عرض مشاركة واحدة
قديم 02-20-2012, 09:42 PM   رقم المشاركة : 4
الكاتب

أفاق : الاداره

مراقب

مراقب

أفاق : الاداره غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









أفاق : الاداره غير متواجد حالياً


رد: اسماء الله الحسنى وصفاته

أسماء الله تعالى توفيقية لا مجال للعقل فيها
قال ابن القيم : ما يطلق على الله فى باب الأسماء والصفات توفيقى .
وقال القشيرى : الأسماء تؤخذ توفيقاً من الكتاب والسنة والإجماع .
وقال البغدادى : مأخذ أسماء الله تعالى التوفيق عليها ، إما بالقرآن وإما بالسنة الصحيحة ، وإما بإجماع الأمة عليه ، ولا يجوز إطلاق اسم عليه من طريق القياس .
قال الشيخ ابن عثيمين : وعلى هذا فيجب الوقوف فيها على ما جاء به الكتاب والسنة فلا يزاد فيها ولا ينقص ، لأن العقل لا يمكنه إدراك ما يستحقه تعالى من الأسماء فوجب الوقوف فى ذلك على النص لقوله تعالى : ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر ولافؤاد كل أولئك كان عنه مسئُولا . [ الإسراء : 36 ] وقوله قل إنما حرم ربى الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغى بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطاناً وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون . [ الأعراف : 33 ] ولأن تسميته تعالى بما لم يُسم به نفسه أو إنكار ما تسمَّى به نفسه جناية فى حقه تعالى فوجب سلوك الأدب فى ذلك والاقتصار على ما جاء به النص .
وإذا كنا لا نوافق على تجاوز الكتاب والسنة فى هذا الباب ، فإننا لا نوافق من اقتصر على القرآن وحده ، فإن ما جاء به الرسول " حقٌ كالذى أنزل القرآن ، فليس لمن اقتصر على نصوص القرآن دون الحديث حجَّة ، فقد جاء فى الأحاديث عدة أسماء لم ترد فى القرآن مثل : الحنَّان ، المنّضان ، السبوح ، الشافي ، المحسن .
وإذا كنا ندعوا للإقتصار على الكتاب والسنة فإننا نعنى بالسنة ما صح من الأحاديث الضعيفة والموضوعة ، فقد جاء فى الأحاديث الضعيفة جملة من أسماء الله التى لم يصح فيها حديث مثل : الأبد ، الرشيد ، الصبور .
دلالة الأسماء الحسنى فى حق الله تعالى :
أسماء الله تعالى لها ثلاثة أنواع من الدلالة :
1. تدل على الذات مطابقة .
2. تدل على الصفات المشتقة تضمنا ، وهذه أربعة أقسام :
الأول : الاسم العلم (الله) المتضمن لجميع معانى الأسماء.
الثانى : ما يتضمن صفة ذات كاسمه ( السميع ) .
الثالث : ما يتضمن صفة فعل كاسمه ( الخالق ) .
الرابع : ما يتضمن تنزهه تعالى وتقدسه على النقائص والعيوب ، مثل : ( القدوس ) و ( السلام ) .
3. تدل على الصفات غير المشتقة التزاماً .
مثال : دلالة اسمه تعالى ( الرحمن ) على ذاته عزوجل مطابقة ، وعلى الرحمة تضمناً ، وعلى صفة الحياة وغيرها التزاماً .
أما أسماء غيره تعالى فلا تدل على الذات ، فقد يسمى الرجل حكيماً وهو جاهل ، وعزيزاً وهو حقير ، وشجاعاً وهو جبان ، وأسد وحماراً وكلباً وحنظلة وعلقمة وليس كذلك . أما الله تعالى فلا يخالف اسم له صفته ولا صفته اسماً
باب الصفات أوسع من باب الأسماء :
وذلك لأن كل اسم متضمن لصفة ، ولأن من الصفات ما يتعلق بأفعال الله تعالى وأفعاله لا منتهى لها كما أن أقواله لا منتهى لها قال الله تعالى : ) ولو أنما فى الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إن الله عزيز حكيم( . [ لقمان : 27 ] .
