عرض مشاركة واحدة
قديم 02-20-2012, 09:39 PM   رقم المشاركة : 3
الكاتب

أفاق : الاداره

مراقب

مراقب

أفاق : الاداره غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









أفاق : الاداره غير متواجد حالياً


رد: اسماء الله الحسنى وصفاته

شرح أسماء الله الحسنى

تأليف : محمد بيومى

بسم الله الرحمن الرحيـــم
إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادى له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون  .
يا أيها الناس اتقوا ربكم الذى خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيرا ونساءً واتقوا الله الذى تسآءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيما

وبعد
فإن من أعظم ما يُقِّوى الإيمان فى قلب العبد معرفة أسماء الله الحسنى الواردة فى الكتاب والسنة وفهم معانيها ، والتعبد للع تعالى بمقتضاها قال الله تعالى ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون فى أسمائه سجزون ما كانوا يعملون . [ الأعراف : 180 ] .
ودعاء الله تعالى يكون دعاء ثناء وعباده ، ودعاء طلب ومسألة ومعنى دعاء الثناء هو أن نمجد الله تعالى ونثنى عليه قال تعالى :
يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا [ الأحزاب : 41 - 42 ] .
وقال " ما من أحد أحب إليه المدح من الله "
وقد وعد الله بذكر من يذكره ، قال تعالى فاذكرونى أذكركم واشكروا لى ولا تكفرون . [ البقرة : 152 ] وعن أبى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله : " يقول الله تعالى : أنا عند ظن عبدى بى وانا معه إذا ذكرنى ، فإن ذكرنى فى نفسه ذكرته فى نفسى ، وإن ذكرنى فى ملأ ذكرته فى ملأ خير منهم " وقد أخبرنا رب العزة أن الذاكر له يطمئن قلبه ، وتهدأ نفسه كما قال الله : ألا بذكر الله تطمئن القلوب . [ الرعد : 28 ]
والنوع الثانى من الدعاء هو دعاء الطلب والمسألة
قال القرطبى : قوله تعالى فادعوه بها أى اطلبوا منه بأسمائه ، فيُطلب بكل اسم ما يليق به ، تقول : يا رحيم ارحمنى ، يا حكيم احكم لى ، يا رزاق ارزقنى ، يا هادى اهدنى ، يا فتاح افتح لى، يا تواب تب علىّ ، هكذا فإن دعوت باسم عام قلت : يا مالك ارحمنى، يا عزيز احكم لى ، يا لطيف ارزقنى ، وإن دعوت بالأعمّ الأعظم فقلت بالله فهو متضمن لكل اسم .ويقول ابن القيم : يسأل فى كل مطلوب باسم يكون مقتضياً لذلك المطلوب ، فيكون السائل متوسلاً إليه بذلك الاسم ، ومن تأمَّل أدعية الرسل وجدها مطابقة لهذا .
وقال : يأتى السائل بالاسم الذى يقتضيه المطلوب ، كما تقول اغفرلى وارحمنى إنك أنت الغفور الرحيم ، ولا يحسن أن تقول : إنك أنت السميع البصير .
وفى هذه الرسالة التى بين يديك أخى المسلم - ذكرت جملة من الأحكام التى تتعلق بأسماء الله الحسنى .
وأسأل الله تعالى التوفيق والسداد فى القول والعمل وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين


قواعد وتبيهات
* سمى الله سبحانه أسماءه بالحسنى لأنها حسنة فى الأسماع والقلوب ، فإنها تدل على توحيده وكرمه وجوده ورحمته وإفضاله . و " لأنها متضمنة لصفات كاملة لا نفقص فيها بوجه من الوجوه
* أسماء الله الحسنى لم يرد تعيينها فى حديث صحيح
روى البخارى ومسلم عن أبى هريرة رضى الله عنه ، أن رسول الله قال : " إن لله تسعة وتسعين اسماً مائة إلا واحد من أحصاها دخل الجنة " .
ولم يرد حديث صحيح يعتمد عليه فى تعيين هذه الأسماء
وأما الحديث الذى رواه الترمذى عن أبى هريرة رضى الله عنه وفيه تعيين هذه الأسماء ، فهو حديث ضعيف وعلته الوليد بن مسلم . ورواه الترمذى أيضاً من طريق آخر وهو ضعيف وعلته عبدالعزيز بن الحصين وهو متفق على ضعفه كما قال الحافظ ابن حجر العسقلانى .
وقد أخرجه ابن ماجه من طريق آخر وهو ضعيف لضعف عبدالملك بن محمد الصَّغانى .
وقد نص الحافظ فى " الفتح " على أن هذه الأسماء مدرجة فى الحديث .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : تعيينها ليس من كلام النبى باتفاق أهل المعرفة بحديثه .
وقال الحافظ ابن كثير : والذى عوَّل عليه جماعة من الحفاظ أن سرد الأسماء فى هذا مدرج ، وإنما ذلك رواه الوليد بن مسلم وعبدالملك بم محمد الصغانى عن زهير بن محمد أنه بلغه عن غير واحد من أهل العلم أنهم قالوا ذلك ، أى أنهم جمعوها من القرآن عن جعفر بن محمد وسفيان بن عيينه وأبو زيد اللغوى والله أعلم .
قال الحافظ ابن حجر فى " التلخيص الحبير " - بعد أن ذكر أقوال بعض أهل العلم فى تعداد الأسماء الحسنى - وقد عاودت تتبعها من اكتاب العزيز إلى أن حررتها منه تسعة وتسعين اسما ولا أعلم من سبقنى إلى تحرير ذلك فإن ما ذكره ابن حزم لم يقتصر فيه على ما فى القرآن الكريم .
وهذه الأسماء التى حررها الحافظ ابن حجر قد رتبها هكذا :
الله ، الرب ، الإله ، الرحمن ، الرحيم ، الملك ، القدوس ، السلام ، المؤمن ، المهيمن ، العزيز ، الجبار ، المتكبر ، الخالق ، البارئ ، المصور ، الأول ، الآخر ، الظاهر ، الباطن ، الحى ، القيوم، العلى ، العظيم ، التواب ، الحليم ، الواسع ، الحكيم ، الشاكر ، العليم ، الغنى ، الكريم ، العفو ، القدير ، اللطيف ، الخبير ، السميع ، البصير ، المولى ، النصير ، القريب ، المجيب ، الرقيب ، الحسيب ، القوى ، الشهيد ، الحميد ، المجيد ، المحيط ، الحفيظ ، الحق ، المبين، الغفار ، القهار ، الخلاق ، الفتاح ، الودود ، الغفور ، الرؤوف ، الشكور ، الكبير ، المتعال ، الُمقيت ، المستعان ، الوهاب ، الحفى ، الوارث ، الولى ، القائم ، القادر ، الغالب ، القاهر ، البر ، الحافظ ، الأحد ، الصمد ، المليك ، المقتدر ، الوكيل ، الهادى ، الكفيل ، الكافى، الأكرم ، الأعلى ، الزراق ، ، ذو القوة ، المتين ، غافر الذنب، قابل التوب ، شديد العقاب ، ذو الطول ، رفيع الدرجات ، سريع الحساب ، فاطر السماوات والأرض ، بديع السماوات والأرض، نور السماوات والأرض ، مالك الملك ، ذو الجلال والإكرام .
" ولاشك أن هذا اجتهاد من ابن حجر رحمه الله ولا يمكننا القطع بأن هذه هى التسعة والتسعون اسماً المقصوإذ أنه يمكن لآخر أن يضع فيها مثلاً ( ذو الرحمة ، ويحذف منها ( ذو القوة ) أو غير ذلك ، إذ ما الملزم لاعتبار ( ذو القوة ) من التسعة والتسعين وعدم اعتبار " ذو الرحمة " منها ، وكلاهما فى القرآن الكريم ؟! .. قال تعالى :  إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين الذاريات : 58 ، وقال :  وربك الغفور ذور الرحمة  الكهف : 58 .
وإذا كان الحافظ ابن حجر قد اقتصر على القرأن الكريم فى تحرير هذه الأسماء ، فإن آخرين من أهل العلم قد استخرجوا تسعة وتسعين اسماً من نصوص الكتاب والسنة .
قال الشيخ ابن عثيمين : وقد جمعت تسعة وتسعين اسماً مما ظهر لى من كتاب الله تعالى وسنة رسوله
* فمن كتاب الله تعالى :
1- الله 2- الأحد 3- الأعلى 4- الأكرم 5- الإله 6- الأول
7- والآخر 8- والظاهر 9- والباطن 10- البارئ 11- البر 12- البصير
13- التواب 14- الجبار 15- الحافظ 16- الحسيب 17- الحفيظ 18- الحفى
19- الحق 20- المبين 21- الحكيم 22- الحليم 23- الحميد 24- الحى
25- القيوم 26- الخبير 27- الخالق 28- الخلاق 29- الرؤوف 30- الرحمن
31- الرحيم 32- الرزاق 33- الرقيب 34- السلام 35- السميع 36- الشاكر
37- الشكور 38- الشهيد 39-الصمد 40- العالم 41- العزيز 42- العظيم
43- العفو 44- العليم 45- العلى 46- الغفار 47- الغفور 48- الغنى
49- الفتاح 50- القادر 51- القاهر 52- القدوس 53- القدير 54- القريب
55- القوى 56- القهار 57- الكبير 58- الكريم 59- اللطيف 60- المؤمن
61- المتعالى 62- المتكبر 63- المتين 64- المجيب 65- المجيد 66- المحيط
67- المصور 68- المقتدر 69- المقيت 70- الملك 71- المليك 72- المولى
73- المهيمن 74- النصير 75- الواحد 76- الوارث 77- الواسع 78- الودود
79- الوكيل 80- الولى 81- الوهاب
* ومن سنة رسول الله :
82- الجميل 83- الجواد 84- الحكم 85- الحى 86- الرب 87- الرفيق
88- السبوح 89- السيد 90- الشافى 91- الطيب 92- القابض 93- الباسط
94- المقدم 95- المؤخر 96- المحسن 97- المعطى 98- المنان 99- الوتر


