عرض مشاركة واحدة
قديم 06-15-2010, 05:50 PM   رقم المشاركة : 5
الكاتب

أفاق : الاداره

مراقب

مراقب

أفاق : الاداره غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









أفاق : الاداره غير متواجد حالياً


رد: البلاغةُ الواضِحَةُ

أثرُ علمِ البيانِ في تأديةِ المعاني

ظهرَ لك من دراسة علمِ البيان: أنَّ معنًَّى واحداً يستطاع أداؤه بأساليبَ عديدة، وطرائق مختلفةٍ، وأنه قد يوضع في صورة رائعةٍ من صور التشبيه أو الاستعارة،أو المجاز المرسل، أو المجاز العقليِّ، أو الكناية،فقد يصف الشاعر إنساناً بالكرم،فيقول :
يريدُ الملوكُ مَدى جَعفَر ... ولا يَصنعون كما يَصنعُ
وكيفَ ينالون غاياتِه ... وهم يَجمعون ولا يَجمعُ
وليسَ بأوسعِهم في الغِنى ... ولكن مَعْروفه أوسع
فما خَلْفَه لامرىءٍ مطلبٌ ... ولا لامرىء دونَه مَطمعُ
بَدِيهَتُهُ مثلُ تدبيرِه ... ..إذا أجبتَه فهو مُستجمِعُ
و هذا كلامٌ بليغٌ جدًّا، مع أنه لم يقصد فيه إلى تشبيه أو مجاز، وقد وصف الشاعرُ فيه ممدوحهَ بالكرم، وأنَّ الملوكَ يريدون أن يبلغوا منزلته، ولكنهم لا يشترونَ الحمد بالمال كما يفعلُ، مع أنه ليس بأغنَى منهم، ولا بأكثرَ مالاً.
وقد يعتمدُ الشاعر عند الوصف بالكرمِ إلى أسلوبٍ آخر، فيقولُ المتنبي :
كالبَحْرِ يَقذِفُ للقَريبِ جَواهِراً جُوداً ويَبْعَثُ للبَعيدِ سَحائِبَا
كالشّمسِ في كَبِدِ السّماءِ وضَوْؤها يَغْشَى البِلادَ مَشارِقاً ومَغارِبَا
فيشبِّهُ الممدوحَ: بالبحر، ويدفعُ بخيالكَ إلى أن يضاهيَ بين الممدوحِ والبحرِ الذي يقذفُ الدرر للقريبِ، ويرسلُ السحائبَ للبعيد، وكذلك يشبهه بالشمس في كبد السماء وضوؤها يملأ مشارق البلاد ومغاربها وهو يريدُ عمومَ نفعهِ للبعيدِ والقريبِ .
أو قول أبي تمام في المعتصم بالله :
هو البحرُ منْ أيِّ النواحي أتيتَهُ فلجتُهُ المعروفُ والجودُ ساحلهُ
فيدَّعي أنه البحرُ نفسه، وينكرُ التشبيهَ نكراناً يدلَّ على المبالغةٍ، وادعاءِ المماثلة الكاملة.
أو يقول :
علا فلا يستقرُّ المالُ في يده وكيفُ تمسكُ ماءً قنة ُ الجبلِ
فيرسلُ إليكَ التشبيه: من طريقٍ خفيٍّ، ليرتفعَ الكلامُ إلى مرتبةِ أعلى في البلاغة وليجعلَ لك من التشبيهِ الضمنيِّ دليلاً على دعواهُ، فإنه ادَّعى: أنه لعلوِّ منزلته ينحدرُ المالُ من يديه، وأقام على ذلك برهاناً.فقال :وكيف تمسكُ ماءً قُنَةُ الجبلِ ؟.
أو يقول :
جرَى النهْرُ حتى خلتَه منكَ أنعُماً تساقُ بلا ضنٍّ وتعطَي بلا منِّ
فيقلبُ التشبيه زيادةً في المبالغةٍ، وافتناناً في أساليب الإجادة.ويشبِّه ماءَ النهر بنعم الممدوح، بعد أنْ كان المألوفُ، أن تشبَّه النعم، بالنهر الفياضِ .أو يقول :
كأنه حينَ يعطي المالَ مبتسماً صوْبُ الغمامةِ تهمي وهْيَ تأتلقُ
فيعمد إلى التشبيهِ المركَّب، ويعطيكَ صورةً رائعةً، تمثِّلُ لك حالةَ الممدوح وهو يجود، وابتسامةُ السرور تعلو شفتيه، أو يقول :
جادَتْ يَدُ الفَتْحِ، والأنْوَاءُ باخِلَةٌ، وَذَابَ نائِلُهُ، والغَيْثُ قد جَمَدَا
فيضاهي بين جودِ الممدوحِ والمطر، ويدَّعي أنَّ كرم ممدوحه لا ينقطعُ، إذا انقطعتِ الأنواء، أو جمدَ المطرُ.
أو بقولِ البحتريِّ :
قَدْ قُلتُ للغَيمِ الرُّكَامِ، وَلَجّ في إبْرَاقِهِ، وألَحّ في إرْعَادِهِ
لا تَعْرِضَنّ لِجَعْفَرٍ، مُتَشَبّهاً بَنَدَى يَدَيهِ، فَلستَ مِنْ أنْدَادِهِ
فيصرحُ لك في جلاءٍ، وفي غير خشيةٍ بتفضيل جودِ صاحبه على جود الغيم، ولا يكتفي بهذا، بل تراهُ يَنْهى السَّحابَ في صورة تهديدٍ أن يُحاولَ التشبهَ بممدوحه; لأنه ليس من أمثالهِ ونظائرهِ، أو بقول المتنبي :
وَأقْبَلَ يَمشِي في البِساطِ فَما درَى إلى البَحرِ يَسعى أمْ إلى البَدْرِ يرْتَقي
يصف حال رسول الروم داخلا على سيف الدولة، فَيَنْزَعُ في وصف الممدوح بالكرم، إلى الاستعارة التصريحية، والاستعارةُ - كما علمتَ - مبنيةٌ على تناسي التشبيهِ، والمبالغةُ فيها أعظمُ، وأثرهُا في النفوس أبلغُ.
أو يقولُ :
دَعوتُ نَدَاهُ دعوةً فأجابَنِي و عَلَّمنِي إحسانُهُ كَيْفَ آمُلهْ
فيُشَبَّهُ نَدى ممدوحهِ وإحسانهِ بإنسانٍ ،ثم يحذف المشبَّه به، ويرمزُ إليه بشيءٍ من لوازمهِ، وهذا ضربٌ آخر من ضروبِ المبالغة ِالتي تساق الاستعارةُ لأجلها.
أو بقول المتنبي :
قَوَاصِدُ كافورٍ نَوَارِكُ غَيْرِهِ ... وَمَنْ قَصَدَ البَحْرَ اسْتَقَلَّ السوَاقِيا
فيرسلُ العبارةَ كأنَّها مَثلٌ، ويصوِّر لك أنَّ من قصد ممدوحَه استغنى عمَّنْ هو دونه، كما أنَّ قاصدَ البحرِ لا يأبهُ للجداول، فيعطيك استعارة تمثيليةً، لها روعةٌ، وفيها جمالٌ، وهي فوق ذلك تحملُ برهاناً على صدق دعواهُ، وتؤيِّدُ الحال الذي يَدَّعيها.
أو يقول المتنبيِّ :
ما زِلْتَ تُتْبِعُ ما تُولي يَداً بيَدٍ حتى ظَنَنْتُ حَياتي مِنْ أياديكَا
فيعدلُ عن التشبيه والاستعارة، إلى المجاز المرسلِ ويطلق كلمةَ يدٍ ويريدُ بها النعمةَ; لأن اليدَ آلةٌ النعم وسببها.
أو يقول :
أعَادَ يَوْمُكَ أيامِي لِنَضْرَتِهَا واقْتَصَّ جودُك مِنْ فَقرِي وإعْسَاري
فيسندُ الفعلَ إلى اليوم، وإلى الجودِ، على طريقة المجاز العقليِّ.
أو يقول أبو النواس :
فما جازَهُ جُودُ ، ولا حَلّ دونَه، ولكنْ يصيرُ الجودُ حيثُ يصيرُ
فيأتي بكنايةٍ عن نسبةِ الكرم إليه، بادِّعاء أنَّ الجودَ يسيرُ معه دائماً; لأنه بَدَل أن يحكم بأنه كريمٌ، ادّعى أنَّ الكرم يسيرُ معه أينما سارَ.
ولهذه الكنايةُ من البلاغةِ، والتأثيرِ في النفس، وحسنِ تصويرِ المعنى، فوق ما يجدُه السَّامعُ في غيرها من بعض ضروبِ الكلام.
فأنتَ ترى أنه من المستطاعِ التعبيرُ عن وصف إنسانٍ بالكرمِ بأربعةَ عشرَ أسلوباً كلٌّ: له جمالهُ، وحُسْنهُ، وبَراعتُه، ولو نشاءُ لأتينا بأساليبَ كثيرةٍ أخرى في هذا المعنى; فإنَّ للشعراءِ ورجالِ الأدبِ افتناناً وتوليداً للأساليب والمعاني، لا يكاد ينتهي إلى حدٍّ، ولو أردنا لأوردنا لك ما يقالُ من الأساليب المختلفة المَنَاحِي في صفات أخرى، كالشجاعة، والإباء، والحزم وغيرها، ولكنَّا لم نَقْصِد إلى الإطالة، ونعتقد أنك عند قراءتك الشعر العربىّ والآثار الأدبية، ستجد بنفسك هذا ظاهراً وسَتَدْهَش للمَدَى البعيدِ الذي وصل إليه العقل الإنساني في التصوير البلاغيّ، والإبداع في صوغ الأساليب
************












