عرض مشاركة واحدة
قديم 06-05-2010, 01:35 PM   رقم المشاركة : 5
الكاتب

OM_SULTAN

المشرف العام

OM_SULTAN غير متواجد حالياً


الملف الشخصي








OM_SULTAN غير متواجد حالياً


رد: كتاب البلاغة الواضحة( سؤال وجواب)



هو الإظهار في موضع الإضمار في قوله ﴿ وَقِيلَ بُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾؛ كلمة الظالمين، كان بالإمكان على مقتضى الظاهر أن يقال وقيل بعدا لهم أي المعذبين وقيل بعدا لهم، لأن الآية في حقهم ولأنهم معروفون بالسياق السابق، فعدل عن ضميرهم إلى الاسم الظاهر في قوله ﴿ وَقِيلَ بُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾؛ لتسمية الظلم والنص عليه إيذانا وإشعارا بأن الظلم هو سبب تعذيبهم وسبب استئصالهم أن الظلم والكفر من أعظم الظلم:﴿ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾ [لقمان: 13] ، فالكفر من أعظم الظلم، فإيقاع الظاهر هنا موقع أو إحلال الظاهر محل الضمير الذي هو مقتضى الظاهر أن يكون هو: إيذانا بعظم شأن الظلم وخطورته على المجتمع أو على الأمة أو على القوم فإنه سبب التعذيب والعذاب وفي ذلك كما ذكرنا تحذير وتعريض أيضا بكل ظالم أو بكل قوم ظلموا أنفسهم إن ظلموا الحق أو ظلموا الدعاة في حكمهم فإن عليهم خطرا من أن يستأصلوا أو أن تنزل بهم عقوبة الله -عز وجل-.

1-اللطائف البلاغية في تقديم ذكر الإناث على الذكور وتعريف الإناث في قوله تعالى : : (لِلّهِ مُلْكُ السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ يَهَبُ لِمَن يَشَآءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَآءُ الذّكُورَ) [سورة: الشورى - الأية: 49] .تقديم الإناث مع تنكيرهم لأنهم أكثر من حيث الخلق والعدد وقد ورد في الحديث أنه في آخر الزمان يكثر النساء فيكون مقابل كل رجل خمسين امرأة فالتقديم هنا للأكثرية والغرض من التنكير التكثير أيضا (إناثا كثيرات) , ومعلوم أن الذي يلد هو المرأة فهي محل الحمل والولادة فكثرة الإناث دليل على كثرة الجنس البشري إلى قيام الساعة.

ولعل من أغراض التقديم تطييب لقلوب النساء وقلوب أبائهن , ولاشك أن تقديم الشيء على غيره تكريم له , وفي ذلك تعريض لأهل الجاهلية الذين كانوا لا يتفاءلون بالأنثى , فلا ينبغي أن يكون من بين المسلمين من لا يتفاءل بالإناث لأن ذلك من صفات الجاهلية , وقد قال بعض السلف إن من يمن المرأة أن تبكر بأنثى لان الله تعالى بدأ بالإناث في الآية.

ولعل تقديم الإناث في الآية إشارة إلى الإحسان إليهن.

ولعل تعريف الذكور في الآية لأنهم الأعرف والأشهر في عرف الناس أو لأن أباهم آدم كان ذكراً فكان معروفاً , ولأنهم في أذهان المخاطبين أعرف وأكثر ذكرا.

وقيل لما قُدِّم وأُشعر بتكريمهن وشرفهن ,عُوِّض الذكور عندما أخرهم الله تعالى بالتعريف , والتعريف تنويه و تشهير ,فيكون كالتوازن في الحقوق بين الجنسين.
2-إذا اقتضى المقام ذكر كلمات أعجمية حين إلقاء كلمة كذكر أسماء أشخاص أو شركات فتذكر كما هي لأن هذا من باب العلم بهم والتعامل معهم , والبلاغة بحسب المقام فإذا اقتضى المقام ذلك فإن البلاغة في ذكرهم .
أسئلة الحلقة
السؤال الأول: لم سمي التشبيه الضمني بذلك؟ مع ذكر شاهد عليه ؟
السؤال الثاني: مثل لتشبيه مقلوب من فصيح القول؟ واذكر لماذا جيء به مقلوبا؟ وما الغرض
البلاغي من مجيئه كذلك ؟

المجاز والحقيقة

أسئلة المراجعة:
1- لما سمي التشبيه الضمني بذلك ؟ مع ذكر شاهد عليه؟
هذا النوع من التشبيه سمي ضمنيا لأن طرفي التشبيه (المشبه والمشبه به) لا يصرح بهما على الطريقة المعتادة وكذلك الأداة ووجه الشبه , وإنما يلمح التشبيه في الكلام لمحا , والغرض البلاغي كما قال المؤلف يُؤتَى به ليفيد أن الحكم الذي أُسنِد إلى المشبه ممكن.
مثال: بيت أبي تمام المشهور:
لا تنكري عطل الكريم من الغنى ** ** فالسيل حربٌ للمكان العالي

س:2- مَثِّل لتشبيه مقلوب من فصيح القول مع التعليل لماذا جيء به مقلوبا والغرض البلاغي لذلك؟
ج: قول البحتري في وصف بركة المتوكل:
كأنّها حين لجّت في تدفّقها ** ** يدُ الخليفة لماّ سال واديها
البحتري قلب التشبيه فشبه البركة حينما يتدفق ماؤها بيد الخليفة في عطاؤه وإكرامه على سبيل التشبيه المقلوب إدعاءا أن وجه الشبه في عطاء الخليفة أقوى وأمكن من مياه البركة
__________________________________.
الدرس الجديد
المجاز والحقيقة
س/ عرف الحقيقة في اللغة ؟

الحقيقة: من الفعل الثلاثي "حقَّ" أصلها "حقق" "حقَّ" وأدغمت القاف الأولى في الثانية فشددت القاف.
" حقَّ": أي: ثبت، يقال: حقَّ الشيء إذا ثبت، ومنه قوله -جل وعز-: ﴿ لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ ﴾ [الأنفال: 8] أي ليثبته ويظهره، وقوله -جل وعز-: ﴿ وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ
الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الروم: 47]، أي: أن نصر المؤمنين الملتزمين بالإسلام المطبقين له ثابت عند الله -جل وعز- على مدار الأزمنة .
س/ عرف المجاز ؟
فهو على الضد من الحقيقة، من التجوز، جاز الشيء: إذا تجاوزه، تقول: تجاوزني فلان بسيارته إذا تعداني وانتقل من مكان إلى آخر فتجاوزني وتعداني، المجاز مصدر ميمي أصله من الفعل "جاز - يجوز - جوازًا وتجوزًا" يعني ذلك أن فيه تعديا وتجاوزا وانتقالا من شيء إلى شيء، ومن مكان إلى مكان ومن اسم إلى اسم .
مثال للمجاز:: فلان يتكلم بالدرر، فالدرر هنا ليس مقصودا بها الدر جمع درة المعروفة، وإنما المقصود بكلام حسن رائع يشدك كما تشد نظرك الدرة الرائعة المتألقة، فكلمة الدرر أطلقت على الكلام من باب التشبيه فهو استعارة، والقرينة المانعة من إرادة المعنى الأصلي هو كلمة (يتكلم)، لأن الدرر لا يمكن أن تخرج من الفم .
س/ ماهي أقسام الكلام ؟
قسمين1-: الحقائق 2- المجاز.
س/ متى يقال بالمجاز ؟ مع التوضيح بالمثال ؟
لا يٌقال بالمجاز إلا بشرطين :
1-قرينة تمنع من رد المعنى إلى معناه الأصلي ولولا القرينة لكان الكلام فوضى ولغيرت الحقائق.
2-علاقة بين المعنى الأصلي والمعنى المتجوز إليه.
س: بما شبهوا المجاز والاستعارة؟
وشبهوا المجاز أو الاستعارة مثل إنسان عندما يريد أن يستعير شيئًا يستعير ثوبا أو إناء أو شيئا، لابد أن يكون عارفًا بالرجل الذي سيستعير منه، الأمر الثاني: أنه قاس هذا الثوب مثلاً لابد أن يكون على مقاسه إن كان سيلبسه، ، وليعلم أن هذا الثوب ثوب فلان أيضًا يملكه أساسًا، لأنه أصلاً حقه.
س/ ما الذي دعا العرب إلى أن تنقل ألفاظها من موقع إلى موقع ؟
1 - والتوسع في العربية ورياضة فصاحة لسانها، 2-، وتفنن في التعبير عند التفنن في عرض المعاني،3-: التطرية، تطرية العربية والتفنن في هذا. ولو كانت جامدة في ألفاظها لكانت اللغة جافة ومتحجرة، لكن طراوتها وحلاوتها ولطف استعمالها جوز للعرب ذلك
مثال ذلك: عندما نقول . فلان سحابة في العطاء، هي جماد السحابة لا تعقل، لكنها تدر وتعطي مما ينفع الناس ويقبلون عليه فالمسوغ لذلك السمات الثلاث السابقة.
س/ متى قيل بالمجاز؟1- في نهاية أو في منتصف القرن الثاني بدايات،2- وفي الثالث بدأ يعمر القول فيه،3- والرابع ظهر واستقر كثير من العلوم.
س/ من أول من قال بالمجاز ؟
1- من أوائل من قال بذلك شيخ العربية "سيبويه" -رحمه الله- المتوفى سنة مائة وثمانين هجرية قال ذلك في كتابه، في مثل قوله -جل وعز-: ﴿ بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ﴾ [سبأ: 33]، قال عن ذلك: بل مكركم في الليل والنهار، ثم قال: الليل والنهار لا يمكران، وإنما يُمكر فيهما، وإنما قيل ذلك على سبيل التوسع والتجوز، لأن الليل والنهار لا يمكران، ليس لهما حقيقة الذي يمكر فيهما أو في زمنها أو في أوقاتهما الناس بحسب مكر كل أحد بعينه الرجل أو المرأة أو الكبير أو الصغير أو كذا، الحاصل: .