اجتهادات

وهناك اجتهادات أخرى لبعض أهل العلم فى استخراج أسماء الله الحسنى من نصوص الكتاب والسنة
* أسماء الله تعالى ليست محصورة فى التسعة والتسعين اسماً .
إن أسماء الله تعالى ليست محصورة فى التسعة والتسعين اسماً ، " ولو كان المراد الحصر لكانت العبارة : إن أسماء الله تسعة وتسعون اسماً من أحصاها دخل الجنة أو نحو ذلك .

قال العلامة حافظ الحكمى . أن أسماء الله عزوجل ليست منحصرة فى التسعة والتسعين المذكورة فى حديث أبى هريرة ولا فيما علمته الرسل الملائمة وجيع المخلوقين ، لحديث ابن مسعود عند أحمد وغيره عن رسول الله أنه قال : " ما أصاب أحداً قط همٌ ولا حزن فقال : اللهم إنى عبدك وابن عبدك وابن أمتك ، ناصيتى بيدك ماض فىض حكمك عدل فىَّ قضاؤك ، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته فى كتابك أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به فى علم الغيب عندك ، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبى ونور صدرى وجلاء حزنى وذهاب همى ، إلا أذهب الله حزنه وهمه وأبدله مكانه فرحاً " ، فقيل : يا رسول الله ، أفلا نتعلمها ؟ فقال " بلى ينبغى لكل من سمعها أن يتعلمها " .
قال الحافظ ابن حجر : وقد اختلف فى هذا العدد هل المراد به حصر الأسماء الحسنى فى هذه العدة أو أنها أكثر من ذلك ولكن اختصت هذه بأن من أحصاها دخل الجنة ؟ فذهب الجمهور إلى الثانى، ونقل النووى اتفاق العلماء عليه فقال : ليس فى الحديث حصر أسماء الله تعالى ، وليس معناه أنه ليس له اسم غير هذه الأسماء من أحصاها دخل الجنة ، فالمراد الإخبار عن دخول الجنة بإحصائها لا الأخبار بحصر الأسماء ، ويؤيده قوله فى حديث ابن مسعود الذى أخرجه أحمد وصححه ابن حبان " أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك ، أو أنزلته فى كتابك أو علمته أحداً من خلقك ، أو استأثرت به فى علم الغيب عندك " .
وقال ابن القيم رحمه الله : " الأسماء الحسنى لا تدخل تحت حصر ، ولا تحدّ بعدد ، فإن لله تعالى أسماء وصفات استأثر بها فى علم الغيب عنده ، لا يعلمها ملك مقرب ولا نبى مرسل " .
فإن قيل : إذا كانت أسماء الله الحسنى تزيد على تسعة وتسعين، فما مراد الرسول بقوله : " إن لله تسعة وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة " ؟
قال شيخ الإسلام ابن تيمية فى الإجابة على هذا السؤال : " التقيد بالعدد عائد إلى الأسماء الموصوفة بأنها هى هذه الأسماء .
فجملة " من أحصاها دخل الجنة " صفة للتسعة والتسعين ، ليست جملة مبتدأة ، والتقدير : إن لله أسماء بقدر هذا العدد من أحصاها دخل الجنة ، كما يقول القائل : لى مائة غلام أعددتهم للعتق، وألف درهم أعددتها للحج ، فالتقيد بالعدد هو الموصوف بهذه الصفة ، لا فى استحقاقه لذلك العدد ، فإنه لم يقل : إن أسماء الله تسعة وتسعون " .
ويقول ابن القيم : قوله : " إن لله تسعة وتسعون اسماً من أحصاها دخل الجنة " . الكلام جملة واحدة . وقوله : " من أحصاها دخل الجنة " ، صفة لا خبرا مستقلاً ، والمعنى : له أسماء متعددة من شأنها من أحصاها دخل الجنة ، وهذا لا ينفى أن له أسماء غيرها ، كما تقول : لفلان مائة مملوك قد أعدهم للجهاد ، فلا ينفى هذا أن يكون له مماليك سواهم معدون لغير الجهاد ، وهذا لا خلاف فيه بين العلماء .
فإن قيل : فإذا كانت أسماء الله كثيرة لا تدخل تحت حصر ، فما معنى قصر الإحصاء على تسعة وتسعين ؟ فقد أجاب الخطابى على هذا التساؤل بقوله :
لكونها أكثر الأسماء وأبينها معانى
معنى الإحصاء المذكور فى الحديث
قال الحافظ ابن حجر : قال الخطابى : الإحصاء فى مثل هذا يحتمل وجوها : أحدها أن يعدها حتى يستوفيها يريد أنه لا يقتصر على بعضها لكن يدعو الله بها كلها ويثنى عليه بجمعها فيستوجب الموعود عليها من الثواب .
ثانيها المراد بالإحصاء الإطاقة كقوله تعالى علم أن لن تحصوه  ومنه حديث " استقيموا ولن تحصوا " أى لن تبلغوا كنه الاستقامة ، والمعنى من أطاق القيام بحق هذه الأسماء والعمل بمقتضاها وهو أن يعتبر معانيها فيلزم نفسه بواجبها فإذا قال " الزراق" وثق بالرزق وكذا سائر الأسماء .
ثالثها : المراد بالإحصاء الإحاظة بمعانيها من قول العرب فلان ذو حصاة أى ذو عقل ومعرفة انتهى ملخصاً . وقال القرطبى : المرجو من كرم الله تعالى أن من حصل له إحصاء هذه الأسماء على إحدى هذه المراتب مع صحة النية أن يدخله الله الجنة ، وهذه المراتب الثلاثة للسابقين والصديقين وأصحاب اليمين . وقال غيره : معنى أحصاها عرفها ، لأن العارف بها لا يكون إلا مؤمناً والمؤمن يدخل الجنة . وقيل معناه عدها معتقداً . لأن الدهرى لا يعترف بالخالق . والفلسفى لا يعترف بالقادر . وقيل أحصاها يريد بها وجه الله وإعظامه . وقيل معنى أحصاها عمل بها ، فإذا قال " الحكيم " مثلاً سلم جميع أوامره لأن جميعها على مقتضى الحكمة وإذا قال " القدوس " استحضر كونه منزها عن جميع النقائص ، وهذا اختيار أبى الوفا بن عقيل . وقال ابن بطال : طريق العمل بها أن الذى يسوغ الاقتداء به فيها كالرحيم والكريم فإن الله يجب أن يرى حلاها على عبده ، فليمرن العبد نفسه على أن يصح له الاتصاف بها ، وما كان يختص بالله تعالى كالجبار والعظيم فيجب على العبد الإقرار بها والخضوع لها وعدم التحلى بصفة منها ، وما كان فيه معنى أحصاها وحفظها ، ويؤيده أن من حفظها عداً وأحصاها سرداً ولم يعمل بها يكون كمن حفظ القرآن ولم يعمل بما فيه ، وقد ثبت الخير فى الخوارج أنهم يقرءون القرآن ولا يجاوز حناجرهم . قلت : والذى ذكره مقام الكمال ، ولا يلزم من ذلك أن لا يرد الثواب لمن حفظها وتعبد بتلاوتها والدعاء بها وإن كان متلبساً بالمعاصى كما يقع مثل ذلك فى قارئ القرآن سواء ، فإن القارئ ولو كان متلبساً بمعصية غير ما يتعلق بالقراءة يثاب على تلاوته عند أهل السنة ، فليس ما بحثه ابن بطال بدافع لقول من قال إن المراد حفظها سرداً والله أعلم وقال ابن عطية : معنى أحصاها عدها وحفظها ، ويتضمن ذلك الإيمان بها والتعظيم لها والرغبة فيها والاعتبار بمعانيها . وقال الأصيلى : ليس المراد بالإحصاء عدها فقط لأنه قد يعدها الفاجر ، وإنما المراد العمل بها . وقال أبو نعيم الأصبهانى : الإحصاء المذكور فى الحديث ليس هو التعداد ، وإنما هو العمل والتعقل بمعانى الأسماء والإيمان بها . وقال أبو عمر الطلمنكى من تمام المعرفة بأسماء الله تعالى وصفاته التى يستحق بها الداعى والحافظ ما قال رسول الله  المعرفة بالأسماء والصفات وما تتضمن من الفوائد وتدل عليه الحقائق ؛ ومن لم يعلم ذلك لم يكن عالماً لمعانى الأسماء ولا مستفيداً بذكرها وما تدل عليه من المعانى .
وقال العلامة حافظ الحكمى : الظاهر أن معنى حفظها وإحصائها هو معرفتها والقيام بعبوديتها كما أن القرآن لا ينفع حفظ ألفاظه من لا يعمل به ، بل جاء فى المرّاق من الدين أنهم يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم .
معنى الإلحاد فى أسماء الله تعالى
قال القرطبى : الإلحاد : الميل وترك القصد ، يقال : ألحد الرجل فى الدين . وألحد إذا مال ، ومنه اللحد فى القبر ، لأنه فى ناحيته . والإلحاد يتكون بثلاثة أوجه :
أحدها : بالتغيير فيها كما فعله المشركون ، وذلك أنهم عدلوا بها عما هى عليه فسمَّوا بها آوثانهم ، فاشتقوا اللات من الله ، والعزى من العزيز ، ومناة من المنان ، قاله ابن عباس وقتادة .
الثانى : بالزيادة فيها .
الثالث : بالنقصان منها ، كما يفعله الجهال الذين يخترعون أدعية يسمون فيها الله تعالى بغير أسمائه ، ويذكرونه بغير ما يُذكر من أفعاله إلى غير ذلك مما لا يليق به .