البابُ الثاني- علمُ المعاني
الخَبَرُ
(1) الغرضُ من إلقاء الخبر
الأَمثلةُ:
(1) ولِدَ النبي صَلًى اللهُ عَليهَ وسَلَمَ عَامَ الفِيل ، وَأُوحيَ إلِيَه فِي سنِّ الأَربَعين، وأَقامَ بمَكةَ ثَلاَثَ عشْرَةَ سنَةً، وَبالْمَدِينَةِ عًشْرًا.
(2) كانَ عُمَرُ بنُ عبدِ العزيز لا يَأْخُذُ مِنْ بَيْتِ المال شيئاً، وَلا يُجْرِي عَلَى نَفسِهِ مِنَ الفيء دِرْهَماً.
(3) لَقدْ نَهضْتَ مِنْ نَوْمكِ اليومَ مُبَكرًا
(4) أَنْتَ تَعْمَلُ فِي حَدِيقَتِك كلَّ يَوْم.
(5) قال يَحيَى البَرْمَكيُّ يُخَاطِبُ الخليفةَ هاَرُونَ الرَّشيد :
إن البرامكة الذِينَ رُمُوا لَدَيْك بداهيه
صُفْرُ الوُجوهِ عَلَيْهمُ خِلَع المَذَلَّةِ بَادِيَهْ
(6) قال الله تعالى حكاية عن زكَريَّا عليه السلام: {قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا} (4) سورة مريم.
(7) قال أَحد الأعراب يرْثي وَلدَهُ :
إذا ما دَعَوْتُ الصَّبْرَ بَعْدَكَ والبُكا أجابَ البُكا طَوْعاً ولَمْ يُجِبِ الصَّبْرُ
فإِنّ يَنْقطِعْ منكَ الرَّجاءُ فإِنَّه ... سَيْبقَى عليكَ الحُزْنَ ما بَقِيَ الدَّهْرُ
(8) قال عَمْرُو بْنُ كُلْثوم :
إِذَا بَلَغَ الفِطَامَ لَنَا صَبِيٌّ تَخِرُّ لَهُ الجَبَابِرُ سَاجِديْنَا
(9) كَتَبَ طَاهِرُ بْنُ الحُسَيْن إِلى العباس بن موسى الهادي و قَدْ استبطأه في خَراج ناحيته :
وَلَيْسَ أخُو الحاجاتِ مَنْ بات نائماً …ولَكنْ أَخُوها مَنْ يَبيتُ على وَجَلْ
البحثُ:
تدبَّر المثالين الأَولين تجد المتكلم إنما يَقْصِد أَن يُفيد المخاطب الحكم الذي تضمنه الخبرُ في كل مثال، ويسمىَّ هذا الحكم فائدة الخبر، فالمتكلم في المثال الأَول يريد أن يُفيد السامع ما كان يجهله من موْلِدِ الرسول صلى الله عليه وسلم ، وتاريخ الإِيحاءَ إليه، والزمن الذي أقامه بعد ذلك في مكة والمدينة وهو في المثال الثاني يخبره بما لم يكن يعرفه عن عُمَرَ بن عبد العزيز من العِفة والزهد في مال المسلمين.
تأمل بعد ذلك المثالين التاليين، تجد المتكلم لا يَقْصِد منهما أن يفيد السامع شيئاً مما تضمنه الكلام من الأحكام؛ لأنَّ ذلك معلومٌ للسامع قبل أن يعْلمه المتكَلم، وإنما يريد أن يبين أنه عالم بما تضمنه الكلام. فالسامع في هذه الحال لم يستفد علماً بالخبر نفسِه، وإنما استفاد أنَّ المتكلم عالمٌ به، ويسمَّى ذلك لازمَ الفائدة.
انظر إلى الأمثلة الخمسة الأخيرة تجد أنَّ المتكلم في كل منها لا يقصد فائدة الخبر و لا لازم الفائدة، وإنما يَقْصِد إِلى أشياءَ أخرى يَسْتطلعها اللبيب ويَلمَحُها منْ سِياق الكلام، فيحيى البرمكي في المثال الخامس لا يقصد أَن ينبئ الرشيد بما وصل إليه حاله وحال ذوي قُرْباه من الذلِّ والصَّغار، لأن الرشيد هو الذي أمر بهِ فهو أولى بأن يعلمه، ولا يريد كذلك أَن يفيده أَنه عالم بحال نفسه وذوي قرابته. وإنما يَستعطفه و يسترحمه ويرجو شفقته، عسى أَن يصغي إليه فيعودَ إلى البرّ به والعطف عليه. وفي المثال السادس يصف زكريا عليه السلام حالَه ويُظهر ضعفه ونفاد قوته. والأعرابيُّ في المثال السابع يتحسر ويُظهر الآسى والحزن على فقْدِ ولده و فلذةِ كَبده. وعمْرو بن كلثوم في المثال الثامن يَفخَر بقومه، ويباهي بما لهم من البأس والقوة: وطاهرُ بنُ الحسين في المثال الأخير لا يقصد الإِخبار. ولكنه يَحُثُّ عاملَه على النشاط و الجدِّ في جباية الخراج ،وجميع هذه الأَغراض الأخيرة إِنما تفهَم من سياق الكلام لا منْ أصْلِ وضْعِهِ.
القواعدُ:
(30) الأَصْلُ في الخَبر أن يُلقَى لأحد غَرَضيْن:
(أ) إِفَادَةُ المخاطَبِ الحُكْمً الذي تَضَمَّنَتْهُ الجُمْلَةُ، وَيسَمَّى ذلك الْحُكْمُ فَائِدَةَ الخَبر.
(ب) إفادة المخاطبِ أنَّ المتكلِّم عالمٌ بالحكْمِ، ويُسَمَّى ذلك لازمَ الفائدة.
(31) قَدْ يُلْقَى الخَبْرُ لأغراض أخرى تُفْهَمُ مِنَ السِّيَاق، مِنْها ما يأتي:
(أ) الاسترحامُ
(ب) إِظْهارُ الضعْفِ.
(ج) إظْهارُ التحسر.
(د) الفَخرُ.
(هـ) الحَثُّ على السعي والجدِّ.
نموذجٌ في بيانِ أغراض الأخبار
(1) كان مُعاوِيةُ رضي الله عنه حَسَنَ السياسةِ و التَّدْبيرِ، يحْلَمُ في موضع الْحِلْم، وَيَشتَد في موضِعِ الشِّدَّة .
(2) لَقدْ أدَّبتَ بَنِيكَ باللين والرفقِ لا بالقَسْوَةِ والعِقاب.
(3) تُوفيَ عُمَرُ بنُ الخطاب رَضي الله عنه سَنَةَ ثلاثٍ وعشرين من الهجرة.
(4) قال أبو فِراس الحَمدَاني :
و مكارمي عددُ النجومِ ؛ ومنزلي مأوَى الكِرَامِ، وَمَنزِلُ الأضْيَافِ
(5) قال أبو الطيب :
وَمَا كُلّ هَاوٍ للجَميلِ بفاعِلٍ وَلا كُلّ فَعّالٍ لَهُ بِمُتَمِّمِ
(6) وقال أيضا يَرثيِ أخت سَيْفِ الدَّوْلة :
غدَرْتَ يا مَوْتُ كم أفنَيتَ من عدَدٍ بمَنْ أصَبْتَ وكم أسكَتَّ من لجَبِ
(7) قال أبو العتاهية يَرثيِ وَلَدَهُ علياًّ :
بكيتُكَ يا عليٌ بدَمْع عيني… فَمَا أغنى البُكاء ُعليك شياً
وكانَتْ في حَيَاتك لي عِظاتٌ… وأنْتَ اليَومَ أوعَظُ مِنْكَ حَيا
(8) وقال عوف بن محلم لعبد الله بن طاهر :
إِنَّ الثَّمانِينَ، وبُلِّغْتَها ... قد أَحْوَجَتْ سَمْعِي إِلى تُرْجُمانْ
(9)و قال أبو العلاء المعرِّي :
وَلِى منطِق لَم يرْضَ لي كُنْه منزلي عَلَى أنني بيْنَ السماكَينِ نازلُ
(10) قال إِبراهيمُ بن المَهْدي يخاطب المأمون :
أتَيْتُ جُرْماً شنيعاً …وأنْتَ لِلْعَفْوِ أهْلُ

