عرض مشاركة واحدة
قديم 04-30-2010, 04:06 PM   رقم المشاركة : 5
الكاتب

أفاق الفكر

مراقب

مراقب

أفاق الفكر غير متواجد حالياً


الملف الشخصي








أفاق الفكر غير متواجد حالياً


رد: القضاء يرفض نزع الحجاب عن زوجتي جول وأردوجان


العنوان :المرأة – 3 –
ان الحمد لله …نستعينه ونستهديه


أما بعد : عباد الله :
فهذه هي الورقة الثالثة من أوراق ملف المرأة .
إن العاقل لاينكر ما يرى ويسمع في الواقع من جهود مبذولة في إفساد المرأة وقد مرّ عليكم طرفاً كم ذلك في خطبتين سابقتين .
إن هذا الكيان التي هي المرأة إذا انخرم منه جزءٌ ولو يسير فإن ذلك منذر بانهيار المجتمع كله وليست المرأة وحدها .
هناك قضية ترد بين آونة وأخرى ، ويُسمع ويُقرأ من يتحدث عنها ، مرة بالتلميح ومرات بالتصريح يصب في نهر الكيد لهذا الدين بشكل عام وإفساد المرأة بشكل خاص ، هذه القضية هي محور خطبتنا هذه المرّة ضمن أوراق ملف المرأة وهي – قيادة المرأة للسيارة - .
إن المفسدين وأصحاب الشهوات الدنيئة لايقفون عند حد ، وبعد كل فترة يطرحون لنا أمراً جديداً على مجتمعنا فيما يتعلق بالمرأة . ولا أظن أنكم لم تسمعوا من يتكلم في بعض المجالس ممن يعتنق هذا الرأي المنحرف أو لم تقرأوا ولو مقالاً ممن يكتب أو ممن يكتبن ، من أصحاب الأقلام الموبوءة حول هذا الموضوع ، ويطرحون بعض الشبه والتي سنذكرها بعد قليل ونبين ضعفها وخورها ، مما قد ينطلي على بعض البسطاء ، والذي لا يظن في أمثالكم .
هناك من يقول : بأن قيادة المرأة للسيارة أفضل وأحسن لها ولعرضها من ركوبها مع السائق لوحدها ، وهناك من يقول بأن المرأة كانت تركب الدابة في الزمن الأول بل وكانت تقوده لوحدها فما الذي يمنع من ركوبها للسيارة لوحدها وأن تقوده كما كانت النساء الأوائل يقدن الدابة .
ويضاف إلى هذه الشبه والتي ستسمع جوابها بعد قليل ، أن هناك من حملة بعض العلم في غير هذه البلاد يرون جواز هذا الأمر ويرخصون فيه ، لذا تجد عندنا من يتعلق بمثل هذه الفتاوى الرخيصة ويقول بأنهم علماء ورأيهم معتبر ولماذا تلزمونني بأن آخذ بقول عالمكم ، وهو يعلم في قرارة نفسه بأنه لم يقبل قول ذاك إلا لهوىً في نفسه ، وطمعاً في تحقيق بعض رغباته الشهوانية الافسادية . وكما قلنا مراراً أيها الأحبة بأن القضية الكبرى ليست المرأة ، لكن القضية هو الاسلام ، إنه حرب على هذا الدين وأهله ، ومحاولات تلو محاولات لإفساد البيت المسلم ، وفي كل مرة يأتون من طريق ، وهذه المرة حجتهم ضرورة ، قيادة المرأة للسيارة لحل بعض الأزمات – زعموا - .
أيها المسلمون : عباد الله : وقبل عرض شبهات القوم إليكم بعض المفاسد المترتبة على قيادة المرأة للسيارة عندنا ، والتي حصلت عند غيرنا من الجيران ممن سبقونا بالدخول في هذا المضمار .
من هذه المفاسد : نزع الحجاب ، لأن قيادة المرأة للسيارة سيكون بها كشف الوجه الذي هو محل الفتنة ومحط أنظار الرجال ، ربما يقول قائل : إنه يمكن أن تقود المرأة للسيارة بدون نزع الحجاب وذلك بأن تتلثم المرأة ولا يظهر الا عينيها ، وحتى العينين يمكن أن تلبس عليهما نظارتين سوداوين . الجواب : هذا خلاف الواقع من عاشقات قيادة السيارة ، واسأل من شاهد بنات مجتمعنا إذا سافروا خارج هذه البلاد وقدن السيارات هناك ، وعلى فرض أنه يمكن تطبيقه في ابتداء الأمر فان هذا لن يدوم طويلاً ، بل سيتحول الأمر في المدى القريب الى ما كانت عليه النساء في البلاد الأخرى كما هي سنة التطور المتدهور في أمور بدأت هينة مقبولة بعض الشيئ ثم تدهورت منحدرة الى محاذير مرفوضة .