س/ من أول من بدأ يعالج المجاز بوصفه مصطلحًا علميًا بلاغيًا ؟

ابن قتيبة المتوفى سنة مائتين وست وسبعين للهجرة -رحمه الله- في كتابه "تأويل مشكل القرآن الكريم" فقد ذكر ذلك ونص عليه وعالج ورد على من قال بإنكاره في كتابه هذا، وعندما انتصر للمجاز وقال: إنه أسلوب من أساليب العرب تعبر به عن المعاني، وأن الأمم التي قبلها ما أتيت إلا من جهلها بمثل هذا، إلا من جهلها بالمجاز وبأساليبه، وقد تبين لمن عرف اللغة أن القول يقع فيه المجاز.

س/ كيف رد ابن قتيبة علي من أنكروا المجاز مع التمثيل ؟

& قال: لو أن من أنكروا المجاز وشبهتهم أنه يقال إنه ضرب من الكذب، لو فعل بعملهم هذا
أو أخذ بقولهم هذا لكان أكثر كلامنا كذبًا.

أمثلة علي ادعائهم:

1- فإنهم زعموا أنه كذب؛ في قوله -جل وعز-: ﴿ جِدَارًا يُّرِيدُ أَن يَنْقَضَّ ﴾ [الكهف: 77] فالجدار لا يريد.،.
2- وفي قوله -جل وعز-: ﴿ وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ ﴾ [يوسف: 82] فالقرية لا تسأل.
قال: وهذا من أشنع جهالاتهم، وأدلها على سوء نظرهم وقلة أفهامهم ولو كان المجاز كذبًا وكل فعل ينسب إلى غير الحيوان باطلاً كان أكثر كلامنا فاسدًا، لأننا نقول: نبت البقل وطالت الشجرة وأينعت الثمرة وأقام الجبل ورخص السعر، وتقول: كان هذا الفعل منك في وقت كذا وكذا والفعل لم يكن.. إنما كون، والله تعالى يقول: ﴿ فَإِذَا عَزَمَ الأمْرُ ﴾ [محمد: 21] والأمر لا يعزم وإنما يُعزم عليه، ويقول -جل وعز-: ﴿ فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ ﴾ [البقرة: 16] والتجارة لا تربح وإنما يُربح فيها وهكذا، هذه المسائل يقول: إنها على سبيل التجوز.
س/ ماهي أقوال العلماء في المجاز ؟
العلماء انقسموا إلى ثلاث مجموعات:
1- المجموعة الأولي: من قال بإنكاره أصلاً -في اللغة والقرآن-، ومن أوائل من ذهب إلى هذا أبو إسحاق الإسفراييني المتوفى سنة ثماني عشرة وأربعمائة هجرية وحمل هذا في بعض أحوال مقالاته شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه أيضًا ابن القيم في هذه المسألة وذلك لغرض عقدي وهو الرد على من قال بنفي الصفات.
2- المجموعة الثانية:: إنه موجود في اللغة لكنه منفي وقوعه في القرآن، وهذا القول ينسب إلى داود الظاهري المتوفى سنة سبعين ومائتين للهجرة، وابنه أيضًا محمد وأخذ بهذا القول أيضًا الشيخ محمد الأمين الشنقيطي -رحمه الله- المتوفى سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة وألف هجرية.
3 -المجموعة الثالثة: هو قول الجمهور، سواءً كان جمهور الأصوليين وجمهور البلاغيين، أكثرهم أو معظمهم يقول به؛ لأن عملهم عليه، ومن ذلك والذي ذكر أيضًا ذلك ونص عليه ابن قدامة -رحمه الله- صاحب اللمعة "لمعة الاعتقاد" فقال: والقرآن يشتمل على الحقيقة والمجاز ومن منع فقد كابر.
س/ ماهو قول الزركشي في المجاز ؟
الزركشي في "البرهان" قال: وأما المجاز فاختلف في وقوعه في القرآن، والجمهور على الوقوع ولو أسقط المجاز من القرآن لسقط منه شطر الحسن، وهذه العبارة استعارها الزركشي من ابن قتيبة في تأويل مشكل القرآن.
س/ ماهو قول السيوطي في المجاز ؟
السيوطي قال: فقد اتفق البلغاء على أن المجاز أبلغ من الحقيقة، في المقامات التي يمكن أن يعبر فيها عن شيء بالمجاز والحقيقة، فالمجاز عندئذ يكون أبلغ من ذلك،
س/ ماهو قول الشوكاني في الرد علي المنكرين للمجاز ؟
الشوكاني -رحمه الله- أيضًا شدد في هذا، شدد على المنكرين في المجاز وقال بأنهم قليلوا الاطلاع، مفرطون فيما ينبغي الوقوف عليه، وقال: المجاز واقع في لغة العرب عند الجمهور أو عند جمهور أهل العلم، ووقوعه وكثرته في اللغة العربية أشهر من نار على علم، وأوضح من شمس النهار، وكما أنه واقع في اللغة العربية فهو أيضًا واقع في الكتاب العزيز عند الجماهير وقوعًا كثيرًا.
س/ طائفة من اللغويين ذهبوا إلى أن المجاز هو أكثر اللغة على عكس ما هو الراجح ، فمن هؤلاء ؟
مع ذكر بعض أمثلتهم ؟1-
ابن جني اللغوي المعروف من القدماء،2- ومن المعاصرين الأديب مصطفى صادق الرافعي، ومن أمثلتهم يقولون: عندما تقول:1- ضربت زيدًا أنت لم تضربه كله، وإنما ضربت رأسه أو خده أو جزءًا منه أو يده أو كتفه فهذا على سبيل التجويز، 2-، وتقول: مشيت على الأرض لا. أنت لم تمشي على الأرض كلها وإنما على جزء صغير منها.
س/ ماهو قول شيخ الإسلام -رحمه الله في مسألة المجاز ؟
شيخ الإسلام -رحمه الله- حقيقة القول عنه في مسألة المجاز مضطرب أو هو -رحمه الله- قال به في فترة من حياته ثم رجع عنه وعدل عن القول به نظرًا لاستفحال أمر المعطلة والمؤولة الذين دخلوا من باب المجاز على آيات الصفات وأولوها، وعطلوا ما لله -عز وجل- من صفات الكمال والجلال التي أثبتها لنفسه في صريح كتابه، وفي صحيح سنة نبيه -عليه الصلاة والسلام- ، وحمل رأيه هذا تلميذه ابن قيم الجوزية في كتابه "الصواعق المرسلة في الرد على المعطلة والجهمية"، وشيخ الإسلام من أوسع من أدار البحث في الموضوع -شيخ الإسلام ابن تيمية- في كتابه "الإيمان" فطول في هذا الكلام وأفاض فيه، لكنه أيضًا ورد عنه ما يثبت القول به، أو ما يفيد أنه أيضًا قد قال به، بدليل أنه تأول بعض الآيات باسم المجاز، وإن لم ينص على اسمه لكنه نص على أثره وعلى حقيقته.
س/ أذكر بعض الآيات التي تأولها شيخ الإسلام ابن تيميه باسم المجاز ؟
1-قوله -جل وعز-:﴿ رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ ﴾ [الرعد: 36] قال: فنسب الإضلال إليهن، والإضلال هو ضرر لمن أضللنه .
ـ 2-وفسر أيضًا شيخ الإسلام حديث التنافس في الدنيا والتحذير منه المشهور في قوله -عليه الصلاة والسلام-: (فتهلككم كما أهلكتهم) قائلاً: فجعل الدنيا المبسوطة هي المهلكة لهم، وذلك سبب حبها والحرص عليها والمنافسة فيها وإن كان مفعولاً بها، لا اختيار لها، انتهى كلامه وهذا ما يسميه البلغاء المجاز العقلي الذي يُسند فيه الفعل إلى غير ما هو له، والعلاقة هنا السببية.
س/ هل الخطاب في الغيبيات يكون علي سبيل المجاز ؟ أم علي الحقيقة ؟ مع التوضيح بالأمثلة ؟
الأمور الغيبيات في خطاب الله -عز وجل- على الحقيقة:
الدليل: 1-كما في قوله -جل وعز-: ﴿ وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الأمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ ﴾ [هود
-2- قوله تعالي: ﴿ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ﴾ [فصلت: 11]، فهذا أيضًا الأصل فيه الحقيقة؛ لأنه لا معدل عن هذا إلا بقرينة، ولا يوجد قرينة من إرادتها لأنها مخلوقة، والذي خاطب هو خالقها ليس بشرًا عاديًا، فهي تنطق بلغتها كما أنها تسبح بلغتها،
3- في قوله -جل وعز-: ﴿ تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ﴾ [الإسراء: 44] الرعد يسبح، وتسبيحه قد يكون صوتًا بالنسبة لنا لكنه بالنسبة إلى الله -عز وجل- تسبيح يناسب ذلك الحدث أو ذلك الشيء

س: يوجد آيات وردت فيها مظاهر المجاز أو ظواهره مثل لها؟

1-: قوله -جل وعز- عن المنافقين: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ ﴾ [البقرة: 16] هنا لا يمكن أن تقول: إن الشراء هنا على سبيل الحقيقة –فلا يوجد سلعة في السوق تشتري المقصود بالشراء هنا الاستبدال، فاستعير الشراء للاستبدال، شبه الاستبدال و شبهت الضلالة بسلعة معروضة تباع وتشترى وحذف المشبه به وهو السلعة ودل عليه بلازم من لوازمه وهو فعل الشراء، .
س/ لماذا في غير مجال الأسماء والصفات والأمور المغيبات والأمور التي يختص بخلق الله -عز وجل- في مخلوقاته
-جل وعز- هذه المجال فيها والمقام فيها يتسع ؟