فإنْ عفَوْتَ فَمَنْ …و إنْ قَتَلتَ فَعدْلُ
الإِجابةُ
(1) الغرض إِفادة المخاطب الحكم الذي تضمنه الكلام.
(2) " إفادةُ المخاطب أنَّ المتكلم عالم بحاله في تهذيب بنيه.
(3) " إفادةُ المخاطب الحكم الذي تضمنه الكلام.
(4) " إظهارُ الفخر، فإِنَّ أَبا فِراس إنما يُريد أن يفاخر بمكارمه و شمائله.
(5) " إفادةُ المخاطب الحكم الذي تضمنه الكلام؟ فإنَّ أبا الطيب يريد أَن يبين لسامعيه ما يراه في بعض الناس من التقصير في أَعمال الخير.
(6) " إظهارُ الأَسى والحزن.
(7) الغرضُ إظهار الحزن والتحسر على فقد ولده.
(8) " إظهارُ الضعف والعجز.
(9) " الافتخارُ بالعقل واللسان.
(10) " الاسترحامُ والاستعطاف.
تمريناتٌ
(أ) بينْ أغراضَ الكلامِ فيما يأتي:
(1) مَنْ أَصْلَحَ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللهِ أَصْلَحَ اللهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّاسِ، وَمَنْ أَصْلَحَ أَمْرَ آخِرَتِهِ أَصْلَحَ اللهُ لَهُ أَمْرَ دُنْيَاهُ، وَمَنْ كَانَ لَهُ مِنْ نَفْسِهِ وَاعِظٌ كَانَ عَلَيْهِ مِنَ اللهِ حَافِظٌ .
(2) إنكَ لتَكْظِمُ الغَيْط وتَحْلُمُ عندَ الغضبِ،و تَتَجاوزُ عند القُدْرة، وتَصْفحُ عن الزلة.
(3) قال أبو فِراس الْحَمْدَاني :
إنّا، إذَا اشْتَدّ الزّمَا نُ، وَنَابَ خَطْبٌ وَادْلَهَم
ألفيتَ ، حولَ بيوتنا ، عُدَدَ الشّجَاعَة ِ، وَالكَرَمْ
لِلِقَا العِدَى بِيضُ السّيُو فِ، وَلِلنّدَى حُمْرُ النَّعَمْ
هَذَا وَهَذَا دَأبُنَا، يودى دمٌ ، ويراقُ دمْ
(4) قال الشاعر :
مَضَت الليالي البيضُ في زَمَن الصِّبا …وَأَتَى الْمَشِيبُ بِكَل يوْم أَسْودِ
(5) قال مروانُ بْنُ أبي حَفْصَة من قصيدة طويلة يَرثي بها معْن بن زائدةَ
مَضَى لِسَبِيلِهِ مَعْنٌ وأبْقَى ... مَحامِدَ لَنْ تَبِيدَ ولَنْ تُنالا
كَأَنَّ الشَّمْسَ يومَ أُصِيبَ مَعْنٌ ... مِن الإظْلامِ مُلْبَسَةٌ جلالا
هَوَى الجَبَلُ الذي كانَتْ نِزارٌ ... تَهُدُّ مِن العَدُوِّ به جِبالا
فإن يَعْلُ البِلادَ به خُشُوعٌ ... فقَدْ كانَتْ تَطُولُ به اخْتِيالا
أصَابَ الموْتُ يَوْمَ أصاب مَعْناً مِنَ الأحياء أكْرَمَهُمْ فَعالاَ
وكانَ النّاسُ كلُّهُمُ، لمَعْنٍ ... إلى أنْ زارَ حُفْرَتَهُ، عِيالا
(6) وقال أبو العتاهية قبل موته :
إلهي لا تعذبني فإني .. . مقرٌّ بالذي قد كانَ مني
فما ليَ حيلةٌ إلا رجائي ... لعفوكَ إن عفوت وحُسْنَ ظني
وكمن مِنْ زَلْةٍٍ لي في الخطايا ... وأنت عليَّ ذو فضل ومَنِّ
إذا فكرتُ في نَدَمي عليها ... عضضت أناملي وقَرَعْتُ سني
أجنُّ بزهرة الدنيا جنوناً ... وأقطعُ طولَ عمري بالتمني
ولو أنِّي صدقتُ الزهدَ عنها ... قلبتُ لأهلها ظهرَ المجنِّ
يظنُّ الناسُ بي خيراً وإني ... لَشَرُّ الناس إن لم تعف عني
(7) وقال أَبو نواس في مرض موته :
دَبَّ فِيَّ السّقامُ سُفْلاً وَعُلْوَا… وأراني أموتُ عُضْوًا فَعُضْوَا
ذهبتْ جدتي بطاعَةِ نفسي وتذَكَّرتُ طاعَةَ الله نِضوا
(8)وقال أبو النواس أثناء مرض الموت :
دَبّ فيَّ الفَناءُ سُفْلاً وعُلْوَا، وأراني أموتُ عُضْواً، فعُضْوَا
ليسَ مِنْ ساعَة ٍ مضَتْ ليَ إلاّ نَقَصَتْني بِمرّها بيَ جُزْوَا
ذَهَبَتْ جدّتي بطاعة ِ نَفسِي، وتذَكّرْتُ طاعَة َ للهِ نِضْوَا
لَهْفَ نَفْسي على لَيالٍ ، وأيّا مٍ تَمَلّيتُهنّ لِعْباً، ولَهْوَا
قد أسأنَا كلَّ الإساءَة ِ فاللّـ ـهُمّ صَفحاً عنّا، وغفراً وعفْوَا
(9) إنك إذا رأَيتَ في أَخيك عَيْباً لم تكتمْهُ
(10) قال ابْن نُباتَةَ السعدي :
يفُوتُ ضَجِيعَ الت‍ُّرَّهاتِ طِلابُه ويدْنُو …إِلى الحاجَاتِ منْ بَات ساعيَا
(10) قال الأمير أَبو الفَضْلِ عُبَيْدُ الله في وصف يوم ماطرٍ :
دَهتنا السَّماءُ غَداة َ النّجابِ بغيمٍ على أُفقِه مُسبَلِ
فجاءَ برعدٍ له رَنّة ٌ كَرنّة ِ ثَكلى ولمْ تُثكلِ
وثنّى بوبلٍ عَدَا طَورَهُ فعادَ وبالاً على المُمحلِ
وأشرفَ أصْحَابُنا من أذاهُ على خَطَرٍ هائلٍ مُعضلِ
فمنْ لابدٍ بفنَاءِ الجِدارِ وآوٍ إلى نَفَقٍ مُهمَلِ
ومن مُستجيرٍ يُنادي الغريقَ هناكَ ومن صائحٍ مُعولِ
وجادتْ علينا سَمَاءُ السُّقوفِ بدمعٍ من الوَجدِ لم يُهملِ
(11) قال الجاحظ :
اَلمَشورةُ لِقَاح العقول، ورائِدُ الصواب. والمْسْتَشِيرُ عَلَى النجاح، واستنارة المرءِ برأي أَخيه من عَزم الأمور وحزْمِ التدبير .
(12) قال المتنبي وهو مريض بالحمَّى :
أقَمْتُ بأرْضِ مِصرَ فَلا وَرَائي تَخُبُّ بيَ الرّكابُ وَلا أمَامي
وَمَلّنيَ الفِرَاشُ وَكانَ جَنبي يَمَلُّ لِقَاءَهُ في كُلّ عامِ
(ب) اُنثر قول أبي الطيب، وبيِّن غرضه :
إنّي أُصَاحِبُ حِلمي وَهْوَ بي كَرَمٌ وَلا أُصاحِبُ حِلمي وَهوَ بي جُبُنُ
وَلا أُقيمُ على مَالٍ أذِلُّ بِهِ وَلا ألَذُّ بِمَا عِرْضِي بِهِ دَرِنُ
(جـ) صفْ وطنكَ واجعل غرضكَ من الوصف الفخرَ بمكانه وصفاء سمائه، وخِصْب أرضه وارتقاء عمرانه.
(د) أجب عما يلي :
(1) كوِّنْ ست جمل خبرية تكون الثلاث الأولى منها لإِفادة المخاطب حكمها. والثلاث الأَخيرة لإِفادته أَنك عَالمٌ بالحكم.
(2) كوِّنْ ثلاث جمل تفيد بسياقها وقرائن أَحوالها الاستعطافَ وإِظهارَ الضعف والتحسُّر.
(3) كوِّن ثلاث جمل تفيد بسياقها وقرائن أحوالها الحثً على السعي والتوبيخ والفخر على الترتيب.
===================