ومن أمثلة ذلك أن من صفات الله تعالى المجىء والإتيان والأخذ والإمساك والبطش إلى غير ذلك من الصفات التى لا تحصى كما قال تعالى : ) وجاء ربك ( . [ الفجر : 22 ] وقال : ) هل ينظرون إلا أن ياتيهم الله فى ظُلل من الغمام( . [ البقرة : 210 ] وقال : ) فأخذهم الله بذنوبهم ( . [ آل عمران : 11 ] وقال : ) ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه( . [ الحج : 65 ] وقال : ) إن بطش ربك لشديد ( . [ البروج : 12 ] وقال : ) يريد الله بكم اليسر ولا يرد بكم العسر( . [ البقرة : 185 ] وقال النبى " ينزل ربنا إلى السماء الدنيا " .
فنصف الله تعالى بهذه الصفات على الوجه الوارد ولا نسميه بها فلا نقول إن من أسمائه : الجائي والآتىي والآخذ والمُمسك والباطش والمُريد والنازل ونحوذلك وإن كنا نُخبر بذلك ونصفه به .
ليس كل ما أخبرت النصوص هو من أسماء الله تعالى
إن ما يدخل فى باب الإخبار عن الله تعالى أوسع مما يدخل فى باب أسمائه وصفاته ، فليس كل ما يخبر به عن الله يدخل فى أسمائه الحسنى " فالله أخبر عن نفسه تبارمك وتعالى أنه كثير ، قابل التوب ، فالق الإصباح ، فالق الحب والنوى ، محبُّ المؤمنين ، مبغض الكافرين ، فعال لما يريد ، عدو الكافرين ، منعم ، متفضل ، مكرم ، مقلب القلوب ونحو ذلك ، فجعلها بعض أهل العلم من أسمائه .
والعلماء يتوسعون فى الأخبار ، فيجيزون إطلاق اسم : الموجود ، والشىء ، والثابت على الله من باب الإخبار ، وإن لم ترد فى الكتاب والسنة .
يقول ابن القيم " ما يدخل فى باب الإخبار عنه تعالى أوسع مما يدخل فى باب أسمائه وصفاته كالشىء والموجود والقائم بنفسه ، فإنه يخبر به عنه ، ولا يدخل فى أسمائه الحسنى ، وصفاته العليا " .
وكثير مما عدَّه أهل العلم من أسمائه الحسنى مما ورد فى الكتاب والسنة ومما لم يرد فيهما هو من باب الأخبار لا من باب الأسماء ، وهنا أمر نبه عليه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ، فقد أفاد أنه لا يجوز الإخبار عن الله تعالى باسم سيئ ، يقول رحمه الله تعالى : يفرق بين داعئه باسم سيئ ، لكن قد يكون باسم حسن ، أو باسم ليس بسيئ ، وإن لم يحكم بحسنه ، مثل اسم سيئ ، وذات وموجود " .
لا يجوز أن يشتق لله أسماء من صفاته وأفعاله
وهذا الضابط من معنى التوقيف فى أسماء الله ، فلا يجوز أن نشتق لله أسماء من أفعاله التى وردت فى الكتاب والسنة ، فلا يقال من أسمائه : الجائي ، المطعم ، المسقى ، الكاتب ، القاضى ، المؤيد ، المبتلي ، ونحو ذلك أخذاً من قوله تعالى :) وجاء ربك والملك صفاً صفاً ( وقوله : ) والذى هو يطعمني ويسقين( وقوله تعالى ) كتب ربكم على نفسه الرحمة( وقوله :) والله يقضى بالحق ( وقوله : ) هو الذى أيدك بنصر من عنده( وقوله تعالى : ) ونبلوكم بالشر والخير فتنة(
ومن هذا الباب غير ما سبق : الباعث ، الباقي ، القاضي ، الصبور ، العدل ، العادل ، الفتح ، القيام .