ومن المفاسد : نزع الحياء من المرأة ، والحياء من الايمان كما صح ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ، والحياء هو الخلق الكريم الذي تقتضيه طبيعة المرأة وتحتمي به من التعرض للفتنة ، فاذا نزع الحياء من المرأة فلا تسأل عنها .
ومن المفاسد أيضاً : أنها سبب لكثرة خروج المرأة من البيت ، والبيت خير لها كما قال ذلك أعلم الخلق بصالح الخلق محمد صلى الله عليه وسلم ، لأن عاشقي القيادة يرون فيها متعة ، ولذا تجدهم يتجولون بسياراتهم هنا وهناك بدون حاجة لما يحصل لهم من المتعة بالقيادة .
ومن المفاسد : أنها سبب لتمرد المرأة على أهلها وزوجها فلأدنى سبب يثيرها في البيت تخرج منه وتذهب في سيارتها الى حيث ترى أنها تروح عن نفسها فيه كما يحصل ذلك من بعض الشباب وهم أقوى تحملاً من المرأة .
ومن المفاسد : أنها سبب للفتنة في مواقف عديدة : في الوقوف عند اشارات الطريق ، وفي الوقوف عند محطات البنـزين ، وفي الوقوف عند نقط التفتيش ، وفي الوقوف عند رجال المرور عند التحقيق في مخالفة أو حادث ، وفي الوقوف عند خلل يقع في السيارة في أثناء الطريق فتحتاج المرأة الى إسعافها ، فماذا تكون حالها حينئذٍ ؟ ربما تصادف رجلاً سافلاً يساومها على عرضها في تخليصها من محنتها لاسيما اذا عظمت حاجتها حتى بلغت حد الضرورة .
ومن المفاسد : كثرة الزحام في الشوارع ، فنحن نعاني من الزحام والمرأة لم تمكّن بعد فكيف لو زاد عدد السيارات الى الضعف أو أكثر من ذلك .
ومن المفاسد : كثرة النفقة ، فان كثيراً من الأسر تعاني اليوم من ارتفاع في مستوى المعيشة مع بقاء الراتب على ما هو عليه ، وآلاف من الأسر يعانون من الديون والأقساط الشهرية ، فكيف الحال لو زاد الأمر على ذلك بشراء سيارات لنساء وبنات البيت الواحد .
ومن المفاسد : كثرة الحوادث لأن المرأة بمقتضى طبيعتها أقل من الرجل حزماً وأقصر نظراً وأعجز قدرة في التصرف عند مداهمة الخطر .
ومن المفاسد : فتح أبواب أخرى من الفساد تصب في خانة إخراج المرأة من بيتها ومخالطة الرجال ، اذ يستلزم ذلك الانتقال للمرحلة التالية وهي قولهم فاذا قادت المرأة قالوا : ألا يكون هناك شرطيات أيضاً ونساء مرور ونحوها من الدوائر ذات العلاقة ليُفتح بذلك أبواباً مغلقة لم تكن تخطر لأحد على بال ، وإذا صارت المرأة شرطية فلا بد أن تعرف بذلك وهذا سيدعو قطعاً الى كشف وجهها إذ كيف يعرف الناس أنها شرطية إلا بما يدل على ذلك من لباس وبطاقة ونحوها ، ولنا في جيراننا عبرة لمن أراد أن يتعظ .
ومن المفاسد : أن يتوسع بعد ذلك في القطاع الخاص ، فتنشأ ورش السيارات الخاصة بالنساء ويتطلب ذلك تدريب كوادر وطنية للقيام بمهنة الميكانيكا والسمكرة والكهرباء ، كما يتطلب ذلك فتح محلات لتأجير السيارات للنساء ومحلات لقطع الغيار ، فيتسع الخرق على الراقع ويصعب التحكم فيه وضبطه ، كما أن كل مجال يفتح يحتاج الى عاملات ، وبهذا يتحقق هدف أهل الشر في اخراج المرأة من بيتها وتدمير الأسرة المسلمة وإهمال البيت والأطفال وفتحهم على أبواب الضياع كما هو حاصل في الغرب .