نقول هذا لأن الله -جل وعز- قد أنزل كتابه بصريح كلامه -جل وعز- بلسان عربي مبين: ﴿ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ ﴿193﴾ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ ﴿194﴾ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ ﴾ [الشعراء: 193- 195] فما يقع في كلام العرب من تشبيهات أو توكيدات أو حذوفات أو غير ذلك أو مجازات يقع في كلام الله -جل وعز-، وما كان جميلاً رائعًا في كلام العرب في التوكيدات والتشبيهات والكنايات وغير ذلك، يقع أيضًا جميلاً رائعًا أخاذًا بصورة أعظم وأتم في كلام الله -جل وعز-، إذا قام شرطه.
س/ لماذا تجوزون المجاز في غير أسماء الله -سبحانه وتعالى-، ولا تجوزونه في أسماء الله -سبحانه
وتعالى- أو في بعض الأمور المغيبة ؟

الأصل في الكلام هو الحقيقة لا يصار ولا يتحول من الحقيقة إلى المجاز إلا بالشرط الرئيس بوجود القرينة المانعة من إرادة المعنى الأصلي، وهذه القرينة قد تكون لفظية أو تكون عقلية، أما اللفظة فهي ممتنعة في ألفاظ الأسماء والصفات والمغيبات، أما العقلية فإن عقل البشر يكون قاصرًا ضئيلاً أن يحيط بالله – عز وجل.
، س: ماهي قاعدة السلف في الأسماء والصفات ؟
إثبات ما أثبته الله لنفسه من غير- تأويل2- ولا تعطيل ولا 3-تتكيف4- ولا تمثيل، ينبني في صريح كتابه أو صحيح سنة نبيه -عليه الصلاة والسلام- -: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الشورى:11 ]. فأسماء الله -عز وجل- توقيفية بمعنى أننا وقافون في هذا على ما ورد في صريح الكتاب أو صحيح السنة ، والله -عز وجل-متفرد -جل وعز-: ﴿ قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ﴿1﴾ اللهُ الصَّمَدُ ﴿2﴾ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ﴾ [الإخلاص: فجميع شروط القول بالمجاز في آيات الصفات وأمور المغيبات هي منعدمة، ولذلك يصار إلى الحقائق
س: ماهي قاعدة شيخ الإسلام في الأسماء والصفات؟
وهي قوله -رحمه الله-: إن الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات، فكما أننا نثبت لله -جل وعز
- ذاتًا لا تشبه الذوات المخلوقة، فكذلك نثبت له -جل وعز- صفات لا تشبه صفات المخلوقين .

س/ ما الفرق بين المجاز والكذب ؟

1- أن الكذب نفسه ليس فيه قرينة على وصفه كذبا، . مثال: رأيت قمرًا، إن كان يريد به إطلاقًا يصير القمر المعروف، لكن إذا قال: رأيت قمرًا يكلم الناس، كلمة يكلم الناس هذه قرينة على أن المقصود بالقمر هنا إنسان أو امرأة أو كذا فيها من محاسن القمر ومن جماله.
2-أن الكذب قام علي الإدعاء . وأما المجاز فإن له قرينة تنتصب على كونه مجازًا، قد تكون لفظية وقد تكون عقلية تشهد لها السياقات العامة.

س من الشبه التي يقولون بها أن المتكلم يلجأ إلى المجاز عند ضيق الحقيقة والله تعالى
لا يضيق عليه شيئ فما مدي صحة ذلك مع التمثيل؟,


هذا قول غير دقيق لان العرب لما تكلمت بالمجاز تكلمت به لزيادة المبالغة والتصوير
1- قول الشاعر:
قوم إذا الشر أبدى ناجذيه ** طاروا إليه زرفات ووحدانا
تصوير رائع لسرعة هؤلاء القوم وإقدام هؤلاء على عدوهم، فإنهم لا يبالون، صور الشر بأنه أبدى ناجذيه، يعني صور الشر بسبع مفترس إذا بدا فإن الإنسان الشجاع يطير إليه ويفتك به أو يقتله أو يباعد بينه، طاروا إليه، صور أيضًا سرعتهم.
2- وقول الشاعر:وإذا المنية أنشبت أظفارها ** ألفيت كل تميمة لا تنفع
هنا صور الموت ووقوعه بالإنسان فتصوره أشبه بسبع مفترس "أنشبت أظفارها"
تمكن في الإنسان وفي جسمه وفي قلبه، خلعته خلعًا، وهذا الموت طبعًا المقصود به طبعًا هو قدر الله -عز وجل- إذا حل، ﴿ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ ﴾ [الأعراف:
3-قول آخر:
.لا تعجبي يا سلمى من رجل ** ضحك المشيب برأسه فبكى
ضحك المشيب، فالضحك هنا كناية أو هو استعارة لبدو الشيب، لبدو بياض الشيب في شعر الرأس، فصوره تصويرًا رائعًا.

س/ ماهي خلاصة القول من حيث القول بالمجاز أو عدمه ؟

1-إن المجاز مصطلح علمي حادث كغيره من المصطلحات العلمية التي حدثت وظهرت في فترة تدوين العلوم وتفريعها لمعرفة الأدلة الشرعية وتحليل النصوص الأدبية , فهو كمصطلح التوكيد والحذف وغيرهما , كما انه لا يقال أن كلام الله عز وجل صدق وحق فلا يكون فيه توكيد أو حذف كذلك لا يذكر إذا توافرت أسباب القول وحمل الكلام على المجاز إلا في المجاز ,فهو أسلوب من أساليب العرب في بيانها كغيره من الأساليب التي خضعت للدراسة والتأصيل العلمي والضبط القاعدي.
2-القول بالمجاز في أي أسلوب عربي لا يصار إليه إلا بشرائطه وأسبابه وهو القرائن والعلاقات القائمة في سياق الكلام وبدونها يحمل الكلام على الأصل وهو الحقائق لا المجازات وهذا باتفاق المعتبرين من أهل الاختصاص.
3-ألفاظ الأسماء والصفات وأمور المغيبات في كتاب الله تعالى وصحيح سنة رسوله صلى الله عليه وسلم لا يصدق عليه مفهوم المجاز ولا تندرج تحت نطاقه لفقدان القرينة المانعة من إرادة معانيها الحقيقية الأصلية فتبقى على هذا الأصل ,ومن خالفه فقد تعسف وحمل الأمور على غير محاملها وأتى البيوت من غير أبوابها, ولم يكن لديه حجة علمية بل يكون قد ارتكب مخالفة عقدية , ودخل في نطاق الذين يلحدون في أسمائه وصفاته عز وجل ,ولأن مذهب السلف في ذلك هو إمرارها كما جاءت بغير تعرض لها بتأويل أو تطيل أو تكييف أو تمثيل كقوله تعالى(لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السّمِيعُ الْبَصِيرُ) [سورة: الشورى - الآية: 11] واعتقاد معاني حقائقها ,ودعوته سبحانه بها تسمية ودعاءا كما قال تعالى: (وَللّهِ الأسماء الْحُسْنَىَ فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الّذِينَ يُلْحِدُونَ فِيَ أسمائه سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) [سورة: الأعراف - الآية: 180] .
إن ما عدا الأسماء والصفات وما في حكمها مما تقوم فيه قرينة تمنع من إرادة معناه الأصلي فإنها لا حرج من حمله على المجاز إذا قام سببه بل يتعين ذلك لامتناع إرادة معناه الحقيقي المعروف كقوله تعالى: قال تعالى: (أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ) [سورة: الأنعام - الآية: 122] أي ضالا فهديناه.
4- أن الدافع لإنكار من أنكر المجاز هو امتداد القول به لآيات الصفات ومن ثم وقع الخبط والخلط والضلال في ذلك مع أن المذهب الحق هو أنها خارجة عن ذلك كما تقدم , فإذا استثنى ذلك يلتئم الشمل ويرتفع الخلاف ويصبح المجاز أسلوبا سائغا من أساليب العربية سواء سمي مجازا أو أسلوب من أساليب العرب في بيانها فيكون الخلاف في ذلك خلافا في اللفظ والاصطلاح لا في التعبير والتطبيق ,وكونه يأخذ اسم المجاز أضبط وأدق وأدعى لمعرفة مجاريه وأوديته ودواعي القول به.
5- إن كبار المفسرين وأعيانهم قد فسروا كلام الله تعالى من خلال أسلوب المجاز في الآيات التي تقوم القرائن على حمل الكلام عليه من أمثال ابن جرير الطبري وابن عطية الأندلسي والقرطبي وابن تيمية وابن القيم وابن كثير والقاسمي وغيرهم.
6- المجاز إذا وقع في بعض آيات الذكر الحكيم لقيام قرينة تدل عليه لا يعني بذلك تسمية الله تعالى بالمتجوز ولا وصفه به لأن أسمائه وصفاته تعالى توقيفية بإجماع السلف بمعنى أننا لا نصف الله تعالى ولا نسميه إلا بما وصف به نفسه في كتابه وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم لأن الأمر تعبديا توقيفيا وليس اجتهاديا فكما لا يوصف الله تعالى بالمؤكد لوقوع التوكيد في كلامه كذلك لا يوصف بالمتجوز لوقوعه في كلامه فإن هذا غير لازم ومن قال بلزومه فلا يعتد بقوله ولا يلتفت إليه كما ذكرنا آنفا.