يقول ابن القيم : " لا يلزم من الإخبار عنه بالفعل مقيداً أن يشتق له منه اسم مطلق كما غلط بعض المتأخيرين ، فجعل من أسمائه المضل الفاتن الماكر ، تعالى عن قوله ، فإن هذه الأسماء لم يطلق عليه منها إلا أفعال مخصوصة معينة ، فلا يجوز أن يسمى بأسمائه الملطلقة " .
وخالف هذا النهج ابن العربى حيث ذهب إلى أن المشتق يدخل فى أسمائه تبارك وتعالى ، وادَّعى أن الصحابة والعلماء عدو المشتق من أسمائه تبارك وتعالى ، ولكنه لم يأت بدليل على صحة مقاله .
وقال العلامة حافظ حكمى : واعلم واعلم أن أسماء الله عزوجل ما لا يطلق عليه إلا مقترناً بمقابلة فإذا أطلق وحده أو هم نقصاً تعالى عن ذلك ، فمنها المعطى المانع ، والضار النافع ، والقابض الباسط ، والمعز والمذل ، والخافض الرافع ، فلا يطلق على الله عزوجل المانع الضار القابض القابض المذل الخافض كلا على انفراده ، بل لابد من ازدواجها بمقابلاتها ، إذ لم تطلق فى الوحى إلا كذلك ، ومن ذلك المنتقم لم يأت فى القرآن إلا مضافاً إلى " كقوله تعالى) عزيز ذو انتقام ( . [ آل عمران : 4 ] أو مقيداً بالمجرمين كقوله تعالى ) إنا من المجرمون منتقمون( . [ السجدة : 22 ] .
واعلم أنه قد ورد فى القرآن أفعال أطلقها الله عزوجل على نفسه على سبيل الجزاء العدل والمقابلة ، وهى فيما سبقت فيه مدح وكمال ، لكن لا يجوز أن يشق له تعالى منهما أسماء ولا تطلق عليه فى غير ما سبقت فيه من الآيات ، كقوله تعالى) إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم ( . [ النساء : 142 ] وقوله ) ومكروا ومكر الله ( . [ آل عمران : 54 ] وقوله تعالى) نسوا الله فنسيهم( . [ التوبة : 67 ] وقوله تعالى) وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزءُون ، الله يستهزئ بهم( . [ البقرة : 14 –15 ] . ونحو ذلك فلا يجوز أن يطلق على الله تعالى مخادع ماكر ناس مستهزئ ونحو ذلك مما يتعالى الله عنه ، ولا يقال الله يستهزئ ويخادع ويمكر وينسى على سبيل الإطلاق ، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً . وقال ابن القيم رحمه الله تعالى : إن الله تعالى لم يصف نفسه بالكيد والمكر والخداع والاستهزاء مطلقاً ، ولا ذلك داخل فى أسمائه الحسنى ومن ظن من الجهال المصنفين فى شرح الأسماء الحسنى أن من أسمائه تعالى الماكر المخادع المستهزئ الكائد فقد فاه بأمر عظيم تقشعر منه الجلود وتكاد الأسماع تصم عند سماعه ، وغر هذا الجاهل أنه سبحانه وتعالى أطلق على نفسه هذه الأفعال فاشتق له منها أسماء، وأسماؤه تعالى كلها حسنى فأدخلها فى الأسماء الحسنى وقرنها بالرحيم الودود الحكيم الكريم ، وهذا جهل عظيم فإن هذه الأفعال ليست ممدوحة مطلقاً بل تمدح فى موضع وتذم فى موضع فلا يجوز إطلاق أفعالها على الله تعالى مطلقاً ، فلا يقال إنه تعالى يمكر ويخادع ويستهزئ ويكيد ، فكذلك بطريق الأولى لا يشتق