عرض مشاركة واحدة
قديم 06-29-2010, 11:22 PM   رقم المشاركة : 8
الكاتب

أفاق الفكر

مراقب

مراقب

أفاق الفكر غير متواجد حالياً


الملف الشخصي








أفاق الفكر غير متواجد حالياً


رد: تاريخ الهند القديم وحضارة نهر الهندوسIndia's history and civilization of the anci


أساليب جديدة في مقاومة المحتل

وبدأ المسلمون في الهند باتباع أسلوب جديد في محاربة العدو الإنجليزي؛ حيث كان
هذا الأسلوب أسلوباً فكريّاً، فقد أنشأ بعض المثقَّفين المسلمين
بعض الصحف التي تُدَافِع عن الإسلام والمسلمين، وتُحَارِب الاحتلال الإنجليزي للهند، ومن هؤلاء
أبو الكلام أزاد (1332هـ - 1914م)،
وصُودرت الثانية وعُطِّلت سنة (1334هـ -1916م)، وسجنته إنجلترا نظرًا لموقفه أربع سنوات،
فلما خرج احتل مكانه بين زعماء المؤتمر الوطني،
وجاء زعيم آخر هو مولانا محمد علي الذي أنشأ صحيفة (الصديق) عام (1330هـ - 1912م)،
وقد كان مولانا محمد علي ملتزمًا بسياسة الهدوء
وعدم معاداة الإنجليز، فلما تخلَّت إنجلترا عن إلغاء تقسيم البنغال شك في نواياها، فطفق يُنَاصر
الأتراك في حربهم ضد إنجلترا، ويدافع عن التاريخ الإسلامي، فاعتقلته وصادرت جريدته هو وأخوه
شوكت علي، وظلا في محبسهما حتى انتهاء الحربعام (1337هـ - 1919م) فقد أنشأ صحيفتي
(الهلال) و(البلاغ).وعند اندلاع الحرب العالمية الأولى (1332-1336هـ - 1914 - 1918م) قاتل الشعب
الهندي إلى جانب البريطانيين حينما وُعدوا بالاستقلال، إلاَّ أن البريطانيين نكثوا عهودهم بعد انتهاء
الحرب بانتصار الحلفاء، ولم يكتفوا بذلك بل قاموا بالمذابح البشعة قَمْعًا للتجمُّعات الهندية
(السلمية) الباحثة عن التحرُّر.ورغم ما قامت به إنجلترا من محاولات عديدة لفصل الهند عن العالم
الإسلامي إلا أن الشعب الهندي المسلم ثار احتجاجًا على إسقاط الخلافة لإسلامية عام (1342هـ - 1924
م) بعد الحرب العالمية الثانية، على يَدِ مجموعة من الدُّول أبرزها إنجلترا، وقد أدَّى سقوط الخلافة
والتهاون بالأماكن الإسلامية المقدسة إلى زيادة كراهية المسلمين الهنود للإنجليز، وقد رأى كثير من
المسلمينَ أن العصبة الإسلامية لم تَعُدْ قادرة على الدفاع عن القضية الإسلامية في الهند، فبدأت حركة
العصيان الثانية عام (1349هـ -1930م)، وكان مِن بين أولئك الذين سُجِنُوا لعَلاقتهم بهذه الحركة ما لا يقل
عن عشرة آلاف مسلم.وظلت وجهات نظر المسلمين في الهند حول القضايا العامة متحدَة، ولكن الخلاف بدأ
يظهر حول مستقبل المسلمين في الهند، ولقد ساعدت بريطانيا على تغذية هذه الخلافات ونَشْرِ بذورها،
فقد أقنع الحاكمُ البريطاني العام ورجال الحكومة أحدَ زعماء الهندوس بضرورة الدعوة إلى لديانة
"الهندوكية" وإرجاع مَن دخل في الإسلام إليها، وتنظيمِ أنفسهم تنظيماً حربياً.