أَضْرُب الخَبرِ
الأمثلةُ:
(1) كتبَ معاويةُ رضي الله عنه إلى أحد عماله فقال :
لا ينبغي لَنَا أن نَسُوس الناسَ سياسةً واحدةً، لا نَلِينُ جميعاً فَيَمْرَح الناسُ في المَعْصِيَة، ولا نَشْتَدُّ جميعاَ فَنحْمِلَ الناسَ على المهالك، ولكنْ تكونُ أَنت للشِّدةِ والغِلْظَة، وأَكون أَنا لِلرأْفةِ والرحمةِ.
(2) قال أَبو تمام :
ينالُ الفتى من عيشهِ وهو جاهلٌ ويُكْدِي الفَتَى في دَهْرِهِ وَهْوَ عَالِمٌ
ولَوْ كانَتِ الأرزَاقُ تَجْري على الحِجَا هلكْنَ إذَنْ مِنْ جَهْلِهنَّ البَهَائِمُ
(3) قال الله تعالى: {قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًا} (18) سورة الأحزاب.
(4) قال السَريّ الرَّفاء :
إنَّ البِناءَ إذا ما انهدَّ جانبُه لم يأمَنِ الناسُ أنْ يَنهدَّ باقِيه
(5) قال أَبو العباس السفاح :
لأعْمِلَنَّ اللِّينَ حتَّى لا يَنْفَعِ إلا الشِّدةُ،، و لأكْرِمَنَّ الخاصة ما أَمِنْتُهم على العامة، لأغْمِدَنَّ سيفي حتى يَسُلَّه الحق، ولأعْطِينَّ حتى لا أرى للعطية موْضِعاً.
(6) قال الله تعالى: {لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ..} (186) سورة آل عمران.
(7) وقال الشاعر :
واللهِ إني لأَخو هِمَّةٍ …تسمو إلى المجد و لا تَفْتُر
البحثُ:
إذا تأملت الأَمثلة المتقدمة وجدتها أخبارا، ووجدتها في الطائفة الأولى خالية من أدوات التوكيد. و في الطائفتين الأخيرتين مؤكدة بمؤكِّد أو مؤكِّدين أو أكثر، فما السرُّ في هذا الاختلاف؟
إذا بحثت لم تجد لذلك سبباً سوئ اختلاف حال المخاطب في كل موطن، فهو في أمثلة الطائفة الأولى خال الذهن من مضمون الخبر، و لذلك لم ير المتكلم حاجة إلى توكيد الحكم له، فألقاه إليه خاليا من أدوات التوكيد، ويسمَّى هذا الضرب من الأخبار ابتدائيّا.