له منها أسماء يسمى بها بل إذا كان لم يأت فى أسمائه الحسنى المريد والمتكلم ولا الفاعل ولا الصانع ، لأن مسمياتها تنقسم إلى ممدوح ومذموم وغنما يوصف بالأنواع المحمودة منها كالحليم والحكيم والعزيز والفعال لما يريد ، فكيف يكون منها الماكر والمخادع والمستهزئ ، ثم يلزم هذا الغالط أن يجعل من أسمائه الحسنى الداعى والآتى والجائى والذاهب والقادم والرائد والناسى والقاسم والساخط والغضبان واللاعن إلى أضعاف ذلك من التى أطلق تعالى على نفسه أفعالها فى القرآن ، وهذا لا يقوله مسلم ولا عاقل . والمقصود أن الله سبحانه وتعالى لم يصف نفسه بالكيد والمكر والخداع إلا على وجه الجزاء لمن فعل ذلك بغير حق ، وقد علم أن المجازاة على ذلك حسنة من المخلوق فكيف من الخالق سبحانه وتعالى . قلت : ومن هنا يتبين لك ما ذكرنا من النظر فى بعض ما عدّه ابن العربى ، فإن الفاعل والزارع إذا أطلقا بدون متعلق ولا سياق يدل على وصف الكمال فيهما فلا يفيدان مدحاً ، أما فى سياقها من الآيات التى ذكرت فيها فهى صفات كمال ومدح وتوحد كما قال تعالى ) كما بدأنا أول خلق نعيده وعداً علينا إنا كنا فاعلين( . [ الأنبياء : 104 ] وقال تعالى) أفرأيتم ما تحرثون . أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون( . الآيات [ الواقعة : 63 – 64 ] بخلاف ما إذا عدت مجردة عن متعلقاتها وما سيقت فيه وله ، وأكبر مصيبة أن عد فى الأسماء الحسنى رابع ثلاثة وسادس خمسة مصرحاً قبل ذلك بقوله : وفى سورة المجادلة اسمان فذكرهما . وهذا خطأ فاحش ؛ فإن الآية لا تدل على ذلك ولا تقتضيه بوجه لا منطوقاً ولا مفهوماً ، فإن الله عزوجل قال ) ألم تر أن الله يعلم ما فى السماوات وما فى الأرض ما يكون من ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا( . [ المجادلة : 7 ] الآية ، وأين فى هذا السياق رابع ثلاثة سادس خمسة ؟ وكان حقه اللائق بمراده أن يقول : رابع ثلاثة فى نجواهم وسادس خمسة كذلك ، فإنه تعالى يعلم أفعالهم ويسمع أقوالهم كما هو مفهوم فى صدر الآية . والله تعالى أعلم .

اثبات أسماء الله وصفاته وأحكامها بلا تشبيه
ولا تمثيل ولا تحريف ولا تعطيل
من الأصول المتفق عليها عند سلف الأمة وأئمتها المعتبرين ، الإيمان بأسماء الله وصفاته وأحكامها ، فيؤمنون مثلاً بأنه رحمن رحيم ذو الرحمة التى اتصف بها المتعلقة بالمرحوم بلا تشبيه ، ولا تمثيل ، ولا تحريف ، ولا تعطيل ، فلا يلتفتون إلى منشئها فى المخلوق ويقيسون عليه الخالق كما هى عادة خلف السوء الذين أفطرتهم هذه العادة المبتدعة إلى أن يسطو على أسماء الله تعالى وصفاته بالتأويل الذى يؤول إلى التعطيل والعياذ بالله ، وهكذا فى سائر الأسماء يقال فى العلمِ أنه علِم ذو علم يعلم به كل شىء ، قدير ذو قدرة يقدر على كل شىء ، وبتوفيق الله للسلف لهذه القاعدة عصمهم مما وقع به الخلف فى شقاق بعيد .