المشكلة الكشميرية
قرر حاكمها الهندوسي هاري سينغ - بعد أن فشل في أن يظلَّ مستقلاً - الانضمام إلى الهند متجاهلاً
رغبة الأغلبية المسلمة بالانضمام إلى باكستان
، ومتجاهلاً القواعد البريطانية السابقة في التقسيم..حيث كانت تتكوَّن في وقت التقسيم من عدة
مناطق؛ هي: وادي كشمير، وجامو، ولاداخ,
وبونش، وبلتستان، وجلجت، وبعد عام (1366هـ - 1947م) سيطرت الهند على جامو ومنطقة لاداخ
، وبعض الأجزاء من مقاطعتي بونش
وميربور ووادي كشمير – أخصب المناطق وأغناها - في حين بسطت باكستان سيطرتها على
ما يسمى الآن بكشمير الحرة وهي مناطق بونش
الغربية، ومظفر آباد، وأجزاء من ميربور، وبلتستان، واتخذت الهند من مدينة سرينغار عاصمة

صيفية للإقليم، ومن مدينة جامو عاصمة شتوية له،
في حين أطلقت باكستان على المناطق التي تسيطر عليها كشمير الحرة وعاصمتها مظفر آباد.
وقد شهد إقليم كشمير فترات تاريخية متعددة، فقد حكمها الإسلام قرابة خمسة قرون من 1320م
إلى 1819م، على ثلاث فترات هي: فترة حكم
السلاطين المستقلين (1320م – 1586م), ثم فترة حكم المغول (1586م – 1753م), وأخيرًا فترة
حكم الأفغان (1753م – 1819م).

ثم حكم السيخ كشمير مدة ثمان وعشرين سنة (1234-1262هـ / 1819-1846م) حيث انتشر الظلم
وسوء المعاملة، فأُرِيقَت الدماء، وأحرِقت
المساجد، واستعمل بعضها اصطبلاً للخيول، ثم جاء الإنجليز واحتلوا كشمير عام (1262هـ
- 1846م)..ثم باع البريطانيون عام
(1262هـ - 1846م) ولاية جامو وكشمير إلى عائلة الدوغرا، التي كان يتزعمها غلاب سينغ
بمبلغ 7.5 ملايين روبية بموجب اتفاقيتي
لاهور وأمرتسار، واستطاع غلاب سينغ الاحتفاظ بسيطرته على الولاية، وبقيت عائلته من
بعده في الحكم حتى
عام (1366هـ= 1947م)، العام الذي حدث فيه التقسيم.

وحديثًا شكلت قضية كشمير - منذ إعلان جواهر لآل نهرو ضمها إلى الهند عام 1947م
- الفتيل الذي ظل يشعل التوتر باستمرار
بين نيودلهي وإسلام آباد، وسببت ثلاثة حروب بينهما في أعوام 1949م، 1965م، 1971م
، فخلَّفت مئات الآلاف من القتلى في الجانبين،
كما أنها دفعت البلدين إلى الدخول في سباق التسلُّح عام 1974م للوصول إلى توازن القوة
بينهما، وبالرغم من قرارات الأمم المتحدة التي
دَعَتْ منذ الخمسينات من القرن الماضي إلى تنظيم استفتاء لسكان الولاية لتقرير مصيرهم
بشأن الانضمام إلى الهند أو باكستان، إلا أن
الهند كانت ترفض دائما النزول على هذه القرارات، في الوقت الذي كانت باكستان تعلن
قَبُولها بها، لتبقى الحرب هي الخيار الوحيد أمام
الدَّوْلتين لتصفية المشكلة، ومنذ نهاية الثمانينات من القرن المنصرم ظهرت بشكل قويٍّ
جماعات الجهاد الكشميري التي كانت موجودة في
السابق بشكل مشتَّت، ونظَّمت صفوفها لمقاومة الاحتلال الهندي للجزء الباكستاني
ذي الأغلبية المسلمة، ونجحت هذه المقاومة في أن تدخل
تغييرات جوهرية على برامج الأحزاب السياسية في الدولتين بحيث أصبحت جزْءاً من
الواقع الكشميري، والذي يجب التعامل معه سياسيا
أو عسكريا، وباتت الحلول المقترحة لمشكلة كشمير غير قادرة على تخطي حركة
المقاومة ومطالبها وأَجندتها.

وكان التقسيم السياسي والجغرافي لشبه القارة الهندية معقداً؛ لأنه على أُسُس
دينية وإثنية من ناحية، ولأنه لم يؤخذ في الحسبان توازن القوى
البشرية والاقتصادية والإستراتيجية من ناحية أخرى..وبعد التقسيم تمت هجرات
معاكسة بين البلدين، حيث هاجر المسلمون (ستة ملايين مسلم)
من الهند إلى باكستان، وهاجر الهندوس (مليوني هندوسي) من باكستان إلى الهند.

