عرض مشاركة واحدة
قديم 05-10-2010, 03:05 PM   رقم المشاركة : 1
الكاتب

أفاق : الاداره

مراقب

مراقب

أفاق : الاداره غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









أفاق : الاداره غير متواجد حالياً


الجذور التاريخية للمنحى السلوكي



الجذور التاريخية للمنحى السلوكي

تقوم اسس المنحى السلوكي على اعمال إيفان بافلوف في الإشراط الكلاسيكي ونظرية كلارك هل Hull في التعلم. وفي خمسينيات القرن الماضي توافقت ثلاثة اعمال هامة في فترات متقاربة هي اعمال كل من : جوزيف ولبي في امريكا وارنولد لازاروس في جنوب افريقيا وهانز آيزنك في بريطانيا( مستشفى مودسلي بلندن) من حيث تطبيق نتائج الابحاث على الحيوان بشأن تعلم القلق وإزالته على الإنسان والافراد من البشربإستخدام منهج التعلم او الإشراط الكلاسيكي. وفي تلك الاثناء بدأت ملامح الإشراط الإجرائي بالبروز على يد سكنر ولندزلي وزملائهما(1954) عبر ملاحظة سلوك المرضى الذهانيين المقيمين في المستشفيات، واثبتوا امكانية تعديله بالأساليب الإجرائية وبتوفير بيئة مضبوطة تقترن فيها إستجابات المريض بنتائج معينة ثم إحداث تغييرات سلوكية ذات دلالة. ويرتكز هذا المنحى على استخدام ثلاث منهجيات رئيسية هي مبدأ الإشراط الكلاسيكي ومبدأ الإشراط الإجرائي والتعلم الإجتماعي او التعلم بالملاحظة. ويرى ان السلوك يمكن تقليله ( تمييز) او زيادته او توسيعه او إستحداثه وتشكيله.

السلوكية والشخصية

لابد من ملاحظة ان ان المنحى السلوكي بشكل عام لا يمتلك نظرية متعمقة في الشخصية على غرار المنحى التحليلي او الإنساني او الوجودي وغيرها بل يمثل توجها نظريا عاما في العمل الإكلينيكي، وان كان موقف اصحاب الشأن والتأثير فيه يطرحون تصورات متنوعة لماهية الإضطراب النفسي وتفسيره والذي نجد جذوره قديما في فلسفة جون لوك الذي اكد ان الناس يولدون في هذا العالم محايدون وعند تفاعلهم مع البيئة المحيطة بهم تتبدل احوالهم فيبدر منهم سلوك اذا ما تعزز ( اعطى نتيجة مرجوة للفرد) فإنه يستمر. وبالتالي يرى السلوكيون ان التدخل والمساعد في موضوع الإضطراب يقتضي من المعالج فهم الإطار والملابسات الي يحدث فيه السلوك وهذا يشمل ضمن ما يشمل، البيئة المادية والافراد الذين يتفاعل معهم ونمط التفاعل والنتائج التي يحققها....

وقبل الستينيات لم يكن المنهج السلوكي يحظى بالقبول الواسع في علم النفس والعمل الإجتماعي والتعليم او الطب النفسي ومنذ السبعينيات تم إستخدامه على نطاق واسع بما في ذلك عالمي الصناعة والتجارة ومن حينها تم التعامل معه على انه عملية يتعاون فيها المرشد والمسترشد من اجل التحسن .

خصائص الإرشاد السلوكي

1)تناول السلوك الظاهر ( الاعراض او المشكلة القائمة في الوقت الحاضر) وليس الاسباب المفترضة وراءه.
2)الانماط السلوكية غير الملائمة او المضطربة هي أستجابات متعلمة ويمكن بتعديل شروط حدوث التعلم او تغييرها إستحداث تعلم من نوع آخر اكثر ملاءمة لأغراض الفرد.
3)يمكن بإستمرار مراجعة التعلم السابق وتعديل الاخطاء التي حدثت في إكتسابه ( اي نوع الإستجابات الدالة عليه).
4)الهدف من الارشاد يكمن في التدخل في سلوك يمكن قياسه والتعامل معه.

اهداف الإرشاد

بناء على ما سبق يهدف المرشد السلوكي من عمله مع المسترشد الى تحديد دقيق للسلوك غير التكيفي ( غير الوظيفي) الذي لا يخدم المسترشد او يعيقه عن بلوغ ما يسعى اليه ثم إختيار الاجراء الملائم لإحداث الاثر المطلوب وذلك بعد تقييم شامل يتعرف فيه مع المسترشد على سوابق السلوك ولواحقه.

العلاقة الارشادية

تتسم في المنحى السلوكي بأنها تعاطفية يؤسس فيها المرشد لتعاون المسترشد وتتميز بأنها عبارة عن
عملية إعادة تعلم في جو من الدفء. وتسير وفقا لهذا الإتجاه في اربع خطوات اساسية :

1)القياس او التقييم الاولي Assessment : اي التعرف على سلوك المسترشد في الوقت الراهن وتحديد التصرفات الظاهرة ذات العلاقة، وذلك بدقة تامة، والسلوك ينظر اليه بأنه إما ان يحدث اكثر من اللازم او اقل مما ينبغي او غير موجود اصلا ويحتاج الفرد لإكتسابه. وكذلك الاوضاع التي يحدث فيها ( المكان، الزمان، الظروف او الاوضاع، بحضور من ) ومحاولة تحديد المعززات التي تتبعها وتعمل على تقويتها.
2)تحديد الاهداف وصوغها Targets : والهدف هو السلوك المرغوب حدوثه وهو ما تسعى العملية الارشادية لتحقيقه. اي ما سيقوم به المسترشد ومستوى ادائه له والظروف التي ينبغي ان يتم او يحدث خلالها.
3)تحديد الإجراءات التي يمكن بإستخدامها تحقيق الهدف المنشود: إذ يوفر المنهج السلوكي طائفة واسعة جدا من الإجراءات والتدخلات يتعين على المرشد ان يفهم خصائص واواجه استخدام كل منها ويمتلك المهارات اللازمة لذلك قبل ان يقرر إجراءا ما او عدة اجراءات معا