لا يدخل فى أسماء الله تعالى ما كان من أفعاله
أو صفات أسمائه
وفى ذلك مثل شديد العقاب ، وسريع العقاب ، وسريع العقاب ، وسريع الحساب ، وشديد المحال ، ورفيع الدرجات ، لأنه الشديد والسريع من صفات أفعاله ، فلا فرق فى المعنى بين قوله : إن الله شديد العقاب ، وسريع العقاب ، وشديد المحال ، وسريع الحساب ، وبين قولنا : إن عقاب الله شديد ، وعقابه سريع ، ومحاله شديد ، وحسابه سريع ودرجات


شرح أسماء الله الحسنى
الله
الذى تألهه الخلائق محبة وتعظيماً وخضوعاً ، وفزعاً فى الحوائج والنوائب وهو( الله ) هو المألوه المعبود المستحق الإفراد بالعبادة لما اتصف به من صفات الألوهية ونعوت الكمال والجمال ، وما أفاضه من سوابغ النعم والأفضال .
وهذا الاسم هو ( لفظ الجلالة ) وهو علمُُ على الرب تبارك وتعالى ، ويقال إنه الاسم الأعظم لأنه يوصف بجميع الصفات كما قال تعالى ) هو الله الذى لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم هو هو الله الذى لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما فى السماوات وما فى الأرض وهو العزيز الحكيم ( . [ الحشر : 22 – 24 ) فأجرى سبحانه وتعالى الأسماء الباقية كلها صفات لإسمه ( الله ) وقال تعالى ) قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيّضامَّا تدعوا فله الأسماء الحسنى ( . [ الإسراء : 110 ] .
وهذا الاسم لم يتسم به غيره سبحانه وتعالى ، وهو يختص بخواص لم توجد فى غيره .
قال الرازى : العلم أن هذا الاسم مختص بخواص لم توجد فى سائر أسماء الله تعالى ، ونحن نشير إليها .
الخاصية الأولى : أنك إذا حذفت الألف من قولك ( الله ) بقى ( لله ) وهو مختص به سبحانه كما فى قوله ) ولله جنود السماوات والأرض( . [ الفتح : 4 ] . ) ولله خزائن السماوات والأرض( . [ المنافقون : : 7 ] وإن حذفت عن هذه البقية اللام الأولى بقيت البقية على صورة ( له ) كما فى قوله تعالى) له مقاليد السماوات والأرض( . [ الزمر : 63 ] . وقوله تعالى) له الملك وله والحمد( . [ التغابن : 1] فإن حذفت اللام الباقية كانت البقية فى قولنا ( هو ) وهو أيضاً يدل عليه سبحانه كما فى قوله تعالى) قل هو الله أحد( . [ الإخلاص : 1 ] . وقوله ) هو الحى لا إله إلا هو( . [ غافر : 65 ] . والواو زائدة بدليل سقوطها فى التثنية والجمع، فإنك تقول : هما ، وهم فلا تبقى الواو فيهما ، فهذه الخاصية موجودة فى لفظ الخاصية بحسب اللفظ فقد حصلت أيضاً بحسب المعنى ، فإنك إذا دعوت الله بالرحمن فقد وصفته بالرحمة ، وما وصفته بالقهر ، وإذا دعوته بالعليم فقد وصفته بالعلم وما وصفته بالقدرة ، وأما إذا قلت ( ياالله ) فقد وصفته بجميع الصفات ، لأن الإله لا يكون إلهاً إلا إذا كان موصوفاً بجميع هذه الصفات ، فثبت أن قولنا ( الله قد حصلت له هذه الخاصية التى لم تحصل لسائر الأسماء .
الخاصية الثانية : أن كلمة الشهادة وهى الكلمة التى بسببها ينتقل الكافر من الكفر إلى الإسلام لم يحصل فيها إلا هذا الاسم ، فلو أن الكافر قال : أشهد أن لا إله إلا الرحمن ، أو إلا الرحيم ، أو إلا الملك ، أو إلا القدوس لم يخرج من الكفر ولم دخل فى الإسلام ، أما إذا قال أشهد أن لا إله إلا الله فإنه يخرج من الكفر ويدخل فى الإسلام، وذلك يدل على اختصاص هذا الاسم بهذه الخاصية الشريفة والله الهادى إلى الصواب .