حاضر المسلمين الهنود
Cant See Images
تختلف تقديرات عدد المسلمين الهنود في الوقت الحاضر، فبعض التقديرات تقول إنهم
يمثلون 14.5 % من عدد السكان أي 180 مليون نسمة،
والبعض يقدرهم بـ 13 %، والبعض، وآخرون يقدرونهم بـ 18 %. بينما التقديرات الرسمية
تقول إن نسبتهم 10 % فقط من السكان..وعدد
مسلمين الهند، هو ثاني أكبر معدل للمسلمين في العالم بعد عدد سكان إندونيسيا
التي يعيش فيها أكثر من 200 مليون مسلم.

تخلف المسلمين في الهند

لكن مسلمي الهند على الرغم من عددهم الكبير، لا يعيشون في أوضاع مريحة.
حيث يعانون من مشكلات متعدِّدة، من أهمِّها مشكلة الفقر
، حيث تصل نسبة المعدمين بينهم إلى أكثر من 75%, وكذلك التخلُّف التعليمي
وندرة فرص العمل؛ حيث تتوزع على المسلمين بطريقة غير
عادلة؛ ففي مجال الزراعة يعمل أكثر من 70% من المسلمين فيها،
ويعمل 1% أو أقل في مجالات الصناعة, كما يقوم المتعصِّبون الهندوس
بالاضطرابات المناهضة للإسلام حاملين ملصقات مكتوب عليها: "اتركوا القرآن أو
اتركوا الهند", إضافةً إلى تعرُّض الشريعة الإسلامية في
المجتمع الهندي إلى عمليَّات تقليص خطيرة؛ حيث أُبْطِلَ القانون الإسلامي في مجال ا
لجريمة، والعقود، والأرض،
والإدلاء بالشهادة، وغير ذلك من المشكلات.
وأظهرت إحدى الدراسات أن المستوى التعليمي للمسلمين الهنود، يكشف عن فجوة
كبيرة بين المسلمين وغير المسلمين، ويتطلب تدخلا طارئا.
وبغض النظر عن الأسباب، فإنه لا يوجد هناك خلاف حول حقيقة كون المسلمين الهنود
اليوم، هم أقل تعليما وأفقر وأقصر عمراً وأقل تمتعاً
بالضمانات، وأقل صحة من نظرائهم غير المسلمين (هندوس وبوذيين ومسيحيين). حسب
ما نشرته صحيفة (الشرق الأوسط) في 1/9/2006م.

وترسم الإحصاءات صورة قاتمة عن وضع المسلمين المزري. ففي المناطق الريفية
هناك 29% من المسلمين يحصلون على أقل من 6
دولارات شهريا مقارنة بـ26% لغير المسلمين، وفي المدن فإن الفجوة تزداد حيث تصل
نسبة من يحصلون على أقل من 6 دولارات يوميا إلى
40% بين المسلمين، مقابل 22% بين غير المسلمين. ويشكل المسلمون العاملون
في قطاع الخدمات العامة 7% من عدد العاملين مقابل 17% لغير
المسلمين، و5% في مجال النقل، و4% في حقل البنوك، وهناك 29 ألف مسلم فقط
في الجيش الهندي، البالغ عدده حوالي مليون وثلاث مائة ألف عسكري.

وأضافت الصحيفة أن هناك 30% من المسلمين الأميين في المدن، مقابل 19% من غير
المسلمين. وهذه الأرقام متناقضة مع تلك التي تخص
التسعمائة مليون هندي الآخرين، فهم على الرغم من نواقص وعيوب النظام السياسي
والاقتصادي تمكنوا من التقدم إلى الأمام..لكن هناك
استثناءات محدودة ونادرة: فقد كان ثلاثة من رؤساء الهند من المسلمين (ويعتبر أعلى
منصب رسمي في الهند)، وهو منصب فخري أكثر
منه تنفيذي، وآخرهم هو عبد الكلام الذي حكم من سنة 2002م وحتى سنة 2007م،
واسمه الكامل (أبو بكر زين العابدين عبد الكلام آزاد)، وليس له انتماء سياسي معين.