4)التقييم والإنهاء Evaluation & Termination يتسم التقييم في المنهج السلوكي بأنه مستمر منذ اول لحظة للعلاقة الإرشادية وحتى بلوغ الهدف بما يساعد المرشد على إدخال التعديلات اللازمة حسب المطلوب او درجة الفاعلية وإعادة النظر في الاجراءات التي يكشف التقييم المستر عن ضعف نتائجها او تدني تأثيرها.
ويتم إنهاء العملية الإرشادية بعد التأكد من تحقق الهدف وان السلوك المنشود يعبر اداء الفرد له عن حدوث تعلم قوي يقاوم الإمحاء ويمكنه استخدامه في مواقف وظروف متنوعة تم إدراجها ضمن تحديد الهدف سابقا.

دور المرشد

يغلب الطابع التعليمي على عمل المرشد في الإتجاه السلوكي ولكن هذا لا يبعده عن التعاطف وإبداء الإحترام التام والتقبل المطلق للمسترشد. ويساعد المسترشد في فهم السلوك المستهدف من العملية الارشادية والانماط المصاحبة له. وهو الدي ينظم الجلسات الارشادية ويديرها وفق خطة مرسومة او جدول اعمال موضوع ليخدم مصلحة المسترشد ولا يتطرق اثناء ذلك لتجارب الحياة الماضية للمسترشد ولا يتعامل بالمصطلحات الفنية ويبذل وقتا طويلا مع المسترشد لتحديد اوجه معينة تضايقه او يفتقر اليها وكذلك الاتفاق على الاساليب والتقنيات التي سيتم إستخدامها.

كيف يحدث التعلم

يجمع انصار المنهج السلوكي ان التعلم يحدث بالطرق التالية:
-الإقتران – ويسمى الاتجاه الذي يتبناه بالإشراط الكلاسيكي/ او التقليدي، وابرز مؤسسيه ايفان بافلوف وكلارك هل.
-التعزيز – ويسمى الاتجاه الذي يتبناه بالإشراط الإجرائي/ او الادائي وابرز مؤسسيه بوريس سكنر .
-التعلم الاجتماعي والذي يرى ان السلوك يحدث بسبب تفاعل مستمر بين مكونات الشخصية والبيئة وابرز مؤسسيه روتر Rotter والبرت باندوراBandora .

يرى اسلوب الاقتران انه عن طريق الاقتران المناسب يمكن لمثير محايد ( لم يكن يحرك اية استجابة في السابق) ان يمتلك خاصية تحريك استجابة كانت حكرا على مثير آخر. وتطيقاته في الحياة اليومية كثيرة مثل اقتران معلم ما بالعقاب البدني او الصراخ المستمر واستجابة الخوف المتكرر من التلاميذ.

اما منهج التعزيز فيركز على ان حدوث التعلم مشروط بنتائجه او بنتائج الاستجابة نفسها سواء كانت مثيبة (تعزيز) او مؤلمة ( عقاب). اي يزداد احتمال تكرار السلوك اذا تبع الاستجابة نتائج مريحة او سارة، ويقل هذا الإحتمال اذا تبعت الإستجابة نتائج منفرة او عقاب او لم يتبعها شيء. وتطبيقاته في الحياة اليومية كثيرة ايضا مثل مدح معلم لإستجابة طالب ما او زجره له بعد الإستجابة.
ويؤكد منهج التعلم الإجتماعي على اهمية البيئة او الوسط الذي يعيش فيه الفرد في تشكيل استجاباته وتدعيمها او إضعافها وتلاشيها. ويبرز اهمية مباديء مثل الاشخاص المهمين في حياتنا والتقليد للآخرين والملاحظة والنمذجة. وان التعلم عملية نشطة للمتعلم فيها قرار ودور وليست تلقيا سلبيا وان تحسن الفرد ينطلق من خلال إحساسه بالفاعلية الذاتية وانجازاته وان هناك مجموعة من الخصائص الشخصية والمعرفية التي تؤثر على السلوك تكون مستقلة عن المثيرات او المواقف او المعززات.

بعض إجراءات التدخل في الإشراط الكلاسيكي:

( تقليل الحساية التدريجي، التخيل والإسترخاء، المعالجة بالتنفير، التغذية الراجعة البيولجية، التعريض، توكيد الذات ...... ) .

بعض إجراءات التدخل في الإشراط الإجرائي:
( التعزيز، التشكيل، العقاب، الإطفاء، التعزيز الرمزي، العقد السلوكي، التسلسل، التعميم ( للمثير والإستجابة)، التمييز، الإضعاف والتلاشي، التلقين، الوقت المستقطع، التحسس الضمني، إعادة التفكير ....... ).


التوقيع :


اللهم صل على سيدنا محمد عبدك ونبيك ورسولك
النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم تسليما عدد مااحاط به علمك
وخط به قلمك واحصاه كتابك
وارض اللهم عن سادتنا ابي بكر وعمر وعثمان وعلي
وعن الصحابة أجمعين وعن التابعين وتابعيهم بإحسان الى يوم الدين





رد مع اقتباس