منتديات أفـــاق دبـــي الثقافيـــة

منتديات أفـــاق دبـــي الثقافيـــة (http://www.afaqdubai.ae/vb/index.php)
-   النحووالصرفArabic grammar (http://www.afaqdubai.ae/vb/forumdisplay.php?f=62)
-   -   أنواع الجمل ومواقعها الإعرابية (http://www.afaqdubai.ae/vb/showthread.php?t=9753)

أفاق : الاداره 06-27-2007 01:58 AM

أنواع الجمل ومواقعها الإعرابية
 
أنواع الجمل ومواقعها الإعرابية


تقديم :
تعريف الكلام ، وتعريف الجملة ، والفرق بينهما :

عرف ابن هشام الكلام : بالقول المفيد بالقصد (1) .

ثم عرفه في موضع آخر بقوله : اعلم أن اللفظ المفيد يسمى كلاما ، وجملة . ونعني بالمفيد ما يحسن السكوت عليه ، وأن الجملة أعم من الكلام ، فكل كلام جملة ، ولا ينعكس (2) .

نستخلص من التعريفين السابقين أن الكلام هو مجموعة الكلمات التي تكون مع بعضها البعض بناء لغويا مفيدا يحسن السكوت عليه . وهذا في حد ذاته ما يعرف بالجملة التامة المعنى ، سواء أكانت جملة اسمية ، أو فعلية .

نحو : محمد مجتهد . أو جاء محمد . أو ما هو في منزلتهما .

نحو : جلدا السارق . أو : إن الطالب مؤدب .

أما عمومية الجملة فالمقصود به كون مجيئها تامة المعنى ، كما مثلنا ، أو ناقصة لا تعطي معنى يحسن السكوت عليه . نحو : إن جاء محمد ، أو : إذا حضر الماء .

وما إلى ذلك . ومن هنا فالجملة أعم من الكلام ، لأن حد الكلام أن يكون قولا مفيدا ، في حين أن الجملة قد تكون مفيدة ، أو لا تكون ، كما أوضحنا .


أقسام الجملة :

تنقسم الجملة إلى قسمين : ـ

أولا ـ جملة اسمية :

وهي كل جملة تبدأ باسم مرفوع يعرب مبتدأ ، ويتممه ، أو يكمل معناه صفة مشتقة مرفوعة تعرف بالخبر . نحو : محمد مسافر . وعليٌّ قادم .

ـــــــــــــ

1 ـ مغني اللبيب ج2 ص274 .

2 ـ الإعراب عن قواعد الإعراب ص60 .



192 ـ ومنه قوله تعالى : {الأعرابُ أشدُ كفرا ونفاقا }1 .

وهذه الصورة هي أبسط صور الجملة الاسمية ، وتعرف بالجملة الاسمية الصغرى ، وهناك صور أخرى للجملة الاسمية ، منها : أن يكون خبر المبتدأ جملة سواء أكانت اسمية ، نحو : الحديقة أزهارها متفتحة .

193 ـ ومنه قوله تعالى : { مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد }2 .

أم جملة فعلية . نحو : الطالب يكتب الدرس .

194 ـ وقوله تعالى : { أنا آتيك به }3 .

وهذا النوع من الجمل يعرف بالجملة الكبرى . لأن جملة أزهارها متفتحة ، جملة صغرى ، فهي مكونة من مبتدأ وخبر ، وفي نفس الوقت في محل رفع خبر المبتدأ "الحديقة " ، الذي يكوِّن مع الخبر الجملة الاسمية ، جملة كبرى .

وكذلك الحال في قولنا : الطالب يكتب الدرس ، فالطالب مبتدأ ، ويكتب فعل مضارع ، والفاعل ضمير مستتر ، والدرس مفعول به ، وهذه الجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ ، وهي تشكل جملة صغرى ، والمبتدأ " الطالب " مع خبره الجملة الفعلية يكوِّن جملة كبرى ، وقس على ذلك الشواهد القرآنية التي أوردنا .

ومن صور الجمل الاسمية أن يكون المبتدأ مصدرا صريحا .

نحو : احترام الناس واجب .

أو مصدرا مؤولا من أن والفعل المضارع .

نحو قوله تعالى : { وأن تصوموا خير لكم }4 . والتقدير : صيامكم خير لكم .

أو معرفا بأل نحو : المجتهدون مؤدبون . أو معرفا بالإضافة ، نحو : كتابي جديد .

وقد يكون المبتدأ ضميرا ، نحو : أنت مهذب .

195 ـ ومنه قوله تعالى : { هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه }5 .

ــــــــــــ

1 ـ 97 التوبة . 2 ـ 18 إبراهيم .

3 ـ 39 النمل .

4 ـ 18 إبراهيم . 5 ـ 67 يونس .

أو اسم إشارة ، أو موصول ، أو استفهام ، أو شرط ... إلخ .

وقد يكون الخبر جملة اسمية ، أو فعلية ، كما أوضحنا في بداية الكلام عن الجملة الاسمية ، أو شبه جملة جار ومجرور . نحو : الكتاب في الحقيبة .

أو ظرف بنوعيه . نحو : الكتاب عندك . والعطلة يوم الجمعة .


ثانيا ـ الجملة الفعلية :

هي كل جملة تبدأ بفعل ، وتؤدي معنى مفيدا يحسن السكوت عليه سواء أكان الفعل ماضيا ، نحو : ذهب أخوك إلى المدرسة .

196 ـ ومنه قوله تعالى : { فأصابهم سيئات ما عملوا }1 .

وقوله تعالى : وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون }2 .

أم مضارعا ، نحو : يلعب محمد بالكرة .

197 ـ ومنه قوله تعالى : { ينبت لكم به الزرع }3 .

وقوله تعالى : { يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت }4 .

أم أمرا ، نحو : قم مبكرا ، وصلِ حاضرا .

198 ـ ومنه قوله تعالى : { وقل ربِّ أدخلني مدخل صدق }5 .

ولا بد للفعل من فاعل ، يأتي على صور مختلفة ، فقد يكون اسما ظاهرا ، كما مثلنا سابقا ، وقد يكون ضميرا متصلا ، نحو : كتبت الواجب .

199 ـ ومنه قوله تعالى : { وربطنا على قلوبهم }6 .

أو ضميرا منفصلا ، نحو : علمته الحساب ، واحترم الكبير . ولا تهمل عملك .

ومنه قوله تعالى : { وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم }7 .

ـــــــــــــ

1 ، 2 ـ 34 النحل . 3 ـ 11 النحل .

4 ـ 27 إبراهيم . 5 ـ 80 الإسراء .

6 ـ 14 الكهف . 7 ـ 49 المائدة .

وقد يلي الفعل فاعل يكون دائما مرفوعا ، أو ما يكمل الجملة من مفعول به .

نحو : كسر المهمل الزجاج .

ومنه قوله تعالى : { ونقلب أفئدتهم }1 .

200 ـ وقوله تعالى : { واذكروا نعمة الله عليكم }2 .

أو حال . نحو : جاء الرجل راكبا .

201 ـ ومنه قوله تعالى : { فادعوه مخلصين }3 .

أو جار ومجرور . نحو : الكتاب في الحقيبة .

ومنه قوله تعالى : { قل آمنا بالله }4 .

أو مفعول معه . نحو : سار التلاميذ وصور المدرسة .

أو مفعول فيه ( الظرف ) . نحو : لعب الأولاد تحت المطر .

وسافرنا ليلة الخميس . وغير ذلك من مكملات الجملة الفعلية .


أنواع الجمل ومواقعها من الإعراب :

تنقسم الجملة من حيث المواقع الإعرابية إلى نوعين .

نوع له موقع إعرابي
، كأن يكون في محل رفع ، أو نصب ، أو جر ، أو جزم . وهذا النوع من الجمل هو الذي يحل محل الاسم المفرد فيأخذ إعرابه .
لأن المفرد هو الذي يوصف بالمواقع الإعرابية كالرفع ، وغيرها .
وهذا النوع من الجمل يعرف بالجمل التي لها محل من الإعراب .

أما النوع الآخر فهي الجملة التي لا محل لها من الإعراب

، والتي لا تحل محل الاسم المفرد .

ـــــــــــــــ

1 ـ 110 الأنعام . 2 ـ 7 المائدة .
3 ـ 65 غافر . 4 ـ 84 آل عمران .

أولا ــ الجمل التي لها محل من الإعراب :

أولا ـ الجملة الواقعة خبرا :

ويشترط فيها أن تشتمل على ضمير يربطها بالمبتدأ ، ومحلها الرفع كما في الصور التالية :

1 ـ أن تكون جملة اسمية . نحو : المدرسة فصولها كثيرة .

المدرسة : مبتدأ ، وفصول : مبتدأ ثان ، وهو مضاف والضمير المتصل في محل جر بالإضافة ، كثيرة : خبر المبتدأ الثاني ، والجملة الاسمية من المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول " المدرسة " ، والرابط بين الجملة والمبتدأ هو الضمير المتصل في المبتدأ الثاني " فصولها " .

2 ـ أو جملة فعلية .

202 ـ نحو قوله تعالى : { الله يعلم الجهر وما يخفى }1 .

الله : لفظ الجلالة مبتدأ . يعلم : فعل مضارع ، والفاعل ضمير مستتر ، والجهر مفعول به ... إلخ ، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ " الله " ، والرابط الضمير " هو " .

3 ـ أو جملة اسمية أو فعلية في محل رفع خبر " إنَّ " ، أو إحدى أخواتها .

نحو : إن السماء غيومها كثيرة .

203 ـ ومنه قوله تعالى : { إن الله يغفر الذنوب }2 .

ونحو : لعل السماء تمطر .

إن : حرف توكيد ونصب ، السماء : اسم إن منصوب .

غيومها : مبتدأ مرفوع ، والضمير في محل جر بالإضافة ، وكثيرة خبر ، والجملة الاسمية في محل رفع خبر " إن " .

لعل : حرف ترجي ونصب ، والسماء : اسم لعل منصوب .

تمطر : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، والفاعل ضمير مستتر جوازا .

والجملة الفعلية من الفعل والفاعل في محل رفع خبر " لعل " .

