عرض مشاركة واحدة
قديم 06-05-2010, 12:55 PM   رقم المشاركة : 3
الكاتب

OM_SULTAN

المشرف العام

OM_SULTAN غير متواجد حالياً


الملف الشخصي








OM_SULTAN غير متواجد حالياً


رد: كتاب البلاغة الواضحة( سؤال وجواب)

علم البيان " التشبيه "
أسئلة المراجعة:
س/ ما الفرق بين الفصاحة والبلاغة ؟
أولاً1- الفصاحة: تعنى بالألفاظ وبآلة البيان وهي اللسان:ا- من حيث سلامتها وبعدها عن الغرابة،ب- وسلامة الكلمة نفسها من التنافر ومن –ت- المخالفة للقياس النحوي أوالصرفي، ث- بعدها عن القلق وعن الركاكة وعن الغموض،لأنها قائمة علي الوضوح . البلاغة :فإنها تعنى بالمعاني وبالمقامات .
س:2 متى يكون الكلام فصيحاً بليغاً؟
ج:يكون الكلام فصيحاً بليغاً عندما تكون فصاحة اللفظ سليمة ومنسجمةً ومطابقةً مع بلاغة المعني فإذا انسجم وحسنا هذان الشرطان كان الكلام فصيحاُ بليغاً
س: 3 : أيهما أعم "الفصاحة" أم "البلاغة" ؟ ولماذا؟
الفصاحة أعم من البلاغة: لأنها معنية بعناصر ثلاثة:1- بالكلمة، 2- بالكلام، 3- بالمتكلم.
: أما البلاغة فهي أخص من الفصاحة: لأنها معنية بعنصرين: 1-بالكلام نفسه2- وبالمتكلم. أما الكلمة فلا توصف الكلمة -مفردة أو مستقلة- بأنها بليغة، نقول: جاهد أو ذهب أو قاتل، لا يقال له هذه الكلمة بليغة، لأن دلالة الكلمة لا تظهر بشكل مؤثر إلا في كلام متسق منتظم، فينهما عموم وخصوص فكل كلام فصيح ليس بالضرورة أن يكون بليغًا، لأنه قد يكون قاصرًا عن توفيته للمقام ومناسبته له، ولكن كل كلام بليغ لابد أصلاً أن يكون فصيحًا: فإذا انتظم الكلام الفصيح وناسب المقام وطابقه كان فصيحاً بليغاً
الدرس الجديد: علم البيان " التشبيه
"س/ ماهي مكونات علوم البلاغة التي استقرت عند المتأخرين من البلاغيين ؟1-

