عرض مشاركة واحدة
قديم 05-15-2010, 08:15 AM   رقم المشاركة : 5
الكاتب

أفاق الفكر

مراقب

مراقب

أفاق الفكر غير متواجد حالياً


الملف الشخصي








أفاق الفكر غير متواجد حالياً


رد: أشكال الرعاية الاجتماعية في مجتمع الامارات في الوقت الحاضر

حقوق الجنين

بسم الله الرحمن الرحيم
عندما تخصب البويضة بالحيوان المنوي ينتج عن ذلك اللبنة الأولى للجنين والتي لو تركت في رحم الأم وتلقت الحماية والرعاية نتج عن ذلك المولود . ولا شك انه كلما طال عمر الجنين في إثناء نموه داخل الرحم ازدادت قيمته ككائن حي له حقوق. فحقوق الجنين عند الإخصاب ليست كحقوق الجنين بعد اكتمال تكون أعضاؤه وهي أقل منه عند الولادة . وان كانت جميع الشرائع تحرم إلحاق الضر بالجنين عند أي مرحلة إلا أن هناك اختلاف حول المرحلة العمرية التي تجعل الجنين قيمة بشرية كاملة يعاقب بالقانون كل من يعتدي عليها

متى يمكن أن ينظر إلى الجنين على أنه نفس بشرية

هناك عدة آراء طبية ودينية تدور حول السؤال( عند أي مرحلة من الحمل يعتبر الجنين نفسا بشرية حية)
هناك من يقولون أن الجنين منذ لحظة الإخصاب جنين حي لأنه يحمل كل مقومات الحياة التي تحددها الكرموزومات والجينات التي ورثها عن أبويه وهي التي تحدد مسار تشكل الأنسجة والأعضاء المختلفة والتي تبرز في النهاية الشكل الخارجي للجنين. أي أن مصير الجنين قد تحدد لحظة الإخصاب وان الذي يحدث بعد ذلك هو ترجمة للشفرة الجينية المورثة.
والحقيقة أن هذا رأي له وجاهتة من الناحية الطبية ويؤيدة الكثير من الجمعيات الإنسانية ودعاة حفظ الحياة وكذلك الكنيسة الرومانية(كان موقف الكنيسة الرومانية حتى سنة 1896 هو أن الروح تحل بالجنين عندما تشعر الحامل بحركتة داخل الرحم عند الأسبوع السادس عشر ثم تغير ذلك إلى اعتبار الروح مرتبطة بالإخصاب)


وهناك من يقولون أنه يصبح كائنا حيا في المرحلة التي يمكن أن يكون له حياة خارج الرحم وهو بالتقنية المتاحة حاليا الأسبوع ال19 من الحمل. وهذا الرقم فابل للتغير بالتقدم العلمي في مجال البحوث الطبية والتقنية.

وهناك من يدعي أن خروج الجنين حي إلى الحياة عند الولادة هي المرحلة التي يجزم بها أنه كائن حي. وهو متفق مع الفكر اليهودي الذي لا يمارس طقوس دفن حديثي الولادة إذا مات المولود في غضون الأسابيع الأولى من العمر لأنه في هذه الحالة لم تتصل به الروح ليكون نفسا بشرية.


وهناك من يقولون أنه يصبح كائنا حيا بعد مرور 4 أشهر وهي تمثل المرحلة الأولى من الحمل .

واسمحوا لي أن أتوقف قليلا عند الرأي الأخير لأن له مرجعية دينية يكاد يتفق عليه معظم الفقهاء استنادا إلى( رواية أحمد والبخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمان، عن عبد الله بن مسعود قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق: "ان أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملك فينفح فينفح الروح، ويؤمر بأربع كلمات، بكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أو سعيد)


وأنا شخصيا أستريح للمرجعية الدينية في تحديد كونه نفسا بشرية بنفخ الروح فيه والتي تبدأ بنهاية الشهر الرابع. ولكن هناك محاذير طبية تتحدى هذا الرأي وتؤكد أنه من الناحية العلمية فإن الجنين حي من لحظة الإخصاب ولا يمكن أن يكون فد طرأ يغير بعد مرور 120 يوما يجعله متميزا عما قبله.

والرد على ذلك مرتبط بمفهوم الحياة بصفة عامة والحياة البشرية بصفة خاصة. فالمملكة النباتية والجرثومية والحشرات والحيوانات ممالك حية ولكن هل هزة الممالك تحمل الروح.