ـــــــــــــــ

1 ـ 7 الأعلى . 2 ـ 53 الزمر.

4 ـ أو خبر لا النافية للجنس . نحو : لا مهمل ثيابه نظيفة .

ونحو : لا مسيء يحترمه الناس .

ثيابه نظيفة : مبتدأ وخبر ، والجملة الاسمية في محل رفع خبر لا النافية للجنس .

ويحترمه الناس : فعل ومفعول به مقدم ، وفاعل مؤخر ، والجملة الفعلية في محل رفع خبر لا النافية للجنس .

كما تأتي جملة الخبر في محل نصب ، وذلك في المواضع التالية :

إذا كانت خبرا لفعل ناسخ ، " كان وأخواتها ، أو كاد وأخواتها " .

نحو : كانت الأشجار أوراقها خضراء .

ونحو : أمست السماء تتلبد بالغيوم .

ومنه قوله تعالى : { وكانوا يصرون على الحنث العظيم }1 .

فأوراقها خضراء : مبتدأ وخبر ، والجملة الاسمية في محل نصب خبر كان .

وتتلبد بالغيوم : فعل مضارع ، والفاعل ضمير مستتر ، وبالغيوم جار ومجرور ، والجملة الفعلية وما في حيزها في محل نصب خبر أمسى .

ونحو : كاد محمد يفوز بالجائزة .

ومنه قوله تعالى : { يكاد البرق يخطف أبصارهم }2 .

يفوز بالجائزة : جملة فعلية مكونة من فعل ، وفاعل مستتر ، وجار ومجرور ، وهي في محل نصب خبر كاد .

ثانيا ـ الجملة الواقعة حالا :

يشترط فيها أن تشتمل على عائد يربطها بصاحب الحال ، والعائد إما أن يكون الضمير ، أو الواو ، أو الاثنين معا ، أو الواو وقد . وأن يكون صاحب الحال معرفة ، مع عدم وجود المانع من مجيء الجملة حالا .

نحو : حضر الطالب كتابه في يده .

ــــــــــــ

1 ـ 46 الواقعة . 2 ـ 20 البقرة .

جاء الطالب : فعل وفاعل . كتابه : مبتدأ ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . في يده : جار ومجرور ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .

وشبه الجملة متعلق بمحذوف في محل رفع خبر .

وجملة كتابه في يده : في محل نصب حال من الطالب ، والرابط : الضمير المتصل في " كتابه " ، حيث عاد على " الطالب " .

92 ـ ومنه قول الشاعر :

إذا الملك الجبار صعر خده مشينا إليه بالسيوف نعاتبه

الشاهد : : " نعاتبه " ، فهي حال جملة فعلية من الضمير المتصل " نا " في " مشينا " ، والرابط الضمير المتصل " ها " الغيبة في " نعاتبه " .

والتقدير : مشينا إليه بالسيوف معاتبين إياه .

204 ـ ومنه قوله تعالى : { وجاءوا أباهم عشاء يبكون }1 .

وقوله تعالى : { وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله }2 .

ومثال مجيء الرابط : الواو . وصل التلميذ والكتاب في يده .

وصل التلميذ : فعل وفاعل . والكتاب : الواو واو الحال ، الكتاب : مبتدأ . في يده : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر . وجملة المبتدأ والخبر في محل نصب حال ، والرابط بين جملة الحال ، وصاحبها : الواو في " والكتاب " .

93 ـ ومنه قول الشاعر :

كأن سواد الليل والفجر ضاحك يلوح ويخفى أسود يتبسم

الشاهد : " والفجر ضاحك " . حل جمل اسمية ، والرابط فيها الواو .

ومثال مجيء الرابط الواو والضمير معا : صافحت محمدا وهو يبتسم .

صافحت محمدا : فعل وفاعل مستتر ، ومفعول به .

وهو : الواو واو الحال ، هو : ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ .

يبتسم : فعل مضارع مرفوع ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هو .

ــــــــــــــ

1 ـ 16 يوسف . 2 ـ 75 النساء .

وجملة : وهو يبتسم في محل نصب حال من المفعول به " محمدا " .

والرابط : الواو والضمير معا . ولا يكون هذا النوع من الروابط إلا مع الجملة الاسمية . 205 ـ ومنه قوله تعالى : { وماتوا وهم فاسقون }1 .

ومنه قول الشاعر :

ما كنت أحسبني أبقى إلى زمن يسيء بي كلب وهو محمود

الشاهد : " وهو محمود " حال جملة اسمية ، والرابط الواو والضمير .

ومثال الرابط : الواو وقد . قدم الحجاج وقد انهمر المطر .

قدم الحجاج : فعل وفاعل . وقد انهمر : الواو للحال ، قد حرف تحقيق ، انهمر فعل ماض مبني على الفتح . المطر : فاعل مرفوع بالضمة .

والجملة الفعلية : وقد انهمر المطر في محل نصب حال من " الحجاج " ، والرابط : الواو وقد معا . ولا يكون الرابط : " الواو وقد " إلا مع الجملة الفعلية .

ويلاحظ في جميع الجمل التي ذكرناها آنفا ، كأمثلة على الجملة الحالية ، أن صاحب الحال كان معرفة محضة ، مع عدم وجود المانع الذي يمنع مجيء الحال جملة .

فإذا كان صاحب الحال معرفة غير محضة ، كأن يكون اسما معرفا تعريفا جنسيا .

نحو : محمد الأسد بطولاته مشرفة .

فإن الجملة الواقعة بعد الاسم المعرف تعريفا جنسيا يجوز فيها أن تعرب حالا ، أو صفة ، لأن التعريف الجنسي يقرب من التنكير ، ولكن الأفضل إعرابها حالا .

أما المانع لمجيء الجملة الواقعة بعد المعرفة المحضة أن تكون حملة حالية ، هو أن تكون الجملة إنشائية طلبية أمرا ، أو نهيا ، أو استفهاما ، أو عرضا ، أو تحضيضا ، وفي هذه الحالة تكون الجملة مستأنفة لا محل لها من الإعراب .

نحو : هذا متاعي فدعه عندك . ونحو : جاء صديقك فلا تحرجه .

ونحو : سافر محمد فهل ودعته ؟ ونحو : سنقيم الحفل ألا شرفتنا .

ـــــــــ

1 ـ 84 التوبة .

ونحو : بدأ الاختبار فهلاَّ درست .

فالجمل الواقعة ـ في الأمثلة السابقة ـ بعد الأمر ، والنهي ، والاستفهام ، والعرض ، والتحضيض ، ليست جملا حالية ، وإنما هي جمل إنشائية ، لذلك لا محل لها من الإعراب مستأنفة .

ومن موانع وقوع الحال جملة ، أن تأتي بعد معرفة محضة ولكنها مصدرة بحرف من حروف الاستقبال ، كالسين ، وسوف ، أو لن .

نحو : حضر محمد سأسلم عليه . ونحو : سافر عليّ لن أودعه .

فجملة : سأسلم عليه ، في المثال الأول ، وجملة : لن أودعه ، في المثال الثاني ، كل منهما لا تصلح لأن تكون جملة حالية ، لأن الأولى مسبوقة بالسين الدالة على الاستقبال ، والثانية مسبوقة بلن .

ثالثا ـ الجملة الواقعة مفعولا به :

يكون محلها النصب ، وتأتي الجملة مفعولا به في المواضع التالية :

1 ـ أن تكون محكية بالقول . نحو : قال محمد إن أخاك ناجح .

فجملة : إن أخاك ناجح ، جملة اسمية ، مكونة من " إن " واسمها وخبرها ، وهي في محل نصب مقول القول .

206 ـ ومنه قوله تعالى : { قال إني أعلم ما لا تعلمون }1 .

وقوله تعالى : { قالت اليهود عزير ابن الله }2 .

ومنه قول عمر بن أبي ربيعة :

قالت الصغرى : أتعرفن الفتى ؟ قالت الوسطى : نعم هذا عمر

الشاهد : أتعرفن الفتى ، و نعم هذا عمر . وكل من الجملتين وقع في محل نصب مفعول به لفعل القول .

ــــــــــــــــ

1 ـ 30 البقرة . 2 ـ 30 التوبة .

94 ـ ومنه قول الشاعر :

يقولون ليلى في العراق مريضة فياليتني كنت الطبيب المداويا

الشاهد : ليلى في العراق مريضة . فقد وقعت الجملة في محل نصب مفعول به لفعل القول .

2 ـ الجملة الواقعة مفعولا به ثانيا ، أو سدت مسد مفعولين لظن ، أو إحدى أخواتها . نحو : ظننت أخاك سيحضر اليوم .

سيحضر اليوم : السين حرف استقبال مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، يحضر فعل مضارع مرفوع بالضمة ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هو ، واليوم ظرف زمان منصوب بالفتحة .

وجملة : سيحضر اليوم : في محل نصب مفعول به ثان لظن .

ونحو : حسبت أنك مسافر .

أنك مسافر : أنك : أن واسمها ، وسافر : خبرها مرفوع .

والجملة : أنك مسافر : سدت مسد مفعولي حسب .

3 ـ الجملة الواقعة بعد المفعول الثاني في باب : رأى ، وأعلم .

وقد تسد مسد المفعولين .

مثال الجملة الواقعة بعد المفعول الثاني : أعلمت أباك محمدا أخوه ناجح .

أخوه ناجح : جملة اسمية مكونة من المبتدأ والخبر ، وهي في محل نصب مفعول به ثالث للفعل أعلم .

ومثال النوع الثاني :

207 ـ قوله تعالى : { ولتعلمُنَّ أينا أشد عذابا }1 .

فجملة : أينا اشد عذابا . جملة اسمية مكونة من مبتدأ ، والضمير المتصل في " أي " في محل جر مضاف إليه ، اشد : خبر المبتدأ ، وعذابا : تمييز منصوب .

وجملة : أينا وما في حيزها في محل نصب سدت مسد مفعولي يعلم .

ــــــــــــ

1 ـ 71 طه .


4 ـ الجملة الواقعة مفعولا به لأي فعل .

نحو : عرفت من أنت ؟

عرفت : فعل وفاعل . من أنت : مبتدأ وخبر .

وجملة : من أنت ؟ في محل نصب مفعول به للفعل عرف .

