عرض مشاركة واحدة
قديم 05-26-2016, 12:37 PM   رقم المشاركة : 1
الكاتب

OM_SULTAN

المشرف العام

OM_SULTAN غير متواجد حالياً


الملف الشخصي








OM_SULTAN غير متواجد حالياً


موسم غرس النخيل بالامارات ..من أول فصل الصيف ويصل ذروته



موسم غرس النخيل بالامارات ..
من أول فصل الصيف ويصل ذروته




موسم غرس أشجار النخيل بالامارات كان يبدأ من أول فصل الصيف
ويصل ذروته في الفترة من /25/ يونيو الى العاشر من يوليو من كل عام

موسم غرس النخيل .. فرحة بطعم التمر
/ من شيخة الغاوي


أبوظبي في 21 أبريل / وام / ارتبط أبناء الجزيرة العربية ارتباطا وثيقا بشجرة النخيل منذ القدم الأمر الذي جعلهم يتعلقون بزراعتها تعلقا كبيرا مما جعل لهذه الشجرة حضورا كبيرا بنشأتهم وتكوينهم وبالتالي مست حياتهم وجدانيا حتى أصبح هناك تعايشا وتناغما وارثا كبيرا من الفنون الزراعية الخاصة بها والتي شاعت وأصبحت تتناقل بينهم حتى لو كانت بعض أراضيهم تزخر بالكلأ والسدر والغاف.

ويسترجع المزارع علي محمد المنصوري بذاكرته موسم غرس أشجار النخيل في الإمارات قديما ..قائلا / في مثل هذا الوقت من كل عام تعود بي ذكريات أيام زمان عندما كنت مع أبناء جيلي نستمتع بغرس أشجار النخيل فيزداد عددها عاما بعد عام حتى أصبحت تشكل لوحة فنية رائعة تكسو أرض الامارات ومناطقها المختلفة نستظل بظلالها فتنمو أحلامنا ونستمتع برطبها / .

وتابع / للآسف أشجار النخيل الخضراء والمختلفة الثمار وذلك الجمال الطبيعي لم يكن كما كان في أيام زمان وصار بالنسبة لأبناء جيلي ذكرى يتغنون بها في لقاءاتهم وفي جلسات السمر/ .

وأكد ان موسم غرس أشجار النخيل بالامارات كان يبدأ من أول فصل الصيف ويصل ذروته في الفترة من /25/ يونيو الى العاشر من يوليو من كل عام وتسمى هذه الفترة التبشرة /أول تباشير الرطب/ .. لافتا الى ان الأهالي في المنطقة الغربية وخاصة ليوا يفضلون غرس النخيل في المربعانية /انتهاء موسم الرطب وعادة يكون في شهر سبتمبر/ .

وأشار المنصوري الى ان هذا الموسم كان يعتبر عيدا حقيقيا للأهالي ولا يمر عام دون ممارسة هذا الفن الزراعي الجميل حتى شاع بين الأهالي وتعلمه الصغير قبل الكبير ومارسه الأهالي في المناطق المترامية الأطراف في العين وفي ليوا وعجمان وكلباء وخورفكان ودبا والذيد وفلج المعلا ورأس الخيمة .


وأوضح ان زراعة النخيل لها بعد ثقافي واجتماعي نظرا لأهميتها ليس فقط كمصدر للغذاء ولكن لارتباطها بعادات وتقاليد وقيم اجتماعية توارثتها الأجيال مما جعل هذه الشجرة تحظى بتقدير خاص لدى أبناء المنطقة .

ومضى يقول / ترتبط شجرة النخيل في وجداننا بمجموعة من القيم النبيلة وهي تعني الأرض والديار والحياض وامتلاكها مصدر شعور بالفخر والقوة والتجذر في عمق التاريخ والامتداد إلى المستقبل/ .

وأضاف / على المستوى الشخصي يحقق امتلاك أشجار النخيل شعورا بالأمان والاطمئنان وبالانتماء لهوية تمتد جذورها في التاريخ يؤطرها سياج ابتناه الأجداد والآباء بلبنات الصاروج حماية لهم ولنخيلهم / .

واعتبر موسم غرس فسائل نخيل التمر في أول فصل الصيف وآخره مناسبة فرح للمزارعين فترى الناس في عمل دؤوب وقد يستمر لعدة أيام والحقيقة أنه عمل شاق للغاية يشترك فيه جميع أفراد العائلة ولكنهم سعداء به يرجون حصاده بما يفضي عليهم المال الذي يجهزون به حاجاتهم ولوازمهم المنزلية الأخرى ..مشيرا الى أنه في هذا الموسم يخرج الأهالي شبابا وكبارا وأطفالا ونساء يشاركون في احتفالية بهيجة يرددون الأهازيج الشعبية والأغاني التراثية وينشدون أروع الأناشيد التي توارثوها عن آبائهم وأجدادهم ويعملون بروح واحدة .