وللإجابة على هذا السؤال يجب أن نجد تعريفا علميا موثقا للروح وهذا لعمري من الأمور المستحيلة علميا لأنها من أمر الله سبحانه (ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا).الإسراء 85
ومن هذا العلم القليل سوف أتحدث عن الروح .

الله سبحان وتعالى يعدما خلق آدم وسواه نفخ فيه من روحه (فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين) الحجر 29. وقد جاء سجود الملائكة لآدم بعد نفخ الروح فيه وبذلك يكون السجود لآدم عليه السلام سجودا لروح الله التي كرمت آدم على باقي المخلوقات (ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر) الإسراء 70 وهي التي جعلت آدم عليه السلام أقدر المخلقات على حمل الأمانة في الكون على جهل منه بعظم تلك الأمانة( إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا) الأحزاب 72.وأنا اعتقد ان روح الله لم تعطى لكائن آخر غير أدم وذريته .وهي الروح التي يحملها الملك إلى الجنين بعد 120 يوما لتذكرنا بنفخ الروح في آدم عند الخلق الأول.

وفي سورة المؤمنون عندما تتم مراحل النطفة والعلقة والمضغة وتكسى العظام لحما تأتي مرحلة أخرى (ثم أشاناه خلقا آخر) المؤمنون 14 وهذا الشأن ربما يكون مرحلة نفخ الروح في الجنين

ثم إن هناك مثلا حيا في مجال الطب يؤكد نظرية أن هناك فرق بين الحياة البيلوجية والحياة الآدمية. وهي تتمثل في مرضى موت الدماغ والذين يمثلون أجسادا حية بقلوب نابضة وأنسجة حية ورغم ذلك فهو في العرف الطبي في عداد الأموات ذلك لان النفس قد فارقتهم.والمثال الثاني الذي يدعم هذا الإجتهاد هو طبيعة حياة التوائم الملتصقة الذين عاشو حياتهم دون ان ينفصلو فهم جميعا نتاج بوضة واحدة وحيوان منوي واحد ويحملون في نفس القت نفس الجينات التي يحملها التوأم الآخ ثم إنهم بعد ذلك يتشاركون في دورة دموية واحدة ينتقل من خلالها الهرمومنات التي تغير حالات الفرح والحزن ولم يتعرض أي منهم لظروف إجتماعية لم يتعرض لها الآخر وبالتالي يجب ان يكونا متطابقيم في الشخصية والقدرات والميول ولكن الملاحظ أن كل التوائم الملتصقة كانت متباينة القدرات والشخصية حتى وصل الأمر بها الى التناقض. ولو فكرنا في السبب لوجدناه مرتبطا (بالخلق الآخر) وه دخول النفس في الجسد لتكون النفس البشرية وهذه الأنفس ليست ملتصقة وليست متطابقة بل ملهمة بالخير والشر والتي تزكى أو تدسى وهي التي حرم الله قتلها (ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق )الإسراء 23



حقوق المرآة


هناك حركات نسائية نشطة في أمريكا وأوروبا تدعو إلى حرية المرآة في اتخاذ القرار وحجتهم في ذلك أنه رغم أن الرجال يشاركون في إحداث الحمل بالطرق الشرعية أو غير الشرعية إلا إنهم لا يحملون متاعب هذه المشاركة وتبقى الحامل وحدها تعاني طيلة شهور الحمل. وإذا كان الأمر كذلك فللمرآة حق التصرف في جسدها وحق التصرف فيما يحمله جسدها.
ولكن هل حقا نحن نملك أجسادنا. الإجابة هي في الواقع (لا)
ذلك أننا لم نخلق أنفسنا في المقام الأول حتى ندعي لأنفسنا حق امتلاك الجسد.وبذلك أعطى من لا يملك حقا على جسد لا يمتلكه . وهي القاعدة الفقهية التي تبناها بعض الفقهاء في تحريم التبرع بالأعضاء في الحياة أو بعد الممات تأكيدا لمفهوم أننا لا نملك أجسادنا بل هي هبة من الله سبحانة يستردها بمشيئته.