95 ـ ومنه قول الشاعر :

ولا توهمت أن الناس قد فقدوا وأن مثل أبي البيضاء موجود

الشاهد : أن الناس قد فقدوا . جملة اسمية في محل نصب مفعول به للفعل توهم .

وهذا النوع الأخير ما يعرف بتعليق العامل ، وهو ترك العمل لفظا دون معنى ، لمانع من الموانع . كأن تكون الجملة مبدوءة باسم استفهام ، والاستفهام لا يعمل فيه ما قبله.

نحو : عرفت متى السفر ؟

فجملة : متى السفر ؟ في محل نصب مفعول به معنى لا لفظا ، لأن الفعل لم يعمل فيها ظاهرا ، لكونها جملة استفهامية .

أو تكون الجملة متصلة بلام التوكيد . نحو : توهمت لأبوك موجود .

فجملة : لأبوك موجود . جملة اسمية في محل نصب مفعول به لـ " توهمت " في المعنى ، وقد امتنع عمل الفعل لفظا لاتصال الجملة بلام التوكيد .

ومن فوائد الحكم على محل الجملة في التعليق بالنصب ، ظهور أثر هذا في التابع .

نحو : عرفت من أنت ؟ وغيرَ ذلك من أمورك .

فـ " غير " معطوفة على محل الجملة المعلقة وهو النصب ، فجاءت " غير " منصوبة .

رابعا ـ الجملة الواقعة نعتا :

وهي الجملة الموصوف بها ، وحكمها أن تكون زائدة ، ولا يختل المعنى بدونها ، ويشترط في موصوفها : أن يكون نكرة ، وتعرب بحسب موقع موصوفها من الإعراب . فإذا كان موصوفها مرفوعا جاءت في محل رفع .

نحو : خطب فينا رجل لسانه فصيح .

خطب : فعل ماض . فينا : جار ومجرور متعلقان بالفعل . رجل : فاعل مرفوع .

لسانه : مبتدأ ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة . وفصيح : خبر مرفوع .

والجملة الاسمية في محل رفع صفة لرجل لأنه نكرة . والرابط الضمير في " لسانه ".

208 ـ ومنه قوله تعالى : { من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة }1 .

وقوله تعالى : { يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة تنبئهم بما في قلوبهم }2 .

وقوله تعالى : { وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى }3 .

فالجمل : لا بيع فيه ولا شراء ، وتنبئهم بما في قلوبهم ، ويسعى . كل منها جاء في محل رفع صفة لموصوف نكرة مرفوع ، وهو : يوم ، وسورة ، ورجل .

وإذا كان الموصوف منصوبا ، جاءت جملة الصفة في محا نصب .

نحو : شاهدت لوحة رسومها معبرة .

شاهدت لوحة : فعل وفاعل ومفعول به .

رسومها معبرة : رسوم مبتدأ ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إلية ، ومعبرة خبر .

وجملة : رسومها معبرة في محل نصب صفة للوحة النكرة المنصوبة .

ومنه قوله تعالى : { واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله }4 .

209 ـ وقوله تعالى : { ألا تقاتلون قوما نكثوا أيمانهم }5 .

فالجملتان : ترجعون فيه إلى الله ، ونكثوا أيمانهم . كل منهما جاء في محل نصب صفة لموصوف نكرة منصوب ، وهو : يوما ، وقوما .

وإذا كان الموصوف مجرورا ، جاءت جملة الصفة في محل جر .

نحو : نعيش في قرية تكثر فيها البساتين .

نعيش : نعيش فعل مضارع ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره : نحن .

في قرية : جار ومجرور متعلقان بنعيش .

تكثر فيها البساتين : تكثر فعل مضارع مرفوع ، فيها جار ومجرور متعلقان بتكثر ،

ـــــــــــــــــــــ

1 ـ 254 . 2 ـ 64 التوبة .
3 ـ 20 القصص . 4 ـ 281 .
5 ـ 13 التوبة .

والبساتين فاعل مرفوع بالضمة .

وجملة : تكثر وما في حيزها في محل جر صفة لقرية .

ومنه قوله تعالى : { ربنا إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه }1 .

وقوله تعالى : { ولا تصل على أحد منهم مات أبدا }2 .

96 ـ ومنه قول الشاعر :

لا أذود الطير عن شجر قد بلوت المر من ثمره

فالجمل : لا ريب فيه ، ومات أبدا ، وقد بلوت المر . كل منها جاء في محل جر صفة لأوصاف مجرورة هي : ليوم ، وعلى أحد ، وعن شجر .

* أما المانع من مجيء الجملة صفة ، أن تكون جملة إنشائية .

نحو : جاء مسكين فلا تحرجه .

فجملة : فلا تحرجه ، إنشائية لأنها طلبية نهي ، فلا يصح إعرابها صفة ، ولكن نعربها جملة مستأنفة لا محل لها من الإعراب .

ونحو : هذا متاع احفظه لي .

فجملة : احفظه لي . جملة مستأنفة لا محل لها من الإعراب لأنها جملة إنشائية طلبية أمر .

ونحو : محمد مريض فهل تزره ؟

فجملة : فهل تزره . مستأنفة لا محل لها من الإعراب لأنها إنشائية طلبية استفهامية .

وقس على ذلك بقية أنواع الجمل الإنشائية الطلبية .

ومن موانع وقوع الجملة صفة ولو سبقها نكرة محضة ، أن تكون الجملة محصورة بإلا . نحو : ما زارني رجل إلا قال خيرا .

وفي هذه الحالة تعرب الجملة الواقعة بعد " إلا " حالا ، ولا تعرب صفة ، لأن " إلا " لا تفصل بين الصفة وموصوفها .

ـــــــــــــــــ

6 ـ 9 آل عمران .

1 ـ 84 التوبة .

خامسا ـ الجملة الواقعة جوابا لشرط جازم :

يشترط في الجملة الواقعة جوابا لشرط جازم أن تكون مقرونة بالفاء ، أو إذا الفجائية . نحو : إن تدرس فلن ترسب .

210 ـ ومنه قوله تعالى : { ومن يضلل الله فلا هادي له }1 .

وقوله تعالى : { فإن انتهوا فإن الله بما تعلمون بصير }2 .

ومثال مجيء جملة الشرط بعد إذا الفجائية : إن نحمل على الأعداء إذا هم هاربون .

ومنه قوله تعالى : { وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون }3 .

211 ـ وقوله تعالى : { وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون }4 .

فالجمل الواقعة بعد " الفاء " ، أو " إذا " الفجائية جاءت في محل جزم بحرف الشرط " إن " . وهذه الجمل بالترتيب هي : فلن يرسب ، فلا هادي له ، فإن الله ... ، إذا هم هاربون ، إذا هم يقنطون ، إذا هم يسخطون .

ونستدل على مجيئها في محل جزم ، أننا إذا عليها فعلا مضارعا جاء مجزوما ، لأنه عطف على المحل ، والمعطوف على محل المجزوم يكون مجزوما .

نحو : متى يجتهد الكسول فإنه ينجح ويحظ بحب الناس .

فالفعل " يحظ " فعل مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، لأنه معطوف على محل الجملة المجزومة الواقعة جوابا للشرط " فإنه ينجح " .

سادسا ـ الجملة الواقعة مستثنى :

يشترط في الجملة الواقعة مستثنى أن يكون الاستثناء منقطعا ، أي أن يكون المستثنى ليس من جنس المستثنى منه .

نحو : لن أعاقب مجتهدا إلا المهمل فعقابه شديد .

فجملة : المهمل فعقابه شديد ، مكونة من مبتدأ أول ، والفاء واقعة في الخبر ، وعقابه

ــــــــــــــــ

1 ـ 186 الأعراف . 2 ـ 36 الروم .
3 ـ 36 الروم . 4 ـ 58 التوبة .

مبتدأ ثان ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة ، وشديد خبر المبتدأ الثاني ، وجملة المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول .

والجملة من المبتدأ الأول وخبره في محل نصب مستثنى .

سابعا ـ الجملة الواقعة مضافا إليه :

يشترط في الجملة الواقعة مضافا إليه أن تكون بعد كلمة مضافة إلى جملة جوازا أو وجوبا . والكلمات التي تقع مضافة إلى جملة هي : ـ

1 ـ الكلمات الدالة على زمان ، سواء أكان ظرفا ، أم غير ظرف ، ككلمة " يوم " ، فهي تكون ظرفا .

212 ـ نحو قوله تعالى : { يوم تبيض وجوه وتسود وجوه }1 .

ولا تكون ظرفا ، بل تعرب حسب موقعها من الجملة .

213 ـ نحو قوله تعالى : { هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم }2 .

فهذا : مبتدأ ، ويوم : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة ، وهو مضاف ، وجملة : ينفع وما في حيزها ، في محل جر مضاف إليه .

2 ـ الكلمات الدالة على مكان ، سواء أكانت ظرفا ، أم غير ظرف ، ككلمة " حيث " فهي تكون ظرفا مكانيا ، نحو : وقفت حيثُ وقف عليّ ، وجلست حيث محمد جالس .

214 ـ ومنه قوله تعالى : { واقتلوهم حيث ثقفتموهم }3 .

وقوله تعالى : { الله أعلم حيث يجعل رسالته }4 .

ولا تكون ظرفا إذا جاءت مجرورة بحرف الجر ، فهي اسم مجرور بمن مبني على الضم في محل جر . نحو : آتيك بالأمر من حيثُ لا تدري .

215 ـ ومنه قوله تعالى : { إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم }5 .

ــــــــــــــــــــــ

1 ـ 106 آل عمران . 2 ـ 119 المائدة .
3 ـ 191 البقرة . 4 ـ 124 الأنعام .
5 ـ 27 الأعراف .

وقوله تعالى : { وأخرجوهم من حيث أخرجوكم }1 .

ومنه قول الشاعر :

عيون المها بين الرصافة والجسر جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري

3 ـ ومن الظروف الملازمة الإضافة إلى الجملة : إذ ، وإذا ، ولمّا الوجودية المفتقرة إلى جواب . نحو : هل تذكر إذ نحن أطفال .

216 ـ ومنه قوله تعالى : { أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت }2 .