يقول الغزالى : ينبغى أن يكون حظ العبد من هذا الاسم ( الله ) التأله وأعنى به أن يكون مستغرق القلب والهمة بالله تعالى لا يرى غيره ولا يلتفت إلى سواه ، ولا يرجو ولا يخاف إلا إياه ، وكيف لا يكون كذلك وقد فهم من هذا الاسم أنه الموجود الحقيقى وكل ما سواه فإنه هالك .
الأحد
الأحد : أى الواحد الوتر الذى لا شبيه له ولا نظير ، ولا صاحبة ، ولا ولد ، ولا شريك ، ولا ند له سبحانه وتعالى فى ذرة من ملكوته ، فهو المتفرد فى ملكوته بأنواع التصرفات من الإيجاد والإعدام والإحياء والإماتة والخلق والرزق والإعزاز والإذلال والهداية والإضلالوالوصل والقطع والضر والنفع ، فلو اجتمع أهل السماوات السبع والأرضين السبع ومن فيهن وما بينهما على إماتة من هو محييه أو إعزاز من هو مذله أو هداية من هو مضله أو إسعاد من هو مشقيه ، أو خفض من هو رافعه أو وصل من هو قاطعه ، أو إعطاء من هو مانعه أو ضر من هو نافعه أو عكس ذلك لم يكن ذلك بممكن فى استطاعتهم ، وآنى لهم ذلك والكل خلقه وملكه وعبيده وفى قبضته وتحت تصرفه وقهره ، ماض فيهم حكمه عدل فيهم قضاؤه نافذه فيهم مشيئته لامتناع لهم عما قضاه ولا خروج لهم من قبضته ولا تحرك ذرة فى السماوات والأرض ولا تسكن إلا بإذنه ، فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن .
ولا بالأحدية فى الإثبات غير الله تعالى ، فلان يقال رجل أحد ، وإنما يقال رجل واحد ، فالأحدية من صفات الله تعالى استأثر بها فلا يشركه فيها شىء .
وإنما قال الله عن نفسه أحد ، ولم يقل واحد ، لأن الواحد يدخل فى الحساب ويضم إليه آخر ، وأما الآحد فهو الذى لا يتجرأ ولا ينقسم فى ذاته ولا فى معنى صفاته ، ويجوز أن يجعل للواحد ثانياً ، ولا يجوز أن يجعل للأحد .
ثانياً : لأن الأحد يستوعب جنسه بخلاف الواحد . ألا ترى أنك لو قلت فلان لا يقاومه واحد ، جاز أن يقامه اثنان ، أما إذا قلت فلان فلان لا يقاومه أحد لم يجز أن يقاومه اثنان ولا أكثر ، فهو أبلغ وأدق وأشمل وأعم ، فسبحان من القرآن بأبلغ كلام وأفصح لسان ، وجعله حجة على العالمين ومعجزاً للناس أجمعين ، ومعجزة لرسول رب العالمين .
العلى الأعلى المتعال
الله تعالى وأجل وأعظم من كل ما يصفه به الواصفون ، ومن كل ذكر يذكره الذاكرون ، فجلال كبريائه أعلى من معارفنا وإدراكاتنا، وأصناف آلائه ونعمائه أعلى من حمدنا وشكرنا ، وأنواع حقوقه أعلى من طاعاتنا وأعى لنا .
ومن لوازم هذا الاسم اثبات العلو المطلق لله تعالى من جميع الوجوه : علو القدر ، وعلو القهر ، وعلو الذات ، فمن جحد علو الذات فقد حجر لوازم اسمه " الأعلى " فكل معانى العلو ثابتة له سبحانه وتعالى ( علو القهر ) فلا غالب له وملا منازع ، بل كل شىء تحت سلطان قهره) قل إنما أنا منذر ، وما من إله إلا الله الواحد القهار( . ) لو أراد الله أن يتخذولداً لاصطفى مما يخلق ما يشاء سبحانه هو الله الواحد القهار( .
وقد جمع الله تعالى بين علو الذات وعلو القهر فى قوله تعالى : ) وهو القاهر فوق عباده( .