وإذا كنا لا نملك أجسادنا بات لزاما أن الحوامل لا يملكن الأجنة التي في بطونهن . فهذا خلق الله وهبه حياة واجب احترامها وتقديسها. وإذا كان الجنين لا يملك القدرة عن الدفاع عن نفسة فهناك مؤسسات اجتماعية لحماية الجنين والدفاع عن حقه في الحياة.

والحقيقة أن هناك فرق بين ناهو قانوني ويخضع لطائلة القانون وما هو شرعي ويخضع لآراء الفقهاء. فمثلا الخيانة الزوجية في الخفاء يعتبر عملا لا أخلاقي ولا ديني ولكنه لا يخضع لطائلة القانون. فإن كان هناك غطاء قانوني للإجهاض في بعض المجتمعات فليس معنى ذلك مقبول دينيا وشرعيا.

الاغتصاب والإجهاض

موضوع التخلص من الحمل الناتج عن الاغتصاب تسامح فيه بعض الفقهاء وخاصة في أثناء الاعتداء الصربي على نساء البوسنة. فهؤلاء الحوامل قد تعرضن لظروف غير إنسانية ووحشية غير عادية تجعل عاطفة الأمومة في هذه الظروف مع علمها بطبيعة المغتصب أو المغتصبون أمرا يصعب جدا التكيف معه مما جعل بعض الفقهاء يميلون إلى إباحة التخلص من الحمل




ألعيوب الخلقية والتخلص من الجنين

السؤال الذي يواجهه الأطباء هو إباحة الإجهاض أو التخلص من الجنين الذي به عيوب خلقية سواء كانت مرتبطة بالتخلف الذهني أو الجسدي أو الاثنين معا.
وسف اعرض المشاكل المحاطة بهذا الأمر.
بداية هناك اتفاق أنه يجوز التخلص من الجنين عند أي مرحلة من الحمل إذا كان في استمرار الحمل خطورة على الحامل. لأن الأم هي الأصل والطفل هو الفرع ومن الطبيعي ان يكون التخلص من الفرع جائزا للحفاظ على الأصل.
ثانيا هناك اتفاق على أن الجنين المقطوع بعدم قدرته الذاتية في الحياة أثناء الحمل أو بعد الولادة مباشرة يجوز إجهاضه أو التخلص منه في أي مرحلة من الحمل. وإن كان هناك بعض الآراء التي تحرم التخلص من الأجنة الذين يولدون أحياء إذا استقامت حياتهم لأيام أو شهور بعد الولادة رغم ان الموت هو المصير الحتمي لهم.(حالات عدم وجود الدمغ العلوي anencephaly.)

ولكن هناك من العيوب الخلقية الأخرى التي سنت لها قوانين تبيح الإجهاض ولهذه ا لأمور وجاهتها من النواحي الاجتماعية والنفسية والإنسانية ولها مؤيدوها في عدة بلدان أوربية: والمثل المشهور هو:
الأجنة ألمصابه بتشوهات العهود الفقريmeningomyelocele

والتي تؤدي إلى شلل القدمين وعدم التحكم في التبرز والتبول وترتبط عادة
باستسقاء الرأس والتخلف الذهني. وحجتهم في ذلك هو أن نوعية الحياة التي يكابدها هؤلاء المعاقون واحتياجهم إلى رعاية دائمة لا تتمكن غالبية الأسر مهما كان اهتمامهم من تقديم الرعاية الكاملة لهم ناهيك عن العمليات الجراحية المتعددة التي يحتاجها معظم هؤلاء المعاقين على فترات متباينة أثناء النمو . هذه الأمور مجتمعة أو متفرقة كانت وراء إصدار أقوانين التي تبيح الإجهاض.
ولقد نجحت سياسة الكشف المبكر عن العيوب الخلقية المرتبطة بالعمود الفقري أثناء الحمل من القضاء على ولادة معظم هذه التشوهات في أوروبا في السنوات الأخيرة.

وإذا كانت المجتمعات الغنية تدعي أن مواردها لا يجب أن تصرف لرعاية هؤلاء المعاقين فما بال المجتمعات الفقيرة التي يتحمل فيها الأهالي العبء كله على ضخامة وصعوبته.