ومن المفاسد : تهيئة الجو للفساد الأخلاقي الذي عمّ وطمّ وبدأ يتطاير شرره فتزداد معاكاست النساء بصورة لم يسبق لها مثيل وتتيسر سبلها أكثر ، وإذا كانت المعاكسات تحصل للمرأة مع وجود والدتها معها بل ومع زوجها أحياناً فما بالك إذا انفردت لوحدها ، هذا إذا كانت المرأة صالحة ، أما المرأة الفاسدة فيتيسر لها ما كان صعب المنال بلا رقيب ولا حسيب وما أكثرهن للأسف الشديد .
ومن المفاسد : تعريض المرأة للمخاطر العظيمة من المساومة على العرض ممن قلّ دينه إذا تعطلت في الأماكن النائية ، والمرأة ضعيفة الشخصية كما نعلم .
ومن المفاسد : أنها سبب لسفر المرأة بدون محرم ، وحينئذ تقع الطامة الكبرى حيث المخاطر الكبيرة ، وإذا كنّ اليوم يسافرن في الطائرات والقاطرات والحافلات بدون محرم فماذا يمنعها من السفر بالسيارة ؟! ، والسفر مُحرّم بدون محرم ولو لليلة ولو لعمل ووظيفة فعن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَال :َ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( لاَ يَحِلُّ لِإمْرَأَةٍ مُسْلِمَةٍ تُسَافِرُ مَسيِرَةَ لَيْلَةٍ إلا وَمَعَهَا رَجُلٌ ذُو حُرْمَةٍ مِنْهَا ) رواه مسلم .
ومن المفاسد : أن من رأى جرأة النساء في الركوب مع سيارات الليموزين الآن لوحدهن مع علمهنّ بحوادث الإغتصاب ، علم أنهنّ لو قدن السيارات لفعلن الأفاعيل ثم الفتنة ليست خوفاً على المرأة فقط بل يخشى على الرجال من الوقوع في المحرم بكثرة النساء في الشوارع والطرقات .
وأخيراً تخيل معي ياأخي الحبيب هذا المنظر : تأتي الأمّ إلى مدرسة ثانوية لتأخذ ولدها الذي لم يصل إلى سن القيادة حيث الرجال يحيطون بها من كل جانب ، أو تمر على زوجها في العمل لتأخذه معها الى البيت .
فهل بعد ذكر هذه المفاسد وهي على سبيل المثال لا الحصر يشك مسلم في حرمة قيادة المرأة للسيارة .
وختاماً ينبغي أن تعلم يا عبدالله بأن هذا الحكم وهو الحرمة هو الذي يفتي به علماء هذه البلاد وعلى رأسهم سماحة الوالد الشيخ عبدالعزيز بن باز ، مفتي عام المملكة .
أيها المسلمون : إن خروج المرأة وقيادتها للسيارة عندنا ليس في صالح أحد ، الا أصحاب الشهوات والأغراض الدنيئة ، والمرأة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ( المرأة تقبل في صورة شيطان وتدبر في صورة شيطان ) رواه مسلم

في الصحيح ، لكن : كما قال الشاعر :
أين العقول أما لديكم حكمةٌ أين القلوب أما تحسّ وتشعر
ان عدّت الفتن العظام فإنما فتن النساء أشدهنّ وأخطر
اني لأسأل كيف تبقى أسرةٌ ووراءها سيف الدسائس يُشهر
اني لأسأل كيف تبقى أسرة وقلوبهم بلظى المفاتن تُصهر
يغشون دعوى السافرات تهدماً بنت المكارم في البيوت وتكسر
نخشى على الأخلاق كسراً بالغاً إنّ المبادئ كسرها لايجبر
ماذا نقول لكعبةِ الله التي بالثوب الطويل زمانها تتستر
نخشى على أوطاننا من فتنةٍ فتن البلاء أمامها تستصغر
النار تأكل كل شيئ حولها والقدر من فوق الأثافي يطفر
فبلادنا بين البلاد تميزت بالدين يمنحها الثبات ويعمر
قد تهدِم السدّ المشيّد فأرةٌ ولقد يحطّم أمةٌ متهور


