المذنب والسياف
 

المذنـــب والسيــــاف
لكي لا أسبح خيالا فتزهو بي الدنيا وأغتر................
لكي لا أتمادى في نثر الكلام وأفضح السر................
لكي لا أنعت في الظلام أني مستبد لا أبصر...............
لهــــــــــذا....... ولـــــــــــــذاك......ولتلــــــــــــــــــــــ ــك:
فضلت أن أكون المذنب السياف .....الجاني الضحية.... الذكي البليد.... الخب اللبيب....
المتهور الهادئ..... الغني القني........ المتعلم الأمي...... الكبير الصغير..........
فضلت تذوق طعم الصديد وعفت مذاق القديد ...وأكل الحرام من لحم خنزير عن حلال من طعام الثريد ... فضلت أن أجترع من نقيع السم الزعاف على شرب ماء زلال فرات من آبار باديتي ...................................ألست بدويا.......؟ ذاك الذي جاع وضاع , ولا زال بين الكثبان والتلال في دوامة الصراع.............؟
أنا المذنب لا أحد غيري.............
أنا السياف ..أجل وجيري............
أراك سيدي القاضي باخعا نفسك.....لا تكلفها أكثر ...؟ لا تحملها أعظم.....؟ لا ترهقها بها أرحم.......؟
أكفيك عناء ...دع حكمك فإني به أعلم... وقد سبقتك إليه لا ترجم....؟
لا تبحث عن سبب الهم والغم .....؟ إني مذنب قبل أن أفكر وقبل أن أقدم....
لا تتعجب بعد , ولا تلم....؟ هكذا تعلمت , وهذا ما علمتني البادية .......
سيدي ...أرجوك كن موجزا للكلم ....أرجوك شدد الحكم.... فأنا المذنب السياف أنا البريء الظالم..... فإن أنت أطلقت سراحي كثر نباحي.... وإن حبستني عظم لومي وتفاقمت جراحي.........
لا تفعل أرجوك .....؟ا أختر لي قتلة ووقعها قبل صباحي.... فقد خمدت منذ زمن جذوة أفراحي ...ألست أنت القاضي هيا زف نغمات أتراحي....وليرتو من هم على ضمإ..؟ هيا سيدي القاضي قبل أن تتشقق أقداحي .......ألم أقل لك أني أنا المذنب السياف ..؟ ؟..؟...؟
إبراهيم تايحي