وقوله تعالى : { واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم }3 .

97 ـ ومنه قول عنترة :

إذ يتقون بي الأسنة لم أحم عنها ولكني تضايق مُقدمي

ومثال إذا : إذا حضر الماء بطل التيمم .

217 ـ ومنه قوله تعالى : { إذا ذكر الله وجلت قلوبهم }4 .

وقوله تعالى : { إذا جاء نصر الله والفتح }5 .

ومنه قول طرفة :

إذا القوم قالوا من فتى خلت أنني عنيت فلم أكسل ولم أتبلد

ومثال لما الظرفية الوجودية : فرح والدي لمّا نجحت .

وهي بمعنى الحين مبنية على السكون في محل نصب ، إلا أنها متضمنة للشرط ، ولكنها غير جازمة ، لاختصاصها بالدخول على الأفعال الماضية .

218 ـ ومنه قوله تعالى : { فلما أخذتهم الرجفة قال ربِّ لو شئت أهلكتهم }6 .

ومنه قول زهير :

فلما وردن الماء زرقا جمانه وضعن عِصِّي الحاضر المتخيِّم

ـــــــــــــــــــــــــــ

1 ـ 191 البقرة . 2 ـ 133 البقرة .
3 ـ 103 آل عمران . 4 ـ 2 الأنفال .
5 ـ 1 الفتح . 6 ـ 155 الأعراف .

4 ـ ومن الظروف والمصادر التي تضاف جوازا إلى الجملة " لدن " ، وهي ظرف زمان ، أو مكان ، حسب المعنى ، وقد لا تكون ظرفا . و " ريث " ، وهي مصدر من " راث " بمعنى " أبطأ " ، ويعرب المصدر ظرف زمان .

ويشترط في الجملة المضافة إلى " لدن ، وريث " أن تكون فعلية فعلها متصرف متبث . مثال لدن الظرفية : أنت مهذب لدن عرفتك صغيرا .

98 ـ ومنه قول الشاعر :

لزمنا لدن سألتمونا وفاقكم فلا يك منكم للخلاف جنوح

ومثال مجيئها اسما مجرورا : أنت مجتهد من لدن كنت صغيرا .

ومثال ريث : انتظرت ريث حضر أخوك .

99 ـ ومنه قول الشاعر :

خليليَّ رفقا ريث أقضي لبانة من العرجات المذكرات عهودا

فالجمل الواقعة بعد " لدن ، وريث " في محل جر مضاف إليه ، وكذلك جميع الجمل الواقعة بعد الظروف الآنفة الذكر .



ثامنا ـ الجملة التابعة لمفرد :

تنقسم الجملة التابعة لمفرد إلى ثلاثة أنواع : ـ

1 ـ الجملة الواقعة صفة لمفرد مرفوع ، أو منصوب ، أو مجرور .

مثال المرفوع : جاء رجل يركب دابة .

219 ـ نحو قوله تعالى : { من قبل أن يأتي يوم لا بيع في ولا خلال }1 .

ومثال المنصوب : عاقبت طالبا يهمل واجباته .

ومثال المجرور : سلمت على رجل يركب دابة .

ــــــــــــ

1 ـ 31 إبراهيم .

2 ـ الجملة المعطوفة على مفرد مرفوع ، أو منصوب ، أو مجرور .

نحو : محمد قادم وأبوه ذاهب .

وفي ذلك خلاف ، فإذا كان العطف على المفرد تكون جملة " أبوه ذاهب " ، في محل رفع معطوفة على الخبر " قادم " . أما إذا كان العطف على جملة " محمد قادم " ، سيكون الشاهد قد خرج عن موضعه . وهنالك خلاف آخر منشأه أن الواو قد تكون واو الحل ، وبذلك لا تكون جملة " أبوه ذاهب " تابعة لما قبلها .

ومثال المعطوفة على مفرد منصوب : كافأت طالبا شاعرا ويكتب قصة .

ومثال المعطوفة على المجرور ، أو موقعه الجر: نحو : استمعت إلى عجوز منشد ويعزف على الربابة . ونحو : استمعت إلى عجوز ينشد ويعزف على الربابة .

3 ـ الجملة الواقعة بدلا من الاسم المفرد الذي يسبقها :

220 ـ نحو قوله تعالى :

{ ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك إن ربك لذو مغفرة وذو عقاب أليم }1 .

فـ " إن " وما عملت فيه بدل من " ما " وصلتها ، ويجوز أن تكون استئنافية ، كما جاز في قوله تعالى : { وإذا قيل إن وعد الله حق والساعة لا ريب فيها }2 .

فجملة " والساعة لا ريب فيها " يجوز أن تكون استئنافية ، وليست بدلا ومنه أيضا قوله تعالى : { وأسرُّوا النجوى الذين ظلموا هل هذا إلا بشر مثلكم }3 .

فجملة " هل هذا ... إلخ " يجوز فيها أن تكون بلا من اسم الموصول وصلته ، ويجوز فيها أن تكون مفسرة ، والله أعلم . ولكن الأحسن أن نعدل عن إعراب الجمل بدلا ، أو عطف بيان ، لما قد يكون فيها من التكلف في المعنى ، والأفضل أن تكون استئنافية ، كما في الآيتين الأولى والثانية ، وتفسيرية كما في الآية الأخيرة فتدبر ، والله يحفظك.

ــــــــــــــــ

1 ـ 43 فصلت . 2 ـ 32 الجاثية .
3 ـ 3 الأنبياء .

تاسعا ـ الجملة التابعة لجملة لها محل من الإعراب ، وذلك في موضعين :

1 ـ في العطف :

نحو : المتفوق يفوز بالجائزة ، ويحترمه زملاؤه .

ويشترط في الجملة الواقعة بعد الواو ، أن تكون معطوفة على الجملة الصغرى وهي " يفوز بالجائزة " ، لا على الجملة الكبرى وهي " المتفوق يفوز بالجائزة " . هذا إذا اعتبرنا الواو للعطف ، فإذا قدرنا الواو للحال لم تكن الجملة بعدها تابعة لما قبلها .

2 ـ في البدل :

ويشترط في الجملة الثانية الواقعة بدلا أن تكون أوفى من الجملة الأولى ، وأوضح في تأدية المعنى المطلوب . نحو : قلت له ارحل لا تمكث عندنا .

ومنه قوله تعالى : { واتقوا الذي أمدكم بما تعلمون أمدكم بأنعام وبنين }1 .

فجملة " أمدكم ... إلخ " بدل من جملة " أمدكم بما تعلمون " ، لأنها أوضح منها ، وأوفى في تأدية المعنى .
Cant See Links


ثانيا ـ الجملة التي لا محل لها من الإعراب

هي الجملة التي لا تحل محل المفرد ، ولا تأخذ إعرابه ، ولا يقال فيها إنها في موضع رفع ، أو نصب ، أو جر ، أو جزم . وأنواعها على النحو التالي : ـ

أولا ـ الجملة الابتدائية :

ويقصد بها الجملة التي نبتدئ بها الكلام لفظا ، أو تقديرا ، وسواء أكانت اسمية ، أم فعلية .

فالاسمية نحو : محمد مجتهد .

221 ـ ومنه قوله تعالى : { إنَّا أعطيناك الكوثر }1 .

والفعلية نحو : يطوف المسلمون حول الكعبة .

222 ـ ومنه قوله تعالى : { تبت يدا أبي لهب وتب }2 .

فكل من الجملتين السابقتين ، وكذلك الآيتان المستشهد بهما ، لا محل لها من الإعراب ، لأنها جملة ابتدائية تؤدي معنى مستقلا ، ولا يصح أن يحل محلها كلمة مفردة ، وإلا ضاع المعنى .

ومثال الجملة الابتدائية التي يبتدأ بها الكلام تقديرا قول الأفوه الأودي :

بينما الناس على عليائها إذ هَوَوا في هُوّة فيها فغاروا

فلكون " بين " ظرف للفعل " هوى " ، والتقدير : هوى الناس في هوة بينما هم على عليائها . فهي جملة ابتدائية ، وإن كان قبلها جملة " الناس على عليائها " ، لأنها أُخرت لفظا ، وحقها التقديم في أول الكلام تقديرا .

ومنه قوله تعالى : { كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد رزقا }3 .

فلأن " كل " ظرف للفعل " وجد " ، والتقدير : وجد زكريا عندها رزقا كلما دخل

ــــــــــ

1 ـ 1 الكوثر . 2 ـ 1 المسد .
3 ـ 37 آل عمران .

عليها المحراب . فجملة " وجد " ابتدائية ، وإن كان قبلها في الطاهر جملة أخرى .


ثانيا ـ الجملة الواقعة بعد أدوات الابتداء ، وتشمل التالي :

1 ـ الحروف المكفوفة وهي : إنما ، وأنما ، وليتما ، وكأنما ، ولعلما ، لكنما ، وربّما ، وكما .

نحو قوله تعلى : { إنما المؤمنون إخوة } 1 .

وقوله تعالى : { إنما أنت نذير } 2 .

وقوله تعالى : { وإنما أنا نذير مبين } 3 .

ومنه قول كثير :

أراني ولا كفران لله إنما أواخي من الأقوام كل بخيل

ونحو قوله تعالى : { يوحى إليّ أنما إلهكم إله واحد } 4 .

ونحو قول النابغة الذبياني :

قالت ألا ليتما هذا الحمام لنا إلى حمامتنا أو نصفه فقد

ومنه قوله تعالى : { فكأنما خر من السماء } 5 .

ومنه قول الشاعر :

كأنما ضربت قدام أعينها قطنا بمستحصد الأوتار محلوج

ومنه قول الفردزق :

أعد نظرا يا عبد قيس لعلما أضاءت لك النار الحمار المقيدا

ومنه قول امريء القيس :

ولكنما أسعى لمجد مؤثل وقد يدرك المجد المؤثل امثالي

وقول ساعدة بن جؤية :

ولكنما أهلي بواد أنيسه سباع تبغى الناس مثنى وموحدا

ـــــــــــــ

1 ـ 10 الحجرات . 2 ـ 12 هود .
3 ـ 50 العنكبوت . 4 ـ 5 فصلت .
5 ـ 31 الحج .