Cant See Images
وجاء في (الجزيرة نت) أن عبد الكلام معروف بتوجهاته العلمانية ومحاولته طيلة السنوات
الماضية ألاّ يظهر على الساحة العلمية والسياسية الهندية
بصفته مسلماً، بل إنه أعلن أكثر من مرة أنه يقرأ الكتب الدينية جميعها، ومن بينها
الهندوسية، ويحرم على نفسه أكل اللحوم ويدعو إلى النظام الغذائي
المعتمد على النباتات..وذكر الموقع أن عبد الكلام يرتبط بعلاقات جيدة بإسرائيل،
إذ زارها أكثر من مرة في إطار التعاون العلمي والعسكري بين الدولتين.

Cant See Images
كما حكم الهند - في الماضي - اثنان من المسلمين هما الدكتور زكير حسين الذي حكم الهند من
عام 1967م وحتى وفاته سنة 1969م والدكتور فخر الدين علي أحمد الذي تولى الرئاسة بين 1974م و1977م.
Cant See Images
ويقول الخبراء – كما جاء في صحيفة (الرياض) في 24/8/2007م - إن المسلمين في الهند يشعرون بمشاكل
(الهوية والأمن والمساواة)، حيث أن المسلمين يحملون عبء الوصم بعدم الوطنية..وعن معاناة المسلمين بعد
مرور ستة عقود على الاستقلال، يرى البعض أن وراء ذلك لا مبالاة الدولة التي لم تحرص
على توفير المساواة في الصحة والتعليم والتوظيف.
وأن ذلك يرجع نوعا إلى انحياز الحكومات القومية الهندوسية خلال وجودها في السلطة في دلهي
أو الولايات. كما
أن أغلب الموظفين والمدرسين والأطباء والمهنيين المسلمين هاجروا إلى باكستان بعد الاستقلال.
لذلك فتمثيل المسلمين سياسيا
من بين 543 نائبا في البرلمان يوجد 36 نائبا مسلما فقط..وترتفع نسبة ترك الدراسة بين الأطفال
المسلمين، فالمناطق الشمالية من
الهند تعاني من هذه الآفة، فضلا عن عدم المساواة الاجتماعية، وضعف الفرص بالمقارنة بالجنوب..
ويتركز المسلمون في الشمال
الفقير، ففي ولاية أوتار براديش يوجد خمس المسلمين، ويعيش في بيهار أكثر من 10 ملايين مسلم،
وهذا خلافا لجنوب الهند حيث
يزدهر التعليم..ففي ولاية أندرا براديش جنوب الهند، يصل مستوى التعليم بين المسلمين إلى 68بالمئة
وهي نسبة أعلى من
المعدل الوطني كما أنها الأعلى في الولاية.

هدم المسجد البابري

Cant See Images

يقع المسجد في مدينة أيوديا في الهند، قام ببنائه الإمبراطور الهندي (مغال) في القرن السادس عشر الهجري.
يقع المسجد على هضبة راماكوت، وهي الهضبة التي يؤمن الهندوس أنها مكان المعبد الذي ولد فيه الإله (راما).
ويؤمنون أيضا أن المسجد بني على أنقاض المعبد وهو الأمر الذي لم يستطع علماء التاريخ الهنود
إثباته بل قد أثبتت الدراسات الهندية الأخيرة أن المسجد قد بني على أنقاض مسجد آخر.
ـ في 1984م، شكل مجلس الهندوس العالمي لجنة برئاسة حزب (فيشوا هندو باريشاد) لتحرير
موقع مولد الاله راما وتشييد معبد تخليدا لذكراه.
ـ في 1986م، شكل المسلمون لجنة مسجد بابري احتجاجا على اللجنة الهندوسية وأهدافها.
ـ في 1989م، وضع حزب (فيشوا هندو باريشاد) حجر الاساس لمعبد (راما) على مقربة من المسجد.
ـ في 1990م المتطرفون الهندوس يهدمون جزءاً من المسجد ورئيس الوزراء شاندرا شيكار يسعي
لحل النزاع عبر المفاوضات.
- في 1991م، الحزب الهندوسي الوطني (باهاراتيا جاناتا) يفوز في انتخابات ولاية اوتار
براديش و يتسلم السلطة.
- في تاريخ 6 ديسمبر عام 1992 قام 15000 هندوسي متعصب بهدم المسجد أمام أنظار
العالم وهم من أتباع منظمة باهاراتيا جاناتا بارتي المنظمة الهندوسية المتعصبة، واتسعت
الاضطرابات الدينية التي أوقعت أكثر من 3000 قتيل.
ـ في 1998م، تشكيل حكومة ائتلافية برئاسة اتال بيهاري فاجبايي. وحزب فيشوا هندو
باريشاد يتعهد للمرة الثانية باقامة المعبد في أيوديا.