أما في الطائفة الثانية فالمخاطب له بالحكم إلمام قليل يمتزج بالشك، وله تشوُّف إلى معرفة الحقيقة، و في مثل هذه الحال يحسن أَن يلقَى إليه الخبر و عليه مِسْحَةٌ من اليقين تجلو له الأَمر وتدفع عنه الشبهة. ولذاك جاءَ الكلام في المثال الثالث مؤكدا "بقد " و في الرابع مؤكدًا "بإن" و لا ،ويسمَّى هذا الضرب طلبياً.
أما في الطائفة الأَخيرة فالمخاطب منْكرٌ للحكم جاحد له. و في مثل هذه الحال يجب أن يُضَمَّن الكلام من وسائل التقوية والتوكيد، ما يدفع إنكار المخاطب ويدعيه إلى التسليم: ويجب أن يكون ذلك بقدر الإنكار قوة و ضعفا، ولذلك جاءَ الكَلام في المثالين الخامس والسادس مؤكدًا بمؤكدين هما القسم ونون التوكيد. أَما في المثال الأَخير فقد فرض الشاعر أَن الإِنكار أقوى. ولهذا أكده بثلاثة أَدوات هي: القسم وإنّ واللام، ويسمى هذا الضرب إنكاريًّا.
ولتوكيد الخبر أَدوات كثيرة سنأتي عند ذكر القواعد على طائفة صالحة منها.
القواعدُ:
(32) لِلْمخَاطِبِ ثَلاَثُ حالاتٍ:
(1) أَن يَكونَ خالي الذِّهْنِ مِنَ الحُكْمِ، وفي هذه الحال يُلْقَى إلَيْهِ الخبَرُ خالياً مِنْ أدواتِ التوٍ كيد، ويُسَمَّى هذا الضَّرْبُ من الخَبر ابتدائيّا.
(ب) أن يِكونَ مُترَدِّدا في الحكُمِ طالباً أَنْ يَصِلَ إلى اليقين في معرفَتهِ، و في هذه الحال يَحْسُنُ توكيده له لِيَتَمَكنَ مِنْ نفسه، ويُسَمَّى هذا الضَّرب طلبيًّا.
(جـ) أَنْ يَكون مُنْكرًا لهُ، وفى هذه الحال يَجبُ أَنْ يُؤَكَّدَ الْخَبَر بمؤكَّدٍ أَوْ أَكْثَرَ على حَسب إِنكاره قوّةً وضَعْفاً، وَيُسَمَّى هذا الضَّرْبُ إِنكاريًّا .
(33) لِتَوْكِيدِ الخَبَرِ أدواتٌ كثيرَةٌ" منها إِنّ، وأَنَّ، والقَسمُ ولاَمُ الابْتِدَاء، ونُونَا التَّوْكيدِ، وأَحْرُفِ التَّنْبيه، و الْحُرُوفُ الزَّائِدَةُ، وقَدْ، و أما الشَرْطِيَّةُ.
نَمُوذَجٌ في تَعْيِين أضرُبِ الخَبَر و أدوات التَّوْكيد
(1) قال أبو العتاهية :
إني رأيْتُ عَوَاقِب الدُنيَا… فَتَركتُ ما أهوى لما أَخشى
(2) قال أبو الطيب :
عَلى قَدْرِ أهْلِ العَزْم تأتي العَزائِمُ وَتأتي علَى قَدْرِ الكِرامِ المَكارمُ
وَتَعْظُمُ في عَينِ الصّغيرِ صغارُها وَتَصْغُرُ في عَين العَظيمِ العَظائِمُ
(3)و قال حَسان بن ثابت رضي الله عنه :
وإني لحلوٌ تعتريني مرارة ٌ، وإني لتراكٌ لما لمْ أعوَّدِ
(4) قال الأرجانيُّ :
إنا لفي زَمَن ملآن مِنْ فِتَن… فلا يعاب به ملآن من فرق
(5)و قال لبيد :
وَلَقَدْ عَلِمْتُ: لَتأْتِيَنَّ مَنِيَّتي .... إنَّ الْمَنَايَا لا تَطِيشُ سِهَامُها
(6)و قال النابِغَةُ الذبَيانِيُّ :
ولَسْتَ بمُسْتَبْقٍ أَخاً لا تَلُمُّهُ ... على شَعَثٍ أَيُّ الرجالِ المُهَذَّبُ
(7) قال الشريفُ الرضيُّ :
قَدْ يَبْلُغُ الرّجُلُ الجَبَانُ بِمَالِهِ مَا لَيسَ يَبلُغُهُ الشّجَاعُ المُعدِمُ
الرقم الجملة ضرب الخبر أدوات التوكيد
1 أنى رأيت
فتركت ما أهوى طلبي
ابتدائي إنّ
2 على قدر أهل العزم الخ
وتأتى على قدر الكرام الخ
وتكبر في عين الصغير الخ
وتصغر في عين العظيم الخ ابتدائي
ابتدائي
ابتدائي
ابتدائي
3 وإني لحلو تعتريني مرارة
وإني لتراك إنكاري
إنكاري إن واللام
إن واللام
4 إنا لفي زمن الخ البيت
فلا يعاب …" إنكاري
ابتدائي إن واللام
5 و لقد علمت
إن المنايا لا تطيش سهامها إنكاري
طلبي القسم وقد
إن
6 ولست بمستبق الخ طلبي الباء الزائدة
7 قد يبلغ الرجل الجبان الخ طلبي قد
تمريناتٌ
(أ) بيِّن أَضربَ الخبر فيما يأتي وعين أَداة التوكيد:
(1) جاء في نَهْج البلاغة :
الدَّهرُ يُخْلِقُ الاَْبْدَانَ، وَيُجَدِّدُ الاْمَالَ، وَيُقَرِّبُ الْمَنِيَّةَ، ويُبَاعِدُ الاُْمْنِيَّةَ ، مَنْ ظَفِرَ بِهِ نَصِبَ ، ومَنْ فَاتَهُ تَعِبَ .
(2) قال الأرجاني :
ذَهَبَ التكَرُّم وَالوَفَاءُ مِنَ الوَرَى …وتصَرَّمَا إلا منَ الأشعار
وفَشَتْ خِياناتُ الثقات وغَيْرِهِمْ …حتى اتهَمْنَا رؤْيَة الأبْصار
(3) وقال العباس بن الأحنف :
فأُقِسمُ ما تركي عِتابَكِ عنْ قِلى ً ولكن لعلمي أنّهُ غيرُ نافعِ
(4)و قال محمد بن بشير :
أنى وإنْ قصُرَتْ عن همتي جدَتى …وكان مالي لاَ يقْرَى عَلَى خُلُقي
لَتَارِكٌ كلَّ أمر كان يلزمني … عارًا وَيُشْرعُنى في المَنْهَل الرًنق
(5) وقال تعالى: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } (62) سورة يونس.
(6)وقال تعالى:{ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4)}ْ [المؤمنون/1-4] .
(7) قال أبو نواس :
ولقد نهزتُ مع الغواة بدلوهم …وأسمتُ سرح اللهو حيث أساموا
وبلغتُ ما بلغ امرؤ بشبابه .....…فإذا عصارة كل ذاك أثام
(8) و قال أعرابيٌّ :
ولَمْ أَر كالمَعْرُوفِ، أمَّا مَذاقُهُ ... فَحُلْوٌ، وأما وجْهُهُ فَجَمِيلُ
(9)و قال كعب بن سعد الغنوي :
ولستُ بُمبدٍ للرجالِ سريرَتي ... ومَا أنَا عَنْ أسرارِهِمْ بِسَؤلِ
(10) وقال المعري في الرثاء :
إن الذي الوحشةُ في داره …تؤنسه الرَّحمةُ في لحدِهِ
(ب) بين الجمل الخبرية فيما يأتي وعيِّن أضربها؛ واذكر ما اشتملت عليه من وسائل التوكيد :
(1)قال يزيد بن معاوية بعد وفاة أبيه :
"إن أمير المؤمنين كان حبلا من حبال الله مدَّه ما شاء أن يمده ثم قطعه حين أراد أن يقطعه و كان دون من قبله و خيرا ممن يأتي بعده، ولا أزكيه عِنْدَ رَبهِ، و قدْ صارَ إِلَيْهِ، فإِنْ يَعْفُ عنه فَبرَحْمَته وإِن يعاقِبْه فبذنْبه، و قد ولَيتُ بَعْدَهُ الأمْرَ ولَسْتُ أعتذر من جهْل. ولا آسَى علَى طَلبِ عِلم وعَلَى رسْلِكم إذا كَره الله شيئاً غَيَّره، وإِذا أحَبَّ شيئاً يَسَّرَه".
(2)و قال محمد بن إسحاق الواسطي :
لئِنْ كنتُ مُحْتاجاً إلى الحِلْمِ إِنَّني ... إِلى الجَهْلِ في بَعْضِ الأَحايينِ أَحْوَجُ َ
وما كنتُ أَرْضَى الجَهْلَ خِدْناً ولا أَخاً ... ولكنَّنِي أَرْضَى بهِ حينَ أُحْرَج
ولِي فَرَسٌ لِلْحِلْمِ بالحِلْمِ ملْجَمٌ ... ولِي فَرَسٌ للْجَهْلِ بالجَهْل مُسْرَج
فإنْ قال بَعْضُ النَّاسِ: فيهِ سَماجَةٌ، ... لقَدْ صَدَقُوا، والذُّلُّ بالحرِّ أَسْمَج
فمَنْ شاء تَقْوِيمِي فإِنِّي مقَوَّمٌ ... ومَنْ شاء تَعْويجي فإِنِّي مُعَوَّج
(جـ) أجبْ عما يلي :
(1) تخيل أنكَ في جدال مع طالب من قسم الآداب. وأَنت من طلاب العلوم، ثم بيِّن له فضل العلوم على الآداب مستعملاً جميع أَضرب الخبر.
(2) إِذا كنت من طلاب الآداب فبين مزاياها وفضلها على العلوم مستعملاً جميع أَضرب الخبر.
(د) كوِّن عشر جمل خبرية، وضمِّن كلاًّ منها أَداة أَو أكثر من أَدوات التوكيد واستوف الأَدوات التي عرفتها.
(هـ) انْثر البيتين الآتيتين نثرًا فصيحاً وبين فيهما الجمل الخبرية و أَضرُبَهَا :
تَوَدُّ عَدُوِّي، ثُمَّ تَزْعَمُ أَنَّنِي ... صَدِيقُكَ، إنَّ الرَّأْيَ مِنْكَ لَعازِبُ
ولَيْس أخِي مَنْ وَدَّنِي بِلِسانِهِ ... ولكنْ أخِي مَنْ وَدَّنِي وهْوَ غائِبُ
===============