" ربما " نحو : ربما الغائب يعود .

ومنه قوله تعالى : { ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين } 1 .

" كما " اتصلت ما الزائدة بـ " الكاف " فمنعتها من العمل ، والجملة بعدها ابتدائية لا محل لها من الإعراب . نحو : الشهادة خير الكلام كما الصلاة عمود الدين .

2 ـ " إذا " الفجائية : نحو : خرجت فإذا السماء تمطر .

ومنه قوله تعالى : { فإذا هي حية تسعى } 2 .

وقوله تعالى : { ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين } 3 .

3 ـ أمّأ ، وبل ، ولكن ، وهل ، وما النافية غير الحجازية " التي لا عمل لها " ، وبينا ، وبينما ، وإلاّ الاستثنائية .

وإليك أمثلتها على التوالي :

" أمّأ " قال تعالى : { فأمّا الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم }4 .

ومنه قول سبيع بن الخطيم :

أمّا إذا ضاقت فإن مصيرها هضب القليب فعردت فأقوف

و" أمّا " هنا حرف شرط غير جازم وتفصيل وتوكيد ، وتلزم الفاء جوابها كثيرا .

" بل " نحو قوله تعالى : { بل تؤثرون الحياة الدنيا } 5 .

وقوله تعالى : { أم يقولون به جنة بل جاءهم بالحق }6 .

و" بل " حرف ابتداء يفيد الإضراب .

" لكن " المخففة من الثقيلة لا عمل لها ، وهي حرف استدراك إذا سبقها نفي وتدخل على الجمل الفعلية والاسمية ، مثال الفعلية :

قوله تعالى : { ولكن كانوا أنفسهم يظلمون } 7 .

ــــــــــــــ

1 ـ 2 الحجر . 2 ـ 20 طه .
3 ـ 108 الأعراف . 4 ـ 26 البقرة .
5 ـ 14 الأعلى . 6 ـ 70 المنافقون .
7 ـ 118 النحل .

ومنه قول العجير السلوسي :

ولكن ستبكي خطوب كثيرة وشعت أهينوا في المجالس جوع

ومثال دخولها على الجمل الاسمية وهي عنئذ ابتدائية لمجرد إفادة الاستدراك .

قوله تعالى : { لكن الراسخون في العلم منهم } 1 .

ومنه قول زهير :

إن ابن ورقاء لا تخشى بوادره لكن وقائعه في الحرب تنتظر

" هل " وهي حرف استفهام مبني على السكون لا محل له من الإعراب ولا يعمل فيما بعده ، ويختص بالتصديق والإيجاب ، ويفيد معرفة مضمون الجملة ن ويدخل على الأفعال ، والأسماء .

نحو قوله تعالى : { هل أتى على الإنسان حين من الدهر } 2 .

ومنه قول عنترة :

هل غادر الشعراء من متردم أم هل عرفت الدار بعد توهم

ومثال دخولها على الأسماء قول الحارث بن حلزة :

أيها الناطق المُرَقِّش عنا عند عمرو وهل لذاك فداء

وقوله :

كتكاليف قومنا إذ غزا المنذ ر هل نحن لابن هند رِعاء

ومنه قول امرئ القيس :

وإن شفائي عبرة مهراقة فهل عند رسم دارس من مُعَوَّل

" ما " النافية غير العاملة ، وتختص بالدخول على الأفعال ، وتعرف بالتميمية ، أو غير الحجازية ( لأن ما الحجازية تعمل عمل ليس ) .

نحو قوله تعالى : { قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي }3 .

ـــــــــــ

1 ـ 162 النساء . 2 ـ 1 الإنسان .
3 ـ 15 يونس .


ومنه قول عمر بن أبي ربيعة :

وما راعني إلا مناد ترحلوا وقد لاح مفتوق من الصبح أشقرا

مثال " بينا " قال الأفوه الأودي :

فبينا نحن نرقبه أتانا معلق فضة وزنا ذراعي

مثال " بينما " قوله أيضا :

بينما الناس على عليائها إذ هو وافي هوة فيها فغاروا


ثالثا ـ الجملة الواقعة بعد أدوات التحضيض :

وهي : هلاّ ، ولوما ، ولولا غير الشرطية إذا تلاهما فعل مضارع .

نحو : هلاّ تساعدنَّ المحتاج .

وهي تفيد التوبيخ إلى جانب التحضيض أذا دخلت على الفعل الماضي كقول عنترة :

هلاّ سألتِ الخيل يا بنة مالك أن كنت جاهلة بما لا تعلمِ

ونحو قوله تعالى : { لوما تأتينا بالملائكة إن كنت من الصادقين } 1 .

ونحو قوله تعالى : { لولا تستغفرون الله } 2 .



رابعا ـ الجملة المستأنفة :

هي الجملة المنقطعة عما قبلها صناعيا (3) ، وتأتي في وسط الكلام ، أو الجملة التي نفتتح بها كلاما جديدا .

نحو : مات فلان رحمه الله .

ـــــــــــــ
1 ـ 7 ، 8 الحجر . 2 ـ 46 النحل .
3 ـ إعراب الجمل ، د / فخر الدين قباوة ص 36 .

المقصود بالاتباع الصناعي عدم التعلق باتّباع ، أو إخبار ، أو وصفية ، ولا يضر الارتباط

المعنوي ، لأن الارتباط المعنوي لا يستلزم محلا إعرابيا .

فجملة " رحمه الله " جاءت بعد اسم معرفة ، ولكنها لم تكن حالا منه ، بل هي جملة جديدة ، ومنقطعة عن الجملة السابقة ، لأنها دعاء له بالرحمة ، لذلك تسمى الجملة الأولى " مات فلان " جملة ابتدائية ، ونسمي الجملة الثانية " رحمه الله " جملة استئنافية .

223 ـ ومنه قوله تعالى : { قالت ربي إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت }4 .

ومن الجمل الاستئنافية الجملة المؤخر عنها العامل في باب " ظن " .

نحو : محمد مقصر أظن .

فجملة " أظن " وفاعلها المقدر ، لا محل لها من الإعراب استئنافية .

والجملة المستأنفة هي الجملة الكائنة جوابا لسؤال مقدر . أو جوابا لنداء .

فمثال جواب السؤال المقدر .

224 ـ قوله تعالى : { ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا : سلاما ، قال سلام }1 .

فجملتا القول استئنافيتان ، لأنهما جواب لسؤال مقدر هو : ماذا قالوا ؟

ومنه قوله تعالى :

{ هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال سلام قوم مكرمون }2 .

فجملة القول الثانية جواب لسؤال مقدر هو : فماذا قال لهم ؟

وهذا النوع يعرف بالاستئناف البياني ، لأن جملة الجواب المستأنفة تكون جوابا لسؤال مقدر كما مر معنا .

أما الأنواع الأخرى من الجمل الاستئنافية فتعرف بالاستئناف النحوي ، والاستئناف البياني نوع من الاستئناف النحوي ، وليس كل استئناف نحوي يكون بيانيا .

ومثال جواب النداء قول جميل بثينة :

أبُثينَ إنّك قد ملكتِ فأسجحي وخذي بحظك من كريم واصل

ــــــــــــ

1 ـ 36 آل عمران . 2 ـ 69 هود .
3 ـ 24 ، 25 الذاريات .

ومنه قول الأخطل :

أعاذلَ ما عليكِ بأن تَرَيني أُباكر قهوة فيها احمرار

وكثيرا ما تدخل على الجمل المستانفة أحرف تعرف بأحرف الاسئناف وهي :

الفاء ، والواو ، وثم ، وحتى ، وبل التي للإضراب الانتقالي ، وأو التي بمعنى بل ، وأم المنقطعة ، ولكن مجردة من الواو العاطفة

فمثال المقرونة بالفاء قوله تعالى : { بل لعنهم الله بكفرهم فقليلا ما يؤمنون } 1 .

وقوله تعالى : { قد جاءكم بصائر من ربكم فمن أبصر فلنفسه } 2 .

وقوله تعالى : { ونصحت لكم فكيف آسي على قوم كافرين } 3 .

ومثال المقرونة بالواو قوله تعالى : { إن الذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا وأولئك هم وقود النار } 4 .

وقوله تعالى : { كما سئل موسى من قبل ومن يتبدل الكفر بالإيمان فقد ضل } 5 . وقوله تعالى : { ولا مبدل لكلمات الله ولقد جاءك من نبأ المرسلين } 6 .

ومنه قول امريء القيس وقد اجتمع فيه جملتان استئنافيتان الأولى مقرونة بالواو والثانية بالفاء :

وقوفا بها صحبي عليَّ مطيهم يقولون لا تهلك أسىً وتجمل

وإنَّ شفائي عبـرة مهـراقة فهل عند رسم دارس من معوَّل

الشاهد في البيت الثاني قوله : وإن شفائي ، وقوله : فهل عند رسم .

والمقرونة بـ " ثم " .

قوله تعالى : { فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشئ النشأة الآخرة } 7 .

ـــــــــــ

1 ـ 88 البقرة . 2 ـ 104 الأنعام .
3 ـ 93 الأعراف . 4 ـ 10 آل عمران .
5 ـ 108 البقرة . 6 ـ 34 الأنعام .
7 ـ 20 العنكبوت .

ومثال المقرونة بـ " حتى " قول الفرزدق :

فيا عجبا حتى كليب تسبني كأن أباها نهشل أو مجاشع

والمقرونة بـ " بل " قوله تعالى :

{ وذكر اسم ربه فصلى بل تؤثرون الحياة الدنيا } 1 .

ومثال المقرونة بـ " أو " .

قوله تعالى : { وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون } 2 .

والجملة المستأنفة بعد " أو " : هم يزيدون على تقدير هم المحذوف .

والمقرونة بـ " أم .

" قوله تعالى : { هل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور } 3 .

ومثال المقرونة بلكن قول زهير :

إنَّ ابن ورقاء لا تخشى غوائله لكن وقائعه في الحرب تُنتَظر


خامسا ـ جملة صلة الموصول الاسمي ، أو الحرفي :

هي الجملة التي تكون صلة لاسم موصول ، أو حرف مصدري .