أقول هذا القول فإن كان صواباً فمن الله وإن كان فيه خطأ فمن نفسي ومن الشيطان وأستغفر الله منه نفعني الله وإياكم بهدي كتابه …

الحمد لله رب العالمين …
أما بعد :


هناك بعض الشبه يطرحها أولئك الذين يسعون لتمكين المرأة أن تقود السيارة ، وقد طرحوا هذه الشبهات من خلال بعض الكتابات في الآونة الأخيرة حول هذا الموضوع .
فمن شبههم أن الأصل في قيادة المرأة للسيارة الإباحة وقد كان نساء الصحابة يركبن الدواب بلا نكير فأي فرق بين الحالين ؟
الجواب : أن كل وسيلة تفضي الى محرم فانه يحرّم سداً للذريعة ، وأيضاً ما كانت مفاسده غالبة على مصالحه فانه أيضاً يحرّم من هذا الباب ، ومن تأمل في المفاسد التي ذكرناها في الخطبة الأولى يدرك سبب تحريم العلماء قيادة المرأة للسيارة .
وأيضاً من الشبه التي تتطرح : أن قيادة المرأة للسيارة خير من ركوبها مع السائق الأجنبي بدون محرم .
الجواب : أن كلا الأمرين خطأ ، فركوبها مع السائق لوحدها خطأ ولا يجوز وقيادتها للسيارة لوحدها أيضاً خطأ ولا يجوز ، والخطأ لايعالج بالخطأ . واستمع جيداً لهذا المثال : لاشك عندنا جميعاً بأن المخدرات ضررها وخطورتها أشد بكثير من الخمر ، بل انها فتكها بالمجتمعات أشد من الخمور ، فاذا قال قائل : بما أن المخدرات قد انتشرت في أوساط بعض الشباب عندنا فالحل : هو أن نسمح بالخمور وأن يرخص لها . الجواب أن كلا الأمرين خطأ ، فاستعمال المخدرات محرّم ولا يجوز ، وشرب المسكرات والخمور وإن كان أقل ضرراً من المخدرات لكنه أيضاً محرّم ولا يجوز ، والخطأ لايعالج بالخطأ . وبمثل هذا يرد على من يقول بأن قيادتها لوحدها خير لها من ركوبها مع السائق الأجنبي بدون محرم .
ثم يقال أيضاً بأن قيادة المرأة للسيارة ضررها عام عليها وعلى سائر من تقابله من الرجال للفتنة بها ، أما السائق فضرره على أهل البيت الواحد ، والضرر العام مقدم على الضرر الخاص . كما مقرر في مقاصد هذه الشريعة .
ثم لو سلمنا بأن قيادة المرأة لوحدها خير من ركوبها مع السائق الأجنبي بدون محرم ، فمن الذي يضمن لنا أنه في اليوم الثاني من السماح للمرأة بالقيادة سوف يتم منع اقتناء أية أسرة لسائق أجنبي ، ولنا في جيراننا من دول الخليج عبرة ، فالأب يملك سيارة ، والأم تملك سيارة ، والابن يملك سيارة ، والبنت تملك سيارة ، وفي البيت أيضاً سائق أجنبي ويركبن معه وبدون محرم.
أيها المسلمون : ان الأصل في المرأة القرار في البيت وعدم الخروج ، قال الله تعالى ( وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ، انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً ) اذا كان هذا أيها الأحبة في أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وهنّ من هنّ في الطهر والعفاف ، فغيرهنّ أولى .
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة ….
اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد ….
اللهم آمنا في أوطاننا …