ونوه المنصوري الى أن الأهالي قديما في مثل هذا الوقت من كل عام يحيطون بغرسهم الجديد من أشجار النخيل تتهلل أساريرهم وينشرح قلبهم ويشعرون بحب جارف لأرضهم ..حب لا يتذوقوه الا في هذا الموسم خاصة في واحات ليوا والعين..وفي دبي تشتهر مناطق الجميرا والبراحة وحتا بزراعة النخيل ومناطق أخرى مثل الحيرة والذيد في الشارقة ومصفوت وفلج المعلا وكلباء ودبا وفي رأس الخيمة تعتبر مناطق خت وشمل من أشهر مناطق زراعة النخيل .

وكشف المنصوري عن الأصول المتبعة في زراعة أشجار النخيل من خلال تجربته الشخصية التي توجها بزراعة أكثر من أربعة آلاف شجرة نخيل ..قائلا / زراعة النخيل فن زراعي جميل ورثناه عن الأجداد والآباء وتعلمنا منه ان كل الأماني تبدأ كبذرة ما تلبث إن تنمو وتعلو حتى تكون شجرة يانعة الثمار/ .

وقال بعد اختيار الفسيلة الجيدة المكتملة النمو والتي يفضل ان لا يقل عمرها عن ثلاث أو أربع سنوات ووزنها من /20/ الى /25/ كيلو جرام وطولها لا يقل عن متر يتم فصلها برفق عن الأم وتسمى قطيعة / وقت قطعها عن الأم/ وتشذب /هو عملية قص السعف الزائد المتيبس/ ويجمع سعفها الأخضر ويربط مع بعضه البعض ويفضل تغطيته بالخيش لوقايتها من الحرارة وتوضع الفسيلة في مكان ظليل وتلف جذورها بالخيش وترطب بالماء في حال نقلها إلى مكان بعيد أو في حالة التأخر في غرسها وان كان يوصى بغرسها فور فصلها أو وصولها الى مكان الغرس .. لافتا الى أنها تسمى القورة عندما تحمل وتنقل من مكان الى آخر وفي هذه الحالة لابد من نقلها مع التراب المحيط بالجذور .

وأشار الى أنه قبل الزراعة يتم تهيئة المكان وحفر الأرض حفر مساحة الواحدة متر مكعب حيث تزال التربة الأصلية وتترك لعدة أيام للتهوية تغرس بعدها الفسيلة صباحا وتغطى بكمية من التربة الرملية وتسقى بالماء ثم توضع طبقة أخرى من الرمل وترطب بالماء وتدك بالأقدام وتكرر هذه العملية حتى تمتلئ الحفرة بالتربة..مشيرا الى ان تسمية الفسيلة تطلق عليها منذ لحظة غرسها في الأرض .

ويسترجع المنصوري طفولة مضت كانت بنكهة الرطب وتشكلت جل أحداثها تحت نخيل النغال والبرحي ولم يبق منها الا طعم التمر ..قائلا / قبل زمن ليس ببعيد عشنا مرحلة الطفولة وبراءتها نزرع النخيل مرددين في هذه المناسبة الأدعية غير آبهين بمرور الوقت ونظرات الناس الغريبة الى ثيابنا التي امتلأت غبارا وطينا من الأرض لأن أحلامنا تبدأ صغيرة صغر شجرة النخيل ثم تكبر مع نمو هذه الشجرة حتى تلامس عنان السماء / .

وتطرق في حديثة لطرق الري قديما .. مشيرا الى أنه يتم ريها بالماء لمدة أربعين يوما متواصلة بحيث لا يلامس الماء قلب الفسيلة ..ونوه الى ان المزارعين في منطقة ليوا كانوا يحفرون لفسائل النخيل عند زراعتها حتى مستوى الماء نظرا لقرب الماء من سطح الأرض في هذه المنطقة فلا تحتاج الفسائل إلى كميات كبيرة من الماء عكس المناطق الأخرى بالدولة في حين كان نخيل منطقة العين والذيد وفلج المعلا ومسافي ومنطقة خت برأس الخيمة يتم ريها عن طريق الافلاج أما اليازرة والغرافة هي من أشهر طرق ري أشجار النخيل في المناطق الأخرى .