س/ ماهي إمكانية وقوع المجاز في القرآن الكريم ؟ وهل فيه مستند للمؤولة في نفي الصفات؟
أجاب الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك عندما وجه له سؤالا حول إمكانية وقوع المجاز في القرآن وهل فيه مستند للمؤولة في نفي الصفات.
يقول: القول بانقسام الكلام إلى حقيقة ومجاز اصطلاح محض ولا دليل عليه من عقل ولا نقل، ولا مشاحة في الاصطلاح -كما قيل- فلا يمتنع استعماله والتعبير به وإطلاقه في محاله من نصوص اللغة والقرآن الكريم المنزل على قلب سيد المرسلين بلسان عربي مبين، ما لم يستغل لتحريف الكلم عن مواضعه فصرف كلام الله وكلام رسوله -صلى الله عليه وسلم- عن ظاهره بغير حجة يجب المصير إليها هو التحريف الذي ذم الله به اليهود إذ كان منهجًا لهم، ومن أقبح ما وقع من التحريف في القرآن تحريفًا معنويًا ما فعله المعطلة من الجهمية والمعتزلة، ومن وافقهم في الأسماء والصفات إذ قالوا: إنها مجاز، لأن ظاهرها عندهم -وهو إثبات الصفات لله تعالى- يناقض أصولهم العقلية الفاسدة التي تقتضي بزعمهم امتناع قيام الصفات برب العالمين، وهي أصول فاسدة مناقضة للعقل كما هي مناقضة للنقل، فيبطل ما زعموه من حمل هذه النصوص على المجاز، إذ لا دليل يوجب صرف تلك النصوص عن حقائقها اللائقة به -سبحانه وتعالى- لأن الأصل حمل الكلام على حقيقته ما لم يقم دليل على صرفه عن ظاهره، كيف والأدلة العقلية والسمعية شاهدة بما تدل عليه هذه النصوص -أعني نصوص الأسماء والصفات- من إثبات صفات الكمال لرب العالمين- وتنزيهه عن كل نقص وعيب، فهو -سبحانه- أحق بكل كمال، وأحق بالتنزيه عن كل نقص، فإنه -عز وجل- له المثل الأعلى وهو أن كل كمال ثبت لمخلوق لا نقص فيه بوجه والخالق أولى به، وكل نقص ينزه عنه المخلوق فالخالق سبحانه أولى بالتنزه عنه -تعالى الله عما يقول الظالمون والجاهلون والمفترون علوًا كبيرًا.
أسئلة الحلقة
السؤال الأول: أيهما أكثر وقوعًا الحقيقة أو المجاز؟
السؤال الثاني: متى يصار إلى القول بالحقيقة للكلام؟
السؤال الثالث: هل ألفاظ آيات الأسماء والصفات وأمور المغيبات حقيقة أو مجاز؟ ولماذا ؟

البلاغة الواضحة سؤال وجواب
الدرس الثامن
القول في المجاز وذكر أنواعه
________________________
أسئلة المراجعة:
س- أيهما أكثر وقوعا الحقيقة أم المجاز؟
ج: رأي الجمهور هو أن الأكثر وقوعا في ألفاظ العربية هو الحقيقة, والأقل وقوعا
هو المجاز ولا يكون إلا بقرينة صارفة مانعة عن المعنى الحقيقي.

س:2- متى يصار إلى القول بالحقيقة في الكلام؟
ج : يصار إلى القول بالحقيقة في الكلام عندما تنعدم شروط القول بالمجاز وهي القرينة الصارفة عن المعنى الأصلي والعلاقة بين المعنى الأصلي والمعنى المتجوز إليه فيبقى القول بالحقيقة ,وإذا وجدت قرينة تصرف القول عن الحقيقة يقال بالمجاز باستثناء ألفاظ آيات الأسماء والصفات والمغيبات.
س:3- هل ألفاظ آيات الأسماء والصفات وأمور المغيبات حقيقة أم مجاز ولماذا؟
ج : ألفاظ آيات الأسماء والصفات وأمور المغيبات عموما تحمل على الحقائق ولا تحمل على المجاز لغياب شرط القول بالمجاز وهي القرينة والعلاقة , وهي غيبية والله أعلم بها ,والكلام عن الصفات فرع عن الكلام في الذات فإذا أثبتنا لله ذاتا لا تشبه المخلوقين ,كذلك نثبت له صفاتا لا تشبه المخلوقين ,وأسماء الله تعالى وصفاته توقيفية غيبية وليست اجتهادية, ومذهب السلف في الأسماء والصفات إمرارها كما جاءت بغير تحريف ولا تمثيل ولا تكييف ولا تعطيل قال تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السّمِيعُ الْبَصِيرُ) [سورة: الشورى - الآية: 11]
________________
الدرس الجديد: القول في المجاز وذكر أنواعه
المؤلف " القاعدة: المجاز اللغوي هو اللفظ المستعمل في غير ما وضع له لعلاقة مع قرينة مانعة من إرادة المعنى الحقيقي, والعلاقة بين المعنى الحقيقي والمعنى المجازي قد تكون المشابهة, وقد تكون غيرها, والقرينة قد تكون لفظية وقد تكون حالية"
س: وضح مايدل عليه قول المؤلف باختصار.؟
وقوله اللفظ أي خرج التركيب"المستعمل في غير ما وضع له" أخرج الحقيقة.
وقوله "لعلاقة" أي المناسبة بين المعنى الحقيقي الأصلي والمعنى المجازي الجديد, وسميت علاقة لأن بها يرتبط المعنى الثاني المجازي بالمعنى الأول الحقيقي وبها ينتقل الذهن من دلالة اللفظ على حقيقته إلى دلالته على ما نقل إليه في حال المجاز.
وقوله "والعلاقة بين المعنى الحقيقي والمعنى المجازي قد تكون المشابهة" كما في الاستعارة وسميت استعارة من العارية فهي ليست ملكا للمستعير وإنما هي ملك للمعير. وقد تكون غيرها" يشير أن العلاقة قد تكون غير المشابهة كما في المجاز المرسل فالعلاقة هي السببية. والقرينة قد تكون لفظية أي تذكر في الكلام وقد تكون حالية لاتذكر في الكلام
س/ ماهي أقسام المجاز ؟
قسمين:1- مجاز عقلي،2- ومجاز لغوي.
س/ ما المقصود بالمجاز العقلي مع التمثيل ؟
المجاز العقلي: يكون في إسناد الفعل أو ما في معناه لغير ما وضع له.
مثال1-:قوله تعالي ﴿ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ﴾ [القصص: 4
] فقد أسند فعل التذبيح إلى فرعون مع أنه لم يباشره، وإنما باشره غيره وأسند
الفعل إليه لكونه سببًا، . فيه . استعظام لهذا الفعل وإنكار، .
س/ ما المقصود بالمجاز اللغوي ؟
المجاز اللغوي: ، لا يقع في تركيب، وإنما يقع في لفظة واحدة.
س/ ما المقصود بالعلاقة ؟ ولما سميت بذلك ؟
العلاقة: هي المناسبة بين المعنيين -بين المعنى الحقيقي الأصلي، وبين المعنى المجازي
الجديد- المعنى المنقول عنه، والمعنى المنقول إليه.
وسميت العلاقة بذلك: لأن بينهما بينها تعلقًا، ويرتبط المعنى الثاني بالمعنى الأول،
المعنى الثاني -المجاز- بالمعنى الأول -الحقيقي-، وبه أو بهذه العلاقة ينتقل الذهن
من دلالة اللفظ على حقيقته إلى دلالته على ما نقل إليه في التجوز -في حال المجاز-.
س/ أذكر مثال يوضح معني العلاقة بين المعنيين الحقيقي والمجازي ؟
مثال ذلك:: "جئت من عند أسد يسلم عليه الناس" ،:
. هو اللفظ المتجوز به، وهو محل الاستعارة هنا،
1--فقولنا: "أسد" هو اللفظ المتجوز به، وهو محل الاستعارة هنا، استعير لفظ الأسد للرجل
الشجاع، فقد شبه الرجل الشجاع هنا بالأسد 2-: "يسلم عليه الناس": قرينة تمنع من إرادة
المعنى الأصلي للأسد المتوحش المعروف في الغابة، لأن الأسود ليس من شأنها أن يسلم عليها الناس ،
العلاقة بينهما:، الشجاعة والجرأة .
س:أذكر مثال آخر للمجاز: قول المتنبي :
تَعرَّضَ لي السَّحابُ وقدْ قَفَلْنا *فَقُلْتُ إِلَيْـكَ إنَّ مَعِي السَّحابا
لما رأى السحاب أوشك على النزول بالغيث فقال لها ابتعدي عني لأن معه ممدوحه الذي عنده العطايا .
فالسحاب الأول هو المعروف في آفاق السماء أما الثاني هو مجاز على سبيل الاستعارة
التصريحية فقد استعار اللفظ الدال على المشبه به وهو السحاب للمشبه وهو ممدوحه
فشبه ممدوحه بالسحاب بجامع كثرة العطاء والتدفق في كلٍ
والمذكور هو المشبه به وحذف المشبه لذلك كانت استعارة تصريحية ,والقرينة المانعة
من إرادة المعنى الأصلي هي المعية في قوله "معي".
س/ لماذا يسمي اللفظ استعارة ؟
1-لأنه من العرية، عندما يستعير فلان شيئًا لفلان يكون هناك علاقة 2-وفي الوقت
ذاته يكون ليس ملكًا للمستعير، وإنما هي ملك -أساسًا- للمستعار منه، كلفظة أسد
-مثلًا- ليست ملكًا وإطلاقًا حقيقيًا على الرجل الشجاع، وإنما هي ملك -أساسًا-
من حيث التسمية لذلك الحيوان المفترس المعروف، فتبقى له، وإنما استعرناها
فقط لفترة لمعنى بلاغي وهو التصوير، وعندما ينتهي نهمنا وغرضنا من ذلك
تعود إلى أصلها، وإلى الحيوان المفترس نفسه.