العنوان : المرأة بين جاهليتن
فيا أيها الاخوة الكرام: أجد من الأهمية أن أتحدث عن موضوع يهم كل إنسان فينا، وكل شخص فينا تربطه علاقات حميمة مع موضوعنا، لأنه لا يمكن بحال من الأحوال أن ينفصل عنه كما أنه موضوع تساهل في النظرة إليه بجدية ثلة غير قليلة من الناس، واستغله فئة ماكرة فغدت تعيث فسادا .
إن موضوعنا يا عباد الله هو المرأة، نعم المرأة التي هي الأم والأخت ،البنت، والزوجة، فنحن محاطون بهذا المربع الصالح النافع، مما يجعلها مدار اهتمام المسلم .
أيها الاخوة الفضلاء : إن المرأة المسلمة هي أم المستقبل ومربية الليوث القادمة، والحصن المنيع ضد تيارات الفساد والتدمير، بل إنها نموذج الصبر والتضحية، إنها قبس في البيوت مضيء، وجوهرة تتلألأ .
ولكن لم يكن لأصحاب تيار الرذيلة والانحراف يد من نسف الحياة الطيبة التي تعيشها المرأة المسلمة في ظل دينها وإسلامها فأصبحت وسائل الإعلام بمختلف أنواعها توجه المرأة وغدت المنظمات الدولية والمؤسسات الحقوقية تتسابق في توجيه المسلمة وتعريفها بمسؤولياتها وواجباتهم وتتباكى على حال المرأة المسلمة ، بل زوجة الرئيس الأمريكي أصبحت تقوم بدور التوجيه للمرأة المسلمة من أجل ذلك كان لا بد من الحديث عن المرأة التي شرفها الإسلام وأكرمها .
أيها الاخوة المسلمون : وبضدها تتميز الأشياء، لنقف على نافذة التاريخ، لننظر كيف كانت المرأة تعيش، وأي منزلة ترتقي، وما هو دورها في الحياة، قبل أن تشرق عليها شمس رسالة محمد التي نزل بها الروح الأمين من عند رب العالمين .
فنجد الهنود في شرائعهم أنه : ليس الصبر المقدر، والريح والموت، والجحيم، والسم والأفاعي، والنار أسوأ من المرأة، ولم يكن للمرأة عندهم حق الاستقلال عن أبيها أو زوجها أو ولدها، فإذا مات هؤلاء جميعا وجب أن تنتمي إلى رجل من أقارب زوجها وهي قاصرة، طيلة حياتها، ولم يكن لها حق بعد وفاة زوجها، بل يجب أن تموت يوم موت زوجها، وأن تحرق معه وهي حية على موقد واحد .
أما في الصين : فللرجل حق بيع زوجته كالجارية، وإذا ترملت المرأة الصينية أصبح لأهل الزوج الحق فيها كثروة، وللصيني الحق في أن يدفن زوجته حية .
والمرأة عند الغرب مباح الزواج منها سواء أكانت أما أو أختا أو عمة أو خالة، إن بنتا للأخ، أو بنتا للأخت .
أما اليهود فكانوا يعتبرون المرأة لعنة، لأنها أغوت آدم، وعندما يصيبها الحيض لا يجالسونها ولا يؤاكلونها ولا تلمس وعاء حتى لا يتنجس.
أما حال المرأة عند الأمم النصرانية: فقد قرروا أن الزواج دنس يجب الابتعاد عنه، وأن العزب أكبر عند الله من المتزوج وكان الفرنسيون في عام 586م، يعقدون مؤتمرا يبحثون فيها هل تعد المرأة إنسانا أم غير إنسانا، وهل لها روح أم ليس لها روح، وإذا كانت لها روح هي روح حيوانية أم روح إنسانية وإذا كانت روحا إنسانية، فهل على مستوى روح الرجل أم أدنى منها، ويعد المداولات والمشاورات قرروا أنها إنسان، ولكنها خلقت لخدمة الرجل فحسب .
