عرض مشاركة واحدة
قديم 06-15-2010, 05:24 PM   رقم المشاركة : 2
الكاتب

أفاق : الاداره

مراقب

مراقب

أفاق : الاداره غير متواجد حالياً


الملف الشخصي









أفاق : الاداره غير متواجد حالياً


رد: البلاغةُ الواضِحَةُ

[size="4"]



البابُ الأولُ- علمُ البيان
التشبيهُ


(1) أركانهُ

المشبه
المشبه به
اداة التشبيه
وجه الشبه


الأمثلةُ :

(1) قال المَعَرِّيُّ في الْمَديح :
أَنْتَ كالشَّمْس في الضِّياءِ وإِن جا … …وَزْتَ كيوانَ فِى عُلُوّ المكان

(2) وقال آخرُ :
أَنْتَ كاللَّيْثِ في الشَّجَاعةِ والإقْدام وَالسَّيْفِ في قِراعِ الخُطوب

(3) وقال آخرُ :
كأَنَّ أَخْلاقَكَ فِي لُطْفِها … …ورقَّةٍ فِيها نَسِيمُ الصَّباحْ

(4) وقال آخرُ :
كأَنَّما الْماءُ فِي صفاءٍ … …وَقَدْ جَرَى ذَائِبُ اللُّجَيْن
[/size

البحثُ:
في البيت الأَول عَرفَ الشاعِرُ أَن مَمْدُوحَه وَ ضِيءٌ الوجهِ مُتَلألئُ الطلعة، فأَراد أن يأْتي
له بمَثِيل تَقْوَى فيه الصفةُ، وهي الضياء والإشراقُ فلم يجد أقوى من الشمس، فضاهاه
بها، ولبيان المضاهاة أتي بالكاف.
وفي البيت الثاني رأى الشاعر ممدوحه متصفاً بوصفَيْن، هما الشجاعة ومصارعة الشدائد
، فَبحَث له عن نَظيرَيْن في كلٍّ منهما إِحدى هاتين الصفتين قويةً، فضاهاه بالأسدِ في
الأولى، وبالسيف في الثانية، وبيَّن هذه المضاهاة بأَداة هي الكاف.
وفي البيت اِلثالث وجَدَ الشاعرُ أخلاق صَدِيقِه دمِثَةً لَطِيفَةً تَرتاحُ لها النفسُ، فَعملَ على
أنْ يأْتي لها بنظير تَتَجَلَّى فيه هذه الصَّفة وتَقْوَى، فرأَى أنَّ نسيمَ الصباح كذلك فَعَقَدَ
المماثلة بينهما، وبيَّن هذه المماثلة بالحرف "كأن".
وفي البيت الرابع عَمِل الشاعِرُ على أَنْ يَجدَ مثيلاً للماء الصافي تَقْوَى فيه صِفَةُ الصفاء
فرأَى أَنَّ الفضة الذائبةَ تَتجلَّى فيها هذه الصفةُ فماثل بينهما، وبيَّن هذه المماثلة بالحرف "كأنَّ".
فأَنتَ ترى في كل بيت من الأبيات الأَربعة أَنَّ شيئاً جُعِلَ مَثِيلَ شيء في صفةٍ مشتركة
بينهما، وأَنَّ الذي دلّ على هذه المماثلة أَداةٌ هي الكاف أَو كأَن، وهذا ما يُسَمَّى بالتشبيه،
فقد رأَيتَ أَن لا بدَّ له من أَركان أَربعة: الشيء الذي يراد تشبيهه ويسمَّى المشبَّه، والشيءَ
الذي يُشَبَّه به ويُسمَّى المشبَّه به، (وهذان يسميان طرفي التشبيه)، والصفةُ المشتركة
بين الطرفين وتسمَّى وجه الشَّبَه، ويجب أَنْ تكون هذه الصفةُ في المشَبَّه به أَقوى
وأَشهَرَ منها في المشبَّه كما رأَيت في الأمثلة، ثم أداةُ التشبيه وهي الكاف وكأَن ونحوهما .
ولا بدَّ في كل تشبيهٍ من وجود الطرفين، وقد يكون المشبَّه محذوفاً للعلم به ولكنه يُقَدَّرُ
في الإِعراب، وهذا التقدير بمثابةِ وجوده كما إذا سُئِلت "كيفَ عليٌّ"؟ فقلت: "كالزهرة
الذابِلةِ" فإِن "كالزهرة" خبرٌ لمبتدأ محذوف، والتقدير هو الزهرة الذابلةُ، وقد يحذف وجه
الشَّبه، وقدْ تحذف الأداة. كما سَيُبَين لك فيما بعد.

القواعدُ

(1) التشْبيهُ:ْ بَيانُ أَنَّ شَيْئاً أَوْ أشْياءَ شارَكَتْ غيْرَها في صفةٍ أوْ أَكْثرَ، بأَداةٍ هِيَ الكاف
أَوْ نحْوُها ملْفوظةً أَوْ ملْحُوظةً.

(2) أَركانُ التَّشْبيهِ أرْبعةٌ، هيَ: المُشَبَّهُ، والمشُبَّهُ بهِ، ويُسَمَّيان طَرَفَي التَّشبيهِ،
وأَداةُ التَّشْبيهِ، وَوَجْهُ الشَّبَهِ، وَيَجبُ أَنْ يَكُونَ أَقْوَى وَأَظْهَرَ فِي الْمُشبَّهِ بهِ مِنْهُ فِي الْمُشَبَّهِ.
نَمُوذَجٌ
قال الْمعَريُّ :
رُبَّ لَيْل كأَنَّه الصُّبْحُ في الْحُسـ … …ـن وإنْ كانَ أَسْوَدَ الطِّيْلَسان
وسهيْلٌ كَوجْنَةِ الْحِبِّ في اللَّوْ … …نِ وقَلْبِ الْمُحِبِّ فِي الخفقان
الجواب ُ
المشبه الضمير
المشبه به الحسن العائد على الليل
الأداة كأن
وجه التشبه الحسن والجمال
المشبه
الضمير في كأَنه العائد على الليل الصبح كأَن الحسن
سهيل وجنة الْحب الكاف اللون والاحمرار
سهيل قلب المحب الكاف "مقدرة" الخفقان

تمريناتٌ
(1) بَيِّنْ أَركان التشبيه فيما يأتي:

(1) أَنْت كالبحْر في السَّماحةِ والشَّمْـ … …ـسِ عُلُوًّا والْبدْر في الإِشراقِ
(2) العُمْرُ مِثْلُ الضَّيْفِ أَوْ … …كالطِيْفِ لِيْس لَهُ إِقامةْ
(3) كلامُ فلانٍ كالشَّهْدِ في الحلاوة .
(4) الناسُ كأَسْنان المُشْطِ في الاستواء.
(5) قال أَعرابيٌّ في رجل: ما رأَيتُ في التوقُّدِ نَظْرةً أَشْبَهَ بِلَهيب النارِ من نظْرته.
(6) وقال أَعرابيٌّ في وصف رجلٍ: كانَ له عِلْمٌ لا يخالطه جَهْلٌ، وصِدْق لا يَشُوبه كَذِبٌ، وكان في الجُودِ كأَنهُ الوبْلُ عَنْد المحْلِ .
(7) وقال آخرُ:
جاءُوا علَى خَيل كأَنَّ أَعْناقَها في الشُّهرة أَعلام ،وآذانَها في الدِّقَّةِ أَطرافُ أَقلام، وفرْسانها في الجُرْأَةِ أُسُودُ آجام .
(8) أَقوالُ الملوك كالسيوف المواضي في القَطع والبتِّ في الأُمور.
(9) قلبُهُ كالحجارةِ قَسْوةً وصلابةً.
(10) جبِينُ فلانٍ كَصفْحةِ المِرْآة صفاءً وتلأْلؤًا.
(2) كَوِّن تشبيهاتٍ من الأَطراف الآتية بحيث تختارُ مع كلِّ طَرفٍ ما يناسبه:
العزيمةُ الصادقة، شجرةٌ لا تُثْمر، نَغَمُ الأَوْتار، المطَرُ للأَرض. الحديثُ المُمْتِع، السيفُ القاطع، البخيِلُ، الحياة تدِبُّ في الأَجسام.
(3) كوِّنْ تشبيهاتٍ بحيث يكون فيها كلٌّ مما يأْتي مُشبّهاً:
القِطار … - الهرمُ الأَكبر … - الكِتاب - الحصِان
المصابيح …- الصَّدِيق المُعلِّم ……-الدَّمع
(4)اجْعل كلَّ واحدٍ مما يأْتي مُشبَّهاً به:
بًحْر – أسَد - أُمُّ رؤُم - نسيم عليل- مِرْآةٌ صافيةٌ - حُلْمٌ لذيذ
(5) اِجعل كلَّ واحد مما يأْتي وجْهَ شَبَهٍ في تشبيهٍ من إنشائك، وعيِّن طَرفي التشبيه:
البياضُ – السواد – المرارة - الحلاوة – البُطءُ – السْرْعة - الصلابة
(6) صف بإِيجاز سفينةً في بحر مائجٍ، وضمِّنْ وصفَك ثلاثة تشبيهات.
(7)اشرح بإِيجاز قول المتنبي في المديح. وبيِّن جمال ما فيه من التشبيه :
كالبَدْرِ من حَيثُ التَفَتَّ رَأيْتَهُ = يُهْدي إلى عَيْنَيْكَ نُوراً ثاقِبَا
كالبَحْرِ يَقذِفُ للقَريبِ جَواهِراً = جُوداً ويَبْعَثُ للبَعيدِ سَحائِبَا
كالشّمسِ في كَبِدِ السّماءِ وضَوْؤها يَغْشَى البِلادَ مَشارِقاً ومَغارِبَا
================ =


