[أفاق : الاداره]

تنظيم القاعدة والخوارج القعدية

بسم الله الرحمن الرحيم

يقول ابن حجر رحمه الله في التهذيب 114 /8
( القعد الخوارج، كانوا لا يرون بالحرب، بل ينكرون على أمراء الجور حسب الطاقة، ويدعون إلى رأيهم، ويزينون مع ذلك الخروج ويحسنونه ).اهـ

وقال أيضا في الإصابة 5 /303 في ترجمة عمران بن حطان : (وكان من رءوس الخوارج من القعدية بفتحتين وهم الذين يحسنون لغيرهم الخروج على المسلمين ولا يباشرون القتال )
. اهـ

قال عبد الله بن محمد الصعيف رحمه الله: (قعد الخوارج هم أخبث الخوارج)
وقد نقل عن الإمام أحمد -رحمه الله- وجمع من السلف مثل ذلك.

والسر في ذلك أن القعدية هم المحرك الأساسي في الخروج على ولاة الأمر
إذ أن الخارجين منهم علم خطرهم بالضرورة ودعوتهم تبقى بينهم لا تتعدى إلي غيرهم
بخلاف القعدة منهم فهم الذين يخرجون عن طاعة السلطان بالكلمة، ويضمرون الخروج بالسيف، ولا يبدون ذلك علانية، وإنما يألبون جمهور الناس على السلطان.

وكان أول ظهور للقعدية في عهد النبي صلى الله عليه سلم لما قام له ذو الخويصرة التميمي فقال له : إعدل يا رسول الله فإنك لم تعدل.

فكان أول خروج في الإسلام بالكلمة ثم خرج من ضئضئه خوارج السيف.

وتوالت الويلات على المسلمين بسبب هذه الطائفة
فقرنهم يظهر كل زمان لكن بفضل الله يتم قطعه كما أخبر الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام.

وفي زماننا ابتلينا بهم القعدة منهم والخارجة
بل أصبح لهم تنظيم عالمي فبركه الغرب بطريقة محكمة ليكون لهم غطاءا ومبررا لحملتهم الصليبية
وهو ما يعرف بتنظيم القاعدة بقيادة أسامة بن لادن أو أيمن الظواهري ( إن كان لهما وجود أصلا ).

ولهم فروع في كثير من البلدان الإسلامية كفرع القاعدة في اليمن والجزيرة العربية والمغرب العربي.

ويعتبر الخارجة منهم قلة قليلة مقهورة تقوم بعملية أوعمليتين في السنة تستهدف الأبرياء

من المسلمين وفي أحسن أحوالها تقتل بجانبهم بعض الجنود.

وخطرهم ولله الحمد بائن لكل مسلم وهذا بفضل الله أولا ثم بجهود العلماء ثانيا وبضربات العساكر الإسلامية ثالثا
لكن الخطر يكمن في القاعدة منهم
فهم المنظر لهذا الفكر خاصة مع تطور وسائل الإتصال كالأنترنيت.

فلقد غزو الكثير من المنتديات الإسلامية وأصبح لهم دور فعال في نشر فكر الخروج
بل وأصبح لهم ساسة وعلماء اتخذوا أقنعة يمررون بها باطلهم للسذج من أتباعهم.

فهم المرض العضال والداء الفتاك الذي ينخر في جسد الأمة
وصداع في رأس المسلمين يثور من حين إلى آخر.

فالقعدة يمثلون الأغلبية المتحكمة في التنظيم من رؤوس وأتباع ، لهذا يرى علماء الأمة وعقلائها أن استئصال هذا الداء
يبدأ في اجتثاث هذه النابته كما فعل بأسلافهم.

ولهذا صدقوا لما سموا نفسهم بالقاعدة
فهم خوارج قعدية

والله الموفق
Cant See Links