وأسماء الموصول هي : الذي ، التي ، اللذان ، اللتان ، الذين ، الأُلَى ، اللواتي ، اللاتي ، اللائي ،

أل ، مَن ، ما ، ذا ، ماذا ، ذو ، أئٌّ ، أيّة .

نحو : جاء الذي فاز بالجائزة .

225 ـ ومنه قوله تعالى : { الذي جعل لكم الأرض مهادا }4 .

وقوله تعالى : { الذي علم بالقلم }5 .

ومنه قول الفرزدق :

هذا الذي تعرف البطحاء وطأته والبيت يعرفه والحل والحرم

ــــــــــــــــ

1 ـ 15 ، 16 الأعلى . 2 ـ 147 الصافات .
3 ـ 16 الرعد .4 ـ 10 الزخرف .
5 ـ 4 العلق .


ومنه قول مجنون ليلى :

وأنتِ التي ما من صديق ولا عِدا يرى نِضوَ ما أبقيت إلا بكى ليا

ومنه قوله تعالى : { ربنا أرنا اللذين أضلانا } 1 .

ومنه قول الأخطل :

هما اللتان لو ولدت تميم لقيل : فخر لهم صميم

وقوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله } 2 .

ومنه قول الحطيئة :

وأرى الذين حووا تراث محمد أفلت نجومهم ونجمك يسطع

ومنه قوله تعالى : { وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم } 3 .

وقوله تعالى : { واللائي يئسن من المحيض } 4 .

ومنه قول يزيد بن الحكم :

يقول الخنا وأبغضُ العجم ناطقا إلى ربنا صوت الحمار اليُجدَّع

الشاهد قوله : " اليجدع " فـ " أل " موصول اسمي بمعنى الذي .

ومنه قول الفرزدق :

ما أنت بالحكم الترضى حكومته ولا الأصيل ولا ذي الرأي والجدل

الشاهد قوله : " الترضى " فـ " أل " موصول أسمي لذلك اتصل بالفعل ، أي : الذي ترضى .

ومنه قول عمرو بن كلثوم :

فصالوا صولة فيمن يليهم وصلنا صولة فيمن يلينا

الشاهد قوله : " فيمن " من اسم وصول للعاقل .

ومنه قول زهير:

سعى ساعيا غَيظِ بنِ مُرَّةَ بعدما تبزَّلَ ما بين العشيرة بالدم

ــــــــــــ

6 ـ 29 فصلت . 4 ـ 35 المائدة .
5 ـ 23 النساء . 6 ـ 4 الطلاق .

الشاهد قوله : " ما " اسم موصول لغير العاقل .

ومنه قول لبيد :

لا تسالان المرء ما ذا يحاول أنحبٌ قضى أم ضلالٌ وباطلُ

الشاهد فيه : " ذا " اسم موصول .

ومنه قول القوال الطائي :

قولا لهذا المرء ذو جاء ساعيا هلُمَ فإن المَشرفيَّ الفرائضُ

الشاهد قوله : " ذو " وهو اسم موصول ، والأكثر فيه ألا يؤنث ، ولا يثنى ، ولا يجمع ، ويكون مبنيا على السكون ، وقد يعرب إعراب الأسماء الخمسة كما في قول منظور بن سحيم :

فإما كرام موسرون لقيتهم فحسبي من ذي عندهم ما كفانيا

الشاهد قوله " من ذي " فذي اسم موصول أعرب إعراب الأسماء الخمسة فجر بمن وعلامة جره الياء ، وقد حذفت منه صلة الموصول لدلالة الظرف " عند " عليها .

ومنه قول الأعشى :

يضرب الأدنى إليهم وجهه لا يبالي أيَّ عينيه كَفَحْ

الشاهد قوله : " أيّ " وهي اسم موصول معرب ، وقد تؤنث ، ويجب أن تضاف إلى معرفة كما في الشاهد المذكور خلافا للكوفيين ، فإن اضيفت إلى ضمير وكانت صلتها جملة اسمية محذوفة الصدر جاز فيها الإعراب والبناء على الضم .

نحو قوله تعالى : { ثم لننزعنَّ من كل شيعة أيهم أشد على الرحمن عِتيّا }1 .

وللاستزادة راجع اسم الموصول في الموسوعة .

أما الموصول الحرفي : فهو عبارة عن الأحرف المصدرية التي تشكل مع ما بعدها مصدرا مؤولا له محل من الإعراب ، وما يليها يكون صلة لها لا محل له من الإعراب وهي : أنْ ، وما ، وكي ، وأنّما . نحو : سرني أن نجحت .

ــــــــــــ

1 ـ 69 مريم .

ومنه قول معن بن أوس :

يحاول رَغمي لا يحاول غيره وكالموت عندي أن يَحُلَ به الرَّغمُ

الشاهد قوله : " أن يحل " فأن حرف مصدري ونصب يحتاج إلى صلة ، والفعل " يحل " صلته ، وأن والفعل في تأويل مصدر تقديره " حلول " في محل رفع مبتدأ مؤخر ، والجار والمجرور متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم .

ونحو قوله تعالى : { وضاقت عليكم الأرض بما رحبت }1 .

ومنه قول الشاعر :

يسر المرء ما ذهب الليالي وكان ذهابهن له ذهابا

الشاهد في الآية قوله تعالى : " بما رحبت " فما مصدرية ، والفعل " رحب " وما في حيزه صلتها ، ويشكلان معا مصدرا مؤولا في محل جر بالباء .

والشاهد في البيت قوله : " ما ذهب " فما مصدرية ، وجملة ذهب صلتها ، والمصدر المؤول من " ما " والفعل في محل نصب مفعول به للفعل يسر .

ومنه قوله تعالى : { لكي لا يكون على المؤمنين حرج } 2 .

وقوله تعالى : { لكي لا تأسوا على ما فاتكم } 3 .

ومنه قول أبو ذؤيب الهذلي :

تريدين كي ما تجمعيني وخالدا وهل يجمع السيفان ويحك في غمد

ومنه قوله تعالى : { يوحى إليّ أنما إلهكم إله واحد }4 .

فالجمل الواقعة بعد أسماء الموصول ، أو بعد الحرف المصدري ، الذي يحتاج إلى صلة ، كلها جمل لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .

ـــــــــــــ

1 ـ 25 التوبة . 2 ـ 37 الأحزاب .
‍3 ـ 23 الحديد . 4 ـ 6 فصلت .

سادسا ـ الجملة المعترضة :

هي الجملة الواقعة بين شيئين متلازمين ، يحتاج كل منهما للآخر ، وفائدتها تقوية الكلام وتوضيحه ، أو توكيده ، أو تحسينه .

مثال تقوية الكلام وتوضيحه قول قطري بن الفجاءة :

فإن أمت حتف أنفي لا أمت كمدا على الطعان وقصرُ العاجز الكمدُ

ولم أقل لم أساقِ الموتَ شاربَه في كأسه والمنايا شرّعٌ وُرُدُ

الشاهد قوله : قصر العاجز الكمد ، حيث جاءت الجملة معترضة بين المعطوف عليه ، والمعطوف لإفادة التقوية والتوضيح .

ومثال المعترضة للتوكيد قول : عمرو بن شاس

أرَدْتِ عرارا بالهوان ومن يرد عرارا لعمري بالهوان فقد ظلم

الشاهد قوله : لعمري ، فقد جاءت جملة القسم معترضة بين الفعل ، والجار والمجرور المتعلق به لغرض التوكيد .

ومثال التحسين قول زهير :

سئمت تكاليف الحياة ومن يعش ثمانين حولا لا أبا لك يسأم

الشاهد قوله : لا أبا لك جملة معترضة بين فعل الشرط وما في حيزه ، وبين جوابه ، وليس الفرض منه التوكيد ، أو التوضيح ، وإنما جاء به الشاعر على عادة العرب في إجرائهم إياه مجرى المثل لغرض التحسين .

وتقع الجملة المعترضة في المواضع الآتية : ـ

1 ـ بين الفعل وفاعله . نحو : وصل ـ أظن ـ أبوك .
2 ـ بين الفعل ونائب الفاعل . نحو : توفي ـ أعتقد ـ المريض .
3 ـ بين الفعل ومفعوله . نحو صافحت ـ رعاك الله ـ رجلا شجاعا .
4 ـ بين المبتدأ وخبره . نحو : أنت ـ حماك الله ـ صديق مخلص .
5 ـ بين اسم كان وخبرها . نحو : كان عليّ ـ رحمه الله ـ أمينا في صداقته .
6 ـ بين اسم إن وخبرها . نحو : إن أخاك ـ والله ـ شهم .
7 ـ بين الشرط وجوابه . نحو : إن زرتني ـ إن شاء الله ـ تجدني في انتظارك .

226 ـ ومنه قوله تعالى :

{ وإذا بدلنا آية مكان آية ـ والله أعلم بما ينزل ـ قالوا إنما أنت مفتر }1 .

8 ـ بين المضاف والمضاف إليه . نحو : استعرت كتاب ـ والله ـ محمد .

9 ـ بين القسم وجوابه .

والله ـ والحق يقال ـ لأكافئنَّ الفائزين .

227 ـ وقوله تعالى : { فالحق والحق أقول لأملأن جهنم منك وممن تبعك }2 .

10 ـ بين الموصول والصلة ، نحو : جاء الذي ـ أشهد ـ قد فاز بالسباق .

11 ـ بين الموصوف والصفة . نحو : أعطف على رجل ـ والله ـ فقير .

12 ـ بين أجزاء الصلة . نحو : حضر الذي خيره ـ لا شك ـ يعم الجميع .

13 ـ بين الجار والمجرور . نحو : ذهبت إلى ـ والله ـ عملي مبكرا .

14 ـ بين قد والفعل . نحو : قد ـ والله ـ نجح محمد .

100 ـ ومنه قول الشاعر :

أخالد قد ـ والله ـ أوطأت عشوة وما قائل المعروف فينا يعنفا

15 ـ بين سوف والفعل . نحو : سوف ـ والله ـ ينجح المجد .

101 ـ ومنه قول الشاعر :

ما أدري وسوف ـ أخال ـ أدري أقوم آل حصن أم نساء

16 ـ بين حرف النفي ومنفيه : نحو : لا ــ والله ــ أقصر في عملي .