وقال الشيخ ابن عثيمين : الإلحاد فى أسماء الله تعالى هو الميل بها عما يجب فيها : وهو أنواع :
الأول : أن ينكر شيئاً منها أو مما دلَّت عليه الصفات والأحكام كما فعل أهل التعطيل من الجهمية وغيرهم . وإنما كان ذلك إلحاداً لوجوب الإيمان بها وبما دلت عليه من الأحكام والصفات اللائقة بالله فإنكار شىء من ذلك ميل بها عما يجب فيها .
الثانى : أن يجعلها دالة على صفات تشابه صفات المخلوقين كما فعل أهل التشبيه وذلك لأن التشبيه معنى باطل لا يمكن أن تدل عليه النصوص بل هى دالة على بطلانه فجعلها دالة عليه ميل به عما يجب فيها .
الثالث : أن يسمِّى الله تعالى بما لم يُسَمِّ به نفسه كتسمية النصارى له : ( الأب ) وتسمية الفلاسفة إياه : ( العلة القاعلة ) وذلك لأن أسماء الله تعالى توفيقية فتسمية الله تعالى بما لم يُسم به نفسه مَيلٌ بها عمَّا يجب فيها كما أن هذه الأسماء التى سموْه بها باطلة ينزه الله تعالى عنها .
الرابع : أن يشتق من أسمائه للأصنام كما فعل المشركون فى اشتقاق العزى من العزيز واشتثاق اللات من الإله على أحد القولين فسموا بها أصنامهم وذلك لأن أسماء الله تعالى مختصة به لقوله تعالى :  ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها [ الأعراف : 180 ] وقوله تعالى له الأسماء الحسنى يسبح له ما فى السماوات والأرض [ الحشر : 241 ] فكما اختص بالعبادة وبالألوهية الحق وبأنه يسبح له ما فى السماوات والأرض فهو مختص بالأسماء فتسمية غيره بها على الوجه الذى يختص بالله عزوجل ميل بها عما يجب فيها .ومنه ما يكون شركاً أو كفراً حسبما تقتضيه الأدلة الشرعية .


رد مع اقتباس