياما وقد حبس مدة ثم لطف الله به وتلطف حتى تخلص منهم ورجع الى أهله ففرحوا به
وفي سادس جمادي الآخرة قدم البريد من القاهرة وأخبر بوفاة أمير المؤمنين الخليفة الحاكم بأمر الله العباسي وأن ولده ولي الخلافة من بعده وهو أبو الربيع سليمان ولقب بالمستكفي بالله وأنه حضر جنازته الناس كلهم مشاة ودفن بالقرب من الست نفيسة وله اربعون سنة في الخلافة وقدم مع البريد تقليد بالقضاء لشمس الدين الحريري الحنفي ونظر الدواوين لشرف الدين بن مزهر واستمرت الخاتونية الجوانية بيد القاضي جلال الدين بن حسام الدين بإذن نائب السلطنة وفي يوم الجمعة تاسع جمادي الآخرة خطب للخليفة المستكفي بالله وترحم على والده بجامع دمشق واعيدت الناصرية الى ابن الشريشي وعزل عنها ابن جماعة ودرس بها يوم الأربعاء الرابع عشر من جمادي الآخرة وفي شوال قدم الى الشام جراد عظيم اكل الزرع والثمار وجرد الاشجار حتى صارت مثل العصى ولم يعهد مثل هذا وفي هذا الشهر عقد مجلس لليهود الخيابرة وألزموا باداء الجزية أسوة أمثالهم من اليهود فأحضروا كتابا معهم يزعمون انه من رسول الله صلى الله عليه وسلم بوضع الجزية عنهم فلما وقف عليه الفقهاء تبينوا انه مكذوب مفتعل لما فيه من الألفاظ الركيكة والتواريخ المحبطة واللحن الفاحش وحاققهم عليه شيخ الاسلام ابن تيمية وبين لهم خطأهم وكذبهم وأنه مزور مكذوب فأنابوا الى أداء الجزية وخافوا من ان تستعاد منهم الشئون الماضية قلت وقد وقفت انا على هذا الكتاب فرأيت فيه شهادة سعد بن معاذ عام خيبر وقد توفي سعد قبل ذلك بنحو من سنتين وفيه وكتب علي بن طالب وهذا لحن لا يصدر عن أمير المؤمنين علي لأن علم النحو إنما أسند اليه من طريق ابي الاسود الدؤلي عنه وقد جمعت فيه جزءا مفردا وذكرت ما جرى فيه أيام القاضي المارودي وكتاب أصحابنا في ذلك العصر وقد ذكره في الحاوي وصاحب الشامل في كتابه وغير واحد وبينوا خطأه ولله الحمد والمنة
وفي هذا الشهر ثار جماعةمن الحسدة على الشيخ تقي الدين بن تيمية وشكوا منه انه يقيم الحدود ويعزر ويحلق رؤس الصبيان وتكلم هو أيضا فيمن يشكو منه ذلك وبين خطأهم ثم سكنت الأمور وفي ذي القعدة ضربت البشائر بقلعة دمشق أياما بسبب فتح اماكن من بلاد سيس عنوة ففتحها المسلمون ولله الحمد وفيه قدم عز الدين بن ميسر على نظر الدواوين عوضا عن ابن مزهر وفي يوم الثلاثاء رابع ذي الحجة حضر عبدالسيد بن المهذب ديان اليهود الى دار العدل ومعه اولاده فأسلموا كلهم فأركمهم نائب السلطنة وأمر ان يركب بخلعة وخلفه الدبادب تضرب والبوقات الى داره وعمل ليلتئذ ختمة عظيمة حضرها القضاة والعلماء وأسلم على يديه جماعة كبيرة من اليهود وخرجوا يوم العيد كلهم يكبرون مع المسلمين وأكرمهم الناس إكراما زائدا وقدمت رسل ملك التتار في سابع عشر ذي الحجة فنزلوا بالقلعة وسافروا الى القاهرة بعد ثلاثة أيام وبعد مسيرهم بيومين مات ارجواس وبعد موته بيومين قدم الجيش من بلاد سيس وقد فتحوا جانبا منها فخرج نائب السلطنة والجيش لتلقيهم وخرج الناس للفرجة على العادة وفرحوا بقدومهم ونصرهم وممن توفي فيها من الأعيان
*3* أمير المؤمنين الخليفة الحاكم بأمر الله
@ ابو العباس أحمد بن المسترشد بالله الهاشمي العباسي البغدادي المصري بويع بالخلافة بالدولة الظاهرية في أول سنة إحدى وستين وستمائة فاستكمل اربعين سنة في الخلافة وتوفي ليلة الجمعة ثامن عشر جمادي الأولى وصلى عليه وقت صلاة العصر بسوق الخيل وحضر جنازته الاعيان والدولة كلهم مشاة وكان قد عهد بالخلافة الى ولده المذكور ابي الربيع سليمان


التوقيع :


اللهم صل على سيدنا محمد عبدك ونبيك ورسولك
النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم تسليما عدد مااحاط به علمك
وخط به قلمك واحصاه كتابك
وارض اللهم عن سادتنا ابي بكر وعمر وعثمان وعلي
وعن الصحابة أجمعين وعن التابعين وتابعيهم بإحسان الى يوم الدين





رد مع اقتباس