ولكني أريد أن أذكر هنا من خلال تجربتي الشخصية عبر 30 عاما أن هناك تقبل في المجتمعات الإسلامية والعربية للأطفال المعاقين. وهو أمر يدعو إلى الإعجاب والتقدير. وأعتقد ان انتظار الأجر من الله والحب الفطري للأبناء وراء هذا التقبل .ولكننا بين الحين والأخر نواجه من يلح في طلب الإجهاض حتى لا يكابد المشقة وهي ولا شك هائلة. وردنا على هؤلاء منوط بما تقدم من محاذير شرعية.

المشاكل الطبية والنفسية المرتبطة بالإجهاض

البعض يظن أن مشكلة الحمل تنتهي بالتخلص من الجنين ولكن الواقع العملي يظهر غير ذلك فهناك مجموعة من الأعراض تصيب الحوامل اللائي تخلصن من الحمل تتلخص في الإكتئاب النفسي الشديد والذي قد يؤدي إلى الانتحار تخلصا من تأنيب الضمير وهناك من اتجة إلى الشرب والمخدرات للهروب من هواجس الألم والشعور بالذنب وعدم القدرة على التكيف مع الحمل الذي يحدث في المستقبل وعدم القدرة على تربية الأطفال والتعامل مع الآخرين وغيرها من المشاكل التي تغيب عن وعي معظم المقدمين على الإجهاض في المجتمعات التي تبيحه.

هذا الى جانب المضاعفات التي قد تصاحب عمليات الإجهاض حتى إذا تم ذلك في المستشفيات الرسمية من التعرض للنزيف والتهابات وتهتك الرحم وعدم القدرة على الإنجاب في المستقبل. هذا والأمر يتم في ظروف صحية وتحت إشراف طبي أما ما يحدث لهؤلاء الذين يلجأ ون إلى العيادات المشبوهه فالإحصاءات تقول أن هناك 70000 يموتون سنويا من الإجهاض غير الطبي في العالم. والإحصاءات أيضا تقول أن 4 ملايين حالة إجهاض تتم في أمريكا اللاتينية سنويا ,ان 6000 سيدة أيرلندية تسافر الىبريطانيا سنويا للتخلص من الأجنة لأن القوانين في هذه الدول لا تسمح بالإجهاض دينيا وقانونيا.

والإحصاءات أيضا تؤكد أن 26% من سكان العالم يعيشون في مجتمعات تحرم الإجهاض ورغم ذلك فإن نسبة الإجهاض غير الشرعي فيها عاليا وإن تعذر وضع أرقام رسمية لها.

الخلاصة:

قد يبدو بديهيا أن ينتصر مؤيدي حق الحياة لمنع حدوث جريمة قتل النفس البشرية التي تقدسها كل الأديان والفطرة السليمة ولكننا مازلنا أما مشاكل شائكة يحتاج إلى نظرة عملية تتعامل مع الواقع الحي وتمنع حدوث الضرر في مظلة القاعدة ألفقهيه (منع المضرة مقدم على جلب المصلحة).
فماذا أستفادت أيرلندا من سن قوانين تحرم الإجهاض إذا كان 6000 من بناتها يعبرون البحر بحثا عن البديل وما فائدة أن تسن القوانين ثم لا نجد من يقوم برعاية هؤلاء الحوامل الغير راغبين في استمرار الحمل حتى لا ينتهي المقام بهم في العيادات المشبوهة. وإذا كان لكل معوق الحق في الحياة وجب على الهيئات الصحية والاجتماعية ان توفر الرعاية الصحية والاجتماعية والنفسية للمعاقين وأسرهم حيى لايترك العبء كله على محدودي الدخل والأسر الفقيرة

الآراء التي أوردتها آراء متباينة لا تمثل رأي الكاتب ولكنها دعوة للفقهاء والأطباء للتحاور والتدبر لكي يمتزج الرأي الديني مع الحقائق العلمية المثبتة مع النظر بعين الاعتبار إلى أن لكل حالة من حالات طلب الإجهاض تمثل في الواقع العملي حالة متميزة لها خلفيتها الطبية والاجتماعية والنفسية وصولا في نهاية المطاف إلى حفظ النفس البشرية التي كرمها الله من جانب والعمل على وضع الضوابط وتوفير الرعاية لمنع اللجوء إلى الطرق غير المشروعة للتخلص من الحمل من جانب آخر وهي معادلة صعبة ومعقدة وتحتاج إلى تضافر جهود أهل الفكر وأهل الخير.


التوقيع :




لا اله الا الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم








رد مع اقتباس