أى وهو الذى قهر لكل شىء وخضع لجلاله كل شىء وذل لعظمته وكبريائه كل شىء وعلا بذاته على عرشه فوق كل شىء .
( علو القدر ) فالله قد تعالى عن جميع النقائص والعيوب المنافية لا لاهيته وربوبيته وأسمائه الحسنى وصفاته العلى . تعالى فى أحديته عن الشريك والظهير والولى والنصير ، وتعالى فى عظمته وكبريائه وجبروته عن الشفيع عنده بدون إذنه ، وتعالى فى حمديته عن الصاحبة والولد والوالد والكفء والنظير ، وتعالى فى كمال حياته وقيوميته وقدرته عن الموت والسِنَة والنوم والتعب والإعياء ، وتعالى فى كمال علمه عن الغفلة والنسيان وعن عزوب مثال ذرة عن علمه فى الأرض أو فى السماء ، وتعالى فى كمال حكمته وحمده عن الخلق عبثاً وعن ترك الخلق سدى بلا أمر ولا نهى ولا بعث ولا جزاء ، وتعالى فى كمال عدله عن أن يظلم أحداً مثال ذرة أو أن يهضمه شيئاً من حسناته ، وتعالى فى كمال غناه عن أن يُطعم أو يُرزق أو أن يفتقر إلى غيره فى شىء ) يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله ، والله هو الغنى الحميد( .
( علو الذات ) من عقيدة أهل السنة والجماعة أن الله تعالى بائنُُ من خلقه ، مستو على عرشه ، وأنه تعالى بذاته على عرشه فوق سمواته ، يعلم أعمال خلق ويسمع أقوالهم ويرى حركاتهم وسكناتهم لا تخفى عليه منهم خافية ، والأدلة على علو الله بذاته واستوائه على عرشه أكثر من أن تحصى وأجل من أن يستقصى .
فمن ذلك قوله تعالى :) الرحمن على العرش استوى( . [ طه : 4 ] . وقوله تعالى : ) يخافون ربهم من فوقهم ( . [ النحل : 50 ] . وقوله تعالى :) وهو القعر فوق عباده ( . [ الأنعام : 18 ] . وقوله تعالى :) سبح اسم ربك الأعلى ( . [ الأعلى : 1 ] . وقوله تعالى : ) إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه( . [ فاطر : 10 ] .
وقوله تعالى : ) أأمنتم من فى السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هى تمور أم أمنتم من السماوات أن يرسل عليكم حاصباً فستعلمون كيف نذير( . [ الملك : 16 – 17 ] . وقوله تعالى) تعرج الملائكة والروح إليه( . [ المعارج 3 ] . وقوله تعالى : ) يا هامان ابن لى صرحاً لعلى أبلغ الأسباب أسباب السماوات فأطلع إلى إله موسى وإنه لأطنه كاذبا( . [ غافر : 36 – 37 ] . قال الجوينى رحمه الله : وهذا يدل على أن موسى أخبره بأن ربه تعالى فوق السماء ، ولهذا قال وإنى لأظنه كاذباً . وقال الدارمى رحمه الله : ففى هذه الآية بيان بيَّن ودلالة ظاهرة أن موسى كان يدعو فرعون إلى معرفة الله بأنه فوق السماء فمن أجل ذلك أمر ببناء الصرح ورام الإطلاع إليه .
وأما الأحاديث التى تصرح بعلو الله تعالى بذاته على خلقه فهى كثيرة أيضاً ، ومن أصرح الأدلة على ذلك حديث الإسراء حيث أجز النبى أنه لما أسرى به إلى بيت المقدس عَرجَ به جبريل عليه السلام حتى علا به فوق السماوات السبع وظهر به لمستوى يسمع فيه صريف الأقلام ، ودنا من الرب جل جلاله وكلَّمه الله وفرض عليه وعلى أمته الصلاة .