دماء في جوجارات

Cant See Images

في يوم 28 فبراير 2002م قام مجموعة من الهندوس بإحراق 18 مسلما أحياء في مدينة
أحمد آباد عاصمة ولاية (جوجارات) غرب الهند، وذلك وسط تصاعد التوترات بين الهندوس
والمسلمين..وقال (بي.سي. باندي) - مسئول بالشرطة الهندية لوكالة الأنباء الفرنسية -
: "إن الحادث وقع في حي شامنبورا بالمدينة الذي تقيم فيه غالبية مسلمة"، وتوقع
ارتفاع حصيلة الضحايا..وفي اليوم التالي شن المتطرفون الهندوس هجوماً على مسلمي
ولاية جوجارات، وأحرقوا ثلاثين مسلماً وهم أحياء..وكانت حصيلة الضحايا المسلمين

حوالي 2500 مسلم، وتشريد أكثر من مائة ألف معظمهم من المسلمين..وجاء هذا الحادث
بعد يوم من تعرض ناشطين هندوس لهجوم في إحدى القطارات واندلعت به النيران؛ مما
أسفر عن مقتل 58 شخصا. وقيل إن المهاجمين من المسلمين، ووصُف الهجوم
في حينه بأنه "إرهابي".

لكن تبين – فيما بعد- أن الحادث لم يكن له علاقة بالإرهاب، ونقل الموقع الإلكتروني لهيئة
الإذاعة البريطانية (B.B.C) – 25مايو 2005م- عن محققين في تلك الواقعة قولهم: إن
التحقيقات لم تتوصل إلى أية صلة للحادث بالإرهاب، كما جاء في تقرير اللجنة المكلفة بالموضوع..
وقد تم تكوين اللجنة المحققة تحت رئاسة قاض سابق في المحكمة العليا من طرف الحكومة
سنة 2004م. وقد قدمت تقريرها لوزارة الداخلية وحكومة غوجارات المحلية.

وقالت إن واقعة جودرا كانت نتيجة استفزازات متبادلة في محطة القطار بين ركاب (سريع
سابمارتي) وباعة في المحطة معظمهم مسلمون..وقال مسؤول إن اللجنة أوصت بأن تتم محاكمة
المتهمين الـ120 بتهم أخرى كالقتل العمد والتخريب والتجمع غير الشرعي والإساءة إلى النظام العام.
.وقد تبين من تقرير اللجنة أن تهم الإرهاب لم توجه للمتهمين إلا فيما بعد حيث أضافها
الادعاء العام بعد سنة من الحادث..ويقول المراقبون إن التقرير قد يحرج حكومة جوجارات
الهندوسية التي تؤكد وتكرر أن الحادث عملية إرهابية تم التدبير لها من قبل.

من جهتها اتهمت منظمة (هيومن رايتس ووتش) الأمريكية - المهتمة بحقوق الإنسان - أعضاءً في
حزب (بهاراتيا جاناتا) الهندوسي الحاكم في الهند بالتورط بشكل مباشر في المساعدة على
أعمال العنف في ولاية جوجارات..وأضافت المنظمة - في تقرير نُشر الثلاثاء 30/4/2002م-:
"إن الهجمات تم تخطيطها وتنظيمها بمشاركة مهمة من الشرطة الهندية ومسئولي الحكومة
المحلية التي يسيطر عليها حزب بهاراتيا جاناتا الهندوسي ذو التوجهات القومية"..وفي 2007م
كشفت صحيفة بريطانية عن تسجيل سري يثبت تورط حزب (بهاراتيا جاناتا) في التشجيع على
قتل 2500 مسلم في ولاية جوجارات.. وقالت صحيفة (إندبندنت): إن حزب (بهاراتيا جاناتا) على
الرغم من ذلك يصر على نفي المعلومات التي تثبت تورطه في تلك الجريمة إبان
توليه لحكم ولاية جوجارات.

وكانت شبكة تليفزيونية محلية قد عرضت تسجيلاً سريًا أجراه مراسل مجلة (تيهيكا)، يكشف
أن رئيس الولاية (نارندرا مودي) منح الهندوس الضوء الأخضر لشن هجوم على مسلمي الولاية
بعد مقتل 58 هندوسيًا في حادثة القطار..وأشارت (إندبندنت) إلى أن مراسل المجلة السري
قضى 6 أشهر وهو يصور النشاطات الهندوسية وأعضاء حزب بهاراتيا جاناتا،
باستخدام كاميرا مخفية.