(3) خُروجُ الخبَر عن مُقتَضَى الظاهر
الأمثلةُ:
(1) قال تعالى: {وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ} (37) سورة هود.
(2) قال تعالى: {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (53) سورة يوسف.
(3) وقال تعالى: {ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ} (15) سورة المؤمنون.
(4) وقال حَجَل بن نضلة القيسي :
جاءَ شَقِيقٌ عارضاً رُمْحَه …إنَّ بَني عَمِّكَ فِيهمْ رِمَاح
(5) وقال تعالى يخاطب منكري وَحْدَانيَّتِه: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} (163) سورة البقرة .
(6) الجهلُ ضارٌّ: (تقوله لمنْ يُنكرُ ضررَ الجهل)
البحثُ:
عرفنا في الباب السابق أن المخاطَب إن كان خالي الذهن ألقى إليه الخبر غير مؤكَّد، و إن كان متردّداً في مضمون الخبر طالباً معرفته حَسُن توكيده له و إن كان منكرًا وجب التوكيد، و إلقاء الكلام على هذا النمط هو ما يقتضيه الظاهر،و قد توجد اعتبارات تدعو إلى مخالفة هذا الظاهر نشرحها فيما يأتي:
اُنظر إلى المثال الأول تجد المخاطب خالي الذهن من الحكم الخاص بالظالمين، وكان مقتضَى الظاهر على هذا أن يُلْقَى إليه الخبر غير مؤكدٍ، لكن الآية الشريفة جاءت بالتوكيد، فما سبب خروجها عن مقتضى الظاهر؟ السبب أن الله سبحانه لما نهى نوحاً عن مخاطبته في شان مخالفيه دفعه ذلك إلى التطلع إلى ما سيصيبهم فنزل لذلك منزلة السائل المتردد؟ أحُكِمَ عليهم بالإغراق أم لا؟ فأجيب بقوله: {إنهم مغرقون}.
وكذلك الحال في المثال الثاني فإن المخاطب خالي الذهن من الحكم الذي تضمنه قوله تعالى: {إن النفس لأمارة بالسوء} غير أن هذا الحكم لما كان مسبوقاً بجملة أخرى و هي قوله تعالى: {و ما أبري نفسي } و هي تشير إلى أنَّ النفس محكوم عليها بشي غير محبوب أصبح المخاطب مستشرفا متطلعاً إلى نوع هذا الحكم، فنزل من أجل ذلك منزلة الطالب المتردد و ألقي إليه الخبر مؤكدًا.
انظر إلى المثال الثالث تجد المخاطبين غير منكرين الحكمَ الذي تضمنه قوله تعالى: {ثم إنكم بعد ذلك لميتون }، فما السبب إذًا في إلقاء الخبر إليهم مؤكداً؟ السببُ ظهور أمارات الإنكار عليهم فإن غفلتهم عن الموت وعدم استعدادهم له بالعمل الصالح يُعَدّانِ من علامات الإنكار، ومن أجل ذلك نزلوا منزلةَ المنكرين وألقي إِليهم الخبر مؤكَدَا بمؤكدين.
وكذلك الحال في قول حَجَل بن نضله فإن شقيقاً لا ينكر رماح بني عمه، ولكنَّ مجيئَه عارضاً رمحه من غير تهيؤ للقتال ولا استعدادٍ له، دليل على عدم اكتراثه. و على أنه يعتقد أن بني عمه عُزْل لا سلاحَ معهم، فلذلك انْزل منزلةَ المنكرين، فأكد له الخبر وخوطب خطاب المنكر، فقيل له: "إِن بني عمك فيهم رماح ".
اُنظر إِلى المثال الخامس تر أن الله سبحانه يخاطب المنكرين الذين يجحدون وحدانيته، ولكنه ألقى إليهم الخبر خاليا من التوكيد كما يُلْقَى لغير المنكرين فقال: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ } فما وجه ذلك ؟ الوجه أنّ بين أيدي هؤلاء من البراهين الساطعة والحجج القاطعة ما لو تأملوا لوجدوا فيه نهاية الإِقناع ولذلك لم يُقِم الله لهذا الإِنكار وزناً ولم يعتدَّ به في توجيه الخطاب إليهم.
وكذلك الحال في المثال الأخير، فإن لدى المخاطب من الدلائل على ضرر الجهل ما لو تأَمله لارتدعَ عن إِنكاره، ولذلك ألقي إليه الخبر خالياً من التوكيد.
القواعدُ:
(34) إِذَا ألقيَ الْخَبَرُ خالِياً من التَّوْكِيدِ لخالي الذِّهْن، ومؤَكَّدا استحسانا للسائل المُتَردِّدِ، و مؤكدًا وُجُوباً لِلْمُنكِر، كان ذلك الخبرُ جارياً عَلَى مُقْتَضى الظَّاهِر.
(35) وقد يَجْري الخَبَرُ عَلَى خلافِ ما يَقْتَضِيهِ الظَّاهِرُ لاعتبارات يَلْحَظها المتكَلِّمُ ومنْ ذلك ما يأتي:
(أ) أَنْ يُنَزَّلَ خاليَ الذِّهْن مَنْزلَةَ السائل المُتَرَدِّدِ إذَا تَقَدَّمَ في الكلام ما يُشِيرُ إِلى حُكْمِ الخَبَرِ.
(ب) أَنْ يُجْعلَ غَيْرُ الْمُنْكرِ كالْمُنْكِر لِظُهور إمارات الإِنكار عَلَيْهِ.
(جـ) أَنْ يُجْعَلَ الْمُنْكِرُ كغَيرِ المنكر إن كانَ لدَيْهِ دَلائلُ وشَوَاهِدُ لَوْ تأملها لارْتَدَعَ عَنْ إِنْكارهِ.
نموذجٌ
بينْ وجهَ خروج الخبر عن مقتضى الظاهر فيما يأتي:
(1) قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ} (1) سورة الحـج .
(2) إنَّ برَّ الْوَالدَيْن لواجبٌ (تقوله لمنْ لا يطِيع والديه).
(3)إِن الله لمُطلِّعٌ على أفعال العبادِ (تقوله لمنْ يظلم الناس بغير حقٍّ).
(4) الله موجودٌ (تقول ذلك لمنْ ينكر وجود الإله)
الإِجابةُ
(1) الظاهر في المثال الأول يقتضي أَن يُلقى الخبر خالياً من التوكيد، لأن المخاطَب خالي الذهن من الحكم ولكن لما تقدم في الكلام ما يشعر بنوع الحكم أصبح المخاطب متطلعاً إِليه، فنزِّلَ منزلةَ السائل المتردد و استُحسن إِلقاءَ الكلام إِليه مؤكدًا جرياً على خلاف مقتضى الظاهر.
(2) مقتضَى الظاهرُ أَن يُلقى الخبر غير مؤكد، لأَن المخاطب هنا لا ينكر أن بر الوالدين واجب ولا يتردد في ذلك، ولكن عصيانه أمارة من أمارات الإِنكار، فلذلك نزِّل منزلة المنكر.
(3) الظاهر هنا يقتضي إلقاء الخبر غير مؤكد أَيضاً، لأَن المخاطب لا يُنكِرُ الحكم ولا يترددُ فيه ولكنه نزِّل منزلة المنكر، وألقى إليه الخبر مؤكدًا لظهور إمارات الإِنكار عليه وهي ظلمه العباد بغير حق.
(4) الظاهر هنا يقتضي التوكيد لأَن المخاطب يَجْحد وجود الله، ولكن لمَا كان بين يديه من الدلائل والشواهد ما لو تأمله لارتدع عن الإِنكار، جعل كغير المنكر. ألقى إليه خالياً من التوكيد جرياً على خلاف مقتضَى الظاهر.
تمريناتٌ
(أ) بين وجه خروج الخبر عن مقتضى الظاهر في كل مثال من الأمثلة الآتية:
(1) قال تعالى: {.. وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ ..} (103) سورة التوبة.
(2) و قال:{ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) [الإخلاص/1، 2] }.
(3) إِنَّ الفراغ لَمَفْسدةٌ (تقوله لمنْ يعرفُ ذلك ولكنه يَكره العمَلَ).
(4) العلم نافعٌ (تقول ذلك لمن ينكر فائدة العلوم).
(5) قال أبو الطيب :
تَرَفّقْ أيّهَا المَوْلى عَلَيهِمْ فإنّ الرّفْقَ بِالجاني عِتَابُ
(ب)أجب عما يلي :
(1) هات مثالين يكون الخبر في كل منهما مؤكدًا استحساناً، و جارياً على خلاف مقتضى الظاهر واشرح السبب في كل من المثالين.
(2) هات مثالين يكون الخبر في كل منهما مؤكدًا وجوباً وخارجاً عن مقتضى الظاهر، واشرح وجه التوكيد في كل من المثالين.
(3) هات مثالين يكون الخبر في كل منهما خالياً من التوكيد خارجاً عن مقتضى الظاهر، واشرح وجه الخروج في كل من المثالين.
(جـ) اشرح قول عنترة وبيِّن وجه توكيد الخبر فيه :
لله دَرُّ بَني عَبْسٍ لَقَدْ نَسَلُوا منَ الأكارمِ ما قد تنسلُ العربُ
================