ومن الأدلة أيضاً حديث معاوية بن الحكم السلمى الذى رواه مسلم قال معاوية للرسول : كانت لى غنم بين أحد والجوانية . فيها جارية لى ، فاطلعت ات يوم فإذا الذئب قد ذهب منها بشاة – وأنا رجل من بنى آدم – فأسفت ، فهلكتها . فأتيت النبى فذكرت ذلك له ، فعظم ذلك على ، فقلت يا رسول الله أفلا أعتقها ؟ قال : ادعها ، فدعوتها ، فقال لها أين الله ؟ قالت : فى السماء ، قال : من أنا ؟ قالت: أنت ، قال اعتقها فإنها مؤمنة .
ومن الأدلة أيضاً قول فى الحديث المتفق عليه " ألا تأمنونى وأنا أمين من فى السماء " .
وأيضاً قوله : " الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من الأرض يرحمكم من فى السماء " .
وأيضاً قوله : " والذى نفسى بيده ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشه فتأبى عليه إلا كان الذى فى السماء ساخطاً عليها حتى يرضى عنها زوجها " . رواه مسلم .
والأدلة فى هذا الحديث المعنى كثيرة ومتضافرة ، والفطر السليمة والقلوب المستقيمة مجبولة على الاقرار بذلك لا تنكره ، ولذا لا يدعوا أحدُُ ربه إلا ويرفع يديه إلى السماء ( جهة العلو ) .
قال ابن القيم : فمن شهد مشهد علو الله تعالى على خلقه وفوقيته لعباده واستوائه على عرشه كما أخبر بها أعرف الخلق وأعلمهم به الصادق المصدوق وتعبد بمقتضى هذه الصفة ، بحيث يصير لقلبه صمد يعرج إليه مناجياً له مطرقاً واقفاً بين يديه وقوف العبد الذليل بين يدى الملك العزيز ، فيشعر بأن كلمه وعمله صاعداً إليه معروض عليه مع أوفى خاصته وأوليائه فيستحي أن يصعد إليه من كلمه ما يخزيه ويفضحه هناك ، ويشهد نزول الأمر والمراسيم الإلهية إلى أقطار العوالم كل وقت بأنواع التدبير والتصرف من الإماتة والحياء والتولية والعزل والخفض والرفع والعطاء والمنع وكشف البلاء وإرساله وتقلب الدول ومداولة الأيام بين الناس إلى غير ذلك من التصرفات فى المملكة التى لا يتصرف فيها سواه فمراسيمه نافذة فيها كما يشاء ) يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه فى يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون( فمن أعطى هذا المشهد حقه معرفة وعبودية استغنى به .

الإلــه
هو الجامع لجميع صفات الكمال ونعوت الجلال ، فقد دخل فى هذا الاسم جميع الأسماء الحسنى ، ولهذا كان القول الصحيح أن ( الله ) أصله ( الإله ) وأن اسم الله هو الجامع لجميع الأسماء الحسنى والصفات العلى قال تعالى :) إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد له ما فى السماوات وما فى الأرض وكفى بالله وكيلا( . [ النساء :171 ] .
الأكــرم
الأكرم هو هو الذى يعطى بدون مقابل ولا انتظار ومقابل ، والله عزوجل هو الأكرم لأن له الابتداء فى كل كرم وإحسان ، وكرمه غير مشوب بتقصير .
والله سبحانه لا يوازيه كريم ولا يعادله ولا يساويه فهذه الصفة لا يشاركه تعالى فى اطلاقها أحد .
وقال ابن تيمية رحمه الله فى تفسير قوله تعالى) اقرأ وربك الأكرم الذى علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم( سمى ووصف نفسه بالكرم ، وبأنه الأكرم بعد إخباره أنه خلق ليتبين أنه ينعم على المخلوقين ويوصلهم إلى الغايات المحمودة كما قال تعالى) الذى خلق فسوى والذى قدر فهدى( ) ربنا الذى أعطى كل شىء خلْقه ثم هدى( ) الذى خلقنى فهو يهدين( فالخلق يتضمن الإبتداء والكرم تضمن

منقول من واحة العيون
Cant See Links


رد مع اقتباس