102 ـ ومنه قول الشاعر :

ولا ـ أراها ـ تزال طاغية تحدث لي نكبة وتنكؤها

ونحو : ما ـ أظنه ـ يفلح الكسول .

وقد يأتي أكثر من جملة معترضة في الموضع الواحد .

نحو : محمد ـ والله ، والحق أقول ـ لن يقصر في خدمة الوطن .

في جميع الأمثلة السابقة ، نجد صورا مختلفة لجمل معترضة في مواطن شتى بين جزأين

ـــــــــــــ

1 ـ 10 النحل . 2 ـ 85 ص .

متلازمين من الكلام ، وفي بعض المواطن بين الفعل وما قد يسبقه من بعض الحروف ، وهذه الجمل لا محل لها من الإعراب .

وقد يسبق الجملة المعترض بعض الأحرف التي تسمى بأحرف الاعتراض وهي في الأصل أحرف استئناف ، أو عطف ، وهذه الأحرف هي :

1 ـ " الفاء " كما في قول علقمة الفحل :

وأنت امرؤٌ أفضتْ إليك أمانتي وقبلك ربَّتني فضِعت رُبُوبُ

ومنه قوله تعالى : { ومن دونهما جنتان فبأي آلاء ربكما تكذبان مدهامتان }1 .

2 ـ " الواو " .

كقوله تعالى : { فلما وضعتها قالت : ربِّ إني وضعتها أنتى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى } 2 .

ومنه قول متمم بن نويرة :

لعمري وما دهري بتأبين هالك ولا جزعٍ مما أصاب فأوجعا

لقد كفّن المِنهال تحت ردائه فتى غير مبطان العشيات أروعا

الشاهد قوله : وما دهري … إلخ جملة معترضة مقرونة بواو الاعتراض .

3 ـ " إذ " التعليلية .

كقوله تعالى : { ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون }3 .

ومنه قول مجنون ليلي :

فيا ربِّ إذ صيرت ليلى هي المنى فزِنِّي بعينيها كما زنتها ليا

الشاهد قوله : إذ صيرت . جملة اعتراضية مقرونة بـ " إذ " .

4 ـ " حتى " الابتدائية .

كقوله تعالى { وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار }4 .

ـــــــــــ

1 ـ 62 ـ 64 الرحمن . 2 ـ 36 آل عمران .
3 ـ 39 الزخرف . 4 ـ 18 النساء .

ومنه قول الشاعر :

عممتم بالندى حتى غُواتُهُمُ فكنت مالك ذي غَيٍّ وذي رشدِ

5 ـ اللام الموطئة لجواب القسم : وهي اللام الداخلة على أداة الشرط ، للإذان بأن الجواب بعدها مبني على قسم قبلها ظاهر ، أو مقدر لا على الشرط ، وقد عد النحاة اللام الموطئة للقسم من الأحرف الاعتراضية لأنها تتصدر الجملة الشرطية فتجعلها اعتراضية .

مثال القسم الظاهر قول الشاعر :

لعمري لئن كنتم على النأي والغنى بكم مثل ما بي إنكم لصديق

فالقسم الظاهر قوله : لعمري ، والجملة الشرطية معترضة بين القسم وجوابه : إنكم لصديق .

ومثال القسم المقدر قمل الشاعر :

لمتى صلحت ليُقضينْ لك صالح ولتُجزَيَنَّ إذا جُزيتَ جميلا

فالقسم في هذا الشاهد مقدر قبل اللام الموطئة ، والجملة معترضة بين القسم المقدر وجوابه .

الفرق بين الجملة المعترضة ، وبين جملة الحال :

نتيجة للالتباس الذي كثيرا ما يقع بين الجملة الاعتراضية ، والجملة الحالية ، حاول النحاة وضع بعض الفوارق التي تميز بين الجملين حتى لا يختلط الأمر على الدارس ، وهذه الفوارق هي :

1 ـ الإنابة عن المفرد :

الجملة الحالية كما مر معنا جملة لها محل من الإعراب ، لذلك فهي تحل محل الاسم المفرد ، وتنوب عنه في إعرابه .

أما الجملة الاعتراضية فهي من الجمل التي لا محل لها من الإعراب ، ولا تحل محل المفرد .

2 ـ الإنشاء :

قد تأتي الجملة الاعتراضية إنشائية ، في حين لا تكون الجملة الحالية كذلك .

والشاهد على ذلك قول جميل :

يقولون جاهد يا جميل بغزوة وأيَّ جهاد غيرَهنَّ اريد

الشاهد قوله : يا جميل ، وهي جملة نداء إنشائية قد اعترضت بين الفعل " جاهد " وبين الجار والمجرور المتعلق بالفعل وهو " بغزوة "

وكذلك قول ابن هرمة :

إن سليمى والله يكلؤها ظنت بشيء ما كان يرزؤها

فالشاهد قوله : والله يكلؤها ، وهي جملة دعاء إنشائية ، وقعت معترضة بين اسم إن وخبرها .

3 ـ الاستقبال :

قد تبدأ الجملة المعترضة بحرف من أحرف الاستقبال كلن وسوف ، والسين .

نحو قوله تعالى : { فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة }1 .

ونحو قول زهير :

وما أدري وسوف إخالُ أدري أقومٌ آلُ حصنٍ أم نساءُ ؟

ويمتنع ذلك في الجملة الحالية ، لأنه يراد بها الحاضر لا الاستقبال .

سابعا ـ الجملة الواقعة جوابا لشرط غير جازم :

أدوات الشرط غير الجازمة : إذا ، لو ، لولا ، لوما ، لمّا الظرفية المتضمنة معنى الشرط ، كيف .

كقول المتنبي :

إذا أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا

ـــــــــــــــــ

1 ـ 241 البقرة .
103 ـ ومنه قول امرئ القيس :

إذا قلت هاتي ناوليني تمايلت على هضيم الكشح ريا المخلخل

ومنه قول جرير :

لولا الحياء لهاجني استعبار ولزرت قبرك والحبيب يزار

ومنه قوله تعالى : { ولو نزلنا هذا القرآن ، على جبل لرأيته خاشعا }1 .

228 ـ وقوله تعالى : { ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة }2 .

ونحو قوله تعالى : { لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم }3 .

ونحو : لوما تأخرت لخرجنا في رحلة .

ونحو قوله تعالى : { فلما أتاهم من فضله بخلوا به }4 .

ونحو : كيف تقفُ أقفُ .

في الأمثلة السابقة نجد أن أجوبة الشرط وهي على الترتيب : ملكته ، وتمايلت ، لهاجني استعبار ، ولرأيته ، ولجعل ، ولمسكم ، ولخرجنا ، وبخلوا ، وأقف . كلها أجوبة شرط لأدوات غير جازمة ، وهي : إذا ، ولو ، ولولا ، ولوما ، ولمَّا ، وكيف ، وهذه الأجوبة لا محل لها من الإعراب .

ومن أمثلة أجوبة الشرط الجازمة غير المقترنة بالفاء ، أو إذا : أن تدرس تنجح .

ثامنا ـ الجملة الواقعة جوابا لشرط جازم غير مقتر بالفاء ، أو إذا الفجائية .

وأدوات الشرط الجازمة هي : إن ، إذما ، من ، ما ، مهما ، كيفما ، حيثما ، أينما ، متى ، أيّان ، أنّى ، أىّ .

نحو قوله تعالى : { وإن تعودوا نعد }5 .

وقوله تعالى : { إن تنصروا الله ينصركم }6 .

ــــــــــــــــــ

1 ـ 31 الحشر . 2 ـ 118 يوسف .
3 ـ 68 الأنفال . 4 ـ 76 التوبة .
5 ـ 17 الأنفال . 6 ـ 7 محمد .

ومنه قول المتنبي :

" وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا "

الشاهد : " تمردا " جواب شرط لئن الشرطية الجازمة ، غير مقترن بالفاء ، أو إذا الفجائية لذلك لا محل له من الإعراب .

وقول الشاعر :

وإنّك إذما تأتِ ما أنت آمر به تُلْفِ مَن إيّاه تأمر آتيا

104 ـ ومنه قول زهير :

ومن يصنع المعروف في غير أهله يكن حمده ذما عليه ويندم

الشاهد : يكن حمده ... إلخ ، جواب شرط لـ " من " الشرطية الجازمة ، غير مقتر بالفاء ، أو إذا الفجائية ، لذلك لا محل له من الإعراب .

ومنه قول الحطيئة :

ومن يفعل المعروف لا يعدم جوازيه لا يذهب العرف بين الله والناس

فجملة : لا يعدم جوازيه . جواب شرط لـ " من " الشرطية الجازمة ، غير مقترن بالفاء ، أو إذا الفجائية ، لا محل له من الإعراب .

وقول جميل :

وما أنس ما الأشياء لا أنس قولها وقد قرَّبتْ نِضوِي أمصرَ تُريدُ

ومنه قول زهير :

ومهما تكن عند امريء من خليقة وإن خالها تخفى على الناس نعلم

وقول الأخر :

يا صاحبيّ فدت نفسي نفوسَكما وحيثما كنتما لاقيتما رشدا

وقوله تعالى : { أين ما تكونوا يأت بكم الله جميعا }1 .

ومنه قول عمر بن كلثوم :

متى ننقل إلى قوم رحانا يكونوا في اللقاء لها طحينا

ـــــــــــــ

1 ـ 148 البقرة .

ونحو : أيّان تحضر نكن في استقبالك .

وقول لبيد :

فأصبحت أنّى تأتها تشتجر بها كلا مركبيها تحت رجليك شاجر

ونحو : أيّ ادّخار في صغرك ينفعك في كبرك .

وعدم اقتران جواب الشرط مع الأدوات غير الجازمة ، يكون لظهور الجزم في لفظ الفعل .

وعدم اقترانه مع الأدوات الجازمة ، فلأن المحكوم لموضعه بالجزم هو " الفعل " لا الجملة بأسرها . (1)

ومما يقال في جملة جواب الشرط الجازم غير المقترن بالفاء ، أو إذا الفجائية ، يقال في جملة جواب الطلب ، فهي في الحقيقة جواب شرط جازم ، حذف مع فعله ، لدلالة الكلام عليه .