الإنشاءُ
تقسيمُه إلى طلبيٍّ وغير طلبيٍّ
الأمثلةُ:
(1) أَحِبَّ لِغَيْرِكَ ما تحِبُّ لِنفْسِكَ .
(2) من كلام الحسَن رَضيَ الله عنه :لا تَطْلُبْ مِنَ الْجَزَاءِ إِلا بقَدْرِ ما صَنَعْتَ.
(3) وقال أَبو الطيب :
ألا ما لسَيفِ الدّوْلَةِ اليَوْمَ عَاتِبَا فَداهُ الوَرَى أمضَى السّيُوفِ مَضَارِبَا
(4) وقال حسانُ بن ثابت رضي الله عنه :
يا ليتَ شعري وَلَيْتَ الطَّيْرَ تُخْبِرُني… ما كانَ شأنُ عليٍّ وَابنِ عفّانا!
(5) وقال أَبو الطيب :
يَا مَنْ يَعِزّ عَلَيْنَا أنْ نُفَارِقَهُمْ وِجدانُنا كُلَّ شيءٍ بَعدَكمْ عَدَمُ
(6) وقال الصِّمَّة بنُ عَبْدِ الله :
بنفسي تلْكَ الأرض ما أَطْيَب الرُّبَا! …ومَا أَحْسَنَ اَلْمُصْطَافَ والمتَرَبَّعَا
(7) وقال الجاحظ من كتاب :
أَمَّا بعدُ فَنِعْمَ البَديلُ من الزَّلَّةِ الاعتذارُ ، وبئْسَ العوَضُ من التَّوبةِ الإِصْرَارُ .
(8) وقال عبد الله بنُ طاهر :
لَعَمْرُكَ مَا بِالْعَقْلِ يُكتَسَبُ الغنى… ولا باكْتِساب المالِ يُكتَسبُ العَقْلُ
(9) وقال ذو الرُّمَّة :
لَعَلَّ انْحِدَارَ الدَّمْعِ يُعْقِبُ راحةً …مِنَ الْوَجْدِ أو يشفي شجيّ البلابل
(10) وقال آخر :
عَسَى سائلٌ ذو حاجَةٍ إن مَنَعْتَهُ ... مِنَ اليَوْمِ سُؤالاً أن يُيَسَّرَ في غَدِ
البحثُ:
الأمثلة المتقدمة جميعها إنشائية لأنها لا تحتمل صدقاً، ولا كذباً، وإذا تدبرتها جميعها وجدتها قسمين فأمثلة الطائفة الأولى يطلب بها حصول شيء لم يكن حاصلا وقت الطلب، ولذلك سميَ الإنشاء فيها طلبيًّّا. أما أمثلة الطائفة الثانية فلا يطلب بها شيء. و لذلك يسمَّى الإنشاء فيها غير طلبي.
تدبر الإِنشاءَ الطلبيَّ و أَمثلة الطائفة الأولى تجده تارة يكون بالأمر كما في المثال الأَول، و تارة بالنهي كما في المثال الثاني. و تارة بالاستفهام كما في المثال الثالث، و تارة بالتمني كما في المثال الرابع، وتارة بالنداء كما في المثال الخامس. و هذه هي أَنواع الإنشاء الطلبي التي سنبحث عنها في هذا الكتاب .
اُنظر إلى أمثلة الطائفة الثانية تجد وسائل الإنشاء فيها كثيرة، فقد يكون بصيغ التعجب كما في المثال السادس، أَو بصيغ المدح و الذم كما في المثال السابع أو بالقسم كما في المثال الثامن أو بلعل وعسى وغيرهما من أدوات الرجاء كما في المثالين الأخيرين. و قد يكون بصيغ العقود كبعت واشتريت.
وأنواع الإنشاء غير الطلبي ليست من مباحث علم المعاني ولذلك نقتصر فيها على ما ذكرنا ولا نطيل فيها البحث.
القاعدةُ:
(36) الإِنْشاء نوعان طَلبَيٌّ و غَيْرُ طلبيٍّ:
(أ) فالطلبيُّ ما يَسْتَدْعي مَطْلوباً غَيرَ حاصل وقتَ الطلب، ويكونُ بالأمر، والنهْي، والاستفهام، والتمني، والنِّداءَ .
(ب) وغَيْر الطَّلبي ما لا يَسْتَدْعي مطلوباً، وله صيَغ كَثيرة منها: التَّعَجُّب، والمدح، والذم، والقَسَمُ، وأفعالُ الرجاء، وكذلك صِيَغُ العُقُودِ.
نَمُوذجٌ
لبيان نوع الإنشاء في كل مثال من الأمثلة الآتية:
(1) قال أبو تمام :
لا تسقني ماءَ الملامِ فإنَّني صبٌّ قدِ استعذبتُ ماءَ بُكائي
(2) عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أُرَاهُ رَفَعَهُ قَالَ « أَحْبِبْ حَبِيبَكَ هَوْنًا مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ بَغِيضَكَ يَوْمًا مَا وَأَبْغِضْ بَغِيضَكَ هَوْنًا مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ حَبِيبَكَ يَوْمًا مَا » .
(3)و قال ابن الزيات يمدح الفضْل بن سهْل .
يا ناصِر الدين إذ رثَّتْ حبائلُه… لأنتَ أكرمُ من آوَى و منْ نصرا
(4)وقال أميةَ بن أبي الصَّلْت في طلب حاجة :
أَأَذْكُرُ حاجَتِي أَم قد كَفانِي ... حَياؤُكَ، إِنَّ شِيمَتَكَ الحَياءُ
(5) و قال زُهيْرُ بن أبى سُلْمى :
نِعْمَ امرَءًا هَرِمٌ، لم تَعْرُ نائِبَةٌ .. إِلاَّ وكانَ لِمُرتْاعٍ بها وَزَرا
(6) قال امرؤ القيس :
أجارتَنا إنا غَريبانِ هاهُنا …وكلُّ غريبٍ للغريب نسيبُ
(7) و قال آخر :
يا ليت منْ يمْنَع المعروفَ يَمْنعُهُ …حتى يذوق رجالٌ غِبَّ ما صنعوا
(8) و قال أبو نُواس يستعطفُ الأمين :
وحياةِ رأْسِكَ لا أَعو ... دُ لمثلها وحياةِ رأْسِكْ
(9)و قال دِعْبلُ الخُزاعيُّ :
ما أكْثر النَّاسِ! لا بلْ ما أقَلَّهم! … اللَّهُ يَعلَمُ أَنّي لَم أَقُلْ فَنَدا
إنِّي لأفْتَحُ عيني حِين افتَحُها …على كثير ولكنْ لا أرى أَحدا
الجوابُ
الرقم صيغة الإنشاء نوعه طريقته
1 لا تسقني ماء الملام طلبي النهي