س/ ما هي أغراض الاستعارة ؟
من أغراضها: ـ التصوير الدقيق. ـ الإيجاز ـ وسرعة الإفهام، بدلا من أن أقول: فلان
جريء شجاع يبطش بأعدائه وهكذا، أقول: هو أسد.

س/ ماهي أنواع القرينة ؟ مع التوضيح بالأمثلة ؟

القرينة قد تكون لفظية: مثل ما ذكرنا: جئت من عند أسد يسلم عليه الناس، كلمة يسلم
عليه الناس هذه قرينة لفظية ذكرت في سياق الكلام بلفظها.
وقد تكون حالية: مثل عندما ترى رجلاً كريمًا قد أقبل، وأنت وصاحبك أو جماعتك تراه
من بعيد تقول: أقبل البحر، هنا ليس ثم قرينة لفظية في كلامك، كلامك موجز، ولكن
قرينة الحال إقبال الرجل واشتهاره بالكرم، قرينة الحال دلتنا على أن المراد بالبحر
هنا إنما هو ذلكم الرجل الكريم، فهنا القرينة حالية في هذا الأمر.
س/ ماهي أقسام المجاز اللغوي ؟
مجاز مرسل: علاقته بين المعنى الحقيقي والمعنى المجازي غير المشابهة.
مجاز لغوي: وهو الاستعارة والعلاقة تكون بين المعنى الحقيقي والمعنى المجازي المشابهة.
س/ ما الفرق بين التشبيه والاستعارة ؟
التشبيه لابد فيه من طرفين لابد من ذكرهما، المشبه والمشبه به، فإن حذف وجه الشبه
والمشبه به ، فإن حذفت الأداة ووجه الشبه وأحد الطرفين انتقل من كونه تشبيهًا إلى كونه استعارة،
ومثاله : جئت من عند أسد -مثلًا- يهابه الناس،
يهابه الناس: كناية عن شجاعته، فهنا ذكرت فقط الطرف المقصود وهو المشبه به، لأنك
شبهت الرجل الشجاع بالأسد ثم يصبح استعارة؛ لأنه حذف أحد طرفيه وهو المشبه،
ولم يبق إلا الطرف الثاني وهو المشبه به.
المؤلف " الاستعارة التصريحية والمكنية
:القواعد : الاستعارة من المجاز اللغوي ,وهي تشبيه حُذِف أحد طرفيه ,فعلاقتها
المشابهة دائما وهي قسمان :-
1- تصريحية ,وهي ما صٌرح فيها بلفظ المشبه به.2-
مكنية ,وهي ما حُذف فيها المشبه به ,ورمز له بشيء من لوازمه."

س/ متى تكون الاستعارة تصريحية ؟ ومتى تكون استعارة مكنية ؟
تكون استعارة تصريحية عندما يصرح بالمشبه به ويحذف المشبه، وتكون مكنية عندما
يحذف المشبه به ويبقى المشبه ويدل على المشبه به المحذوف بلازم من
لوازمه أو خصيصة من خصائصه.
س/ بين نوع الاستعارة في قوله "طلع البدر علينا من ثنيات الوداع" ؟
قولهم: "طلع البدر علينا" استعارة تصريحية ، فقد استعير البدر للنبي -عليه الصلاة
والسلام- فقد شبه النبي -عليه الصلاة والسلام- في بداية قدومه إلى المدينة بالبدر
بجامع الوضاءة والنور والإسفار والتفاؤل في كلٍ ، ثم استعير اللفظ الدال على المشبه به
وهو البدر للمشبه وهو النبي -عليه الصلاة والسلام- على سبيل الاستعارة التصريحية
، لأن المصرح به هنا هو المشبه به.
س/ أذكر مثالا علي الاستعارة المكنية ؟
بقوله -جل وعز-: ﴿ وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الألْوَاحَ ﴾ [الأعراف: 154] شبه
الغضب بإنسان من شأنه أن يحصل منه السكوت أو عدمه، والجامع بين الغضب
والإنسان هو الهدوء أو عدمه، ثم حذف المشبه به وهو الإنسان ودل عليه بلازم
من لوازمه وهو السكوت؛ لأن السكوت من خصائص ومن صفات الإنسان لا من صفات
الغضب، الغضب معنى من المعاني لا يصدر عنه فعل سكوت أو كلام أو غير ذلك.



/ أذكر مثالا علي الاستعارة المكنية ؟
قوله – عز وجل ﴿ وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الألْوَاحَ ﴾ [الأعراف: 154] شبه
الغضب بإنسان من ثم حذف المشبه به وهو الإنسان ودل عليه بلازم من لوازمه وهو
السكوت؛ لأن السكوت من خصائص ومن صفات الإنسان لا من صفات الغضب، الغضب
معنى من المعاني لا يصدر عنه فعل سكوت أو كلام أو غير ذلك.
س/ لماذا سميت الاستعارة المكنية بذلك ؟
لغة: الستر والتغطية،لأنه ستر المشبه به وحذف ورمز إليه بلازم من لوازمه صارت مكنية.
المؤلف " تقسيم الاستعارة إلى أصليه وتبعية: القواعد:-
1-تكون الاستعارة أصلية إذا كان اللفظ الذي جرت فيه اسما جامدا.
2-تكون الاستعارة تبعية إذا كان اللفظ الذي جرت فيه مشتقا أو فعلا.
3-كل تبعية قرينتها مكنية ,وإذا أُجريت الاستعارة في واحدة منهما امتنع إجراؤها في الأخرى."
س/ متى تكون الاستعارة أصلية ، وتبعية ؟
تكون الاستعارة أصلية إذا كان اللفظ الذي جرت فيه اسمًا جامدًا ، وتكون الاستعارة
تبعية إذا كان اللفظ الذي جرت فيه مشتقًا أو فعلاً ، فتكون الاستعارة أصلية إذا
كانت جارية إذا كان اللفظ المستعار جامدًا كالأسد وكالإنسان أو كالجدار وغير
ذلك مما هو ثابت ، وتكون الاستعارة تبعية إذا كان اللفظ الذي جرت فيه الاستعارة
مشتقًا أو فعلاً كاسم الفاعل واسم المفعول وغير ذلك.
س/ ماهي أقسام الاستعارة باعتبار مادة اللفظ المستعار اللغوي ؟

1-أصلياً :إذا كان اللفظ المستعار أصليًا" جامداً" أي مصدرًا من المصادر ويكون في
المصدر والأسماء غالبها جامد.
-2- غير أصلي:" تبعية" بحيث يكون اللفظ المستعار مشتقًا، كاسم الفاعل واسم المفعول
والصفة المشبهة مثال: الفعل ضرب مصدره ضرب وهذا الفعل يشتق منه الفعل يضرب
واسم الفاعل ضارب واسم المفعول مضروب وصيغة المبالغة ضراب. فهذا يسمي مشتقاً.
س/ كيف نفرق بين الجامد والمشتق ؟
الجامد هو: ما كان على رسمه ويكون في المصدر على رسمه ووصفه وعلى هيئته
، لا يتغير ولا يشتق منه شيء ،كالضرب والقتل وغير ذلك، والأسماء غالبًا
أو أكثرها غالبًا هي جامدة.
والمشتق: هو ما كان على صيغة تخالف المصدر، كالفعل وكاسم الفاعل وكاسم
المفعول،وغير ذلك مما ذكره العلماء في أنواع المشتقات.
س/ بين نوع الاستعارة في قوله-جل وعز-: ﴿ إِنَّا لَمَّا طَغَا الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ ﴾ [الحاقة: 11] ؟
في قوله - عز وجل -: ﴿ إِنَّا لَمَّا طَغَا الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ ﴾ [الحاقة: 11]
هنا يمكن أن نجري الاستعارة في "الماء" وفي "طغى" يمكن أن نجريها في
"الماء" استعارة مكنية أصلية فنقول: شبه الماء بإنسان، من شأنه الطغيان والتجاوز
، وحذف المشبه به ودل عليه بلازم من لوازمه وهو الفعل "طغى" ،والقرينة التي تمنع
من إرادة المعنى الأصلي هو كلمة "طغى" لأن الماء لا يطغى، لا يتجاوز الحد، يرتفع
لكن ليس من شأنه الطغيان ، فهذه استعارة أصلية؛ لكونها قد جرت ، الماء استعارة
مكنية أصلية لكونها قد جرت في اسم جامد، كلمة "طغى" هي القرينة، يمكن أن نجري
في هذه القرينة "طغى" استعارة تصريحية تبعية، كيف ذلك نقول: استعير الطغيان ليس
"طغى" نرد الفعل إلى مصدره، نقول: استعير الطغيان لتجاوز الحد فقد شبه تجاوز
حد الماء بالطغيان بطغيان الإنسان، بجامع الاعتداء والترفع في كلٍ.
س/ كيف نجري الاستعارة في قولك -مثلًا- "رأيت مفتاح فلان" اسم آلة وهو
مشتق أو: "جالست مفتاح فلان" ؟

نقول: استعير الفتح هنا للصداقة الخالصة، شبهت الصداقة الخالصة بالفتح أو بمفتاح،
بجامع الإيغال وإحداث الأثر في كلٍ ، ثم اشتق من الفتح -وهو المصدر- مفتاح على
وزن مفعال وهو اسم آلة على سبيل الاستعارة التصريحية التبعية.
س/ كيف نجري الاستعارة في قوله -جل وعز-:﴿ يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا ﴾[يس: 52] ؟
قول الكافرين، يحكي الله -عز وجل- قولهم في يوم القيامة ﴿ يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن
مَّرْقَدِنَا ﴾ فالمرقد هنا اسم موضع، استعير الرقاد للموت فقد شبه الموت بالرقاد
بجامع الهيئة و-أيضًا- الاستكانة في كلٍ وعدم الشعور في كلٍ ، ثم اشتق من الرقاد
مرقد بمعنى الموت وذلك على سبيل الاستعارة التصريحية التبعية.
المؤلف " تقسيم الاستعارة إلى مرشحة ومجردة ومطلقة: القواعد:-
1-الاستعارة المرشحة ما ذُكر معها ملائم المشبه به.
2--الاستعارة المجردة ما ذُكر معها ملائم المشبه.
3-الاستعارة المطلقة ما خلت من ملائمات المشبه به أو المشبه.
4-لايعتبر الترشيح أو التجريد إلا بعد أن تتم الاستعارة باستيفائها قرينتها لفظية أو حالية, ولهذا لا تسمى قرينة التصريحية تجريدا , ولا قرينة المكنية ترشيحا
س/ ما المقصود بكل من الاستعارة المرشحة والمجردة والمطلقة مع التمثيل ؟
الاستعارة المرشحة: ما ذكر معها ملائم المشبه به، فإذا ذكر في الاستعارة ما يلائم المشبه به كان ذلك ترشيحًا أي تقوية للاستعارة.
الاستعارة المجردة: ما ذكر معها ملائم المشبه فإذا ذكر في الاستعارة ما يلائم ويناسب المشبه كان ذلك تجريدًا.
الاستعارة المطلقة: ما خلت من ملائمات المشبه به أو المشبه ، فإذا لم يذكر فيها ما يلائم لا المشبه ولا المشبه به تكون عندئذ مطلقة، وقد تسمى الاستعارة مطلقة إذا ذكر فيها ما يلائم المشبه أو المشبه به فعندئذ تكون مطلقة.
مثال: قوله – عز وجل- عن المنافقين: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ ﴾ [البقرة: 16] ؟
"الضلالة" لو أخذناها استعارة مكنية شبهت الضلالة بسلعة من شأنها أن تُباع وأن تُشترى في الأسواق، وحذف المشبه به ودل عليه لازم من لوازمه وهو فعل الشراء.
** وهذه هي القرينة -أيضًا- مانعة من إرادة المعنى الأصلي؛ لأن الضلالة نفسها لا تباع ولا تشترى، وإنما تعتنق أو يعتنقها الإنسان وتقع في قلبه، فننظر في النص الحكيم ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ ﴾ نجد أن كلمة ﴿ رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ ﴾ تناسب المشبه به وهو السلعة؛ لأن السلعة هي التي من شأنها أن يُربح فيها، فكان قوله -جل وعز- ﴿ فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ ﴾ كان هذا ترشيحًا أي: تقوية، وذكر ما يلائم المشبه به
** ونجد أن فيها -أيضًا- تجريدًا، وهي قوله -جل وعز-: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ ﴾ قوله: ﴿ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ ﴾، نفي الهداية عنهم يناسب ضلالهم فكان هذا تجريدًا؛ لكونه يناسب المشبه، أما قوله -جل وعز-: ﴿ فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ ﴾ فإنه يناسب المشبه به وهي السلعة، فاجتمع في هذه الآية الحكيمة أمران: ترشيح يناسب المشبه به، وهي السلعة وهو قوله ﴿ فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ ﴾ ، وتجريد يناسب المشبه وهي الضلالة، فتعارضا فتساقطا فكانت مطلقة، كأنه لم يذكر فيها لا ما يناسب المشبه ولا ما يناسب المشبه
مثال2 "جالست أسدًا ذا لبد شاكي السلاح" ؟
في هذا المثال ذكر ما يناسب المشبه به وهو الأسد وهو ذا لبد ، واللبد وهي الشعر الكثيف في الرقبة يعد ترشيحًا والقرينة المانعة من إرادة المعنى الأصلي المجالسة؛ لأن الأسد لا يمكن أن يُجالس ولا يُقعد معه وإنما يُفر منه.
وفي قوله " شاكي السلاح" ومعنى شاكي السلاح يعني مسلح متوشح بسلاحه هذه مما يلائم المشبه ، لا المشبه به، لأننا استعرنا الأسد للرجل الشجاع ، فقال: شبهنا الرجل الشجاع بالأسد بجامع الفتك والجرأة والشجاعة في كلٍ، وذكرنا ما يلائم المشبه به وهي "ذا لبد" وذكرنا ما يلائم المشبه وهو "شاكي السلاح" فوقعت الاستعارة هنا مرشحة مجردة فصارت مطلقة، تعارضا فتساقطا، فكان ذلك إطلاقًا.
أسئلة الحلقة
السؤال الأول: ما الفرق بين الاستعارة المكنية والاستعارة التصريحية ؟ من خلال المثال المحلل؟
السؤال الثاني: أجرِ الاستعارة في قوله -جل وعز- في آية الحجرات: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلاَ تَجَسَّسُوا وَلاَ يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ ﴾ [الحجرات: 12].
انتهي الدرس الثامن

الدرس التاسع
الاستعارة التمثيلية
أسئلة المراجعة:

س:1 ما الفرق بين الاستعارة المكنية والتصريحية من خلال المثال المحلل؟
ج: الاستعارة المكنية هي ما حُذف فيها المشبه به ,ورُمز له بشيء من لوازمه كقول الحجاج "إني لأرى رؤوسا قد أينعت " فشبه الرؤوس بالثمار وحذف المشبه به ورمز له بشيء من لوازمه وهو كلمة أينعت.
,الاستعارة التصريحية :هي ما صرح فيها بلفظ المشبه به مثل قوله تعالى (الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النّاسَ مِنَ الظّلُمَاتِ إِلَى النّورِ بِإِذْنِ رَبّهِمْ إِلَىَ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) [سورة: إبراهيم - الأية: 1] فشبه الضلالة بالظلمات والهدى والإيمان بالنور ثم حذف المشبه وهو الضلال والهدى ,وأستعير بدلا منه لفظ المشبه به ليقوم مقامه بإدعاء أن المشبه به هو عين المشبه.
س"2 أجر الاستعارة في قوله تعالى: (يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ اجْتَنِبُواْ كَثِيراً مّنَ الظّنّ إِنّ بَعْضَ الظّنّ إِثْمٌ وَلاَ تَجَسّسُواْ وَلاَ يَغْتَب بّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتّقُواْ اللّهَ إِنّ اللّهَ تَوّابٌ رّحِيمٌ) [سورة: الحجرات - الأية: 12] تصريحية ومكنية وبين الدلالة البلاغية في ذلك؟
ج: . شبه الغيبة بالأكل بجامع الانتقاص في كلٍ واللامبالاة ثم اشتق من الأكل الفعل المضارع يأكل على سبيل الاستعارة التصريحية التبعية والقرينة المانعة من إرادة المعنى الأصلي هي كلمة " أحدكم" لأن من يغتاب لا يأكل أكلا حسيا.
,وشبه المغتاب الذي يأكل أعراض الناس ولا يفرق بينهم بحيوان مفترس لايفرق بين ما يأكل بجامع الانتقاص في كلٍ على سبيل الاستعارة المكنية فحذف المشبه به ودل عليه بلازم من لوازمه وهو الأكل , والغرض البلاغي هو التنفير من حال الغيبة وصرف المؤمنين من الوقوع فيها لأنها كبيرة من الكبائر.
________________________________
الــدرس الجــديــد
الاستعارة الـتـمـثـيـلـيـة
المؤلف " القاعدة : الاستعارة التمثيلية تركيب أستعمل في غير ما وضع له لعلاقة المشابهة مع قرينة مانعة من إرادة المعنى الأصلي"
س/ عرف الاستعارة التمثيلية ؟ ولماذا وصفت بأنها تمثيلية ؟
الاستعارة التمثيلية: تركيب استعمل في غير ما وضع له لعلاقة المشابهة مع قرينة مانعة من إرادة معناه الأصلي ، هي من أنواع الاستعارات، لكن تفترق عن بقية الاستعارات من حيث كونها تركيباً.
** ووصف هذه الاستعارة بأنها تمثيلية لمح فيه -حقيقة- تشبيه هذه الاستعارة بالتشبيه التمثيلي، لأن التشبيه التمثيلي هو أن وجه الشبه فيه الجامع بين الطرفين يكون منتزعا من عدة أشياء يضم بعضها إلى بعض، فكذلك أيضًا الاستعارة التمثيلية يكون وجه الشبه فيها منتزعًا من حالات أو أمور يضم بعضها إلى بعض بحيث تؤدي وجه شبه متحد أو ملتقٍ بين المعنى الأصلي للتركيب وبين الحالة التي استعير لها التركيب.

س/ أذكر بعض الأمثلة للاستعارة التمثيلية ؟

1-مثال ذلك: عندما تقول: "أنت تنفخ في رماد" تقوله في حق إنسان يتعب حاله في شيء لا طائل من وراءه فاستعيرت حالة من ينفخ ، فسميت تمثيلية ، مثل الحالة التي يفعلها فلان بعدة أمور: بنفخه، أو عمله، أو جده، أو اجتهاده، عدة أحوال تجمع ثم تطابق أو تشبه بها حالة إنسان قد أكب على رماد فهو يبحث ليلاً ونهارًا عن نار هذا الرماد، فهذا مثل بجامع بذل الجهد في ما لا طائل تحته أو لا نفع وراءه.
2-ـ كذلك قولهم في من يأتي بالقول الفصل في موقعه أو في مقامه: "قطعت جهيزة قول كل خطيب": هذا المثل عربي أصله: أنه وقعت بين حيين من أحياء العرب مقتلة قتل واحد منحي من الأحياء ، ثم اجتمع القوم ليصلحوا بين الحيين من أجل ، فبينما هم -أقطاب القوم- قد اجتمعوا يحاولون ويفكرون في طريقة الصلح المفاوضات قائمة في هذا وكذا إذا بامرأة اسمها جهيزة جاءت صائحة تقول: إن أولياء المقتول قد قتلوا القاتل، فأصبح هذا المثل يستعار لمن يقول القول الفصل في قضية ما.
ـ 3- كذلك الحديث -مثلاً- حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين) هذا يقال في حق من يقع في خطأ ثم يعرف ذلك الخطأ، لكن يأتي بعد مدة فيقع في الخطأ نفسه، أو في الإثم نفسه، فيقال (لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين) ، فالحديث تمثيل لإنسان أدخل يده ويعرف أن هذا الجحر فيه ثعبان أو عقرب أو كذا فلدغته فتأذى وكاد يهلك، ثم جاء مرة أخرى إلى المكان نفسه ثم أدخل يده فلدغته -أيضًا- وقد يكون فيه هلاكه، فيقال: (لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين)، فالمؤمن ينبغي أن يكون حذرًا، إذا وقع في خطأ أو في إثم أو كذا فلا ينبغي أن يكرره، بل ينبغي أن يحرص.
ـ 3- من الأشعار: قول المتنبي
( ومن يك ذا فم مر مريض ** يجد مرًا به الماء الزلال )
يقول: إن المريض الذي اعتراه مرض في فمه إذا أراد أن يشرب الماء العذب يجد أنه مر علقم، لا يكاد يستسيغه ، وضرب لمن لم يعجب بأشعاره يقول إنه مريض الذوق فاسد ، والاستعارة هنا تمثيلية.
4-قولهم "إستسمنت ذا ورم"
مثل يقال فيمن رأى إنسان فبهر به ثم لما نطق تعجب من سقطاته.(كقصة أبي حنيفة المشهورة عندما كف قدمه عند دخول أعرابي عليه ثم لما نطق أتى بشيء عجيب قال أبو حنيفة "آن لأبي حنيفة أن يمد قدمه".


["]المؤلف [/المجاز المرسل: القاعدة: المجاز المرسل كلمة استعملت في غير معناها الأصلي لعلاقة غير المشابهة مع قرينة مانعة من إرادة المعنى الأصلي.
من علاقات المجاز المرسل : السببية – المسَببية – الجزئية – الكلية – اعتبار ما كان – اعتبار ما يكون – المحلية – الحالَّيَّة."[/color
]س/ عرف المجاز المرسل ؟ ولماذا سمي مرسلا ؟
المجاز المرسل: كلمة استعملت في غير معناها الأصلي لعلاقة غير المشابهة مع قرينة مانعة من إرادة المعنى الأصلي ، وسمي المجاز المرسل مرسلاً لإطلاقه عن المشابهة، قيل إن السبب في كونه مرسلاً هو الإرسال بمعنى الإطلاق وعدم التقييد، سمي مرسلاً لأن العلاقة فيه غير المشابهة، ليست مربوطة أو مقيدة بالمشابهة، وقد قيل -أيضًا- إن علاقاته كثيرة غير مقيدة، فهي مطلقة مرسلة.
س/ ما الغرض البلاغي من المجاز المرسل ؟ مع التوضيح بالمثال ؟
الغرض البلاغي :من المجاز المرسل هو المبالغة في تصوير قيمة ذلك الشيء المطلق وبيان أثره.
مثل قوله ﴿ وَيُنَزِّلُ لَكُم مِّنَ السَّمَاءِ رِزْقًا ﴾ بيان أن هذا الذي نأكله هكذا كله نازل عن هذا الغيث العظيم الرزق الحقيقي، فهذا الذي ساقه الله -عز وجل- رزق ، ثم إنه غسل للأجواء، غسل وتنظيف للأجواء المكدرة والأشجار والدنيا كلها تتنظف، حتى الأطيار تفرح به، والأشجار وكل إنسان إلا هذا الإنسان الذي انحرف في النظرة أو جهل أثر هذا الغيث.
س/ ماهي السببية ؟1-السببية هذه مثل أن تقول: رعينا الغيث، الغيث لا يرعى، وإنما رعينا آثاره؛ لأن الغيث سبب لإنبات النبات، ، وليس هنا علاقة مشابهة، لأن الغيث لما كان سببًا كانت العلاقة سببية، ولهذا أطلق السبب وأريد نتيجته، فالسبب المقصود هنا هو النتيجة وهو العشب هو الذي يُرعى بقرينة رعينا، فالقرينة المانعة من إرادة المعنى الأصلي هي لفظة "رعينا" لأن الرعي لا يكون للغيث وإنما الرعي يكون بنتيجة الغيث ونهاياته وهو العشب.
س:ماهي المسَبَّبيَّة.؟2-يطلق المسبب ويريد السبب.مثال : قال تعالى: (هُوَ الّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَيُنَزّلُ لَكُم مّنَ السّمَآءِ رِزْقاً وَمَا يَتَذَكّرُ إِلاّ مَن يُنِيبُ) [سورة: غافر - الآية: 13]
المقصود في الآية نزول المطر والغيث الذي ينتج عنه الرزق فأطلق المسبب وأراد السبب والقرينة المانعة من إرادة المعنى الأصلي هو أن الرزق لا يُرى, والذي يُرى هو الماء النازل من السماء.
س/ وضح بالمثال معني العلاقة الجزئية ؟3-قد تكون العلاقة الجزئية: كقوله -جل وعز1--: ﴿ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ ﴾ [المجادلة: 3] ليس المقصود تحرير رقبة فقط واحدة، المقصود عبد مؤمن، فأطلق الجزء وأريد الكل، فتكون العلاقة عندئذ الجزئية ،
مثال 2 "بث الحاكم عيونه في المدينة" فالعيون هنا جزء من الإنسان مقصود بهم الذين يتقصون ويرون المفاسد أو الأمور التي تخل بالبلد أو بالأمن أو كذا، فهم يتلقطون هؤلاء ويتتبعون حتى يئدوا الفساد وحتى يقضوا ، فالمقصود هنا ليس العين ذاتها وإنما المقصود هو الإنسان نفسه الذي يبحث عن هذا.

س/ قد تكون العلاقة الكلية عكس الجزئية ، وضح ذلك ؟4-

وذلك إذا نظرنا إلى أن الكل قد أطلق وأريد الجزء كقوله -جل وعز- ﴿ وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ ﴾ [نوح: 7] ، فأطلق الكل وهي الأصابع وأراد الجزء ، وهي الأنامل .
وأيضًا في آية البقرة: ﴿ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم ﴾ [البقرة: 19] أي: أناملهم من شدة الصواعق في آية البقرة.
س/ قد يكون من علاقات المجاز المرسل اعتبار ما كان ـ وضح ذلك ؟
5-مثال : قال تعالى: (وَآتُواْ الْيَتَامَىَ أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَتَبَدّلُواْ الْخَبِيثَ بِالطّيّبِ وَلاَ تَأْكُلُوَاْ أَمْوَالَهُمْ إِلَىَ أَمْوَالِكُمْ إِنّهُ كَانَ حُوباً كَبِيراً) [سورة: النساء - الآية: 2]
المقصود باعتبار ما كانوا يتامى لأن دفع الأموال إليهم من قِبَل الأولياء بعد بلوغ اليتيم الرشد, والتعبير باليتامى لترقيق قلوب الأولياء ليتقوا الله فيهم وليستحضروا حال اليتم.
س/ قد يكون من علاقات المجاز المرسل النظر إلى ما سيكون ـ وضح ذلك ؟
6 مثال : قال تعالى: (إِنّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلّواْ عِبَادَكَ وَلاَ يَلِدُوَاْ إِلاّ فَاجِراً كَفّاراً) [سورة: نوح - الآية: 27] , فبعد أن دعاهم نوح عليه السلام ورأى منهم أن كل جيل يركب جادة قومه في الكفر والعناد فقال أن هؤلاء سيلدون كفارا فجارا باعتبار ما سيكون.
مثال : قولهم " النساء يلدن الرجال" باعتبار ما سيكون.
س/ قد يكون من علاقات المجاز المرسل النظر إلى العلاقات المحلية ـ وضح ذلك ؟
7-حيث يطلق المحل ويراد من حل فيه، ﴿ فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ ﴾ [العلق: 17]، النادي لا يدعى، إنما المقصود به من حل به، وأيضًا مثل قوله -جل وعز-: ﴿ وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ ﴾ [يوسف: 82]، فالقرية لا تسأل إنما يسأل أهلها ومن أقام فيها والغرض البلاغي هنا في مثل: ﴿ وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ ﴾ كأن القرية بحيطانها وجدرانها وغرفها ومقاماتها وأسواقها تشهد لهؤلاء ، فهي مبالغة، كأنها لو استنطقت لنطقت بحالهم أو بما وجه إليها من السؤال.
س: قديكون من علا قات المجاز المرسل باعتبار الحالية وضح ذلك؟
6-مثال : قال تعالى: (إِنّ الأبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ) [سورة: الانفطار - الآية: 13]
لما كان النعيم حالا في الجنة أُطلِق النعيم وأُريد به الجنة من باب الإغراء والترغيب في الجنة.
الخلاصة: نخلص من ذلك أن من علاقات المجاز المرسل ثمان .
:1- السببية –2- المسَببية –3- الجزئية –4= الكلية –5- اعتبار ما كان –6- اعتبار ما يكون –7- المحلية –8- الحالَّيَّة."

المؤلف " المجاز العقلي: القواعد:
المجاز العقلي هو إسناد الفعل أو ما في معناه إلى غير ما هو له مع قرينة مانعة من إرادة الإسناد الحقيقي.
لإسناد المجازي يكون إلى سبب الفعل أو زمانه أو مكانه أو مصدره, أو بإسناد المبني للفاعل إلى المفعول أو المبني للمفعول إلى الفاعل"
س/ ما المقصود بالمجاز العقلي ؟
والمجاز العقلي: هو نظير المجاز اللغوي، فلا يقع في المفرد، بل يقع في التركيب، يقع في الإسناد، إسناد الفعل:
مثال: يدرس الطالب الدرس،هنا أسندت الدراسة إلى الطالب إسنادًا حقيقيًا .
، لكن عندما تقول: بنى الحاكم الرياض أو المدينة أو الزهراء مثلاً، هذا إسناد مجازي، تركيب إسناد مجازي، لأن الحاكم نفسه لم يقم هو بيديه ببنائه، وإنما لما كان هو السبب وهو الباذل للمال والمقرر والمصدر للأوامر في هذا نسب الفعل إليه، نسبة مجازية لا حقيقية، فهو إسناد عقلي، والذي أدرك هذا العقل، ولهذا سمي مجازًا عقليًا، فإن العقل يدرك هذا التصرف.
س/ ما المقصود من قولهم: (ما في معناه) ؟
المقصود بما في معنى الفعل، هو ما في معنى الفعل كاسم الفاعل واسم المفعول والمصدر أو نحوه مثل: اسم الفاعل كقولك: "أضارب زيد عمرًا"، أضارب هنا ضارب اسم فاعل، وزيد هو فاعل كأنك قلت: أيضرب زيد عمرًا، فإن اسم الفاعل يعمل عمل فعله، فيعمل عمل فعله فرفع الفاعل ونصب المفعول ، واسم مفعول أيضًا: "أمفهوم الدرس" كأنك قلت: "أفهم الدس" اسم مفعول "مفهوم" هنا قام مقام الفعل المبني للمجهول ، والمصدر مثل قولك: "حبك الأعداء خيانة" بمنزلة أن تقول: "أن تحب الأعداء خيانة" ، فالمصدر يقوم مقام فعله، اسم الفاعل يقوم مقام الفعل، فإسناد الفعل أو ما في معناه إلى غير ما هو له لعلاقة مع قرينة مانعة.
س: من علاقات المجاز العقلي السببية وضح ذلك؟
مثال : قال تعالى: (إِنّ فِرْعَوْنَ عَلاَ فِي الأرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَآئِفَةً مّنْهُمْ يُذَبّحُ أَبْنَآءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ) [سورة: القصص - الآية: 4]
لما كان التذبيح بإذن فرعون وأمره نُسِب الفعل إليه تبشيعا لفعله وتذكيرا أنه السبب الرئيسي فيبوء بآثامهم.
س/ من علاقات المجاز العقلي، العلاقة الزمانية ـ وضح ذلك ؟
مثال: "فلان نهاره صائم وليله قائم" فأنت نسبت الصيام إلى النهار، ونسبت القيام إلى القيام، دلالة على أن الإسناد هنا إلى الزمان والنهار زمن، والليل زمن.
مثال: قوله تعالي ﴿ بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ﴾ [سبأ: 33]، وقال: الليل والنهار لا يمكران، وإنما يمكر فيهما، أي مكركم أي بل مكركم في الليل والنهار، فأسند المكر إلى الليل والنهار تجوزًا، وإنما الليل والنهار ظرفان زمانان يمكر فيهما.
س/ من علاقات المجاز العقلي، العلاقة المكانية ـ وضح ذلك ؟
مثال:: ازدحمت شوارع القاهرة أو شوارع الرياض بالسيارات ، أو تسند من غيرها، تقول: ازدحمت شوارع القاهرة، والمراد بهذا ازدحمت شوارعها بالسيارات، يعني كأن لكثافة السيارات: الشوارع نفسها ازدحمت، أسندت الازدحام إلى الشوارع، والصحيح أن السيارات هي التي ازدحمت، فأسندت هذا لأن الشوارع أمكنة.
2- قوله تعالي﴿ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأنْهَارُ ﴾ [الأعراف: 43] الأنهار ليست تجري؛ لأن الأنهار هي أخاديد مواضع المياه، والذي يجري الماء الذي في النهر، ولكن لما كان الماء ملابسًا للنهر وكان النهر مكانًا للجريان أسند الفعل إلى المكان.
س/ من علاقات المجاز العقلي، العلاقة المصدرية ـ وضح ذلك ؟
مثال: "عظم علم فلان" أسندت العظم إلى العلم، والعلم مصدر لا يسند إليه شيء، المقصود بهذا غزارة علمه ونباهته وظهوره أيضًا.
مثال:: "جد الجد" والجد لا يجد ولكن الشخص المسند إليه جد، جد فلان والمقصود أن فلاناً هو الذي جد، ولكن لما كان جده ظاهرًا ومتمثلاً في حرصه وتبنيه وغير ذلك وبروز هذه المعاني لديه أسندت الجد إلى الفعل نفسه، من باب التجوز وعلى طريقة
س/ من علاقات المجاز العقلي، العلاقة المفعولية ـ وضح ذلك ؟
كقول الحطيئة فيما اشتهر عنه في بيته الذي هجا به الزبرقان بن بدر التميمي -رضي الله تعالى عنه- وتظلم أمام عمر بسبب هذا القول، وهو
:( دع المكارم لا ترحل لبغيتها **واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي) ، فقال الزبرقان "أولا تبلغ مروءتي إلا أن أُطْعَم أو أُكْسَى إن ذلك من شأن النساء"
فأراد عمر أن يخفف عنه فقال "لا أسمع هجاءا" والشاهد قوله "أنت الطاعم الكاسي" فأطلق اسم الفاعل وأسند إليه صفة الإطعام والكسوة والمقصود به المفعولية أي أنك تُطعم وتُكسى.
س/ من علاقات المجاز العقلي، العلاقة الفاعلية ـ وضح ذلك ؟
بأن يطلق الوصف إلى المفعول ويراد الفاعل، كقوله -جل وعز-: ﴿ وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآَخِرَةِ حِجَابًا مَّسْتُورًا ﴾ [الإسراء: 45] والحجاب لا يكون مستوراً، وإنما يكون ساترًا، فالمقصود اسم الفاعل ساتر، فالوصف هنا نسب إلى المفعول والمقصود به الفاعلية، أنه الحجاب نفسه ساتر بينك وبين هؤلاء الكفار، فكأن الحجاب الذي بين النبي -صلى الله عليه وسلم- وبين هؤلاء من غلظه وعظمه كأنه يصبح مستوراً، نفسه ، فإذا كان أصبح مستوراً فمن باب أولى أن يكون ساترًا لمن خلفه أو لمن وراءه.
** أيضًا مثله قوله – عز وجل ﴿ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا ﴾ [مريم: 61] فأطلق اسم المفعول ونسب الوصف إليه "مأتياً" والمقصود به "آتياً" المقصود به وعد الله -عز وجل- في اليوم الآخر آت، فهنا ننظر إلى المؤدى والنهاية وهو الإطلاق وهو كونه اسم الفاعل النتيجة هو أن هذا الوعد هو آتٍ يوم القيامة
.
الــكــنــايــة

س: عرف الكناية مع التمثيل؟
لفظ أُطلِق وأريد به لازم معناه مع جواز إرادة المعنى الحقيقي.
مثل من يكني صديقه فيقول عليه أبو يحيى وهو اسمه سعيد مثلا فسترته بهذه الكنية.
الكناية فيها سوق الشيء بدليله كأنما تقدم الصفة التي أطلقتها على فلان دليلا شاهدا على ذلك.
مثال :
أحمد واسع المجالس كناية عن كرمه.
فلانة نؤومة الضحى كناية عن ترفها وأنها مخدومة.
قال تعالى: (نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لّكُمْ) [سورة: البقرة - الآية: 223] كناية عن أنهن موضع الولد والعشرة.
قال تعالى: ( هُنّ لِبَاسٌ لّكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لّهُنّ) [سورة: البقرة - الآية: 187] كناية عن الستر والبعد عن المحرمات فالزوج يفضي لزوجته وهي تفضي له فيكون ذلك عفة للمجتمع المسلم.

س: تنقسم الكناية إلي ثلاثة أقسام عدديها.؟1-

كناية عن صفة:
تطلق الصفة ولا تريدها ولكن تريد لازمها .
مثال : فلان كثير رماد القدر .
لا تريد كثرة الرماد ولكن تريد أنه تكثر عنده الذبائح والطبخ وكثرة من يرد عنده وهذا دليل على كرمه.
وكذلك قول الخنساء :
طويل النجاد رفيع العماد *** كثير الرماد إذا ما شتى
فطويل النجاد كناية عن طول قامته والنجاد هي حبائل السيف , ورفيع العماد كناية عن النباهة لأنه كلما كان أعمدة بيت الشعر رفيعة دل على نباهة صاحبه.
2- كناية عن موصوف:
يُذكر صفات الشيء مع عدم التصريح به.
مثال : قال تعالى: (أَوَمَن يُنَشّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ) [سورة: الزخرف - الآية: 18]
فلم يذكر الله تعالى النساء ولكن كنى عنهن بهذا الأمر.

فوائد من أسئلة المشاهدين .
قوله تعالى: (وَقَالَ فَرْعَوْنُ يَهَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحاً لّعَـلّيَ أَبْلُغُ الأسْبَابَ) [سورة: غافر - الآية: 36] الإسناد لاشك مجازي لأن الذي سيفعل ليس هامان ولكن العمال فهو مجاز عقلي.
الراجح أن المجاز العقلي من علم البيان لأنه قائم على التصوير, فالمختص بفن التصوير هو البيان.

أسئلة الدرس :
1- ما الفرق بين المجاز المرسل والمجاز العقلي والاستعارة من خلال الأمثلة؟
2- في أي مقام تقول الحديث الشريف "لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين"؟
1- أورد شواهد بليغة للمجازين المرسل والعقلي تكون العلاقة فيهما السببية مع بيان الغرض البلاغي من كل واحد منهما؟





رد مع اقتباس