عرض مشاركة واحدة
قديم 10-17-2011, 08:49 AM   رقم المشاركة : 3
الكاتب

OM_SULTAN

المشرف العام

OM_SULTAN غير متواجد حالياً


الملف الشخصي








OM_SULTAN غير متواجد حالياً


رد: دورة القواعد الاساسية لفن التعامل مع الناس في ظل السيرة النبويه..

القاعدة العاشره:

(ماكان الرفق في شئ الا زانه ومانزع من شئ الا شانه
ان الله يعطي على الرفق مالا يعطي على سواه)


مثال ذلك:
احد صحابة رسول الله(معاوية ابن الحكم)
كان في الباديه ودخل مسجد رسول الله وكان الرسول يحدث اصحابه عن الاداب
فذكر اداب العطاس وقال ان العاطس يقول الحمدلله ويشمته السامع بقوله يرحمك الله
سمعها معاويه وذهب بها الى قومه فعلمهم بما سمع.
جاء مرة اخرى الى المدينة لحاجة فصلى خلف رسول الله
عطس رجل بجانب معاويه فقال الرجل بصوت خافت الحمدلله
قال معاويه فورا يرحمك الله يظن ان هذا جائز في الصلاة
فلما قال يرحمك الله جعل بعض الصحابة يضربون بإيديهم على افخاذهم من يتكلم
فاضطرب وخاف فقال:ويل امي مالكم....؟
فلما تكلم زيادة جعل بعض الصحابة يضربون بإيديهم على افخاذهم يعني اسكت فسكت
فلما انتهت الصلاة والنبي قد سمع الضجه الي حدثت خلفه
التفت الى اصحابه قال ايكم المتكلم في الصلاة؟
معاويه خائف قال انا...
يقول معاويه(بابي هو وامي مارأيت معلما كان خيرا من رسول الله فما كرهني ولاشتمني ولانهرني اي عبس في وجهه بل ببشاشة قال:
يامعاويه ان هذه الصلاة لايصلح فيها شئ من كلام الناس
انما هي للتسبيح والتهليل والذكر والدعاء)
يبين له المقصود برفق.

وهناك ملاحظه: لايستعمل الانسان الرفق دائما

إذا قيل حلم فإن للحلم موضع وحلم الفتى في غير موضعه جهل؛
الانسان يحتاج احيانا الى ان يشد لان النصيحه الحكيمه هي التي تغضب صاحبها في الحاله التي تحتاج الى غضب
ويرفق في الحاله التي تحتاج الى رفق.
لكن عموما الذي ينظر في حال النبي وطريقته في الدعوه يرى انه يغلب الرفق الا في حالات قليله.
بل ماغضب الرسول الله لنفسه قط الا ان تنتهك محارم الله

مثل القصة السابقه عندما قيل لبلال (ياابن السوداء) غضب النبي وقصة اسامه ومعاذ السابقتين
ايضا لما زار عمر بن الخطاب رجلا يهوديا فوجد عنده شيئا من التوراة فقرا على عمر منه كلاما حسنا حكم ومواعظ
قال له اكتب لي هذا الكلام فكتبه فاخذه عمر الى النبي فأراها النبي فغصب صلى الله عليه وسلم لوجود القران
فأراد سد الباب تماما فقال(امتهوكون فيها يابن لخطاب)اي شاكون في القران
والله لقد جئتكم بها بيضاء نقيه والله لو كان موسى حيا ماوسعه الا ان يتبعني
فأخذ الصحيفة من عمر ومحاها
ايضا في مكه اقبل النبي صلى الله عليه وسلم يريد الطواف في الكعبة فكان هناك
مجموعة من كفار قريش فطاف شوطا ومر على مجموعة من الكفار ..ابوجهل..عقبه..
قالوا ياساحر ..ماتعرض لهم,,سكت النبي
الشوط الثاني قالوا يامجنون مضى النبي
الشوط الثالث ياشاعر تركه النبي الشوط الرابع..ياكاهن
فلما انتهى من الاشواط جاء اليهم بغضب لابرفق لانه لاينفع مهعم الرفق.
قال(والله يتمعشر قريش لقد جئتكم بالذبح) فخافوا وقاموا
يقبلون راسه وقالوا :ياأبا القاسم ماعلمناك جهولا لتهدئة اعصابه


القاعدة الحادية عشر:

(ضع نفسك موضع الملوم المخطئ وفكر من وجهة نظره)