وأكدت التسجيلات أن مودي قال: إنه سيفجر مناطق المسلمين في مدينة أحمد آباد، ونقلت
عن (هاريش بات) - من الجماعات الهندوسية التي تنتمي للحزب - قوله "إنه (مودي) أعطانا
ثلاثة أيام للقيام بكل ما نستطيع، ولن يعطينا وقتًا آخر، لقد قال ذلك علنًا"..
وفي 28 أبريل 2008م أمرت المحكمة الهندية العليا بفتح تحقيق جديد في أحداث العنف
الطائفي التي شهدتها ولاية جوجارات..واكدت المحكمة على ضرورة التحقق من الدور
الذي لعبه رئيس حكومة الولاية نارندرا مودي - وهو زعيم بارز في حزب بهاراتيا جاناتا
الهندوسي المتطرف- في الاحداث..وقد أمر قضاة المحكمة بتشكيل لجنة تحقيق خاصة للنظر
في ملابسات الاحداث على أن تطلع المحكمة على ما توصلت اليه من استنتاجات
خلال فترة ثلاثة شهور.

وفي 31/10/2007م أصدرت محكمة هندية حكما بالسجن مدى الحياة ضد 8 أشخاص لدورهم
في أعمل قتل وجرائم أخرى..وأدين المتهمون - وجميعهم من الهندوس - باحراق 7 مسلمين
حتى الموت، كما أدين 3 منهم أيضا بالاغتصاب..كما أدين ثلاثة آخرون بتهم أقل خطورة
وصدرت ضدهم أحكام بالسجن لمدة 3 أعوام..ومن بين المدانين عدد من زعماء
ما يعرف بـ (هيشوا هيندو باريشاد) أو المجلس الهندوسي العالمي..ولم تقتصر التهم
إلا على قضية واحدة فقط هي إحراق رجل مسلم هو الشيخ فيروز بهي من قرية إيرال
بضاحية بانشاماهال، حيث قام المتهمون باحراق أسرته بالكامل وهم زوجته وإبنته وإبنة
شقيقه ووالديه وجديه لأمه.

سراب العدالة

وبعد نحو 6 سنوات من المذابح التي ارتكبت بحقهم، لا يزال ضحايا اعتداءات الهندوس على
المسلمين في ولاية جوجارات الهندية، ينتظرون يد "العدالة"، كي تنصفهم، بعد أن أدت
الهجمات التي شنها الهندوس بدعم حكومي، إلى مقتل 2500 مسلم، واغتصاب 400 مسلمة..
وذكر مركز أمان الحقوقي الأردني – في يوليو 2007م- إن الوفد الهندي الذي يزور مكتب
منظمة العفو الدولية في واشنطن الأمريكية: "إنه من المؤسف أنه وبعد 6 سنوات من المذابح
التي جرت بحق المسلمين في جوجارات، لا يزال مرتكبو الجرائم خارج يد العدالة".

وقال الوفد الهندي المكون من ثلاثة أشخاص، يرأسهم تيستا سيتلافاد (عضو لجنة حقوق
الإنسان بالهند)، خلال اجتماع لهم مع أعضاء في منظمة العفو الدولية: "إن المسلمين الناجين
من القتل الجماعي، لا يزالون ينتظرون إعادة تأهيلهم" بسبب الأزمة النفسية التي عاشوها..
وأكد الوفد بأنهم لا يزالون يعيشون في مناطق عشوائية، حيث لا يحصلون فيها على مياه
الشرب النظيفة، فيما ينتشر المرض والبطالة بينهم..وذكر الوفد أن حكومة منطقة جوجارات
، لا تزال ترفض تقديم المساعدات لإعادة تأهيل المسلمين، أو بناء المساجد، أو مساعدة
ضحايا القتل والإرهاب والاغتصاب هناك، بحجة أنها حكومة ديمقراطية.