(2) أقسامُ التشبيهِ

الأمثلةُ:
(1) أنا كالماءَ إِنْ رَضيتُ صفاءً وإذَا مَا سَخطتُ كُنتُ لهيبا
(2) سِرْنا في ليلٍ بَهيم كأَنَّهُ البَحْرُ ظَلاماً وإِرْهاباً.
(3) قال ابنُ الرُّوميِّ في تأْثير غِناءِ مُغَنٍّ :
فَكأَنَّ لذَّةَ صَوْتِهِ وَدَبيبَها… سِنَةٌ تَمَشَّى فِي مَفَاصِل نُعَّس
(4) وقال ابنُ المعتزّ :
وكأَنَّ الشمْسَ الْمُنِيرَةَ دِيـ… ـنارٌ جَلَتْهُ حَدَائِدُ الضَّرَّابِ
(5) الجَوَادُ في السرعة بَرْقٌ خاطِفٌ.
(6) أَنْتَ نجْمٌ في رِفْعةٍ وضِياء تجْتَليكَ الْعُيُونُ شَرْقاً وغَرْبا
(7) وقال المتنبي وقدِ اعْتَزَمَ سيفُ الدولةِ سَفَرًا :
أيْنَ أزْمَعْتَ أيُّهذا الهُمامُ؟ نَحْنُ نَبْتُ الرُّبَى وأنتَ الغَمامُ
(8) وقال الْمُرَقَّش :
النَّشْرُ مسكٌ والوُجُوهُ دَنا ... نيرُ وأطرافُ الأكفِّ عنمْ
البحثُ:
يُشبه الشاعر نفسه في البيت الأَول في حال رضاه بالماء الصافي الهادئ، وفي حال غضبه بالنار الملتهبة، فهو محبوبٌ مخوف وفي المثال الثاني شُبِّه الليلُ في الظلمة والإِرهاب بالبحر. وإِذا تأَمَّلتَ التشبيهين في الشطر الأَول والمثال الثاني رأَيت أَداة التشبيه مذكورة بكل منهما، وكلُّ تشبيه تذكر فيه الأَداةُ يسمَّى مرسلاً. وإِذا نظرتَ إلى التشبيهين مرةً أخرى رأيت أَنَّ وجه الشبه بُيِّنَ وفُصِّلَ فيهما، وكلُّ تشبيهٍ يُذكر فيه وجهُ الشبه يسمَّى مفصَّلاً.
ويصف ابنُ الرومي في المثال الثالث حُسن صوت مُغنٍّ وجميلَ إيقاعه، حتى كأَنَّ لذة صوته تسري في الجسمٍ كما تسري أوائل النوم الخفيف فيه، ولكنه لم يذكر وجهَ الشبه معتمدًا على أنك تستطيع إدراكه بنفسك الارتياح والتلذذ في الحالين. ويشبِّه ابنُ المعتز الشمس عند الشروق بدينار مجلوّ قريب عهده بدار الضرب، ولم يذكر وجه الشبه أيضاً وهو الاصفرارُ والبريق، ويسمَّى هذا النوع من التشبيه، وهو الذي لم يذكرْ فيه وجهُ الشبه، تشبيهاً مجملاً.
وفي المثالين الخامس والسادس شُبِّه الجوادُ بالبرق في السرعة، والممدوحُ بالنجم في الرفعة والضياء من غير أَن تذكر أداةُ التشبيه في كلا التشبيهين، وذلك لتأكيدِ الادعاء بأَنَّ المشبَّه عينُ المشبَّه به، وهذا النوعُ يسمَّى تشبيهاً مؤكدًا.
وفي المثال السابع يسأَلُ المتنبي ممدوحه في تظاهر بالذعر والهلَع قائلا: أين تقصد؟ وكيف ترحل عنا؟ ونحن لا نعيشُ إلا بك، لأَنك كالغمام الذي يحيي الأَرض بعد موتها، ونحن كالنَّبتِ الذي لا حياة له بغير الغمامِ. وفي البيت الأخير يشبِّه المرقش النشر، وَهو طِيبُ رائحةِ منْ يصف، بالمسك، والوجوه بالدنانير، والأنامل المخضوبة بالعنم، وإذا تأَملت هذه التشبيهاتِ رأيت أنها من نوع التشبيه المؤكَّد، ولكنها جمعت إلى حذف الأداة حذفَ وجه الشَّبه. وذلك لأَنَّ المتكلم عمد إِلى المبالغة والإِغراق في ادِّعاء أنَّ المشبَّه هو المشبَّه به نفْسُه. لذلك أَهملَ الأَداة التي تدلُّ على أَنَّ المشبَّه أَضعفُ في وجه الشبه من المشبَّه به، وأَهملَ ذكرَ وجه الشبه الذي ينمُ عن اشتراك الطرفين في صفة أو صفاتٍ دون غيرها. ويسمَّى هذا النوع بالتشبيه البليغِ، وهو مظهرٌ من مظاهر البلاغة وميدان فسيحٌ لتسابق المجيدين من الشعراء والكتاب.
القواعدُ
(3) التشبيهُ الْمُرْسَلُ ما ذُكِرَتْ فِيه الأداةُ.
(4) التشبيهُ الْمُؤَكَّد ما حُذِفتْ منهُ الأَداة.
(5) التشبيهُ الْمُجْمل ما حُذِف منه وجهُ الشبهِ.
(6) التشبيهُ الْمُفَصَّلُ ما ذُكِرَ فيه وجهُ الشبهِ.
(7) التشبيه البليغُ ما حُذِفت منهُ الأَداةُ ووَجهُ الشبه

نموذجٌ
(1) قال المتنبي في مدح كافور :
إذا نِلْتُ مِنكَ الوُدّ فالمَالُ هَيّنٌ وَكُلُّ الذي فَوْقَ التّرَابِ تُرَابُ
(2) وصفَ أعرابيٌّ رجلاً فقال:كأنَّه النهار الزاهر والقمرُ الباهر الذي لا يخفى على كل ناظر.
(3) زرنا حديقةً كأنها الفِرْدوْسُ في الجمال والبهاء.
(4) العالِمُ سِراجُ أُمَّته في الهِداية وَتبديدِ الظلاَم.
الإجابةُ
المشبَّه المشبَّه به نوع التشبيه السبب
كل الذي فوق التراب تراب بليغ حذفت الأداة ووجه الشبه
مدلول الضمير في كأنه النهار الزاهر مرسل مجمل ذكرت الأداة ولم يذكر وجه الشبه
مدلول الضمير في كأنه القمر الباهر مرسل مجمل ذكرت الأداة ولم يذكر وجه الشبه
الضمير في كأنه العائد على الحديقة الفردوس مرسل مفصل ذكرت الأداة ووجه الشبه
العالم سراج مؤكد مفصل حذفت الأداة وذكر وجه الشبه
تمريناتٌ
(1) بيِّن كلَّ نوع من أَنواع التشبيه فيما يأْتي:

قال المتنبي :
إنّ السّيُوفَ معَ الذينَ قُلُوبُهُمْ = كقُلُوبهنّ إذا التَقَى الجَمعانِ
تَلْقَى الحُسامَ على جَرَاءَةِ حدّهِ = مثلَ الجَبانِ بكَفّ كلّ جَبَانِ
(2) وقال في المديح :
فَعَلَتْ بنَا فِعْلَ السّماءِ بأرْضِهِ = خِلَعُ الأميرِ وَحَقّهُ لم نَقْضِهِ
(3) وقال أيضاً :
وَلا كُتْبَ إلاّ المَشرَفيّةُ عِنْدَهُ = وَلا رُسُلٌ إلاّ الخَميسُ العَرَمْرَمُ
(4) وقال أيضاً :
إذا الدّوْلَةُ استكفَتْ بهِ في مُلِمّةٍ = كفاها فكانَ السّيفَ والكَفّ والقَلْبَا
(5)و قال صاحبُ كليلةٍ ودمنةٍ :
الرجُل ذو المروءَة يُكْرمُ على غير مال كالأسد يُهابُ وإِن كان رابضاً .
(6) لكَ سِيرةٌ كَصحِيفَة الْـ …ـأَبْرار طاهِرةٌ نَقِيَّهْ
(7) المالُ سَيْفٌ نَفْعاً وضَرًّا.
(8) قال تعالى: {وَلَهُ الْجَوَارِالْمُنشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ } (24) سورة الرحمن .
(9) قال تعالى: {. فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ} (7) سورة الحاقة .
(10) قال البُحْتُرِيُّ في المديح :
ذَهَبَتْ جِدّةُ الشّتَاءِ وَوَافا = نا شَبيهاً بكَ الرّبيعُ الجَديدُ