2 أحْببْ حبيبكَ هوْناً ما عسى أنْ يكون بغيضَكَ يَوْما ما و أبغض بغيضَكَ هوْناً ما عسى أن يكون حبيبَكَ يوْماً ما. طلبي الرجاء
3 يا ناصِر الدين إذ رثَّتْ حبائلُه طلبي النداء
4 أأذكر ٌ حاجتي أم قَدْ كفاني طلبي الاستفهام بالهمزة
5 نِعْم امرأً هرِمٌ لَم تَعرُ نَائِبةٌ غير طلبي المدح نعم
6 أجارتَنا إنا غَريبان هاهُنا طلبي استفهام بالهمزة
7 يا ليت منْ يمْنَع المعروفَ يَمْنعُهُ طلبي النداء بيا التمني
8 وحياة راسك لا أعوُ دُ طلبي القسم
9 ما أكْثر النَّاس! لا بلْ ما أقَلَّهم غير طلبي التعجب
تمريناتٌ
(أ) بين صيغ الإنشاء وأنواعه طرقه فيما يأتي:
(1) قال أبو الطيب يمدح نفسه :
ما أبعدَ العَيبَ والنّقصانَ منْ شرَفي أنَا الثّرَيّا وَذانِ الشّيبُ وَالهَرَمُ
(2)و قال أيضاً :
لعلَّ عَتْبَكَ محمودٌ عواقبُهُ ... وربّما صحَّتِ الأجسامُ بالْعِلَلِ
(3) و قال أيضاً :
فَيا لَيتَ ما بَيْني وبَينَ أحِبّتي مِنَ البُعْدِ ما بَيني وبَينَ المَصائِبِ
(4) وقال في مدح سيف الدولة :
وَلَعَمْرِي لَقَدْ شَغَلْتَ المَنَايَا بالأعادي فكَيفَ يَطلُبنَ شُغلا ؟
(5) وقال فيه أيضا :
يا مَنْ يُقَتِّلُ مَنْ أرَادَ بسَيْفِهِ أصْبَحتُ منْ قَتلاكَ بالإحْسانِ
(6) و قال فيه أيضا :
تَالله مَا عَلِمَ امرُؤٌ لَوْلاكُمُ كَيفَ السّخاءُ وَكَيفَ ضرْبُ الهَامِ
(7) و قال أيضا :
ومَكايِدُ السّفَهاءِ واقِعَةٌ بهِمْ وعَداوَةُ الشّعَراءِ بِئْسَ المُقْتَنى
(8)و قال أيضا :
لُمِ اللّيالي التي أخْنَتْ على جِدَتي بِرِقّةِ الحالِ وَاعذِرْني وَلا تَلُمِ
(9) و قال أيضا :
بِئْسَ اللّيَالي سَهِدْتُ مِنْ طَرَبٍ شَوْقاً إلى مَنْ يَبِيتُ يَرْقُدُهَا
(ب) (أجب عما يلي) :
(1) كون ثماني جمل إنشائية منها أربع للإنشاء الطلبي و أربع لغير الطلبي.
(2) اِيتِ بصيغتين للقسم، و أُخرييْن للمدح و الذم، و مثلهما للتعجب.
(3) استعمل الكلمات الآتية في جمل مفيدة، ثم بيًن نوعَ كل إنشاء:لا الناهية. همزة الاستفهام. ليت. لعل. عسى. حبذا. لا حبذا. ما التعجبية. واو القسم. هل.
(جـ) بين الإنشاء وأَنواعه والخبر و أضربه فيما يأتي:
(1) قال عمرو بن أهتم بن سمي السعدي المنقري :
لعَمْرُكَ ما ضاقَتْ بِلادٌ بأه لِها ... ولكنّ أخْلاقَ الرِّجالِ تَضيقُ
(2) وقال أبو الطيب المتنبي :
إذا لم تكُنْ نَفْسُ النّسيبِ كأصْلِهِ فماذا الذي تُغني كرامُ المَناصِبِ
(3) وقال عِكْرِشَة أَبو الشَّغْب يَرْثي ابنه شَغْباً :
لَيْتَ الجِبالَ تَداعَتْ يَوْمَ مَصْرَعِهِ ... دَكًّا فلَمْ يَبْقَ مِن أَحْجارِها حَجَرُ
(4)و قال أشجع بن عمرو السُّلمي :
لَئِنْ حَسُنَتْ فَيكَ المَراثِي وذِكْرُها ... لقَدْ حَسُنَتْ مِن قَبْلُ فِيكَ المَدائِحُ
(5) وقال الشاعر :
للّهْوِ آوِنَةٌ تَمُرّ كأنّهَا قُبَلٌ يُزَوَّدُهَا حَبيبٌ راحِلُ
(6) وقال الغَطَمّش الضَّبي :
أَخِلاَّيَ لو غَيْرُ الحِمامِ أَصابَكُمْ ... عَتَبْتُ ولكنْ ليسَ للدَّهْرِ مَعْتَبُ
(7) وقال الشاعر :
إنَّ المساءَةَ للمسرةِ موعِدٌ …أُختان رهنٌ للعشية أو غَدِ
فإذا سمعت بهالك فتيقَّنَنْ …أنَّ السبيل سبيلهُ و تَزوّدِ
(8)وقال المتنبي :
وكلّ شَجاعَةٍ في المَرْءِ تُغني ولا مِثلَ الشّجاعَةِ في الحَكيمِ
(9) وقال سوادة اليربوعي :
لقدْ بكرَّتْ ميٌّ عليَّ تلومني ... تقولُ ألا أهلكتَ منْ أنتَ عائلُه
ذريني فإِنَّ البخلَ لا يُخلِدُ الفَتَى …ولا يُهْلِكُ المعروفُ من هو فاعلُه
(10) وقال الشاعر :
وكلُّ امرئٍ يوماً سيركبُ كارهاً …على النعش أَعناقَ العدا والأقارب
(11) وقال المتنبي :
وما الجَمْعُ بَينَ الماءِ والنّارِ في يدي بأصعَبَ من أنْ أجمَعَ الجَدّ والفَهمَا
(12) وقال علي الجارم :
يابْنَتِي إِنْ أردْتِ آية َ حُسْنٍ وجَمالاً يَزِينُ جِسْماً وعَقْلاَ
فانْبِذِي عادة َ التَّبرجِ نَبْذاً فجمالُ النُّفوسِ أسْمَى وأعْلَى
يَصْنَع الصّانِعُون وَرْداً ولَكِنْ وَرْدَة ُ الرَّوضِ لا تُضَارَعُ شَكْلا
(د) حول الأخبار الآتية إلى جمل إنشائية واستوف أنواع الإِنشاء الطلبي التي تعرفها:
الروضُ مزهرٌ- الطيرُ مغردٌ- يتنافسُ الصناعُ -يفيضُ النيل- نَشِطَ العاملُ- أجادَ الكاتبُ
(هـ) بين نوع الإنشاء في البيتين التاليين، ثم انثرهما نثرًا فصيحاً .
يا أَيَّها المُتَحَلِّي غَيرَ شيمَتِه ... ومن سَجِيَّتِه الإكثارُ والمَلَقُ
اِرْجعْ إلى خُلْقِكَ المَعْروفِ دَيْدَنُهُ ... إِنَّ التَّخَلقَ يَأْتِي دُونَهُ الخُلُقُ
الإِنشاءُ الطلبيُّ
(1) الأَمرُ



رد مع اقتباس