علم المعاني2- وعلم البيان3- وعلم البديع، .
س/ عرف علم المعاني ؟ وما الذي يتعلق به ؟
علم المعاني: يتعلق بالتأسيس بحسب المقام، تأسيس الجملة العربية بحسب المقامات، فهو أقرب ما يكون إلى النحو، -وإن شئت- أن تقول إن علم المعاني بشكل خاص أو علم البلاغة بشكل عام هو نحو معلل لم تخطيء بل أصبت الحقيقة، فإن علم المعاني يتعلق بالمقامات من حيث أحوال اللفظة العربية.
عرفه الخطيب:أنه علم يعرف به أحوال اللفظ العربي التي بها يطابق مقتضى الحال : يعرف كيف يؤكد؟ متى لا يؤكد؟ كيف يقدم في كلامه؟ كيف يؤخر؟ يحذف أو يذكر؟ يشبه أولا يشبه؟ يفصل أو يصل؟ يقصر أو لا، كل هذه من دقائق علم المعاني بشكل عام.
س/ عرف علم البيان ؟ وما الذي يتعلق به ؟
علم البيان: علم يعرف به كيفية إيراد المعنى الواحد بطرق مختلفة في وضوح الدلالة عليه : كمعنى الكرم -مثلا- أو معنى الشجاعة أو معنى الجود أو معنى البخل أو كذا؛ يورد بعدة طرق إما من خلال التشبيه أو من خلال الاستعارة أو من خلال المجاز المرسل أو من خلال المجاز العقلي أو من خلال الكناية أو من خلال التعريض بشكل عام،
فعلم البيان: هو علم الصورة، أو علم كيفية إيراد الصورة بطرق مختلفة، أمام الأديب أو المتكلم طرق مختلفة لأن المقصود هو إخراج المعنوي في صورة حسية محسوسة حتى تنقدح في الذهن و -أيضا- تلتصق بالعقل فتثبت وتستقر، فعلم البيان هو علم التصوير بشكل عام
.س/ عرف علم البديع ؟ وما الذي يتعلق به ؟
علم البديع: علم يعرف به وجوه التحسين وجوه تحسين الكلام، سواء من جهة لفظه أو معناه الموافق للمقام، لابد أن يكون ذلك الكلام موافقا للمقام حتى يكون بديعا.
س/ لماذا قدم المؤلفين في كتابهما المشهور البلاغة الواضحة ، علم البيان على علم المعاني ؟
المؤلفين -رحمهم الله- إنما قدما علم البيان على علم المعاني وهذا لافت للنظر لأن أكثر البلاغيين قد قدموا علم المعاني بوصفه تأسيس للجملة العربية ثم ثنوا بعلم البيان ثم ثلثوا بعلم البديع. لمايلي وهو كلام شيخنا حفظه الله
1-وهذا قد يكون مراعى فيه النظر إلى الفصاحة، إذ الفصاحة تعني الوضوح والبيان والإشراق، وعلم المعاني ينبني على تعريف البلاغة نفسها وهي علم المقامات أو علم المطابقة، و علم البلاغة يتعلق بمطابقة الكلام لمقتضى الحال، وعلم المعاني يعنى بأحوال اللفظ العربي التي يطابق بها مقتضى الحال ،
فقدم هنا في هذا الكتاب البيان على المعاني بالنظر إلى مباحث الفصاحة مع البلاغة:
ـ2- قد يكون -أيضا- وجه أخر يعلل به وهو أن الشيخ عبد القاهر الجرجاني وهو شيخ البلاغيين قدم أو ألف على الراجح ألف كتابه الأسرار "أسرار البلاغة" قبل تأليفه دلائل الإعجاز وهو في أسرار البلاغة معظم مباحثه أدارها على التشبيه والتمثيل والاستعارة والكناية والتعريف ما تعلق بتلك المباحث التي هي أصول علم البيان،
فلعلهما نظرا إلى عمل الشيخ عندما قدم الأسرار أو ألف الأسرار -أسرار البلاغة- على كتابه دلائل الأعجاز فيما يترجح ، فتقديم علم البيان والتشبيه يتبعه بالنظر إلى هذين الاعتبارين الفصاحة والأسرار اللذان هما من تأليف الشيخ عبد القاهر.


س: عرف علم البيان مع ذكر أمثله توضح هذا العلم؟

هو علم يعرف به كيفية إيراد المعنى الواحد بطرق مختلفة في وضوح الدلالة على ذلك المعنى.
مثالا على هذا:
الكرم أمام الأديب أو المتكلم، وأمامه عدة طرق حتى يوصل المعنى ويظهر كرم ممدوحه:
1--فمثلا-قد يقول الشاعر -يقصد سبيل التشبيه البليغ-
هو البحر من أي النواحي أتيته *** فلجته المعروف والجود ساحله
تراه إذا مـا جئتـه متهـللاً ** كأنك تعطيه الذي أنت سائله
ولو لم يكن في كفه غير روحه * لجاد بهـا فليتق الله سـائله
فقال هو البحر على التشبيه البليغ ذكر الطرفين الأساسين وهما المشبه والمشبه به، وحذف الأداة ووجه الشبه فشبهه بالبحر، ولا أبلغ من تشبيه الممدوح في العطاء والتدفق بالبحر
2- وقد يسلك الشاعر -مثلا- سبيل الاستعارة كقول المتنبي -مثلا-:
تعرض لي السحابُ وقد قفلنا *** فقلت إليك إن معي السحابَا.
السحاب الأول: -حقيقة- وهو السحاب المعروف في آفاق السماء، والسحاب الثاني: مجاز وهو على سبيل الاستعارة وهو العطاء المتدفق، فشبه ممدوحه بالسحاب على سبيل الاستعارة التصريحية، هذا طريق -أيضا- طريق التجوز والاستعارة .
3- وقد يكون الطريق الآخر المجاز المرسل:
كأن تقول: ( لفلان على أياد في حياتي) تريد النعم والأفضال؛ كما قال الشاعر -أيضا- وهو المتنبي:
له أياد على سابغات *** أعد منها ولا أعددها
فالأيادي المقصود بها النعم المترادفة التي لا أحصيها فسلك سبيل المجاز المرسل فأطلق اليد وأراد بها أثرها وهو النعمة ،
4- وقد يكون السبيل الآخر وطرق البيان لإثبات المدح -مثلا- أو الجود هو الكناية:
كما قال أبو نواس:
ما جازه جود -أي تجاوزوه- ولا حل دونه *** ولكن يسير الجود حيث يسير
وري البيت بيسير وروي -أيضا- (يصير ولكن يصير الجود حيث يصير) يعني يتحول أو ينتقل. حيث صار أو تحول أو انتقل ذلك الممدوح، فهذا سبيل الكناية تكنى عن كرمه بهذه الصورة (فما جازه جود ولا حل دونه) لم يتجاوزه ولم يقصر دونه (ولا حل دونه ولكن يصير الجود حيث يصير) أو (يسير الجود حيث يسير) ، فأمام الأديب أو المتكلم عدة طرق بيانية يختار الأبلغ بحسب مراده بحسب قرائنه أو بحسب .
س/ أذكر مثالا معاصرا ؟
-مثلا- على سبيل التشبيه،: تقول على سبيل التشبيه البليغ -مثلا-: فلان بحرٌ؛ قد تذكر الأداة: تقول فلان كالبحر قد تذكر الأداة ووجه الشبه: فلان كالبحر في العطاء ، فهذا سبيل أو طريق التشبيه .
ـ طريق الاستعارة كأن تقول: ( جئت من بحر لا يرد السائلين ) فقد شبهت ممدوحك بالبحر على سبيل الاستعارة التصريحية، وقولك لا يرد السائلين هذه قرينة تمنع من إرادة المعنى الأصلي ..
ـ الكناية:كذلك تقول: (فلان لا تغلق أبوابه) دليل على كرمه ، (فلان واسع المجالس) دليل -أيضا- على كرمه؛ (فلان -كما قالت العرب سابقا- كثير رماد القدر) كناية عن الحرق والطبخ والقدور المنصوبة على النيران وينتج عنها الكرم وما تعلق به،
س: ماأبرز علوم البيان؟

1-التشبيه هو أصلها،2- ثم المجاز سواء كان لغويا أو عقليا، والعقلي يدخل فيه المجاز المرسل كما سيأتي والاستعارة، 3- طريق الكناية ويدخل فيه أي من الكناية التعريض، وكذلك يدخل الرمز والإيحاء والإيماء وما تعلق بهذه الجوانب وسنبدأ الآن بالتشبيه وهو أصلها ومفتتحها.
قال المؤلف : قاعدة التشبيه هو بيان أن شيئا أو أشياء شاركت غيرها في صفة أو أكثر, بأداة هي الكاف أو نحوها ملفوظة أو ملحوظة"
س/ بين المعنى اللغوي والدلالي لكلمة التشبيه ؟
التشبيه في اللغة:
من قولهم: شُبه الشيء بالشيء أي مُثل به، فلان شبيه فلان أي مثيله أو نظيره، والشبيه: في اللغة هو المثيل والنظير.
في الاصطلاح:
المؤلف (بيان أن شيئا أو أشياء شاركت غيرها في صفة أو أكثر) هذا تعريف ولكن التعريف الدارج قي كتب البلاغيين هو تعريف الخطيب: إلحاق أمر بأمر آخر في صفة أو أكثر بأداة ملفوظة أو ملحوظة.

س/ ماهي أركان التشبيه ؟

أركان التشبيه: هي المشبه:(إلحاق أمر) والمشبه به:(بأمر آخر) ويسميان طرفي التشبيه وأداة التشبيه:(بأداة ملفوظة أو ملحوظة) ووجه الشبه:(في صفة أو أكثر) ويجب أن يكون أقوى وأظهر في المشبه به منه في المشبه
اشاره هامة: - لابد أن يشار هذا كله لغرض بلاغي لأنك لو نظرت إلى النصوص البليغة في القرآن الكريم والسنة المطهرة أو أساليب الشعراء أو نثر العرب فتجد أن كل تشبيه خلفه قصد أوغرض بلاغي. أريد بالتشبيه أن يبين به أو يظهر به ذلك التشبيه
.
س/ أذكر بعض أدوات التشبيه ؟

منها: الكاف وهي أكثر أدوات التشبيه دورانا على الألسنة ، -أيضا- مثل كأن .
س/ ما الفرق بين الكاف وكأن من أدوات التشبيه ؟
الفرق بينهما أن الكاف عندما تقول زيد كالأسد يكون المشبه به بعد الكاف مباشرة أما في قولك كأن زيدًا أسدٌ يكون المشبه بعد كأن مباشرة والمشبه به يكون بعد المشبه ، كأن زيدًا: فزيد هذا مشبه، وأسدٌ مشبه به .
س/ هل يلزم أن يكون التشبيه بالمشاركة للأشياء في كل الصفات ؟
لا يلزم: أن تكون المشاركة في كل الصفات لأنه إذا كانت صفة أو أكثر صفة أو ثلاثة، لكن أن تكون مشاركة في كل الصفات لا يكون تشبيها وإنما يكون عين الشيء؛
وأشار إلى هذا قدامة بن جعفر في نقد الشعر وكذلك أبن رشيق القيرواني في العمدة قال إن المشاركة إنما تكون في صفة أو أكثر من صفة أما مطابقة في جميع الصفات فيكون ذلك المشارك عين الشيء ولا يصح هذا التشبيه، فنقول -مثلا-: وجه فلانة كالبدر لا يعني أنها تشبهه في شكله وخلقته وإنما الصفة الوضاءة ، فمن صفات البدر الوضاءة -مثلا- الجمال في السماء ، وكذلك فلان كالبحر ليس المقصود في كل شيء إذن البحر مالح لا يكاد يشرب، إنما الدلالة العامة في التدفق والعطاء وعدم النضوب، لمح العام
قاعدة:
أركان التشبيه أربعة هي: المشبه والمشبه به ويسميان طرفي التشبيه, وأداة التشبيه ووجه الشبه, ويجب أن يكون أقوى وأظهر في المشبه به منه في المشبه
س/ هل يمكن الاستغناء عن واحد من أركان التشبيه الأربعة ؟ مع التوضيح بالمثال ؟
المؤلفان ذكرا أن لكل تشبيه أربعة أركان: طرفان رئيسان وركنان آخران يمكن أن يستغنى عنهما فالطرفان الرئيسان: هما المشبه والمشبه به، لكن الأداة ووجه الشبه هما ركنان يمكن أن يستغنى عنهما.
* مثال ذلك: إذا قلنا زيد كالأسد في الشجاعة، عندنا أربعة أركان ظهرت:
1- الركن الأول المشبه(زيد) 2- الركن الثاني الأداة( الكاف)3- الركن الثالث. المشبه به ، (الأسد ) ، 4-الركن الرابع( وجه الشبه )الشجاعة وهو المعنى المشترك أو الجامع بين المشبه والمشبه به وهو الصفة الجامعة)، ولابد من هذا الجامع وأن يكون لائقا مناسبا بين المشبه والمشبه به لأنه هو الواسطة أو الرابطة الحقيقية لإلحاق هذا بهذا، لا يمكن أن يحذفا هما المشبه والمشبه به، فإذا حذف الركنان مع الأداة أو إذا حذف الركنان لا يعد تشبيها وهما المشبه والمشبه به، أما إذا حذفت الأداة أو حذف وجه الشبه وبقي الركنان فيسمى هذا تشبيها بليغا ، تقول زيد أسدٌ تحذف الأداة وتحذف وجه الشبه.
* لكن لو حذفت الأداة ووجه الشبه وأحد الركنين كالمشبه كأن يحذف المشبه ويبقى المشبه به أو المشبه به ويبقى المشبه انتقل المقام من كونه تشبيها إلى كونه استعارة، فإن حذف المشبه وبقي المشبه به كانت استعارة تصريحيه وإن حذف المشبه به وبقي المشبه كانت استعارة مكنية.
س/ لماذا وجه الشبه يجب أن يكون أقوى وأظهر في المشبه به منه في المشبه ؟
لأن المشبه به هو الأصل إنما جيء به ليوضح حال المشبه، ولتبين حاله، وليظهر مقداره أو كميته أو إذا كانت القضية عددا أو شيئا من ذلك، فتبين من هذا أن المعول عليه في التشبيه يكاد يكون المشبه به، صحيح أن المقصود إيضاح حال المشبه لكن المشبه به لابد أن يكون معلوما في الذهن ظاهرا بينا وعليه المتكأ في التشبيه، ولهذا قال لابد أن يكون أظهر في ذهن المخاطب لأنه إذا كان المشبه به مجهولا لم يكن لذلك معنى في التشبيه إلا في المقام الذي يستدعي أمورا مجهولة للتهويل أو في التفخيم كما قال -جل وعز-: في الحديث عن شجرة الزقوم في سواء الجحيم: ﴿ طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ ﴾ [الصافات: 65].
س/ ﴿ طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءوسُ الشَّيَاطِينِ كيف يقع المشبه به مجهولا وضح ذلك بالمثال ؟
سئل أبو عبيدة معمَر ابن المثنى المتوفى سنة 208 وقيل 209 في كتابه لما استضافه الفضل بن الربيع وزير هارون الرشيد عام 176هـ تقريبا كان هو شيخ البصرة وعالمها وهو أبو عبيدة واستضيف في بغداد عن طريق الفضل فلما جمع له العلماء والأدباء والشعراء عرف به فانبرى أحد الحاضرين قائلا: يا أبا عبيد نقرأ قوله -جل وعز-: ﴿ طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءوسُ الشَّيَاطِينِ ﴾؛ فكيف يقع المشبه به مجهولا كيف يقع المشبه به وهو رءوس الشياطين؟ لم تر العرب رءوس الشياطين ولم تعرفها كيف تشبه شجرة الزقوم وطلعها برءوس الشياطين؟ فقال أبو عبيدة وقد فتح عليه في ذلك: يا هذا إن الله قد أنزلها على بيان العرب وعلى سنن كلامها ألم تسمع إلى قول أمريء القيس:
أيقتلني والمشرفي مُضاجِعي *** ومسنونةٍ زرقٍ كأنياب أغوال
يقول امرؤ القيس كيف يقتلني -هو يتكلم عن صاحبته يهدده زوجها- كيف يقتلني وبجنبي
سيف حاد أسنانه زرق تشبه أسنان الأغوال، الأغوال جمع غول، والغول: لم ترها العرب ولم
تعرف أنيابها، فوقع المشبه به هنا مجهولا لأن المقام هنا مقام تهديد ووعيد، فالعرب
لم تعرف الغول ولم ترها وإنما هدد به ليذهب الذهن في ذلك كل مذهب، ولو كان المشبه
به محدودا معلوما لعرف وحدد المشبه، ولكن الآن كل عقل وكل وفكر يذهب في ذلك وفي
تصوره في كل مذهب، فكان أبلغ.


س/ ماهي أقسام التشبيه ؟ وما قواعدها ؟
1ـ التشبيه المرسل ما ذكرت فيه الأداة. 2ـ التشبيه المؤكد ما حذفت منه الأداة.
3ـ التشبيه المجمل ما حذف منه وجه الشبه. 4ـ التشبيه المفصل ما ذكر فيه وجه الشبه.
5ـ التشبيه البليغ ما حذفت منه الأداة ووجه الشبه.

س/ ماالمقصود بالتشبيه المرسل ؟

1-التشبيه المرسل هو ما ذكرت فيه الأداة:، والإرسال هنا من الإطلاق بحيث تترك الأداة
ولا تحذف، ، مثال: زيد كالأسد في الشجاعة، هنا نجد أن التشبيه نوعه هو مرسل، وفي
الوقت ذاته مفصل، مرسل من حيث الأداة موجودة زيد كالأسد، ومفصل من حيث إنه
قد ذكر فيه وجه الشبه -الشجاعة-.

س/ لماذا سمي التشبيه المؤكد مؤكدا ؟

2-التشبيه المؤكد ما حذفت منه الأداة :مثال: زيد أسدٌ في الشجاعة ، وسمي مؤكدا
، لأن العادات لما حذفت أخبر عن زيد بكونه أسدا زيد أسدٌ فكأن هناك التصاق وتأكيد
وتثبيت لأسدية زيد، لم يوجد فاصل ولا واسطة بينهما، زيد أسدٌ وليس كالأسد، أسد
مباشرة فأكدنا أسديته وشجاعته بهذا الإلصاق المباشر، ألصقنا الخبر بالمبتدأ من
غير فاصل فكان هذا تأكيدا على أسديته والإخبار به.
س: ماهو التشبيه المجمل مع ذكر مثال؟
3-التشبيه المجمل:
وهو ما حُذِف منه وجه الشبه.
والإجمال تعني الاختصار والإيجاز.
مثال: زيد أسد أو زيد كالأسد.
4-التشبيه المفصل:
وهو ما ذكر فيه وجه الشبه.
مثال: زيد كالأسد في الشجاعة.
5- التشبيه البليغ:
ما حذفت منه الأداة ووجه الشبه
.مثال: زيد أسد أو محمد بحر.
وهذا النوع هو أبلغ أنواع التشبيه من حيث أنه قائم على الإيجاز وفي

الوقت ذاته داخل في الإخبار والتوكيد فحذفت منه الأداة فتأكد وحذف
منه وجه الشبه فأصبح مجملاً محبوكاً, كأنك تخبر في المثال عن زيد كونه
أسد بغير فاصل فهو أسد مطلق من غير تقييد بشجاعة أو أي شيء.
س/ كيف يكون التدرج في أبلغية التشبيه ؟
لو أردنا أن نرتب أبلغية التشبيه من حيث هذه الدرجات نقول
إن التدرج يكون أولا في ثلاثة أمور أو بثلاث مراتب:
المرتبة الأولى:
كون التشبيه مرسلا مفصلا، هذا أقلها ، زيد كالبحر في العطاء ذكرنا الأركان كلها.
المرتبة الثانية أ
والوسطى:
هو كونه مرسلا مجملا، أو مؤكدا مفصلا، مرسلا مجملا مثاله زيد بحر في العطاء، لابد من ذكر الأداة، زيد كالبحر فقط مجمل، حذفنا وجه الشبه زيد كالبحر، مثلها كونه مؤكدا زيد بحر، وفي الوقت ذاته مفصلا، زيد بحر في العطاء هاتان مرتبتان تكادان تكونان مستويتين في الأبلغية.
المرتبة الثالثة: وهي الأبلغ وهي كونه مؤكدا مجملا، مؤكدا من حيث حذف الأداة ومجملا من حيث حذف وجه الشبه.
س/ أذكر أمثلة من القرآن والسنة علي التشبيه البليغ ؟
في قوله -جل وعز- -مثلا-: ﴿ وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ ﴾ [النمل: 88]. فهنا على التشبيه أي الجبال تمر مرورها كمرور السحاب، فحذف الأداة وحذف الوجه وهي مقدرة تمر كمرور السحاب، وحذف الوجه -أيضا- ، فمر السحاب ذكرها فقط هنا للمشبه به ، ووجه الشبه السرعة والحركة وعدم الاستقرار، السحب -أيضا- متحركة وغير مستقرة.
ـ أيضا- في الحديث الشريف: (المؤمن مرآة أخيه)؛ تشبيه بليغ حيث إن ذكر المشبه وهو المؤمن وذكر المشبه به وهو المرآة وحذفت الأداة وحذف وجه الشبه والتشبيه بليغ -حقيقة- وهو يعكس -حقيقة- المؤمن يجب أن يكون مرآة أخيه إذا وجد فيه عوجا أو انحرافا أو عيبا أو قدحا أو منكر عدله بالنصح أو بالملاطفة وذلك تماما كالمرآة عندما تعدل أنت ما ترى من عوج في وجهك أو هيئتك أو شكلك وهذا تشبيه -أيضا- بليغ ظاهر جدًا.
قاعدة3-
تشبيه التمثيل:- القواعد: يسمى التشبيه تمثيلاً إذا كان وجه الشبه فيه صورة منتزعة من متعدد, وغير تمثيل إذا لم يكن وجه الشبه كذلك"
س/ متي يسمى التشبيه تمثيلا ؟ مع ذكر مثال يوضحه ؟
تشبيه التمثيل هو من أجود أنواع التشبيه وأروعها ,ووجه الشبه فيه بين المشبه والمشبه به صورة منتزعة من عدة أمور يضم بعضها إلى بعض فتعطي صورة رائعة كقوله تعالى في حق من يتعلم العلم ولا يعمل به فإن الله قد مثله بالحمار وذلك أخذاً من تمثيل اليهود بالحمار نفسه , قال تعالي:الجمعة: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أ- الله عز وجل مثل حالة اليهود وقد أوتوا من الأحكام ما أوتوا في التوراة ولكنهم لم يعملوا بها فمثلهم كمثل الحمار البليد الذي حُمِّل كتبا وأسفارا فيها أنواع متعددة من الأحكام الشرعية وغيرها وهو لا يعلم عنها شيئاً, فنصيبه التعب والعرق والكدح فقط وليس له استفادة مما يحمله.
والصورة في الآية لليهود ولغيرهم فهي تحذير للعلماء وطلاب العلم وغيرهم ممن يعلم شيئا ولا يعمل به فحذاري أن يكون كذلك.
-والصورة في الآية منتزعة من بين أمور نافعة متعددة فهي صورة قوم نزل عليهم التنزيل وفيه مصالحهم الدنيوية والأخروية ومع ذلك لم ينتفعوا بما فيه ولم يستفيدوا منه والغرض من التشبيه التمثيل والتحذير من مثل هذه الحالة.

س/ هل يكون معنى التشبيه بليغا و مجملا في نفس الوقت ؟
التشبيه المجمل كما نعلم هو ما حذف وجه الشبه فيه، ولا يكون بليغا إلا إذا انضم إلى هذا حذف الأداة، فلا يسمى تشبيها بليغا إلا إذا حذفت أداته، وحذف وجه الشبه فيه فيكون عندئذ بليغا، أما إذا ذكرت الأداة وحذف وجه الشبه بمعنى كان مجملا يصبح عندئذ مرسلا مجملا، مرسلا بذكر الأداة، ومجملا بحذف وجه الشبه.
أسئلة الحلقة
السؤال الأول: رتب درجات التشبيه من حيث الأبلغية ؟ مع التعليل لذلك ؟
السؤال الثاني: أورد شاهدا بليغا على التشبيه البليغ مع بيان سر بلاغته ؟


رد مع اقتباس