اي احيانا تلوم شخص على شئ معين مع انك لو كنت مكانه لوقعت في الخطا
ومن الناس من يلومون على شئ ولى وانتهى لافائدة منه.
مثال ذلك
لما انصرف الرسول صلى الله عليه وسلم من خيبر اطالوا المسير حتى تعبوا
فقالوا يارسول الله لو عرست بنا اي نزلنا واسترحنا؛
فنزلوا اثناء الطريق من راحلتهم فالتفت النبي الى اصحابه فوجدهم متعبين فقال الرسول من يرقب لنا الفجر؟
قال بلال انا..
فذهب الصحابه الى فرشهم وناموا واناخ بلال بعيره وأتكأ عليه بظهره.
وجعل وجهه جهة طلوع الفجر..وجلس يسبح ويذكر الله وينظر جهة طلوع الفجر حتى يوقظهم
بلال من شدة التعب نام ؛
طلع الفجر واسفر الجو وهونائم طلعت الشمس وهو نائم اشتد حرها وهو نائم والصحابة نائمون.
اول من استيقظ من حر الشمس عمر فعندما راى الشمس قام من مكانه واخذ يلتفت للصحابه.
استيقظ بلال بعد ذلك فخاف عندما راى الشمس واخذ الصحابة يلومونه على نومه
والنبي نائم لم يستيقظ لم يعرفوا كيف يتصرفوا وخافوا من ايقاظه حتى لايكون في وحي ويقطعون عليه وحيه.
فجاء عمر وفكر بالأذان فوقف عند النبي وأذن الله اكبر
فاستيقظ الرسول نظر الى الشمس ثم نظر الى بلال قال له:اين كلامك البارحه؟
قال بلال:يارسول الله لقد اصابني من النوم مااصابك؛ فهو بشر
قال النبي صدقت؛
ثم التفت الى الصحابه وهم مضطربون فاراد ان يشغلهم فقال ارتحلوا..
فمشوا يسيرا ثم قال انزلوا..وامر بإقامة الصلاة ثم صلوا وقال
(من نام عن صلاة او نسيها فليصليها اذا ذكرها)
فالانسان لايقع على الشخص اللوم في وقت ليس وقت اللوم او انه قد فات وقت اللوم
وضعي نفسك مكان الملوم هل كنت ستفعلين نفس مافعله إذا لاداعي للوم.


القاعدة الثانية عشر:

(استفسر عن الخطأ وتاكد من صحته قبل النصيحه)

احيانا يشاع بين الناس ان فلانا فعل كذا وكذا فتاكد منه قبل النصيحه
فقد دخل رجل على الرسول صلى الله عليه وسلم فنظر الرسول الى هذا الرجل فإذا الرجل رث الهيئة منكوث الشعر
فإراد النبي صلى الله عليه وسلم ان ينصحه بإحسان الهيئة واللبس لكنه خشي ان يكون فقيرا لاعنده مال ولادرهم
فكيف ينصحه فتأكد منه قبل النصيحه وقال له:اعندك مال؟
قال نعم
من أي المال؟
لانه قد يكون قليلا
قال الرجل:عندي من كل المال من الابل والرقيق والخيل والغنم عندها قال له النبي:
(فاذا اتاك الله مالا فليرى اثر نعمته عليك )
ايضا عمر بن الخطاب في خلافته:
قد جهل سعد بن ابي الوقاص اميرا على الكوفه وكان اهل الكوفه عندهم اشكالا مع سعد
مجموعة منهم اخذوا ورقة وكتبوا شكوى ضد امير الكوفه يريدون تغييره فوصل الخِطاب الى عمر اراد عمر بذلك التاكد من الامر
ارسل الى سعدا كتابا مع رسول من عنده بان يطوف معه في مساجد الكوفه يسال عنه الناس
وصل الرسول الى سعد واراه الكتاب فقام معه وذهبوا الى كل مساجد الكوغه وكلهم اثنوا عليه حتى وصلوا الى اخر مسجد لبني اسد
فسألهم ماتقولون في اميركم وسعد بجانبه فاثنوا عليه قال الرسول انشدكم بالله هل عندكم كلام غيره؟
قام رجل من اخر الصفوف ممن لايأتون الصلاة الا وهم كسالى
فال اما وانك قد ناشدتنا بالله فلابد ان نصدقك والله ان اميرنا هذا لايعدل في العطيه ولايقسم بالسويه ولايخرج في السريه
قال سعد:انا كذلك
قال نعم
رفع سعدا يديه وقال: اللهم ان كان عبدك هذا قام رياء وسمعة اللهم فاطل عمره وادم فقره وعرضه للفتن وخرج من المسجد
وقد تحققت هذه الدعوة للرجل حتى انه رق عظمه وكبر سنه وشاب شعره وفي فقر شديد بلغ 120 سنة يجلس في الطريق ويسأل عن الناس
ومع ذلك تعرض لتلميس النساء فيلومونه الناس فيقول وماذا افعل
شيخ كبير اصابتني دعوة الرجل الصالح سعد بن ابي وقاص
انظري الى عمر كيف انه تأكد من صلاحية سعد ولم يزله من مكانه عندما وصل اليه الخطاب.


القاعدة الثالثة عشر:

(استعمل العواطف والمشاعر اثناء النصيحه)


مثلا الام تريد نصيحة ابنتها فلا مانع في البدايه من استخدام العواطف من الحوار الصريح ثم تدخل في النصيحه
النبي صلى الله عليه وسلم في معركة حنين وزع الغنائم على جيشه وكان منهم الانصار الذين قاتلوا بشجاعة ومنهم المسلمين الحديثي عهد بالاسلام
فاخذ يوزع الغنائم عليهم واعطى واعطى الفئة الثانيه امولا كثيرة اكثر من الانصار مع انهم لم يقاتلوا ذلك القتال القوي
فوجد الانصار في انفسهم شيئا وقالوا يغفر الله لرسولنا يعطيهم وسيوفنا تقطر دما
فاقبل سعد على النبي وقال يارسول الله ان اصحابك الانصار قد وجدوا عليك في انفسهم شيئا اعطيت اقواما ماأسلموا الاقبل ايام وتركتهم
وهم اللذين دافعوا عنك وقتل منهم وسالت دمائهم تتركهم يارسول الله.......؟
سأل النبي سعدا ماقومك؟
قال يارسول الله إنما انا رجل من قومي
لانه كان سيد الانصار
فقال:اجمع لي الانصار في السقيفه فجمع سعدا الانصار
جاء النبي وجعل ينظر اليهم وقال يامعشر الانصار فيكم من غيركم؟
قالوا :لا كلنا انصار
فأخذ يهيج النبي عواطفعم حتى بكوا
فقال:يامعشر النصار الم آتكم ضلالا فهداكم ربي بي
قالوا بلى ولله ولرسوله المنة والفضل
قال :الم اتكم عاله فأغناكم ربي بي
قالوا بلى ولله ولرسوله المنة والفضل
ثم سكت النبي ينتظر ان يجيبوا أي يذكروا محاسنهم وفضلهم على النبي
لكن من ادبهم لم يقولوا شيئا.
فقال الرسول:اما والله لو شئتم لقلتم فلصدقتم ولصدقتم لقلتم أتيتنا مطرودا فأويناك وأتيتنا مشرودا فأسكناك وأتيتنا عائلا فأغنيناك
يا معشر الانصار أوجدتم على رسول الله في انفسكم في لعاعة من الدنيا أعطيتها اقواما أتالفهم بها على الاسلام ووكلتتكم الى اسلامكم
اما يرضيكم ان يذهب الناس بالشاة والبعير وتذهبون انتم برسول الله تحوزونه الى رحالكم فوالله ان ما تذهبون به انتم خير مما يذهب به اولئك
ثم رفع يديه وقال:الناس دثار والانصار شعار(شعار:الثوب الملاصق)
اللهم ارحم الانصار وابناء الانصار وابناء ابناء الانصار ويقول الراوي والله انك لتسمع نشيجا من البكاء
وابتلت لحاهم بالدموع وقالوا:رضينا برسول الله قسما.


القاعدة الرابعة عشر

(عندما يخطئ انسان فعالج خطأه باسلوب يشعره هو ان الفكرة فكرته)


أي لاتمارس عليه اسلوب الاستاذيه وانما الاقناع
فقد جاء رجل الى النبي يريد اتهام امرأته بالزنا وعنده دليل
فقال للرسول:ان امرأتي جاءت بغلام اسود
فقال له الرسول:أعندك ابل
قال:اجل
قال مااولوانها؟
قال ابيض واسود.........
قال الرسول من اين جاء الاسود
قال:لعله نزعة عرق
قال الرسول لعل ابنك نزعة عرق
فذهب الرجل مقتنعا .
خاطب باسلوب الاقناع فإذا كنت ستحاور في وجهات نظر مختلفه ناقش اولا في الاشياء المتفقه بينكما
مثل الاب يريد من ابنه ان يحفظ القران فناقشه ماتود اذا كبرت ان تصبح امام مسجد سيقول :يلى
ماتود ان الله يقول لك اقرا وارتقي ورتل
سيقول:بلى
ثم يقول الاي اذا لاسبيل الى ذاك الا حفظ القران

القاعدة الخامسة عشر:

(عندما تنتقد حاول ان تذكر جوانب الصواب في المخطئ)

كن كالنحلة التى تقع على الطيب ...لاتكن كالذباب يقع يقع على الخبيث
مثلا امرأه ستنتقد اخرى على النمص
فلا تبدأ مباشرة بذكر الخطأ وهو النمص
لا مثلا ان تقول لها:انت امرأه حسنه الخلق وتصلين وتصومين وتلبسين لباسا ساترا لكن أود ان يكمل حسنك وخلقك بترك المعصية التي على حاجبيك
وتتكم حينئذ عن النمص
فالنبي كان اثناء دعوته يمر بقبائل مر بقبيلة وهم بنو عبد الله فقال لهم ان الله قد احسن اسم ابيكم فاسلموا
اثنى على اسم الاب ثم دعاهم.

القاعدة السادسة عشر:

(أجعل معالجة الخطأ سهله وامدح الذي امامك بأنه شجاع وقوي ويستطيع تغيير خطأه...)

مثلا:
رجلا يريد نصح رجل على اسبال الازار فمن الممكن بعد ان يبين له الحكم والدليل عليه .أن يسهل عليه الامر بإن ترك المعصيه سهلا
فاذهب الى الخياط وارفع ثوبك قليلا الى الكعبين وانتهى الموضوع وخرجت من الوعيد المحقق للرجل المسبل إزاره والله عز وجل لم يفرض علينا قطع الرجل
او فقع العين عند المعصيه بل التوبه عند المعصيه.
فقد جاء رجل الى رسول الله يوما يبايعه على الهجره قال يارسول الله إني جئت ابايعك على الهجره وتركت ابواي يبكيان فقال له الرسول لمعالجة الخطأ
بأسلوب سهل أرجع اليهما فأضحكهما كما ابكيتهما..

القاعدة السابعة عشر:

(بعض الاخطاء تحتاج الى أن تتدرج قي اصلاحها)

مثل تحريم الخمر الذي نزل بالتدريج حتى ترك الناس شرب الخمر باقتناع ..
يقول انس بن مالك:كنت ساقي القوم في بيت ابي طلحه (الذي هو زرج امه الرميصاء)اجتمع عنده الصحابة لشرب الخمر قبل التحريم
يقول بينما نحن كذلك اذا اقبل صائح من عند رسول الله يقول(الا اني اشهد ان الخمر قد حرمت)
حتى وصل اليهم وتلا عليهم الايات في تحريم الخمر وعندما وصل الى قومه(فهل انتم منتهون....)
يقول انس:والله ان بعض القوم شربته في يده والله مارفعها سرعة في الاستجابه فسكبوا الخمر ثم تطيبوا وخرجوا الى رسول الله في المسجد.

القاعدة الثامنة عشر

(قد لاتستطيع احيانا اصلاح الخطأ تماما نحاول اصلاح ولو بعض الخطأ)

مثلا امراه تمشي في السوق بدون عباءة متزيينه وقد كشفت وجهها وشعرها
وقد نصحتيها وبدأت تحتج بضيق التنفس من الحجاب والمضايقه ونحو ذلك من الحجج الواهيه فعلى الاقل اقبلي منها ولو انصاف الحلول مثلا:
البسي عباءة ولو على الكتفينن تقول جائز؟
قولي:لاحرام لكن احسن من خروجك هكذا متزيينه بدون حجاب ليستر الجسد بعض الشئ اهون
وضعي ولو طبقة واحدة حتى لو كان يظهر يسيرا لاتضعي مكياجا
قد يقول قائل:انت بذلك جعلتيها ترتكب معصيه؟؟؟؟
ولكن نفول ايهما اكبر خطأ خروجها بالبنطلون والتزين للوجه دون عباءه او ان تلبس عباءة على الكتف وتغطي وجهها بغطاء خفيف.
الاول اكبر خطأ وبعض الشر اهون من بعض.
فإذا لم تستطيع القضاء على منكر كله...
اقض على ماتستطيع من المنكــــــــر....
ثم تستطيع بعد ذلك ان تجره الى الخير على الاقل افضل من فعل المنكر باستمرار
بل قد غيرت من شكلها بلبسها لعباءة الكتفين وبذلك قد تنجر الى الخير...

القاعدة التاسعة عشر


(بعض الناس يغضب إذا لم يقبل منه الناس النصح ويصنف اسم المنصوح من ضمن اعدائه...)

أي يجعله من اعدائه لعدم قبوله للنصيحه وهذا مما لاينبغي من المسلم المؤمن بل تقبل الامر ببساطه وانت قد أديت ماعليك
والله عز وجل يقول(ليس عليك هداهم)
ففي مسند الامام احمد:بإسناد قال عنه ابن كثير لابأس به أنه صلى الله عليه وسلم قدم الى تبوك فبعث دحية الكلبي الى هرقل ملك الروم فعندما دخل
وصل الكتاب الى هرقل جمع قسيسي الروم وغلق عليه عليهم الدار فقد كان هرقل من علمائهم وقال لهم:قد نزل هذا الرجل حيث رأيتم وقد ارسل الي يدعوني الى ان نسلم
او نعطيه الجزيه او نلقي اليه الحرب ثم قال:والله لقد عرفتم فيما تقرأون من الكتاب ليأخذن ارضنا
(أي مكتوب في كتبهم بإنه سينتصر عليهم..)
فهلم فلنتجه على دينه او نعطيه مالا على ارضنا مالا على ارضنا مارأيكم,,؟
فغضب القساوسه وقالوا:تدعونا الى ان ندع النصرانيه او ان نكون عبيدا لأعرابي جاءنا من الحجاز فلما ظن هرقل بإنهم إذا خرجوا من عنده جمعوا عليه وقاتلوه
فرغب في ملكه فقال:
إنما قلت لكم ذلك لأعلم صلابتكم على دينكم أي اختار لكم فخرجوا من عنده فدعا هرقل رجلا من العرب الذين على النصرانيه لرد الرساله الى النبي وقال له:

أدع لي رجلا حافظا للحديث عربي اللسان ابعثه الى النبي بالجواب فبحث الرجل في القوم الى ان وجد رجلا وجاء الى هرقل فأعطاه هرقل الكتاب وقال له:
اذهب بكتابي هذا الى محمد فما سمعت من حديثه فأحفظ لي منها ثلاث خصال:
1-هل يذكر صحيفته التي ارسل الى بشئ(أي رسالته)
2-وهل يذكر الليل
3-وهل ظهره شئ يريبه (أي خاتم النبوه)
فذهب الرجل بالرساله من هرقل حتى وصل الى تبوك وجاء الى النبي مع صحابته وجلس عنده فأخذ النبي الكتاب ووضعه في حجره
ثم قال له الرسول فمن انت؟
قال اخو تنوخ فقال له الرسول :هل لك الى الاسلام الحنيفيه مله ابراهيم قال الرجل :إني رسول قوم وعلى دين قومي لا ارجع عنه حتى ارجع اليهم ماقبل النصيحه!!
فلم يغضب النبي من عدم قبوله للنصيحه
ضحك النبي وقال:انك لاتهدي من احببت ثم قال:يااخا تنوخ وهو يقرأ الكتاب الذي ارسله هرقل
قال الرسول إني كتبت بكتاب الى كسرى فمزقه والله ممزقه وممزق ملكه وكتبت الى النجاشي بصحيفة فخرقها وكتبت الى صاحبك بصحيفه فأمسكها فلن يزال الناس يجدون منه بأسا
مادام في العيش خير..
فقال التنوخي:هذه احدى الثلاث وهي ذكره للكتاب فأخذت سهما وكتبتها على جنب سيفي.
ونظر الرسول الى الصحيفه ومعاويه يقرأ عليه الصحيفه فقرأ عليه :تدعوني الى جنة عرضها السماوات والارض اعدت للمتقين اين النار؟
فنظر الرسول لتنوخي وقال:سبحان الله فإين الليل اذا جاء النهار
فقال التنوخي:هذه الثانيه
فلما انتهى معاويه من قراءة الكتاب قال النبي:انك لك علينا حقا وانت رسول فلو وجدنا عندها جائزة جوزناك بها لكننا قوم سفر مرملون
فناداه رجل من طائفة الناس قال يارسول الله :انا اجوزه أي اعطيه هدية فاخرج من رحله حلة جميله واعطاها التنوخي ثم التفت الرسول الى اصحابه
وقال:ايكم ينزل هذا الرجل قال فتى من الانصار انا انزله..
والتنوخي في باله شئ لم يره وهو خاتم النبوه لكن الرسول لابس ردائه فلما مشى التنوخي مع الانصاري خطوات قال النبي يااخا تنوخ تعال فجاء يركض
فهز النبي كتفه فطاح ردائه وقال ها هنا
فنظر الى خاتم النبوه وتحقق ما قاله هرقل


رد مع اقتباس