ولفت الى انه يجب مراعاة أن تكون الفسائل متباعدة عن بعضها بمسافة متوسطها ثمانية أمتار تتيح للمزارع مزيدا من حرية الحركة وامكانية زراعة أنواع مختلفة من الخضروات والفواكه بينها وتساعد شجرة النخيل على النمو مستقبلا عندما تكون صرمة /هي مرحلة النمو التي تلي الفسيلة وتسبق مرحلة الثمر/ .

وتابع وهو ينظر لبعض أشجار النخيل التي توشك على الموت /تتفتح العيون على مرآى شجرة النخيل ويعانق البصر شموخها وتتشرب الهامة بمجدها أما الآن أجد الحنين يشدني لبقايا ذاكرة تناثرت هنا وهناك تركها الذين كانوا هنا ذات يوم فتلاشت معالمها وتماهت ملامحها بين ثنايا الواحات وتحت ظلال أشجار النخيل/.

وأشار الى أن أفضل أنواع نخيل التمر التي كان يحرص أبناء الامارات على زراعتها هي الخنيزي واللولو في الإمارات الشمالية والفرض والدباسي في منطقة أبوظبي والمناطق الغربية أما الأنواع المنتشرة حاليا والمشهورة في وقتنا الحالي مثل الاخلاص والبرحي لم تكن موجودة قديما لأنها أنواع حديثة لم يعرفها الأجداد والآباء ولم تدخل الدولة الا منذ /40/ عاما .. لافتا الى ان الأهالي لم يعرفوا هذه الأنواع الا عندما بدأ استيرادها من مملكة البحرين الشقيقة والبصرة بأمر من الشيخ زايد رحمه الله في أواخر الستينات أما فيما مضى كان الأهالي يحضرون أجود أنواع نخيل التمر من السعودية خاصة من منطقة الاحساء عن طريق البر أو يتم نقلها الى الدمام في شرق المملكة العربية السعودية ومنها تنقل عن طريق البحر الى الامارات .

بعدها انتقل للحديث عن حقبة مهمة من حياة أهل الامارات وعلاقتهم بشجرة النخيل .. قائلا / علمنا الشيخ زايد رحمه الله إن شجرة النخيل صبورة قوية في وجه الأعاصير والأنواء صامدة في العراء ومعمرة تعيش طويلا وتعطي كثيرا إذا وجدت من يهتم بها ويرعاها/ .


وتابع / في عهده غرسنا أشجار النخيل في كل شبر من أرض الإمارات حتى أصبحت من أشهر أشجار الإمارات وأكثرها انتشارا تنتصب باسقة في كل مكان/ .

وأشار المنصوري الى أن الشيخ زايد منذ منتصف الستينات كان يقف بنفسه في شوارع أبوظبي يغرس النخيل ويعلم مهندسي وعمال البلدية ويوجههم لطريقة الغرس الصحيحة حتى يطمئن قلبه ويتأكد من حسن زراعة هذه الأشجار وان لا يكون مصيرها الموت مما يعني لديه هدر ثروة قومية كبيرة ..لافتا الى انه مع نهاية السبعينات كانت أغلب شوارع أبوظبي وميادينها تتزين بأشجار النخيل الباسقة ثم انتشرت في المزارع خاصة بعد ان كان يأمر بـ /200/ شجرة نخيل لكل مزرعة يوزعها على المواطنين .

وأشار الى ان هذه الشجرة في عهده نالت كل اهتمام ورعاية حتى أصبح إكثار النخيل في الإمارات يتم بطريقتين وهي بزراعة الفسائل الطبيعية من الأم أو عن طريق الإكثار بالأنسجة ووفرت الحكومة الخبراء المختصين لمتابعة ورعاية مزارع النخيل وإرشاد المزارعين للأساليب الصحية في زراعة النخيل وجنيها وحمايتها وأنشئت مختبرات متخصصة في التقنية الحيوية ومراكز للتسويق ومصانع للتمور.

وأضاف إن كل هذا ساعد على إن ينشأ جيل متأثر بمدرسة زايد وما زال يعتني بغرس أشجار النخيل أمام مساكنهم بأنواعها المختلفة وهو تقليد وعادة توارثها الأبناء عن الأجداد تقديرا لأهميتها باعتبارها نبته مباركة وكان لها دور ريادي في تأمين الغذاء لأهل الإمارات قبل ظهور النفط وثمارها عادة ما تقدم أثناء وجبة الغداء الرئيسية لتزين الموائد بما لها من شهيه خاصة وطعم لذيذ وفوائد صحية للأبدان .

Cant See Links





رد مع اقتباس