لا زال مسلسل الاضطهاد قائماً

في مدينة (مانغالورو) بولاية (كارناتاكا) الهندية، هاجم أعضاء من حركة (سانغ باريفار)،
- وهي حركة هندوسية قومية متطرفة - شابين مسلمين في حادثين منفصلين مساء الخميس
21-5-2009م وأوقعوا بهما إصابات خطيرة نقلا بسببها إلى المستشفى..ونقل موقع
(رسالة الإسلام) الإلكتروني عن (ساهيلي أون لاين) - يوم الأحد 24-5-2009م- تصريحات
صحفية للمجني عليهما، وصفا خلالها ما تعرضا له من هجمات عنصرية، وانتقدا تعامل
أجهزة الشرطة مع هذين الحادثين؛ حيث لم تتخذ أي إجراء لمعاقبة الجناة وذلك مثلما تعاملت
مع حوادث متكررة مشابهة.

وقال عمر فاروقي (22 عاماً)، في تصريحات للصحفيين أدلى بها من المستشفى: "قرابة
الساعة 9.30 مساء الخميس هاجمني 4 أشخاص قرب مقر إقامتي"..وأضاف: "لقد أحاط بي
الأشخاص الأربعة ثم هاجموني بالسيوف وأدوات حادة أخرى كانوا بحوزتهم"..وأكد فاروقي
أن الرجال الذين هاجموه أعضاء في منظمة (سري رام سينا) التابعة لحركة (سانغ باريفار)،
وأنهم خططوا لهذا الحادث على أساس عنصري طائفي.

وقد ألقت الشرطة على أحد المتورطين في الهجوم ويدعى (براديب)، وأطلقت سراحه دون
عقاب؛ حيث اعتبرت الهجوم حادثاً عرضياً، وروت قصة لا أساس لها من الصحة، وفق تأكيدات
فاروقي..فقد زعم رجال الشرطة أن الجاني كان يتشاجر مع قريب له، وأثناء ذلك حاول
فاروقي التدخل لفض الاشتباك فأصيب بالخطأ بآلة حادة كان الجاني يحاول ضرب قريبه بها.

ووقع الهجوم الثاني في حوالي الساعة 11.30 من مساء الخميس في ضاحية (مارنامي كاتا)
في مدينة (مانغالورو)، حيث تعرض أشرف محمد (27 عاماً) لهجوم من قبل 10 نشطاء في منظمة
(باجرانج دال)، التابعة لحركة (سانغ باريفار)، مما أدى إلى تعرضه لإصابات خطيرة نقل بسببها
للمستشفى..وقال أشرف للصحفيين إن الجناة هاجموه بأسلحة بيضاء كانت معهم، وأن أحدهم
ضرب رأسه بزجاجه خمر كان يحتسيها.

وأضاف أنه قام بتسجيل محضر بالواقعة لدى نقطة شرطة (بانديشوار)، لكن الشرطة لم تتخذ
أي تصرف للقبض على الجناة..وأكد أشرف أن ناشطين في منظمة (باجرانج دال) اعتادوا
على ابتزازه وسرقة ملابسه ونقوده، وأنهم هددوا بعقابه أكثر من مرة.

وأشار إلى أن ما تعرض له يعد ثاني حادث تتعرض له عائلته خلال فترة قصيرة؛ حيث تعرض
أخوه الأصغر عرفان محمد في العام الماضي لهجوم من قبل ناشطين في منظمة (باجرانج دال)
، ما أدى إلى إصابته بإصابات خطيرة..وأكد أشرف أن عائلته قررت ترك منزلها والانتقال لمنزل
جديد في مكان آخر. وقال: "تستوطن عائلتي هذا المكان منذ نحو 55 عاما، لكنها قررت الآن
الانتقال إلى مكان آخر يكون أكثر أمانا؛ فهم تعبوا من التهديدات المستمرة".

يشار إلى حركة (سانغ باريفار) (العائلة الهندوسية الجماعية)، تعد حركة هندوسية قومية متطرفة،
وتعد مظلة تنطوي تحتها الكثير من المنظمات السياسية والدينية منها حزب (بهاراتيا جناتا)..وطوال
العقدين الماضيين، نادت حركة سانغ باريفار (بالهندوفوا) ونشرتها بين الناس، وهي الأيديولوجية
السياسية لقيام دولة هندوسية محضة والتي تصور المسلمين والجماعات الأخرى غير الهندوسية
بأنها معادية للدولة الهندية، وتهدد الهندوس وتقوض حقوقهم. ويصف تاريخ هذه الحركة المسلمين
في الماضي بأنهم استباحوا النساء الهنديات، ومن قبيل التشبيه المجازي استباحوا (الهند الأم).

Cant See Images


رد مع اقتباس