كما في قول جميل :

وإن قلت ردي بعض عقلي أعش به مع الناس قالت : ذاك منك بعيد

فقد جزم الفعل " أعش " على تقدير : إن ترديه أعش به ، وجملته جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء ، أو إذا ، لذلك لا محل لها من الإعراب .

ومنه قول عنترة :

هلاّ سألت الخيل يا بنة مالك إن كنت جاهلة بما لا تعلم

يخبرك من شهد الوقيعة أنني أغشى الوغى وأعِفُّ عند المغنم

فالتقدير فيه : إن تسأليها يخبرك من شهد .

أنواع أدوات الشرط من حيث الزمن :

يتفق النحاة على أن أدوات الشرط تنقسم إلى نوعين :

1 ـ أدوات شرط ظرفية :

وهي : إذا ، ولمّا ، ومتى ، وأيّان ، وأنّى ، وحيثما ،

وأينما ، وتعرب الأداة في محل نصب على الظرفية ، والعامل فيها جوابها ، وتكون

ــــــــــــــ

1 ـ الأشباه والنظائر للسيوطي ج2 ص 23 .

جملة فعل الشرط في محل جر بالإضافة ،

2 ـ أدوات شرط غير ظرفية :

وهي بقية أدوات الرط الجازمة وغير الجازمة مثل : إن ، وإذما ، ومن ، وما ، ومهما ، وكيفما ، ولو ، ولولا ، ولوما .

فالجمل الشرطية المصدرة بأداة مما سبق يكون موقعها الإعرابي مع الأداة حسب موقعها من الكلام ، وموقع جملة فعل الشرط لا محل له من الإعراب كما سنرى من خلال الشواهد التالية :

قال كثير :

كأني أنادي صخرة حين أعرضتْ من الصم لو تمشي بها العصم زلَّتِ

فقوله : لو تمشي بها العصم في محل نصب صفة لـ " صخرة " ، أما جملة الشرط فقط وهي : تمشي بها العصم لا محل لها من الإعراب .

وقال قيس بن الخطيم :

طعنتُ ابن عبد القيس طعنة ثائر لها نفذ لولا الشعاع أضاءها

فجملة لولا الشاع في محل رفع صفة لـ " نفذ " ، وجملة الشعاع كائن لا محل لها من الإعراب .

ومثله قول الشاعر :

وإنك إذ ما تأتِ ما أنت آمر به تُلْفِ من إيّاه تأمرُ آتيا

فجملة ما تأت في محل رفع خبر إنّ ، وجملة تأت لا محل لها من الإعراب .

ومنه قول أبي زبيد :

فالدار إن تنئهم عني فإنّ لهم ودّي ونصري إذا أعداؤهم نصعوا

فجملة : إن تنئهم عني في محل رفع خبر المبتدأ " الدار " ، وجملة تنئهم عني لا محل لها من الإعراب .

ومنه قول امريء القيس :

أغرّك مني أن حُبّكِ قاتلي وأنّك مهما تأمري القلب يفعلِ ؟

فجملة مهما تأمر القلب في محل رفع خبر " أنّ " ، وجملة تأمري القلب لا محل لها من الإعراب .

ولا يصح أن نعرب الجمل السابقة بأنها جمل ابتدائية ، لأنه لم يبتدأ بها الكلام لا لفظا ولا نية .

وإذا اعتبرنا الجملة التي نتحدث عنها جزءا من التركيب الشرطي ، والإعراب إنما يقدر للتركيب

كله ، أما الجزء المتمم وهو جواب الشرط فلا محل له من الإعراب لأن الشرط نزَّل جملتيه منزلة الجملة الواحدة ، فالمحل الإعرابي لذلك المجموع ، وكل منهما جزء لا محل له كما يذكر صاحب المغني (1) .

فالجواب على ذلك أن هذا يقتضي منك أن تجعل جواب الشرط الجازم لا محل له من الإعراب دائما ، وإن كان مقترنا بالفاء ، وذلك مخالف للقاعدة التي تقول تكون جملة جواب الشرط لا محل لها من الإعراب إذا لم تقترن بالفاء ، أو إذا الفجائية ، فإذا اقترنت بهما كان لها محل إعرابي .

وإذا قلنا أنها جملة ابتداء الشرط ، والجملة الابتدائية لا محل لها من الإعراب ، لزمن أن نجعل جملة جواب الشرط الظرفي كذلك ، لأنه في الابتداء حكما ، وإن تأخر في اللفظ كما في قول طرفة بن العبد :

متى تأتني أصبحك كأسا روية وإن كنت عنها ذا غنى فاغن وازدد

فالتقدير : أصبحك كاسا روية حين تأتيني ، لأنك ستعلق متى بالجواب ، وهذا اللزوم منقوض بالجواب المقترن بالفاء نحو قولنا : متى يسافر محمد فكن في وداعه .

وإذا اعبرنا الجملة المعنية بالحديث استئنافية ، كان الاعتراض لمخالفتها لشرطي الجملة المستأنفة ، الأول : لأنه لم يستأنف بها كلام جديد . والثاني : أن الكلام الذي لفظ به قبلها لمّا يتم ، حتى يجوز الاستئناف بعده .

أما في قوله تعالى : { وأيّا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى } 2 .

ـــــــــــــ

1 ـ المغني ص 475 نقلا عن إعراب الجمل وأشباه الجمل للدكتور فخر الدين قباوة ص 45 ، لأنني لم أجد الكلام الذي ذكره قباوة نقلا عن المغني في الصفحة المذكور ، أو في غيرها ، ولعلني لم استدل عليه .

1 ـ 110 الإسراء .

فأيّأ ما تدعوا جملة شرطية استئنافية ، وجملة تدعوا لا محل لها من الإعراب ، لأنها جملة الشرط غير الظرفي .

فـ " أيّ " الشرطية : أداة شرط غير ظرفية ، وإن أضيفت إلى ظرف سواء زماني أو مكاني ، وأعربت إعرابه نحو : أي ساعة تحضر أكن في انتظارك .

والعلة في ذلك أنّ " أيّ " في الأصل مغرقة في الإبهام تدل على العموم ، دون أن تحمل معنى مما تضاف إليه من الظرف ، وإنما تكتسب بالإضافة ، أو الوصف شيئا من التحديد ، وهي أيضا لا تضاف إلى الجمل ، ولو كانت ظرفية كغيرها من أدوات الشرط الظرفي لأظيفت إلى الجمل ، ولكن ذلك ممتنع .

تاسعا ـ الجملة المفسرة :

هي جملة فضلة زائدة تفسر ما يسبقها ، وتكشف عن حقيقته .

نحو : هو مؤدب أي أخلاقه نبيلة .

ومنه قول الشاعر :

ترمينني بالطرف أي أنت مذنب وتقلينني لكنَّ إياك لا أقلي

فجملة : أخلاقه نبيلة ، المكونة من المبتدأ والخبر ، لا محل لها من الإعراب مفسرة لما قبلها ، بعد حرف التفسير " أي " ، وهو حرف مبني على السكون ، لا محل له من الإعراب .

كما تأتي الجملة التفسيرية بعد حرف التفسير " أنْ " .

229 ـ نحو قوله تعالى : { فأوحينا إليه أن اصنع الفلك }1 .

وتأتي الجملة التفسيرية أحيانا مجردة من حرف التفسير ، ولكنها تفسر المقصود من السؤال .

نحو قوله تعالى : { هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون بالله ورسوله }2 .

فجملة : تؤمنون بالله ورسوله . جملة مفسرة للسؤال قبلها ، لا محل لها من الإعراب .

ـــــــــــ

1 ـ 27 المؤمنون . 2 ـ 10 الصف .

وقد تأتي جملة الاستفهام نفسها مفسرة لما قبلها .

230 ـ نحو قوله تعالى : { وأسروا النجوى الذين : هل هذا إلا بشر }1 .

فجملة : هل هذا إلا بشر . جملة مفسره " للنجوى " . لا محل لها من الإعراب .

عاشرا ـ الجملة الواقعة جوابا للقسم :

نحو : والله لأقولنَّ الحق .

231 ـ ومنه قوله تعالى : { وتالله لأكيدن أصنامكم }2 .

وقوله تعالى : { يس والقرآن الحكيم إنك لمن المرسلين }3 .

فكل جملة من الجمل التالية وهي " لأقولن الحق " ، و" لأكيدن أصنامكم " ، و" إنك لمن المرسلين " لا محل لها من الإعراب لمجيئها جوابا للقسم .

حادي عشر : الجملة المؤكدة لجملة لا محل لها من الإعراب .

نحو : سافر محمد سافر محمد .

ومنه قوله تعالى : { فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا } 4 .

ثاني عشر : جملة الشرط إذا حذف جوابها ، وتقدمها ما يدل عليه .

نحو : أنت بطل إن صرعت فلان .

والتقدير : إن صرعت فلان فأنت بطل .

أو تقدمها ما يطلب ما يدل على جوابها وهو " القسم " .

نحو : والله إن حضرت حفلنا ليحضرن كل المدعوين .

فالقسم يطلب ليحضرن ، والفعل " يحضرن " دليل على جواب الشرط .

والتقدير : إن حضرت حفلنا يحضر كل المدعوين .

ــــــــــــــ

1 ـ 3 الأنبياء . 2 ـ 57 الأنبياء .
3 ـ 1 ، 2 ، 3 ، يس . 4 ـ 6 الشرح .

حادي عشر ـ الجملة التابعة لجملة لا محل لها من الإعراب :

نحو : جاء التلاميذ ولم يجئ المعلم .

فجملة : لم يجئ المعلم . معطوفة على جملة : جاء التلاميذ . وهي جملة لا محل لها من الإعراب ابتدائية ، وعيه فجملة " لم يجئ المعلم " لا محل لها من الإعراب .

105 ـ ومنه قول لبيد :

وهم السعاة إذا العشيرة أفظِعت وهُمُ فوارسها وهم حكامها

الشاهد : " وهم فوارسها " جملة مكونة من المبتدأ والخبر ، ولا محل لها من الإعراب ، لأنها معطوفة على جملة : " هم السعاة " الابتدائية .

Cant See Links



الساعة الآن 09:55 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.4, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir