لا مكان أبداً للتشاؤم «ومضات من فكر»
خلف أحمد الحبتور
التاريخ: 17 مايو 2013
قصدت اليوم مكتبة 'بوردرز' بحثا عن كتاب "ومضات من فكر" وهو يضم مجموعة من الأفكار والآراء لصاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم من وحي الجلسة الحوارية في القمة الحكومية التي عقدت في فبراير الماضي. جاءت رغبتي في الاضطلاع عليه بعد أن قرأت مقالاً للأخ والصديق عبد الغفار حسين في الصحيفة اليوم تطرق فيه إلى الكتاب. أثار كلام «أبو نبيل» فضولي، فقصدت المكتبة للحصول على الكتاب الذي ينفذ بسرعة من الأسواق.
لست ناقداً أدبياً وليس هدفي من هذه السطور أن أحلل محتوى الكتاب مع أنه غني بالأفكار والأقوال التي يمكن للإنسان أن يقتبسها ويستفيد من دروسها في مسيرته للنجاح. إنما وددت أن أكتب بعض الكلمات عن صاحب السموّ الشيخ محمد، من خلال تجربتي ومعرفتي الخاصة به.
عرفت الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم منذ الصغر حين كنا نتشارك في سباق الجمال، ولاحقاً في مجلس والده المغفور له الشيخ راشد بن سعيد، وكذلك خلال مسيرته في الحكم. لقد تبدّت على محمد بن راشد منذ تلك الأيام صفات الطموح والتميز، وما أصعب أن يسير الخلف على خطى سلف مثل المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم من دون أن يتعثّر، وأن يكمل المسيرة ويصل بدبي إلى الرفعة والتألق كما هي اليوم.
إن وجود صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في الحكم، إلى جانب صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، هو مدعاة للإطمئنان والثقة، وذلك يعطي الدافع لمزيد من الاجتهاد من أجل التقدم والمضي في بناء دولتنا ورفع اسمها عالياً.
يقول الشيخ محمد بن راشد "إن وظيفة الحكومة هي تحقيق السعادة للمجتمع. نعم عملنا اليومي هو تحقيق السعادة". فعلاً نجد كلامه متجسداً من خلال الممارسات الحكومية اليوم التي تضع تشجيع المواطن وإيجاد الفرص للشباب من ضمن الأولويات. لقد كان الشيخ راشد بن سعيد رحمه الله أول داعمٍ ومشجعٍ للشباب ولكل من يجد فيه العزم والإرادة للعب دور في مسيرة نجاح دبي والإمارات.
غنيّ كتاب "ومضات من فكر" بالأفكار القيادية والأقوال الإيجابية والتجارب الحياتية، ولكن أكثر ما جذب انتباهي هو قول الشيخ محمد بن راشد عن الطاقة الإيجابية؛ "هل رأيت الصخرة إذا اعترضت ماء يجري، هل يقف الماء؟ لا يقف بل يذهب يميناً أو يساراً ليتجاوزها، وهكذا الإنسان صاحب الطاقة الإيجابية."
ما أصدق هذا الكلام؛ فالإيجابية هي سر النجاح. وقد أثبتت دبي والإمارات إصرارها على النجاح والتألق عندما تخطينا بسرعة قياسية تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية عام 2008 بخطى ثابتة، متفوقين بذلك على الكثير من دول أقوى وأغنى من دولتنا، وهذه الأخيرة ما زالت ترزح حتى الآن تحت وطأة هذه الأزمة. كل هذا سببه العزم والتطلع إلى الأمام والإصرار على النجاح.
يقول محمد بن راشد "أحد أسباب نجاح الإمارات أن كل شخص في هذه الدولة يعشق ترابها. نحن نحب الإمارات". أستطرد وأضيف إن سرّ نجاح بلدنا هو المساواة بين كل الأفراد في القرار. لطالما كان مجلس الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيّب الله ثراه، مفتوحاً ولطالما أحاط نفسه بالرجال الحريصين على نهضة وتطور هذا البلد وأشركهم في مسؤولية صنع تاريخ دولتهم. ومن أهم أسباب نجاح محمد بن راشد هو استمراره على هذا النهج في استشارة إخوانه في الوطن ومقاسمتهم مسؤولية بنائه.
ينبض هذا الكتاب بعبرٍ ودروس وإضاءات على فكر رجل أخلص للؤلؤتنا دولة الإمارات واستبسل في رعايتها ودعم نجاحاتها. وبإذن الله ستستمر الإمارات في التألق بسبب حبّ وإخلاص شعبها وقادتها لها.
من أقوال محمد بن راشد آل مكتوم "نحن دولة صغيرة بمساحتها، عظيمة برجالها، قوية بإنجازاتها".
حفظ الله دولتنا.
Cant See Links