الموضوع: فتوح الغيب
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-17-2011, 10:20 AM   رقم المشاركة : 95
الكاتب

عمر نجاتي

الاعضاء

عمر نجاتي غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









عمر نجاتي غير متواجد حالياً


رد: فتوح الغيب


بسم الله الرحمن الرحيم

المقالة السابعة والسبعون

فـي الـوقـوف مـع الله و الـفـنـاء عـن الـخـلـق


قـال رضـي الله تـعـالى عـنـه و أرضـاه : كن مع الله عزّ وجلّ كأن لا خلق، ومع الخلق كأن لا نفس، فإذا كنت مع الله عزّ وجلّ بلا خلق وجدت، وعن الكل فنيت. وإذا كنت مع الخلق بلا نفس عدلت وبقيت ومن التبعات سلمت، وأترك الكل على باب خلوتك، وأدخل وحدك تر مؤنسك في خلوتك بعين سرّك، وتشاهد ما وراء العيان، وتزول النفس ويأتي مكانها أمر الله وقربه، فإذن جهلك علم، وبعدك قرب، وصمتك ذكر، ووحشتك أنس.

يا هذا : ما ثم إلا خلق وخالق، فإذا اخترت الخالق فقل لهم : }فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِّي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ{.الشعراء77.

ثم قال رضي الله عنه و أرضاه : من ذاق عرف، فقيل له : من غلبت عليه مرارة صفرته كيف يجد حلاوة الذوق؟؟ فقال : يتعمل في الشهوات من قبله بقصد وتكلف.

يا هذا : المؤمن إذا عمل صالحاً انقلبت نفسه قلباً وأدرك مدركات القلب، ثم انقلب قلبه سراً ثم انقلب الفناء فصار وجوداً وبقاء.


ثم قال رضي الله عنه و أرضاه : الأحباب يسعهم كل باب.

يا هذا : الفناء إعدام الخلائق، وانقلاب طبعك عن طبع الملائكة، ثم الفناء عن طبع الملائكة، ثم لحوقك بالمنهاج الأول، وحينئذ يسقيك ربّك ما يسقيك، ويزرع فيك ما يزرع.


إن أردت هذا فعليك بالإسلام ثم الاستسلام، ثم العلم بالله ثم المعرفة ثم الـوجود. وإذا كان وجودك له كان كلك له.

الزهد عمل ساعة ، و الورع عمل ساعتين ، و المعرفة عمل الأبد.


رد مع اقتباس