وتذكر بعض المصادر أنه قد شكل مجلس اجتماعي في بريطانيا خصيصا لتعذيب النساء ،و ذلك سنة خمسمائة، وألف من الميلاد، وكان من ضمن مواده: تعذيب النساء وهن أحياء بالنار.
وكان القانون الإنجليزي حتى عام 1805م يبيح للرجل أن يبيع زوجته وقد حدد ثمن الزوجة لستة بنسات .
هكذا كانت المرأة تعيش الذل والاضطهاد والاحتقار والبخس والتعذيب عند الأمم قبل الإسلام.
وتعالى معي لنرى كيف كان حالها في ظل الجاهلية العربية، ما هو موقعها، وأي قدر لها في النفوس .
لم تكن المرأة تأخذ شيئا من الإرث، كانوا يقولون لا يرثنا إلا من يحمل السيف، ويحمي البيضة، وكانوا إذا مات الرجل وله زوجته وأولاد من غيرها كان الولد الأكبر أحق بزوجة أبيه من غيره، فهو يعتبرها إرثا كبقية أموال أبيه .
ومن العادات القبيحة التي ذمها القرآن عادة وأد البنات قال تعالى: قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفهاً بغير علم وحرموا ما رزقهم الله افتراء على الله قد ضلوا وما كانوا مهتدين ، فكانت بعض القبائل تئد البنات والأولاد خشية الفقر، وبضعهم يئدها خشية العار، أو ما عسى أن يصيبها من ذل أو سباء.
روي أن رجلا من أصحاب رسول الله كان لا يزال مغتما بين يدي رسول الله فقال له رسول الله : ((مالك تكون محزونا، فقال: يا رسول الله إني أذنبت ذنبا في الجاهلية، فأخاف ألا يغفر الله وإن أسلمت، فقال له: أخبرني عن ذنبك، فقال : إني كنت من الذين يقتلون بناتهم فولدت بنت، فتشفعت لي امرأتي أن أتركها، فتركتها حتى كبرت، وأدركت، وصارت من أجمل النساء، فخطبوها، فدخلتني الحمية ولم يحتمل قلبي أن أزوجها، أو أتركها في البيت بغير زوج، فقلت للمرأة، إني أريد أن أذهب إلى قبيلة كذا وكذا في زيارة أقربائي، فابعثيها معي، فسرت بذلك وزينتها بالثياب، والحلي، فأخذت علي المواثيق بأن لا أخونها، فذهبت إلى رأس البئر فنظرت في البئر، ففطنت الجارية أني أريد أن ألقيها فالتزمتني وجعلت تبكي وتقول: يا أبت ماذا تريد أن تفعل بي فرحمتها، ثم نظرت في البئر فدخلت علي الحمية، ثم التزمتني وجعلت تقول: يا أبت لا تضيع أمانة أمي، فجعلت مرة أنظر في البئر، ومرة أنظر إليها وأرحمها، حتى غلبني الشيطان، فأخذتها وألقيتها في البئر منكوسة وهي تنادي في البئر، يا أبت قتلتني، فمكثت هناك حتى انقطع صوتها، فرجعت، فبكى رسول الله وأصحابه: وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت .هذا هو حال المرأة في الجاهلية العربية، قبل الإسلام، منزوعة الرحمة من القلوب وعدت المرأة من سقط المتاع، قد ضلوا وما كانوا مهتدين .
أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم . .

الحمد لله رب العالمين، حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، صلوات
ربي وسلامه على المبعوث رحمة للعالمين، وآله وصحبه أجمعين .


وبعد:

أيها الاخوة الكرام: لا يزال الحديث موصولا عن واقع المرأة في ظل ثقافات وأفكار بعيدة عن الإسلام، واسمحوا لي أن أقفز عبر سنين التاريخ القديم والأوسط لأنقل لكم بعض مشاهد الحياة التي تعيشها المرأة، لقد جاءت الحضارة الغربية ورفعت شعارات براقة شعار تحرير المرأة، ومساواتها بالرجل، وعدم كبتها أو التحكم فيها، في ظل هذه الشعارات المزعومة خرجت المرأة من بيتها نعم، وتحررت من كل شيء لا يوافق هواها، فعاشت شقاء ولا يدانيه شقاء، واصطلت بنار هذه الحرية الشوهاء، المزعومة، لقد كتبت تقارير وإحصاءات، مذهلة عما تعانيه المرأة في الغرب فكان ما يلي:
لقد شاعت الفاحشة شيوعا لم يسبق له مثيل، فقد كان أول طوفان تحرير المرأة، لقد اكتسح الغرب التحرير، فلم يتعد مزاولة الفاحشة أجارنا الله وإياكم، مقصورة على دور البغاء، بل تجاوزت ذلك إلى الفنادق والمقاهي الراقصة والمنتزهات و على قارعة الطريق، ولم يعد من الغريب ولا الشاذ أن يقع الأب مع بناته، والأخ مع أخته، بل لقد أصبح ذلك في الغرب شائعا ومألوفا .
وأصبحت الخيانة الزوجية ظاهرة عامة، ففي أمريكا نسبة واحدة من كل أربع نساء أمريكيات تخون زوجها، فالمرأة تخون زوجها والرجل يخون زوجته مما أدى إلى الطلاق وتفكك الأسر وتبعثرها .
لقد غدت صورة الرجل في نظر المرأة أنه وحش مفترس يستأسد على من هو أضعف منه، إنه طفل، ويمكن أن يعتبر بطاقة للحصول على الرزق، كثير من النساء يبدين خوفهن، وقلقهن من الجانب العنيف في الرجال، وينظر الرجل إلى المرأة على أنها قطة متوحشة، يقول سلفستر ستالون :عندي كل الأسباب الوجيهة التي تجعلني أكره النساء .
أما الاغتصاب فإن معدله في الولايات المتحدة وحدها يزيد عن مثيلاتها في اليابان وإنجلترا وأسبانيا بعشرين ضعفا .
أما التفكير في الانتحار في ظل الرفاهية المزعومة، والحرية، وحقوق المرأة التي ينادون بها في الغرب، فإن أربعا وثلاثين بالمئة من النساء يفكرن في الانتحار، أما الأمراض التي ظهرت بسبب الفاحشة والشذوذ فقد انتشر الزهري، والسيلان وهما مرضان خيطران في قمة الأمراض الخطيرة في الغرب، وجاء دور الإيدز يقول جيمس باترسون مؤلف كتاب (يوم أن اعترفت أمريكا بالحقيقة): مئات الآلاف من الأمريكيين يكونون علاقات جنسية في كل ليلة من ليالي الأسبوع مع أشخاص يعتقدون أنهم مصابون بهذا المرض، ثم يقول : إن استقراء سريعا، لإحصائيات هذه الدراسة يشير إلى أن هناك ما نسبته، 2.2 مليون أمريكي على يقين بأنهم مصابون بمرض الإيدز، وسبعة ملايين يعتقدون أنهم في خطر كبير من الإصابة بهذا المرض، ومعظم هؤلاء المصابين بالإيدز أو الذين هم في خطر كبير بالإصابة به هم أشخاص أسوياء وغير شاذين، فكم تكون النسبة بين الشاذين ؟
أخي الكريم: تأمل معي فظاعة الأرقام التي سوف أنقلها إلى سمعك عن العنف بوسائل متعددة ضد المرأة في أكثر البلاد حضارة في أمريكا، ثلثا حوادث الاعتداء بالضرب ضد النساء تصدر من أقاربهن والباقي من غير الأقارب .
28ثمانية وعشرين من حالات الاعتداء الجسمي على النساء تصدر من الزوج والصديق، و35من أقارب كالأخ ولأب.
بلغ عدد حالات الاعتداء على النساء عام 94م أكثر من 572 ألف حالة وعلى الرجال 49ألف حالة، وفي عام 1965م كان ملجأ واحدا في أمريكا للنساء المعتدي عليهن، أما في عام 1995م فقد ارتفع عدد الملاجئ إلى 1500ملجأ .
هكذا أيها الاخوة الكرام تعيش المرأة في ظل الجاهليات وإنه لشيء حتمي بسبب البعد عن الله، وهكذا تعيش المرأة المتحضرة المتحررة التي يسعى المنافقون والعلمانيون وأصحاب الشهوات أن نساؤنا وبناتنا حياة ضنكا كما عاشت، وأن تصطلي بنار البعد عن الإسلام، وأن تغدو معذبة محطمة تفكر في الانتحار كل يوم وتعاني صنوف القسوة كل ذلك باسم الحرية، والمساواة والتقدم والانفتاح والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيماً .
إنها الحرية العرجاء والتي ينادون بها، ويدعون إليها، يريدون إخراج المرأة من عفافها، من شرفها، من دينها، من مملكتها الأسرية، وجنتها الزوجية، مدعيين أنها في سجن وأن جلبابها هو خيمة سوداء ترتديها وأنها جاهلة ومتخلفة، ولن تعرف العلم حتى تلحق بركاب المرأة الغربية وتحذو حذوها: كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذباً ، والحديث متصل بمشيئة الله عن تكريم الإسلام للمرأة في الخطبة القادمة .

لقددرس أعداء الإسلام أحوال المسلمين، وتعرفوا على أماكن القوة ومواطن الضعف في شخصية المسلمين، ثم اجتهدوا في توهين نواحي القوة وتحطيمها بكل ما أوتوا من مكر ودهاء وخبث؛ فعلموا أن المرأة من أعظم أسباب القوة في المجتمع الإسلامي، وعلموا أنها سلاح ذو حدين، وأنها قابلة لأن تكون أخطر أسلحة الفتنة والتدمير، ومن هنا كان لها النصيب الأكبر من حجم المؤامرات الكثيرة التي ترى بوادرها في مجتمعات المسلمين يوماً بعد آخر.
عباد الله!


رد مع اقتباس