منتديات أفـــاق دبـــي الثقافيـــة

لاقتصاد الإسلامي
عادل عبدالله الفهيم
التاريخ: 07 أبريل 2013

العالم الاسلامي الذي كان يشكل قوة اقتصادية ضاربة لا تقهر تملك الوحدة الجغرافية و الوحدة الدينية و الوحدة اللغوية.

السقوط يعني في المقابل صعود لطرف آخر وخاصة في قوة توازن الاقتصاد، لأنه لا بد من وجود عرض وطلب. اما سقوط العرب اليوم ليس ما نشاهده على الساحة الاقتصادية من عدم استقرار، لكن ما نشاهده اليوم هو نتائج السقوط الاول للاقتصاد الإسلامي الذي استمر أكثر من 1300عام.

منذ سقوط الاقتصاد الإسلامي الذي كان يشكله وحدة المسلمين بمشارق الارض ومغاربها، بسبب الضعف الذي كانت تعيشه الأمة في ذلك الوقت والمؤامرات الدولية عليها.

نجد أن مزاج الخروج او مدرسة الخوارج هي المدرسة القديمة التي ظهرت في صدر الاسلام والتي كان لها أبعاد اقتصادية أيضاً والتي تصدى لها ابوبكر الصديق خليفة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين من بعده. يبدو ان غير المسلمين درسوا تاريخنا وعرفوا ان هذا المزاج هو الذي سيدمر الأمة ، مزاج كاد يفتك بالدولة الإسلامية الفتية في بداياتها.

هذا المزاج الذي أدى بسقوط الوحدة الإسلامية وتمزيق الأمة بالأمس الى دول يسهل التحكم بها، لانها مكشوفة اقتصاديا ولا يمكن ان تشكل قوة رغم توفر لديها كل مقومات التكامل الاقتصادي!!

هذا المزاج هو نفسة يتكرر اليوم، ألم تتعلم الأمة ان مزاج الخروج كلفها الكثير والمثير؟ هل لم تفطن الأمة ان ما تعيشه اليوم هو المرحلة الثانية من تكبيل الأمة لكي لا تنهض و إحكام السيطرة عليها.

فكر الخوارج في الدين و الاقتصاد والسياسة الذي حاربه الصديق والخلفاء الراشدين وعلماء المسلمين ابو حنيفة و مالك و الشافعي و ابن حنبل والبخاري؛ أصبحنا نعيش ألوانا وأشكالا منه لا يزيدنا إلا ضعفا و تمزقا و تشتتاً في الدين و الاقتصاد.

هذا النزيف الذي أدمى الأمة بسقوط وحدتها واستقرارها لانه لم يكن هناك طريقة أخرى غير مزاج الخوارج يمكنه ان يؤدي هذه المهمة فلا يبلغ العدو من خصمه ما يبلغ الجاهل من نفسه، فاستخدموا للمرة الثانية هذه البطاقة عندما كاد الجرح ان يندمل و تستقر الأمة.

الحقيقة لم يزدد احد فقرا غيرنا و لم ينهار غير اقتصادنا، راجع مقال كتبته منذ قرابة عام به إحصائيات "الربيع العربي شتاء اقتصادي"، فماذا جنينا من ما يحدث اليوم في التاريخ الحديث ومن ما حدث بالأمس في التاريخ القديم ومما سيحدث في المستقبل القريب وهو السقوط الثاني.

ختاما قال القرطبي؛ روى عن عبد الله بن مسعود { وَعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ للَّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ } قال: الجماعة؛ فإن الله تعالى يأمر بالألفة وينهى عن الفُرْقة فإن الفرقة هلكة والجماعة نجاة. ورحم الله بن المبارك حيث قال: إن الجماعة حَبْلُ الله فاعتَصِموا...منه بِعُروته الوُثْقى لمن دَانا

Cant See Links