وَدَنَا العِيدُ، وَهوَ للنّاسِ، حَتّى يَتَقَضّى، وأنتَ للعيدِ عِيدُ
(11) قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء (24)تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25) وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ (26) } سورة إبراهيم .
(12) وقال تعالى: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (35) سورة النــور.
(13) القلوبُ كالطير في الأُلفَةِ إِذَا أنِستْ.
(14) مدحَ أعْرابيٌّ رجلاً فقال :
له هِزَّة كهزَّة السيف إذا طَرِب، وجُرْأة كجرأة الليثِ إذا غضِب .
(15) ووصفَ أعرابيٌّ أخاً له فقال:كان أخي شَجراً لا يخلَفُ ثَمرُه، وبحْرًا لا يُخَافُ كَدرُه .
(16) وقال البحْتُريُّ :
قُصُورٌ كالكَوَاكِبِ، لاَمِعَاتٌ، يَكَدْنَ يُضِئنَ للسّارِي الظّلامَا
(17) رأيُ الحازم ميزانٌ في الدّقَّة.
(18) وقال ابن التعاوِيذي :
إِذا ما الرَّعد زَمْجَر خِلْتَ أُسْدًا غِضاباً في السحاب لها زَئيرُ
(19) وقال السَّريُّ الرَّفَّاء يصفُ شمعةً :
مَفْتُولَةٌ مجدُولةٌ … …تَحْكى لنا قَدَّ الأَسَلْ
كأَنَّها عُمْرُ الْفتى … …والنارُ فِيها كالأَجْلْ
(20) وقال أَعرابيٌّ في الذمِّ :
لقد صغَّر فلاناً في عيني عِظمُ الدنيا في عينه، وكأنما يَرى السائلَ إذا أتاهُ مَلَكَ الموتِ إذا رآهُ.
(21) وقال أَعرابيٌّ لأمير : اجْعلْني زِماماً من أَزِمَّتِكَ التي تَجُرُّ بها الأَعداءَ
(22) وقال الشاعر :
كَمْ وُجُوهٍ مِثْلِ النَّهارِ ضِياءً … …لِنُفُوسٍ كالليْلِ في الإِظلامِ
(23) وقال آخر :
أَشْبَهْتِ أَعْدائِي فَصِرْتُ أُحِبُّهُمْ ... إذْ كانَ حَظِّي منكِ حَظِّيَ مِنْهُمُ
(24) وقال البحتري في المديح :
كالسّيْفِ في إخْذامِهِ، وَالغَيْثِ في إرْهَامِهِ، وَاللّيْثِ في إقْدامِهِ
(25) وقال المتنبي في وصف شعره :
إنّ هَذا الشّعرَ في الشّعْرِ مَلَكْ = سارَ فَهوَ الشّمْسُ وَالدّنيا فَلَكْ
(26) وقال في المديح :
فَلَوْ خُلِقَ النّاسُ منْ دَهرِهِمْ = لَكانُوا الظّلامَ وَكنتَ النّهارَا
(27) وقال في مدح كافور :
وَأمْضَى سِلاحٍ قَلّدَ المَرْءُ نَفْسَهُ رَجَاءُ أبي المِسْكِ الكَريمِ وَقصْدُهُ
(28) فلانٌ كالمئْذنَة في استقامة الظاهر واعْوجاج الباطن.
(29) وقال السَّريُّ الرَّفَّاء :
بِرَكٌ تحلَّتْ بالكواكبِ أرضُها = فارتْدَّ وجهُ الأرضِ وهوسماءُ
(30) وقال البُحْتُرِيُّ :
بِنْتَ بِالفَضْلِ والعُلُوّ فأصْبَحْـ = ـتَ سَمَاءً، وأصْبَحَ النّاسُ أرْضَا
(31) وقال في روضة :
وَلَوْ لَمْ يسْتَهِلَّ لَها غَمامٌ … …بِريِّقِهِ لكنْتَ لَها غَمامَا
(32) الدنيا كالمِنْجَلِ استواؤها في اعوجاجها
(33) الحِمْيةُ من الأَنامِ، كالحِمْيةِ من ا لطعام .
(34) وقال المعري :
فَكأَنِّي ما قُلْتُ واللَّيْلُ طِفْلٌ … …وشَبابُ الظَّلْماءِ في عُنْفُوانِ
لَيْلتِي هذِهِ عَرُوسٌ مِن الزَّنْـ … …ـج عليْها قلاَئدٌ مِنْ جُمَان
هرب النَّوْمُ عنْ جُفُونِي فيهَا … …هرب الأَمْن عَنْ فؤادِ الجبانِ
(35) وقال ابن التعاويذي :
رَكِبُوا الدَّيَاجِيَ وَالسُّرُوجُ أَهِلَّة ٌ وَهُمُ بُدُورٌ وَالأَسِنَّة ُ أَنْجُمُ
(36) وقال ابن وكِيع :
سُلَّ سيْفُ الْفجْر مِن غمْدِ الدُّجى…وتعرَّى اللَّيْلُ مِنْ ثَوْب الغلَسْ
(2) اجعلْ كلَّ تشبيهٍ منَ التشبيهين الآتيين مفصَّلاً مؤكَّدًا ثم بليغاً(قال الشاعر ) :
فكأنَّ إيماضَ السيوفِ بَوارِقٌ وعَجاجَ خَيلِهمُ سَحابٌ مُظلِمُ
(3) اِجعلْ كلَّ تشبيهٍ منَ التشبيهين الآتيين مرسلاً مفصلاً ثم مرسلاً مجملاً :
أنَا نَارٌ فِي مُرْتقَى نفسِ الحا… …سِدِ مَاءٌ جارٍ مَع الإخْوَان
(4) اِجعلِ التشبيهَ الآتي مؤكدًا مفصَّلاً ثم بليغاً، وهو في وصف رجلين اتفقا على الوشاية بين الناس :
كَشِقَّيْ مقصٍّ تجمَّعْتما … …على غَيْرِ شَيْءِ سِوى التَّفْرقةْ
(5)كوِّنْ تشبيهاتٍ مرسلةً بحيثُ يكون كلٌّ مما يأْتي مشبَّهاً.
الماءُ – القلاعُ – الأزهارُ – الهلالُ – السيارةُ – الكريمُ – الرعدُ - المطرُ
(6) كَوِّنْ تشبيهاتٍ مؤكدةً بحيثُ يكونُ فيها كلٌّ مما يأْتي مشبَّهاً به:
نسيمٌ ، ماءٌ زُلال ، جنَّةُ الخُلْدِ ، بُرْجُ بَابلٍ ، دُرٌّ ،زهرةٌ ناضرةٌ ، نارٌ مُوقَدةٌ ، البدرُ المتألِّقُ
(7)كوِّنْ تشبيهاتٍ بليغةً يكونُ فيها كلٌّ مما يأْتي مشبَّهاً:
اللسانُ – المالُ – الشرفُ – الأبناءُ – الملاهي – الذليلُ - ا لحسدُ - التعليمُ
(8)اشرحْ قول ابن التعاويذي بإيجاز في وصف بِطِّيخَةٍ وبيِّنْ أنواعَ التشبيه فيه :
حُلْوةُ الريق حلاَلٌ … …دمُها فِي كلِّ مِلَّةْ
نِصفُها بدْرٌ وإِنْ قسَّم… …ـمْتها صَارتْ أهِلَّةْ
(9)وازنْ بين قوليْ أَبي الفتح كُشاجم في وصف روضتين ثم بيِّن نوع كلِّ تشبيهٍ بهما :
ورَوْضٌ عنْ صنِيعِ الغيثِ رَاضٍ …كما رَضيَ الصَّدِيقُ عَنِ الصَّدِيقِ
يُعِيرُ الرِّيح بالنَّفَحات رِيحاً ….. …كأَنَّ ثَراهُ مِنْ مِسْك فَتِيق
كأَنَّ الطَّلَّ مُنْتشِراً علَيْهِ ….... …بقايا الدَّمْعِ في الْخَدِّ الْمشُوق


وقال أيضاً :
غَيثٌ أَتانا مُؤْذِناً بالخَفْضِ … …مَتَّصِل الْوَبْل سريعُ الرَّكض
فالأَرْضُ تُجْلى بالنَّباتِ الغَضِّ … في حليها المُحْمرِّ والمُبْيَضِّ
وأَقْحوان كاللجيْن المحْضِ … …ونرْجس زَاكِي النَّسِيمِ بضِّ
مِثْلِ العُيُون رُنِّقَت لِلْغمْضِ … …تَرْنو فيغشاهَا الْكرى فتُغضي
(10) صِفْ بإيجازٍ ليلةً مُمْطِرَةً، وهاتِ في غضونِ وصفكَ تشبيهين مرسلين مجملين، وآخرين بليغين..



(3) تَشْبيهُ التّمثيلِ
الأَمثلةُ
(1)

قال البُحْتُريُّ :
هُوَ بَحْرُ السّماحِ، والجُودِ، فازْدَدْ = مِنْهُ قُرْباً، تَزْدَدْ من الفَقْرِ بُعْدا
(2) وقال امْرُؤُ الْقَيْس :
وَلَيْلٍ كَمَوْجِ البَحْرِ أَرْخَى سُدُولَهُ ... عليَّ بأنواع الهُمومِ ليبتَلي
(3) وقال أبو فراس الحمداني :

والماءُ يفصلُ بينَ زهـ = رِ الروضِ ، في الشَّطَّينِ، فَصْلا
كَبِسَاطِ وَشْيٍ، جَرّدَتْ = أيْدِي القُيُونِ عَلَيْهِ نَصْلاَ
(4) وقال المتنبي في سَيْفِ الدولة :
يَهُزُّ الجَيشُ حَوْلَكَ جانِبَيْهِ كمَا نَفَضَتْ جَناحَيْها العُقابُ
(5) وقال السَّريُّ الرَّفَّاءُ :
وكأنَّ الهِلالَ نونُ لُجَينٍ = عرِقَتْ في صحيفة ٍ زَرقاءِ


البحثُ:
يُشَبّهُ البحتري ممدوحَه بالبحر في الجود والسماح، وينصح للناس أن يقتربوا منه ليبتعدوا من الفقر، ويشبه امرؤ القيس الليل في ظلامه وهوْله بموج البحر، وأنَّ هذا الليل أرخَى حُجُبَهُ عليه مصحوبةً بالهموم والأحزان ليختبر صبْرَهُ وقوة احتماله. وإِذا تأملت وجْه الشبه في كل واحد من هذين التشبيهين رأيتَ أنه صفةٌ أو صفاتٌ اشتركتْ بين شيئين ليس غيرُ، هي هنا اشتراك الممدوح والبحر في صفة الجودِ، واشتراكُ الليل وموجِ البحرِ في صفتين هما الظلمةُ والروعةُ. ويسمَّى وجه الشبه إذا كان كذلك مفردًا، وكونه مفردًا لا يمنع من تعدد الصفات المشتركة، ويسمَّى التشبيهُ الذي يكون وجه الشَّبه فيه كذلك تشبيهاً غير تمثيل.
اُنظر بعد ذلك إلى التشبيهاتِ التالية:
يشبِّهُ أَبو فِراس حال ماء الجدول، وهو يجري بين روضتين على شاطئيه حلَّاهما الزَّهْر ببدائع ألوانه مُنْبثًّا بين الخُضرة الناضرة، بحال سيفٍ لماعٍ لا يزال في بريقِ جدَّته، وقد جرّدَه القُيُونُ على بساطٍ من حريرٍ مُطَرَّزٍ. فأَينَ وجهُ الشبهِ؟ أتظنُّ أَنَّ الشاعر يريد أنْ يَعْقِدَ تشبيهين: الأَولُ تشبيهُ الجدول بالسيفِ، والثاني تشبيهُ الروضة بالبِساط الْمُوَشّى؟ لا، إِنّه لم يرد ذلك، إِنما يريد أَنْ يشبّه صورةً رآها بصورة تخيلها، يريدُ أنْ يشبِّه حال الجدول وهو بين الرياض بحالِ السيف فوق البساط الموشَّى، فوجهُ الشبه هنا صورةٌ لا مفردٌ، وهذه الصورةُ مأخوذةٌ أَو مُنْتَزَعَةٌ من أَشياء عدَّة، والصورة المشتركةُ بين الطرفين هي وجود بياضٍ مستطيلٍ حوله اخضرار فيه أَلوان مختلفةٌ.
ويشبِّه المتنبي صورةَ جانبي الجيش: مَيْمَنَتِه ومَيْسَرَتِه، سيفُ الدولة بينهما، وما فيهِما من حركة واضطرابٍ.. بصورةِ عُقَابٍ تَنفُض جَناحَيْها وتحرِّكُهما، ووجهُ الشَّبه هنا ليس مفردًا ولكنه مُنْتَزَعٌ من متعددٍ وهو وجودُ جانيين لشيءٍ في حال حركةٍ وتمَوُّجٍ.
وفي البيت الأَخير يشبِّهُ السَّريُّ حال الهلال أَبيضَ لمَّاعاً مقوّساً وهو في السماءِ الزرقاءَ، بحال نونٍ من فضةٍ غارقةٍ في صحيفةٍ زرقاءَ، فوجهُ الشبه هنا صورةٌ منتزعةٌ منْ متعددٍ، وهو وجود شيءٍ أبيضَ مقوَّسٍ في شيءٍ أَزرقَ. فهذه التشبيهاتُ الثلاثةُ التي مرت بك والتي رأيتَ أنَّ وجهَ الشَّبهِ فيها صورةٌ مكوَّنةٌ من أشياءَ عِدَّةٍ يسمَّى كلُّ تشبيهٍ فيها تمثيلاً.
القاعدةُ(8)
يُسمَّى التشبيهُ تمثيلاً إِذا كان وجهُ الشَّبه فيهِ صورةً مُنْتَزَعَةً منْ متعددٍ، وغيْرَ تَمْثِيل إِذَا لم يَكُنْ وجْهُ الشَّبَهِ كذلك.
نَمُوذَجٌ
(1) قال ابن المعتز :
قَدِ انقَضَتْ دولةُ الصيام وقَدْ ... بَشَّرَ سُقْمُ الهلالِ بالعيدِ

يَتلوُ الثريا كفَاغِرٍ شَرِهٍ ....... يفتحُ فاهُ لأكلِ عُنْقُودِ
(2) وقال المتنبي في الرثاء :
وما الموْتُ إلاّ سارِقٌ دَقّ شَخْصُهُ يَصولُ بلا كَفٍّ ويَسعَى بلا رِجْلِ
(3) وقال الشاعر :
وَتَرَاهُ في ظُلَمِ الوَغَى، فتَخالُهُ قَمَرً يَكر عَلى الرّجالِ بكَوْكَبِ
الإجابةُ
الرقم المشبه المشبه به الوجه نوع التشبيه
1صورة الهلال والثريا أمامه صورة شره فاتح فاه لأكل عنقود من العنب صورة شيء مقوس يتبع شيئاً آخر مكوناً من أجزاء صغيرة بيضاء تمثيل
2الموت اللص الخفي الأعضاء الخفاء وعدم الظهور غير تمثيل
3صورةُ الممدوح وبيده سيفٌ لامع يشق به ظلامَ الغبار صورة قمر يشقُّ ظلمةَ الفضاء ويتصلُ به كوكب مضيءٌظهور شيء مضيء يلوح بشيء متلألئ في وسط الظلام تمثيل
ب- تمريناتٌ

(1)بيِّنِ المشبَّهَ والمشبَّهَ به فيما يأتي:
(1) قال ابن المعتز يصف السماءَ بعد تقشُّع سحابة :
كأَن سماءَها لما تجلَتْ ... خِلاَل نجومها عند الصباحِ
رياضُ بَنَفْسَج خَضِل ثراهُ ... تفَتح بينه نَوْرُ الأقاحِ

(2) وقال ابن الرومي :
ما أنْس لا أنس خَبَّازًا مَرَرْتُ به… يدْحُو الرُّقاقَة وشْكَ اللمْح بالبصر
ما ببْنَ رُؤيتهَا في كَفِّهِ كُرَةً …... …وبَيْنَ رُؤيتِهَا قَوْراءَ كالقَمِر
إِلا بمقدَار ما تَنْدَاحُ دائِرةٌ…. … في صفْحَةِ الماءِ تَرْمى فِيهِ بالحجر
(3) وقال في المشيب:
أوَّلُ بدْءِ المشيبِ وَاحِدةٌ… … تُشعِلُ ما جاوَرَتْ منَ الشعَر
مِثلُ الحريق العَظِيم تَبْدؤه… … أولُ صوْلٍ صغيرَةُ الشَّرَر
(4) وقال آخر:
تقَلَّدتْني الليالي وهْي مُدْبِرةٌ… … كأَنَّني صَارِمٌ في كَفِّ مُنْهَزِم
(5) قال تعالى: {إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاء فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَآ أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} . (24) سورة يونس
(6) وقال صاحب كليلة ودمنة:
يبْقَى الصَّالحُ من الرجال صالحاً حتى يُصاحِبَ فاسِدًا فإذا صاحبه فسدَ، مثلُ مياه الأَنهار تكون عذْبةً حتى تُخَالِط ماءَ البحر فإذا خالطته مَلحتْ.
وقال: منْ صَنَعَ معروفاً لِعاجِل الجزاءِ فهو كَمُلْقِي الحبَّ للطير لا لِيَنْفَعها بل لِيصِيدَها به.
(7) وقال البحتري :
وَجَدْتَ نَفسَكَ مِنْ نَفسي بمَنزِلَةٍ، هي المُصَافَاةُ، بَينَ المَاءِ والرّاحِ
(8) وقال أبو تمَّام في مُغَنِّيَةٍ تُغني بالفارسية :
ومُسْمِعَةٍ تروقُ السمعَ حسناً ... ولم تصممهُ، لا يصممْ صداها!
لوتْ أوتارَها فشجتْ وشاقتْ ... فلوْ يسطيعُ حاسدُها فَدَاها
وَلَمْ أفْهَم مَعانِيهَا ولكن … ...…ورتْ كَبدِى فَلَمْ أَجْهل شجاها
فبتُّ كأنَّني أعْمَى مُعنًّى ….... …يحبُّ الغانِياتِ ولا يراها
9) وقال في صديق عاقّ :
إنّي وَإِيَّاكَ كالصادى رَأى نَهَلاً… … ودُونَهُ هُوَّةٌ يخشَى بها التَّلَفَا
رأى بعَيْنَيهِ ماءً عَزَّ مَورِدهُ… … ولَيْسَ يمْلِكُ دون الماءِ مُنْصرفَا
(10) وقال الله تَعالى: {مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} (261) سورة البقرة.
(11) وقال تعالى: {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} (20) سورة الحديد.
(12) وقال تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ} . (39) سورة النــور
(2)ميِّزْ تشبيهَ التمثيل من غيره فيما يأتي:
(1) قال البوصيريُّ في البردة :
والنفسُ كالطفلِ إن تهملهُ شَبَّ على حُبِّ الرَّضاعِ وإنْ تَفْطِمْهُ يَنْفَطِم
(2) وقال في وصف الصحابة :
كأنهمْ في ظهورِ الخيلِ نبتُ رُباً مِنْ شِدَّة ِ الحَزْمِ لاَ مِنْ شِدَّة ِ الحُزُم
(3) وقال المتنبي في وصف الأَسد :
يَطَأُ الثّرَى مُتَرَفّقاً مِنْ تِيهِهِ فكأنّهُ آسٍ يَجُسّ عَلِيلا
(4) وقال في وصف بحيرة في وسط رياضٍ :
كأنها في نهَارِها قَمَرُ ... حَفَّ بِهِ مِنْ جِنانِهَا ظُلَمُ
(5) وقال الشاعر :
رُبَّ ليلٍ قطعْتُهُ بِصدُودٍ ... أو فراقٍ ما كانَ فيه وَدَاعُ
موحشٍ كالثقيلِ تقذَى به العَينُ ... وتأبى حديثهُ الأسماعُ
(6) وقال تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} (41) سورة العنكبوت.
(7) وقال ابن خَفاجة الأندلسيّ :
للهِ نَهْرٌ سال في بَطْحاءِ… … أَحْلَى وُرُودًا مِن لَمَى الحَسْناءِ
مُتعطِّفٌ مِثلُ السِّوَار كأَنَّهُ … …والزهْرُ يكنُفُه مجرُّ سماءِ
(8) وقال أعرابي في صف امرأَة:تَلكَ شمسٌ باهتْ بها الأَرضُ شمسَ السماءِ
(9) وقال تعالى: { فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ (49) كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ (50) فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ (51) } [المدثر/49-52]
(10) وقال الشاعر :
في شجَر السرْو مِنْهُم مَثلٌ … …له رُواءٌ وما له ثَمر
(11) وقال التهامي :
فالعيْش نوْمٌ والمنِيَّة يقظَةٌ … …والمرْءُ بينهما خيالٌ سارِ
(12) وقال آخر في وصف امرأَة تبْكي :
كأَنَّ الدُّموعَ على خدِّها… … بقِيَّةُ طَلٍّ على جُلَّنَارْ
(13) وقال تعالى: { وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176) سَاءَ مَثَلًا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ (177) } [الأعراف/175-178] .
(14) وقال تعالى: { مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ (17) صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (18) أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ (19) يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20) } [البقرة/17-21] .
(15) وقال أبو الطَّيب :
أَغارُ مِنَ الزُّجاجةِ وهْي تجْرِي… … على شفةِ الأَمِير أِبي الحُسَيْنِ
كأنّ بَياضَها والرّاحُ فيها بَياضٌ مُحْدِقٌ بسَوادِ عَيْنِ
(16) وقال السريُّ الرَّفَّاء :
والتَهَبَتْ نارُنا فمنظَرُها ... يُغنيكَ عن كُلِّ منظَر عجبِ
إذا رَمَت بالشَّرارِ واضطرَمتْ ... على ذرَاها مطارفُ اللَّهَبِ
رأيتَ ياقوتَةً مُشبكَةً ... تَطيرُ منْها قُراضةُ الذَّهبِ
(17) وقال السريُّ الرَّفَّاء أيضاً في وصف دولابٍ :
فانظُرْ إليه كأنه و كأنما كِيزانُهُ والماءُ منها ساكبُ
فَلَكٌ يدورُ بأنجمٍ جُعِلَت له كالعِقدِ فهي شَوارِقٌ وغَواربُ
(3) اجعل كلاًّ مما يأْتي مشبَّهاً في تشبيهِ تمثيلٍ:
(1) جيشٌ منهزمٌ يتْبَعهُ جيشٌ ظافرٌ.
(2) الرجلُ العالم ُبينَ منْ لا يعرفونَ منزلتهُ.
(3) الحازمُ يعملُ في شبابه لِكبرهِ.
(4) السفينةُ تجْري وقد تَرَكَتْ وراءَها أَثرًا مستطيلاً.
(5) المذنِبُ لا يزيدُه النُّصحُ إِلا تمادياً.
(6) الشَّمسُ وقد غَطَّاها السَّحابُ إِلا قليلاً.
(7) الماءُ وقد سطعتْ فوقه أَشعةُ الشمسِ وقتَ الأصِيلِ .
(8) المترددُ في الأُمورِ يَجْذِبُه رَأيٌ هنا ورأْيٌ هناكَ.
(9) الكلِمةُ الطيبةُ لا تُثْمرُ في النفوسِ الخبيثةِ.
(10) المريضُ وقدْ أحسَّ دبيبَ العافيةِ بعد اليأْسِ.
(4)اجعل كلاًّ مما يأْتي مشبَّهاً به في تشبيهِ تمثيلٍ:
(1) الشعلةُ إِذا نُكِسَتْ زادتِ اشتعالاً.
(2) الشمسُ تحْتجِبُ بالغمامِ ثم تظهرُ.
(3) الماءُ يُسرعُ إلى الأَماكن المنخفضةِ ولا يصلَ إلى المرتفعةِ.
(4) الجزارُ يطعِمُ الغنمَ ليذبحَها.
(5) الأَزهارُ البيضاءُ في مروجٍ خضراءَ .
(6) الجدْوَلُ لا تسمعُ له خريرًا وآثارُه ظاهرةٌ في الرياضِ.
(7) الماءُ الزلالُ في فمِ المريضِ.
(8) القمرُ يبدو صغيراً ثم يصير بدراً.
(9) الريحُ تُميلُ الشجيراتِ اللدْنَة وتقْصِفُ الأَشجارَ العاليةَ .
(10) الحَمَلُ بينَ الذئابِ .
(5) اجعل كلَّ تشبيهين مما يأْتي تشبيهَ تمثيلٍ:
1- الحوادثُ كبحرٍ مضطربٍ.…1- الناسُ كركابِ السفينةِ.
2- القتَامُ كالليل. …2- الأَسنَّةُ كالنجومِ.……
3- القمرُ كوجهِ الحسناءَ. …3- الشعر الفاحم كالليل .
4- الشَّيبُ كالصبحِ.4- البحيرةُ كالمرآة. …
(6)اشرح قول مسلم بن الوليد وبين ما فيه من حُسْن وروعة :
وإِنِّي وإِسْمَاعيل يَوْم وفاتِه … …لكالغمْد يوْمَ الرَّوْعِ فارَقهُ النّصْلَ
فإِنْ أَغْشَ قوْماً بعْدَه أَو أَزُرْهمُ … …فكالْوحْش يُدْنيها منَ الأَنَسِ المَحْلُ
(7) صف بإِيجاز حال قومٍ اجتَرفُ سيلٌ قريتَهم واعْملْ على أَن تأْتي بتشبيهيْ تمثيلٍ في وصفك.


(4) التَّشْبيهُ الضمنيُّ
الأَمثلةُ:

(1) قال أَبو تمّام :
لاَ تُنْكِرِي عَطَلَ الْكَريم مِنَ الْغِنَى فالسَّيْلُ حرْبٌ لِلْمكانِ الْعالِي
(2) وقال ابن الرومي :
قَدْ يَشِيبُ الْفَتَى وَلَيْسَ عجيباً … أَنْ يُرَى النَّورُ في الْقَضِيبِ الرَّطيبِ
(3) وقال أَبو الطيبِ :
مَنْ يَهُنْ يَسهُلِ الهَوانُ عليهِ ... ما لجرْحٍ بميتٍ إيلامُ
البحثُ:
قد يَنْحو الكاتبُ أو الشاعر منْحًى منَ البلاغة يوحي فيه بالتشبيه منْ غير أنْ يُصرِّحَ به في صورةٍ من صورهِ المعروفة ، يفعلُ ذلك نُزوعاً إلى الابتكار، وإِقامةِ للدليل على الحكم الذي أَسندهُ إلى المشبَّه، ورغبةً في إخفاءِ التشبيه، لأَنَّ التشبيه كلما دقَّ وخَفيَ كان أبلغَ وأفعل في النفس.
اُنظر بيت أبي تمام فإنه يقول لمنْ يخاطبها: لا تستنكري خلوَّ الرجل الكريم منَ الغنى فإنَّ ذلك ليس عجيباً، لأَن قِمَمَ الجبال وهي أشرفُ الأَماكن وأعلاها لا يستقرُّ فيها ماءُ السيلِ. ألم تلمح هنا تشبيهاً؟ ألم تر أنه يشبِّهُ ضِمْناً الرجلَ الكريمَ المحرومَ الغِنى بِقمّة الجبل وقد خلت منْ ماء السيل؟ ولكنه لم يضَعْ ذلك صريحاً بل أتى بجملة مستقلةٍ وضمَّنها هذا المعنى في صورة برهانٍ.
ويقول ابن الروميِّ: إنَّ الشابَّ قد يشيبُ ولم تتقدمْ به السنُّ، وإنَّ ذلك ليس بعجيبٍ، فإنَّ الغصنَ الغضَّ الرطب قد يظهرُ فيه الزهر الأَبيضُ. فابنُ الرومي هنا لم يأْت بتشبيهٍ صريح فإنه لم يقل: إِنَّ الفتى وقد وَخَطَهُ الشيبُ كالغصنِ الرطيب حين إزهاره، ولكنه أتى بذلك ضمنًا.
ويقول أبو الطيب: إنَّ الذي اعتادَ الهوانَ يسهلُ عليه تحمُّلهُ ولا يتأَلم له، وليس هذا الادعاءُ باطلاً؛ لأَنَّ الميتَ إذا جُرحَ لا يتأَلمُ، وفي ذلك تلميحٌ بالتشبيه في غير صراحةٍ.
ففي الأبياتِ الثلاثة تجِدُ أركانَ التشبيهِ وتَلْمحُهُ ،ولكنك لا تجدُه في صورةٍ من صوره التي عرفتها، وهذا يسمَّى بالتشبيهِ الضمنيِّ.
القاعدةُ
(9) التشبيهُ الضِّمنيُّ: تشبيهٌ لا يُوضعُ فيه الْمُشَبَّهُ والمشبَّهُ بهِ في صورةٍ من صُورِ التشبيهِ المعروفةِ ،بَلْ يُلْمَحان فِي الترْكِيبِ. وهذا النوع يُؤْتَى به لِيُفيدَ أن َّالحُكم الذي أُسْنِدَ إلَى المشَبَّهِ مُمكنٌ.
نَمُوذَجٌ
(1) قال المتنبِّي :
وأصْبَحَ شِعري منهُما في مكانِهِ وفي عُنُقِ الحَسْناءِ يُستَحسنُ العِقدُ
(2) وقال أيضاً :
كَرَمٌ تَبَيّنَ في كَلامِكَ مَاثِلاً ويَبِينُ عِتْقُ الخَيلِ في أصواتِهَا
الإجابةُ :
المشبَّهُ المشبَّهُ به وجهُ الشبهِ نوعُ التشبيهِ
1 حالُ الشِّعر يثني به على الكريم فيزداد الشِّعرٌ جمالاً لحسنِ موضعه حالُ العِقد الثمين يزدادُ بهاءً في عنق الحسناءَ زيادةُ جمالِ الشيء لجمال موضعه ضمنيٌّ
2 حالُ الكلام وأنه ينمُّ عنْ كرم أصل قائله
حالُ الصهيل الذي يدلُّ على كرم الفرس دلالةُ شيءٍ على شيء ضمنيٌّ
تمرينات
(1)بيِّنِ المشبَّهَ والمشبَّهَ به ونوعَ التشبيه فيما يأْتي مع ذكر السببِ:
(1) قال البحتريُّ :
ضَحوكٌ إلى الأبطالِ، وَهوَ يَرُوعُهم، وَللسّيفِ حَدٌّ حينَ يَسطو، وَرَوْنَقُ
(2) وقال المتنبي :
ومِنَ الخَيرِ بُطْءُ سَيْبِكَ عني أسرَعُ السُّحْبِ في المَسيرِ الجَهامُ
(3) وقال أيضاً :
لا يُعْجِبَنَّ مَضيماً حُسْنُ بِزّتِهِ وهَلْ تَرُوقُ دَفيناً جُودَةُ الكفَنِ
(4) وقال أيضاً :
وما أنا مِنْهُمُ بالعَيشِ فيهم ولكنْ مَعدِنُ الذّهَبِ الرَّغامُ
(5) وقال أَبو فراس :
سَيَذْكُرُني قَوْمي إذا جَدّ جدّهُمْ، " وفي الليلة ِ الظلماءِ ، يُفتقدُ البدرُ "
(2)بينِ التشبيهَ الصَّريحَ ونوعَه والتشبيهَ الضمنيَّ فيما يأْتي:
(1) قال أبو العتاهية :
تَرْجو النَّجاةَ ولَمْ تَسلكْ مسالِكَها … …إِنَّ السَّفينَةَ لا تجْري على اليَبَس
(2) فال ابن الروميِّ في وصف المِدَاد :
حِبْرُ أبي حفصٍ لعابُ الليلِ كأنهُ ألوانُ دُهْمِ الخيلِ
يجري إلى الإخوانِ جَريَ السَّيلِ بغيرِ وزنٍ وبغير ِكيلِ
(3) وقال ابن الرومي أيضاً :
ويْلاهُ إنْ نَظَرتْ وإن هِيَ أعْرضتْ وقْعُ السِّهام ونَزْعُهُنَّ أليم
(4) عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « الْمُؤْمِنُ مِرْآةُ الْمُؤْمِنِ .. » أخرجه أبو داود .
(5) وقال البحتريُّ في وصف أَخلاق ممدوحه :
وَقَدْ زَادَهَا إفْرَاطَ حُسْنٍ جِوَارُهَا لأخَلاِقَ أصْفَارٍ مِنَ المَجْدِ، خُيَّبِ
وَحُسنُ دَرَارِيّ الكَوَاكِبِ أنْ تُرَى طَوَالِعَ في دَاجٍ مِنَ اللَّيلِ، غَيهَبِ
(3)حوّلِ التشبيهاتِ الضمنيةَ الآتيةَ إلى تشبيهاتٍ صريحة:
(1) قال ابن المعتزِّ :
اصْبرْ على مَضَضِ الحسُو… د فإِنَّ صبْركَ قاتِلُهْ
فالنّارُ تأكُلُ بَعضَها، إنْ لم تجدْ ما تأكلهْ
(2) وقال أبو تمام :
ليسَ الحِجابُ بِمُقْضٍ عنكَ لي أملاً إنَّ السماءَ تُرَجَّى حينَ تحتَجبُ
(3) وقال أبو الطيب :
فإنْ تَفُقِ الأنامَ وأنْتَ مِنهُمْ فإنّ المسكَ بَعضُ دَمِ الغزالِ
(4) وقال أيضاً :
أعْيَا زَوالُكَ عَن مَحَلٍّ نِلْتَهُ لا تَخْرُجُ الأقمارُ عن هالاتِهَا
(5) وقال أيضاً :
أعاذَكَ الله مِنْ سِهَامِهِمِ وَمُخْطِىءٌ مَنْ رَمِيُّهُ القَمَرُ
(6) وقال أيضاً :
لَيسَ بالمُنكَرِ إنْ بَرّزْتَ سَبقاً، غيرُ مدفوعٍ عنِ السّبقِ العِرابُ
(4)حوِّلِ التشبيهاتِ الصريحةَ الآتيةَ إلى تشبيهاتٍ ضمنيَّةٍ.
(1) قال مسلم بن الوليد في وصف الراح وهي تُصَبُّ من إِبريق :
كأَنَّها وَحبابُ الماءِ يقْرَعُها… … دُرٌّ تَحدَّر في سِلكٍ مِنَ الذَّهَب
(2) قال ابن النبيه من قصيدة يمدح بها الخليفة الناصر لدين الله :
واللَّيلُ تجري الدَّراري في مجرَّته ... كالرَّوضِ تطفو على نهرٍ أزاهرُهُ
(3) وقال بشار بنَ بَرْد في الفخر :
كأنّ مُثارَ النَّقعِ فوقَ رُؤُّوسنا ... وأسيافَنا ليلٌ تهاوَى كواكبُه
(5)كوِّنْ تشبيهاً ضمنيًّا منْ كلِّ طرفينِ مما يأْتي:
(1) ظهورُ الحقِّ بعد خفائهِ وبروزُ الشمسِ من وراءِ السحبِ.
(2) المصائبُ تُظهرُ فضلَ الكريمِ والنارُ تزيدُ الذهبَ نقاءً.
(3) وعدُ الكريمِ ثمَّ عطاؤُه والبرقُ يعْقُبهُ المطرُ.
(4) الكلمةُ لا يستطاعُ ردُّها ،والسهمُ يخرجُ من قوسهِ فيتعذرُ ردَّه.
(6)هاتِ تشبيهينِ ضمنيينِ، الأَولُ في وصفِ حديقةٍ، والثاني في وصفِ طيارةٍ.
(7)اشرحْ قولَ أَبي تمام في رثاءِ طفلين لعبد الله بن طاهر وبيِّنْ نوعَ التشبيه الذي به :
لهفي على تلك الشواهدِ فيهما لَوْ أُمْهِلَتْ حتَّى تكونَ شَمائِلا
إنَّ الهلالَ إذا رأيتَ نموِّهُ أيقنتَ أنْ سيكونُ بدراً كاملا
==================





(5) أغراضُ التشبيهِ
الأمثلةُ:

(1) قال البحتريُّ :
دانٍ على أيْدي العُفَاةِ، وَشَاسعٌ عَنْ كُلّ نِدٍّ في العلا، وَضَرِيبِ
كالبَدْرِ أفرَطَ في العُلُوّ، وَضَوْءُهُ للعُصْبَةِ السّارِينَ جِدُّ قَرِيبِ
(2) يقال النَّابغة الذُّبْيانيُّ يمدح النعمان بن المنذر :
فإِنَّكَ شَمْسٌ والمُلُوكُ كَواكِبٌ ... إِذا طَلَعَتْ لَمْ يَبْدُ مِنْهنَّ كَوْكَبُ
(3) قال المتنبي في وصف أسد :
ما قُوبِلَتْ عَيْناهُ إلاّ ظُنّتَا تَحْتَ الدُّجَى نارَ الفَريقِ حُلُولا
(4) وقال تعالى {لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيْءٍ إِلاَّ كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاء لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاء الْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ} (14) سورة الرعد.
(5) وقال أَبو الحسن الأَنباريِّ في مصلوبٍ :
مَدَدْتَ يَدَيْكَ نَحْوَهُمُ احتِفاءً … …كَمَدّهِماَ إِلَيْهِمْ بالهباتِ
(6) وقال أَعرابي في ذم امرأَته:
وتَفْتَحُ – لا كانتْ – فَماً لَو رَأَيْتَهُ … …توَهَّمْتَهُ باباً مِنَ النَّار يُفْتَحُ
البحثُ:
وصف البحتريُّ ممدوحَه في البيت الأول بأَنه قريبٌ للمحتاجين، بعيدُ المنزلة، بينه وبين نُظَرَائهِ في الكرم بَوْنٌ شاسعٌ. ولكنَّ البحتري حينما أَحسَّ أَنه وصف ممدوحَه بوصفين متضادينِ، هما القُربُ والبُعدُ، أَرادَ أَنْ يبينَ لك أَنَّ ذلك ممكنٌ، وأنْ ليس في الأمر تناقضٌ؛ فشبَّه ممدوحَه بالبدرِ الذي هو بعيدٌ في السماء ولكنَّ ضوءَه قريبٌ جدًّا للسائرين بالليل، وهذا أَحدُ أَغراض التشبيه وهو بيان إِمكانِ المشبَّه.
والنَّابغة يُشبِّهُ ممدوحَه بالشمس ويشبِّه غيره من الملوك بالكواكبِ، لأَنَّ سطوةَ الممدوح تَغُضُّ من سطوةِ كل ملكٍ كما تخفِي الشمسُ الكواكبَ، فهو يريد أَنْ يبين حالَ المدوح وحالَ غيره من الملوك، وبيانُ الحال منْ أَغراض التشبيه أَيضاً.
وبيتُ المتنبي يصفُ عيْني الأَسدِ في الظلام بشدةِ الاحمرار والتوقدِ، حتى إِنَّ من يراهما من بُعْدٍ يظنهما ناراً لقومٍ حُلول مقيمين، فلو لم يعْمدِ المتنبي إِلى التشبيه لقال: إِنَّ عَيْنَي الأَسدِ محمرتانِ ولكنه اضْطْرَّ إِلى التشبيه لِيُبَيِّنَ مقدارَ هذا الاحمرار وعِظَمه، وهذا منْ أغراض التشبيه أيضاً.
أمَّا الآيةُ الكريمة فإنها تتحدث في شأن مَنْ يعْبدونَ الأوثان، وأنهم إذا دعوا آلهتَهم لا يستجيبون لهم، ولا يرجعُ إليهم هذا الدعاءُ بفائدةٍ، وقدْ أرادَ الله جل شأْنه أنْ يُقرِّر هذه الحال ويُثَبتَها في الأَذهانِ، فشبَّهَ هؤلاءِ الوثنيينِ بمن يبسُط كفيهِ إلى الماء ليشربَ فلا يصلُ الماءُ إلى فمه بالبداهة؛ لأنه يَخْرُجُ من خلالِ أصابعه ما دامت كفاهُ مبسوطتينِ، فالغرضُ منْ هذا التشبيه تقريرُ حال المشبَّهِ، ويأْتي هذا الغرضُ حينما يكون المشبَّهُ أمرًا معنويًّا؛ لأَنَّ النفسَ لا تجزم بالمعنوياتِ جزمَها بالحسيَّات، فهي في حاجةٍ إلى الإقناعِ.
وبيتُ أبي الحسن الأنباري من قصيدةٍ نالتْ شهرةً في الأدب العربي لا لشيءٍ إلا أنها حسّنتْ ما أجمعَ الناسُ على قُبحه والاشمئزازَ منه "وهو الصَّلْبُ" فهو يشبّهُ مدَّ ذراعي المصلوبِ على الخشبة والناسُ حولَه بمدِّ ذراعيهِ بالعطاءِ للسائلينَ أيام حياتهِ، والغرضُ من هذا التشبيه التزيينُ، وأكثر ما يكون هذا النوع ُفي المديحِ والرثاء والفخر ووصفِ ما تميلُ إليه النفوسُ.
والأعرابيُّ في البيت الأخيرِ يتحدَّثُ عن امرأته في سُخط وألمٍ، حتى إِنه ليدعو عليها بالحرمانِ منَ الوجود فيقول: "لا كانتْ"، ويشبِّهُ فمها حينما تفتحُه ببابٍ من أبوابِ جهنَّم، والغرضُ من هذا التشبيه التقبيحُ، وأكثرُ ما يكونُ في الهجاءِ ووصفِ ما تنفِرُ منه النفسُ.
القاعدةُ
(10) أَغْرَاضُ التشبيهِ كثيرةٌ منها ما يأْتي:
(أ) بيانُ إِمْكانٍ المشبَّه: وذلك حِينَ يُسْنَدُ إِليْهِ أمْر مُسْتغْرَبٌ لا تزول غرابتُه إلا بذكر شبيهٍ له.
(ب) بيانُ حالِهِ: وذلك حينما يكونُ المشبَّهُ غيرَ معروف الصفةِ قَبْلَ التشبيه فَيُفيدُهُ التشبيهُ الوصفَ.
(جـ) بيانُ مقدار حالِهِ: وذلك إذا كان المشبَّهُ معروفَ الصفةِ قَبْلَ التشبيهِ مَعْرفَةً إِجْماليَّةً وكان التشبيه يُبَيِّنُ مقدارَ هذه الصفةِ.
(د) تَقْريرُ حالِهِ: كما إذا كانَ ما أُسْنِدَ إِلى المشبَّه يحتاج إِلى التثبيت والإِيضاح بالمثال.
(هـ) تَزْيينُ الْمُشَبَّهِ أو تَقْبيحُهُ.
نموذجٌ
(1) قال ابن الرومي في مدح إسماعيل بن بُلْبُل :
وكم أَبٍ قَدْ علا بِابْنٍ ذُرَا شَرفٍ … …كَمَا علا بِرسولِ الله عَدْنَانُ
(2) وقال أبو الطَّيب في المديح :
أرَى كُلَّ ذي مُلْكٍ إلَيكَ مَصِيرُهُ كأنّكَ بَحْرٌ وَالمُلُوكُ جَداوِلُ
الإِجابةُ
الرقم المشبه المشبه به وجه الشبه الغرض من التشبيه
1 علو الأب بالابن علو عدنان بالرسول ارتفاع شأن الأول بالآخر إمكان المشبه
2 الضمير في كأنك بحر العظم بيان حال المشبه
3 الملوك جداول الاستمداد من شيء أعظم بيان حال المشبه
تمريناتٌ
(1) بيِّنِ الغرضَ منْ كلِّ تشبيهٍ فيما يأتي:
(1) قال البحتريُّ :
دَنَوْتَ تَوَاضُعاً، وَبَعدتَ قَدراً، فشَأناكَ انْحِدارٌ، وارْتِفَاعُ
كذاكَ الشّمسُ تَبعَدُ إنْ تَسامى، وَيَدْنُو الضّوْءُ مِنْهَا، والشّعاعُ
(2) قال الشريف الرضيُّ في الغزل :
أُحِبكِ يا لوْنَ الشَّبابِ لأنني … … رأيْتُكما في القلْبِ والعينِ تَوْءَما
سَكَنْتِ سوادَ القَلْب إِذ كنْتِ شِبههُ … … فلمْ أدر منْ عِزٍّ من القَلْبُ منْكما
(3) وقال صاحبُ كليلةٍ ودمنة:
فضلُ ذي العلم -وإِنْ أخفاه ُ-كالمسكِ يُسْتر ثمَّ لا يَمْنَعُ ذلك رائحتَه أَنْ تفوح.
(4) وقال الشاعر :
وأصْبَحْتُ مِنْ لَيْلَى الغَداة كقابضٍ … …عَلَى الماءِ خانَتْه فُروجُ الأَصابعُ
(5) وقال المتنبي في الهجاء :
وَإذا أشَارَ مُحَدّثاً فَكَأنّهُ قِرْدٌ يُقَهْقِهُ أوْ عَجوزٌ تَلْطِمُ
(6) وقال السرِيُّ الرَّفاء :
لي منزلٌ كَوِجارِ الضَّبِّ أَنزِلُه ضَنْكٌ تَقارَبَ قُطراهُ فقد ضاقَا
أراه قَالَبَ جسمي حينَ أَدخُلُه فما أَمُدُّ به رجلاًو لا سَاقا
(7) وقال ابن المعتز :
غديرٌ يُرَجْرِجُ أمواجَه هبوبُ الرياحِ ومرُّ الصَّبا
إذا الشَّمسُ مِنْ فَوْقِهِ أَشرَقَتْ … …تَوَهَّمْتَه جَوْشَناً مُذْهَبا
(8) وقال سعيد بن هاشم الخالدى من قصيدة يصف فيها خادماً له :
مَا هو عَبدٌ لكنَّهُ ولدُ ... خَوَّلَنيهِ الْمهْيمنُ الصَّمدُ
وَشدَّ أزرِي بحُسنِ خِدمتهِ .. فَهْو يَدِي والذراعُ وَالعضُدُ
(9) وقال المعري في الشيب والشباب :
خَبِّرِيني مَاذَا كرهْتِ مِن الشَّيْـ … …ـبِ فَلاَ عِلْمَ لِي بِذَنْبِ الْمشِيبِ
أَضِياءُ النَّهارِ أِم وضَحُ اللؤْ … …لؤ أَمْ كوْنُه كثغْرِ الحبِيب؟
واذكُري لِي فَضْلَ الشبابٍ وما يجْـ … …ـمعُ مِنْ منْظَرٍ يَرُوقُ وطِيبِ
غدْرُهُ بِالخَلِيلِ أَم حُبُّه لِـ … …ـغَيِّ أَمْ أَنَّهُ كَعيْش الأَدِيبِ؟
(10) ومما ينسب إلى عنترة :
وأَنا ابْنُ سوْداءِ الجبين كأَنَّها ضَبُعٌ تَرعْرَع في رُسومِ المنْزل
الساق منها مثلُ ساق نعامة ٍ والشَّعرُ منها مثْلُ حَبِّ الفُلْفُل
(11) وقال ابن شُهيدٍ الأَندلسي يصف بُرْغُوثاً:
أَسْودُ زَنجي، أَهليُّ وحشيٌ، ليس بِوانٍ ولا زُمّيل ، وكأَنه جُزْءٌ لا يتجزأ من ليْل، أو نقطةُ مِداد، أو سويداءُ فؤاد، شُرْبُهُ عبّ ، ومشيهُ وثبٌ، يَكمنُ نهارهُ، ويسيرُ ليلَه، يُداركُ بطعنٍ مؤلم، ويستحلُّ دم البريء والمجرمَ، مُساورٌ للأساوِرة ، ومُجرّدٌ نصْله على الجبابرةِ، لا يُمْنعُ منه أميرٌ، ولا تَنفعُ فيه غيرةُ غيورٍ، وهو أحقرُ حقيرٍ، شرُّهُ مبعوثٌ ، وعهدُه منكوث ٌ ، وكَفى بهذا نقصاناً للإنسان، ودلالةً على قدرة الرحمن.
(2)(أجب عما يلي ):
(1) كوِّنْ تشبيهاً الغرضُ منه بيانُ حال النَّمِر.
(2) " " " " " " الكرةِ الأرضيةِ.
(3) " " " " " مقدارُ حالِ دواءٍ مرٍّ.
(4) " " " " " " " نارِ شبتْ في منزلٍ.
(5) " " " تقريرُ حالِ طائشٍ يرمي نفسه في المهالك ولا يدري.
(6) " " " " " منْ يعيشُ ظلامَ الباطلِ ويؤذيه نورُ الحقِّ.
(7) كوِّنْ تشبيهاً الغرضُ منه بيانُ إمكانِ العظيم من شيءٍ حقيرٍ.
(8) " " " " " " أنَّ التعبَ يُنتجُ راحةً ولذةً.
(9) " " لتزيينِ الكلبِ.
(10) " " " الشيخوخةِ.
(11) " " لتقبيحِ الصَّيفِ.
(12) " " " الشِّتاءِ.
(3) اِشرحْ بإيجازٍ الأبياتَ الآتيةَ وبيِّنِ الغرضَ منْ كلِّ تشبيهٍ فيها :
وَقانا لَفْحَةَ الرَّمْضاءِ وادٍ … …سقاهُ مُضاعَفُ الغَيثِ العَميمِ
نَزَلْنا دوْحَهُ فَحنَا عليْنَا … …حُنُوَّ المُرْضِعاتِ على الفَطِيم
وأرْشَفَنا على ظمأٍ زُلاَلاً … …ألذَّ مِن المُدامةِ للنَّدِيم
================




(6) التشبيهُ المقلوبُ
الأمثلةُ:

(2) قال محمد بن وُهيْب الحمْيَريُّ :
وبَدا الصباحُ كأن غُرَّتهُ ... وَجهُ الخليفة حينَ يُمْتَدحُ
(2) وقال البحتريُّ :
كأن سَنَاها بالعَشِيِّ لصبُحها ... تبَسُّمُ عيسى حين يلفظُ بالوعْدِ
(3) وقال حافظ إبراهيم :
أحِنُّ لهم ودُونَهُمُ فَلاة ٌ كأنَّ فَسِيحَها صَدرُ الحَليمِ
البحثُ:
يقول الحِمْيَرِي: إِنَّ تباشير الصباح تشبه في التلألؤ وجهَ الخليفة عند سماعه المديح، فأنت ترى هنا أنَّ هذا التشبيه خرج عما كان مستقرًّا في نفسك منْ أنَّ الشيءَ يُشَبَّه دائماً بما هو أَقوَى منه في وجه الشبهِ، إذِ المألوفُ أَنْ يقال إِنَّ الخليفة يشبه الصباحَ، ولكنه عكس وقلب للمبالغة والإغراق بادعاءِ أَنَّ وجهَ الشبه أَقوَى في المشبَّه، وهذا التشبيهُ مظهرٌ من مظاهر الافتنان والإبداع.
ويشبه البحترى برق السحابة الذي استمر لماعاً طوال الليل يتبسم ممدوحه حينما يَعِدُّ بالعطاء، ولا شك أَن لمعان البرق أَقوى من بريق الابتسام، فكان المعهود أن يشبه الابتسام بالبرق كما هي عادة الشعراء، ولكن البحتري قلب التشبيه .
وفي المثال الثالث شُبِّهت الفلاة بصدر الحليم في الاتساع، وهذا أَيضاً تشبيه مقلوب.
القاعدةُ:
(12) التشبيهُ المقلوبُ هو جعل المشبَّهِ مشبَّهاً به بادِّعاءِ أَنَّ وجه الشبه فيه أَقوَى وأَظهرُ.
نمُوذجٌ
(1) كأَنَّ النسيم في الرقة أَخلاقُه. …
(2) وكأَنَّ الماءَ في الصفاء طباعُه.
(3) وكأَنَّ ضوءَ النهار جبينُه.…
(4) وكأَنَّ نشرَ الروض حسنُ سيرته.
الإِجابةُ
المشبَّه المشبَّه به وجه الشبه نوع التشبيه
1النسيم أَخلاقه الرقة مقلوب
2الماء طباعه الصفاء مقلوب
3ضوء النهار جبينه الإِشراق مقلوب
4نشر الروض حسن سيرته جميل الأَثر مقلوب
تمريناتٌ(1)
لِمَ كانَ التشبيهُ مقلوباً فيما يأْتي؟(1)

قال ابن المعتز :
والصُّبحُ في طُرَّة لَيْلٍ مُسْفِرِ كأنَّهُ غُرَّةُ مُهْرٍ أشقَر


(2) وقال البحتري :
في حُمرَةِ الوَرْدِ شَكْلٌ من تَلَهّبِها، وللقَضِيبِ نَصِيبٌ مِنْ تَثَنّيهَا


(3) وقال أيضاً في وصف بركة المتوكل :
كأنّهَا، حِينَ لَجّتْ في تَدَفّقِهَا، يَدُ الخَليفَةِ لَمّا سَالَ وَادِيهَا


(4) سارتْ بنا السفينةُ في بحرٍ كأَنه جدْواك ، وقد سطعَ نورُ البدر كأنَّه جَمالُ مُحياكَ.

(2) ميِّزِ التشبيهَ المقلوبَ منْ غير المقلوبِ فيما يأتي وبيّنِ الغرضَ منْ كلِّ تشبيهٍ:
(1) كأنَّ سوادَ الليلِ شعرٌ فاحمٌ.
(2) قال أبو الطيب :
يَزُورُ الأعادي في سَمَاءِ عَجَاجَةٍ أسِنّتُهُ في جانِبَيْها الكَواكِبُ
(3) كأَنَّ النَّبْلَ كلامُه وكأنَّ الوَبْل نوالُه.
(4) قال الأبِيوَرْديُّ :
كلماتي قلائدُ الأعناقِ سَوْفَ تَفنى الدُّهُورُ وَهْيَ بَواقِ
(5) أرسلَ أحدُ كتَّابِ المأمون إليه فرساً وقال :
قَدْ بعَثْنَا بِجوَادٍ … …مِثلُهُ لَيْس يُرامُ
فَرَسٌ يُزْهَى بِهِ لِلـ… …ـحُسْنِ سرْجٌ ولِجامُ
وجْههُ صُبْحٌ ولكنْ … …سائرُ الجسْم ظَلامُ
والذِي يصْلح لِلمَوْ … …لَى على العبْدِ حرامُ
(3) حوِّلِ التشبيهاتِ الآتيةَ إلى تشبيهاتٍ مقلوبةٍ وبيِّنْ أَيُّها أبلغُ:
(1) قال البحتريُّ يصفُ قصرًا فوق هضْبة :
في رَأسِ مُشرِفَةٍ، حَصَاهَا لُؤلُؤٌ، وَتُرَابُهَا مِسْكٌ، يُشَابُ بعَنبَر
(2) وقال أيضاً :
وكانتْ يدُ الفتحِ بنِ خاقانَ عندكُمْ ... يَدَ الغيْثِ عندَ الأرْض أجدَبَها المحْلُ
(3) وقال في الغزلِ :
لَسْتُ أنْساهُ إذْ بَدَاً مِنْ قَرِيبٍ، يَتَثَنّى تَثَنّيَ الغُصْنِ غَضّا
(4) وقال في المديح :وأشرَقَ عن بِشرٍ، هوَ النّورُ في الضّحَى،
وَصَافَى بأخلاقٍ، هيَ الطّلُّ في الصّبحِ

(4) حولِ التشبيهاتِ المقلوبةَ الآتيةَ إلى تشبيهاتٍ غيرِ مقلوبةٍ:
(1) ركبنا قطارًا كأَنهُ الجوادُ السبَّاقُ.
(3) ظهرَ الصبحُ كأَنهُ حجَّتُك الساطعةُ.
(2) فاحَ الزهرُ كأنه ذكركَ الجميلُ.
(4) تقلَّدَ الفارسُ سيفاً كأنهُ عزيمتُه يومَ النزالِ.
(5)كونْ تشبيهاً مقلوباً منْ كلِّ طرفينِ منَ الأطرافِ الآتيةِ مع وضعِ كلِّ طرفٍ معَ ما يناسبُه:
قصْفُ الرعد… . …غضَبةٌ…. …لَمْعُ البرقِ…. …أخلاقُه
نورُ جبينه……. …الصاعقةُ… . …شَعْرُهُ…. …ابتسامُه
شعاعُ الشمس… . …صوتُه… . …سوادُ الليل…. ……أزهارُ الربيع
(6) أَتممِ التشبيهاتِ المقلوبةَ الآتيةَ:
(1) كأنَّ ... قدومَك لزيارتي.…(4) كأَنَّ ... حرارةُ حقدِه.
(2) كأنَّ ... جرأتَك. … (5) كأنَّ ... حدُّ عزيمتك.
(3) كأنَّ ... صوته المنكر. …(6) كأنَّ ... احتياله.
(7) أتممِ التشبيهاتِ المقلوبةَ:
(1) كأنَّ عصفَ الريح ...…(4) كأَنَّ الدُّررَ ...
(2) كأنَّ ذلَّ اليتيم ...… (5) كأَنَّ صفاءَ الماءِ ...
(3) كأنَّ نضرةَ الوردِ ... …(6) كأنَّ السِّحرَ ...

(8)جاءَ في كتب الأَدبِ أَنَّ أبا تمام حينما قال في مدح أَحمدِ بن المعتصم :

إِقدامُ عمروٍ = في سَمَاحةِ حاتِم = في حَلْمِ أَحْنَفَ = في ذَكاء إِيَاس
فقال بعضُ حُساده أَمام ممْدُوحه: "ما زدتَ على أَنْ شبّهتَ الأَمير بمنْ هم دونه".

فقال أَبو تمام :
لا تُنكِروا ضرْبي لَه منْ دُونَه … …مثلاً شَروداً في النّدى والباسِ
فالله قَدْ ضرب الأَقلَّ لِنُورِهِ … …مَثلاً مِن المِشْكاةِ والنبراس


فما معنى الردِّ الذي ساقه أبو تمام في البيتين السابقين؟
وهل في استطاعتك أنْ تدافع عن أبي تمام بحجةٍ أخرى بعد أنْ تنظر في البيتِ جميعهِ؟
وما نوع التشبيهِ الذي يُرْضِي هؤلاءِ النقَّادُ؟(9)
هاتِ تشبيهاتٍ مقلوبةً في وصفِ جريءٍ مقدامٍ، ثمَّ في وصفِ سفينةِ، ثم في وصفِ كلامٍ بليغٍ.

(10) قال المتنبي :
ولَوْلا احتِقارُ الأُسدِ شَبّهتُهمْ بها =ولكِنّها مَعدودَةٌ في البَهائِمِ


تكلَّمْ على ما في البيت السابق من ضروب الحسن البياني، وهل تَري أن المدح
يكون أبلغَ لو قال "شبهتها بهم" وماذا يكون التشبيه إذًا؟


(7) بلاغةُ التشبيهِ وبعضُ ما أُثِرَ منه عن العرب والمُحْدَثين

تنْشأُ بلاغةُ التشبيه منْ أنه ينتقل بكَ منَ الشيء نفسِه إلى شيءٍ طريفٍ يشبهه، أو صورةٍ بارعة تمثِّله.
وكلما كان هذا الانتقالُ بعيدًا قليلَ الخطورة بالبال، أو ممتزجاً بقليل أو كثيرٍ من الخيال، كان
التشبيهُ أروعَ للنفس وأدعَى إلى إعجابها واهتزازها.

فإذا قلتَ: فلانٌُ يُشبه فلاناً في الطول، أو إِنَّ الأرضَ تشبهُ الكره في الشكل، أو أَنَّ الجزرَ البريطانية
تشبهُ بلادَ اليابان، لم يكنْ لهذه التشبيهاتِ أثرٌ للبلاغةِ؛ لظهورِ المشابهةِ وعدم احتياج العثور عليها
إلى براعةٍ وجهْدٍ أدبيٍّ، ولخلوها منَ الخيال.

وهذا الضربُ منَ التشبيه يُقصَدُ به البيانُ والإيضاح وتقريبُ الشيء إلى الأفهام، وأكثر
ما يستعمل في العلوم والفنون.

ولكنكَ تأخذكَ رَوْعةُ التشبيه حينما تسمعُ قول المعري يَصِف نجماً :
يُسرِعُ اللّمحَ في احمرارٍ كما تُسرِعُ ... في اللّمحِ مُقلةُ الغَضبانِ


فإنَّ تشبيهَ لمحات النجم وتأَلقِه مع احمرارِ ضوئه بسرعةِ لمحةِ الغضبان من التشبيهاتِ النادرة التي لا تنقادُ إلا لأَديب.

ومنْ ذلك قولُ الشاعر :
وكأنَ النُّجُومَ بينَ دُجاها ... سُننٌ لاحَ بينهُنَّ ابتداعُ


فإِنَّ جمال هذا التشبيه جاء من شعورك ببراعة الشاعر وحذقه في عقد المشابهة بين حالتين ما كان يخطر بالبال تشابههما، وهما حالةُ النجوم في رُقْعةِ الليل بحال السُّننِ الدينية الصحيحة متفرقةً بين البدعِ الباطلةٍ. ولهذا التشبيه روْعةٌ أخرى جاءََت منْ أَنَّ الشاعر تخيّل أنَّ السنن مضيئةٌ لمَّاعةٌ، وأَنَّ البدعَ مظلمةٌ قاتمةٌ.

ومنِ أبدع التشبيهاتِ قولُ المتنبي :
بَليتُ بِلى الأطْلالِ إنْ لم أقِفْ بها = وُقوفَ شَحيحٍ ضاعَ في التُّرْبِ خاتمُهْ


يدعو على نفسه بالبِلى والفناءِ إِذا هو لم يقفْ بالأَطلال ليذكرَ عهد مَن كانوا بها، ثم أَراد أَنْ يصوِّرَ لك هيئةَ وقوفه فقال:كما يقفُ شحيِحٌ فقد خاتمهُ في التراب، مَنْ كان يُوفَّقُ إلى تصوير حال الذاهلِ المتحير المحزون المطرقِ برأسه المنتقل منْ مكان إِلى مكان في اضطراب ودهشة بحال شحيحٍ فقد في التراب خاتمًا ثميناً؟ ولو أردنا أن نورد لك أمثلة منْ هذا النوع لطالَ الكلامُ.
--------
هذه هي بلاغةُ التشبيه من حيث مبلَغ طرافته وبُعد مرماهُ ومقدار ما فيه من خيالٍ، أمَّا بلاغته من حيثُ الصورةُ الكلاميةُ التي يوضع فيها أيضًا. فأقلُّ التشبيهات مرتبةً في البلاغة ما ذكرتْ أركانُه جميعُها. لأنَّ بلاغةَ التشبيه مبنيَّةٌ على ادعاءِ أَنَّ المشبّه عين المشبَّه به، ووجودُ الأداة ووجهِ الشبه معاً يحولان دون هذا الادعاء، فإذا حذفتِ الأَداةُ وحدها، أو وجهُ الشبه وحده، ارتفعت درجةُ التشبيه في البلاغة قليلاً، لأَنَّ حذف أحد هذين يقوي ادعاءَ اتحاد المشبَّه والمشبَّه به بعض التقوية. أمَّا أبلغ أنواع التشبيهِ فالتشبيهُ البليغُ، لأنه مبنيٌّ على ادِّعاء أنَّ المشبَّه والمشبَّه به شيءٌ واحدٌ.
هذا- وقد جرى العربُ والمُحدَثون على تشبيه الجوادِ بالبحر والمطر، والشجاعِ بالأَسد، والوجه الحسن بالشمس والقمر، والشَّهمِ الماضي في الأُمور بالسيف، والعالي المنزلة بالنَّجم، والحليم الرزين بالجبلِ، والأَمانيِّ الكاذبة بالأحلامِ، والوجه الصبيح بالدينار، والشعر الفاحم بالليل، والماء الصافي باللجَيْنِ، والليل بموج البحر، والجيش بالبحر الزاخر، والخيْل بالريح والبرْق، والنجوم بالدرر والأَزهار، والأَسنان بِالبَرْدِ واللؤلؤ، والسفُنِ بالجبال ،والجداولِ بالحيات الملتوية، والشّيْبِ بالنهار ولمْع السيوف، وغُرَّةِ الفرس بالهلال. ويشبهون الجبانَ بالنَّعامة والذُّبابةِ، واللئيم بالثعلب، والطائشَ بالفَراش، والذليلَ بالوتدِ. والقاسي بالحديد والصخر، والبليدَ بالحِمار، والبخِيل بالأرض المُجْدِيَة.
وقد اشتهر رجالٌ من العرب بِخلال محمودةٍ فصاروا فيها أعلاماً فجرَى التشبيهُ بهم.

فيشبه الوفيُّ بالسَّموْءَل ،و الكريم بحاتم، والعادل بعُمر، والحليم بالأحْنَف،
والفصيح بسحْبان، والخطيب بقُسٍّ،والشجاع بعْمرو بن مَعْديكرب، والحكيمُ بلقمان، والذكيُّ بإياس.
واشتهر آخرين بصفاتٍ ذميمة فجرَى التشبيهُ بهم أَيضاً، فيشبه العِييُّ بباقِل ، والأحمقُ بهبَنَّقَةَ ، والنادمُ بالكُسعِيّ ، والبخيل بمارد، والهجَّاءُ بالحُطيّئَة، والقاسي بالحجاج.


رد مع اقتباس