منتديات أفـــاق دبـــي الثقافيـــة

منتديات أفـــاق دبـــي الثقافيـــة (http://www.afaqdubai.ae/vb/index.php)
-   التاريخ : قراءات تاريخية historical readings (http://www.afaqdubai.ae/vb/forumdisplay.php?f=63)
-   -   المغرب ( المملكة المغربية ) (http://www.afaqdubai.ae/vb/showthread.php?t=8082)

أفاق : الاداره 10-25-2006 02:29 PM

المغرب ( المملكة المغربية )
 


المغرب ( المملكة المغربية )



الموقع والمناخ : يقع المغرب بين خطي العرض 27و36 شمال خط الاستواء في أقصى الشمال الغربي من القارة الإفريقية . يحده من الشمال مضيق جبل طارق والبحر الأبيض المتوسط ومن الغرب المحيط الأطلسي ومن الجنوب والجنوب الشرقي موريتانيا ، ومن الشرق الجزائر ..

ونظرا لموقعه بين البحرين المذكورين ولتضاريسه المتنوعة : صحراء قاحلة في الجنوب والجنوب الشرقي وثلاث سلاسل جبلية هي الظهير الأطلسي 2531م والأطلس الأعلى أو الكبير 4165م في جبل طبقال ، والأطلس الأوسط 3190م قمة جبل بو ناصر ..

تبلغ أمطار المحور الرابط بين الريف في الشمال والأطلس الأوسط 800ملم حيث تكثر غابات الأرز والصنوبر والسنديان والفلين . أما المنطقة بين الريف والسهول الأطلسية حتى مشارف الدار البيضاء فأمطارها السنوية 500ملم . أما سهول الشاوية الممتدة بين سلسلة جبال أطلس و المحيط الأطلسي فأمطارها تتراوح بين 300و 500ملم .. وأخيرا المناطق الصحراوية القاحلة المحاذية للجزائر فأمطارها 100ـ 300ملم .. وهي قاحلة .

المساحة :

تبلغ مساحة المغرب 458.730كم ، وإذا أضيفت إليه المناطق الصحراوية المستردة عام 1975 يصبح 712.550 كم .

السكان :

يبلغ عدد سكان المغرب 30.584.000 نسمة ( المصدر : جامعة الدول العربية التقرير الاقتصادي الموحد 2005 الملحق 2/7 ص 255) وبكثافة سكانية 42 لكل كيلو متر مربع .. ويشكل سكان الحضر 57% في حين الريف 43% .

العاصمة :

الرباط ويبلغ عدد سكانها مع (سلا) حسب إحصائيات 1981 850ألف نسمة .

المدن الرئيسية :

الدار البيضاء وهي أكبر مدن المغرب 2.5 مليون (إحصاء 1981للكل) ومراكش 1.2 مليون و فاس 1.2 مليون و القنيطرة 1.1 مليون و أغادير 1مليون ، ومكناس 700 ألف و طنجة نصف مليون .

اللغة :

العربية بالإضافة الى اللهجات المحلية من الأمازيغية (البربر) .. كما أن الفرنسية منتشرة انتشارا واسعا ، ويليها الإسبانية . أما الديانة فهي الإسلام .

نبذة تاريخية :


يتشابه المغرب مع أقطار المغرب الكبير في النشأة الأولى للحضارات حيث مر بالعصر الحجري القديم الذي ساد من الألف العاشرة قبل الميلاد الى الألف السادسة قبل الميلاد ، ثم العصر الحجري الحديث من الألف الخامسة قبل الميلاد الى 2500 ق م .

الفينيقيون :

ظهرت سيطرة الفينيقيون التجارية البحرية في عام 1100 ق م .. فسيطروا على عموم سواحل المتوسط ، وأنشأوا مدنا على سواحله مثل (تينجي) طنجة و (ليكوس) العرائش .. وأدخلوا الى المغرب استعمال الحديد ونقلوا حضارة المشرق المزدهرة .. ومن هنا فإن كثيرا من المؤرخين يعتبرون ولادة تاريخ المغرب الحقيقي تعود الى فترة ( حانون القرطاجي ) في القرن الخامس قبل الميلاد .. واستمر الوجود الفينيقي في المغرب الى أن سقطت (قرطاجة) نهائيا في أيدي الرومان إثر الحروب البونية في 146 ق م .

الرومان :

بعد أن انتصر الرومان وهدموا قرطاجة حاولوا بسط نفوذهم ، إلا أنهم لم يستطيعوا رغم محاولاتهم كسب ود الموريتانيين الذين ساعدوهم في التوغل شمالا ، وحاولوا تطوير الزراعة وبنوا بعض المدن ( وليلة الحالية ) .. لكن الوندال طردوهم بعد أن استولوا على المغرب وإسبانيا و فرنسا وذلك في عام 417 م .. وبقي الأمر كذلك حتى عاد البيزنطيون وطردوا الوندال من شمال إفريقيا عام 534 م .. وبقوا حتى انهار نفوذهم على يد الفتح الإسلامي .

الفتح الإسلامي :

يسجل التاريخ لعقبة بن نافع الفهري عامل الخليفة الأموي (يزيد بن معاوية) بأنه أول الفاتحين للمغرب .. فقد انطلق من القيروان فاخترق بلاد الزاب (بسكرة ) في الجزائر ومضى حتى وقف على ضفاف الأطلسي الذي أقحم فيه فرسه ، رافعا يديه الى السماء وقائلا قولته المشهورة ( اللهم اشهد أني بلغت المجهود ولولا هذا البحر لمضيت في البلاد أقاتل من كفر بك حتى لا يُعبد أحد دونك ) .. ثم عاد الى إفريقيا (تونس) .. وقتل في طريقه على يد بعض البربر الثائرين بقيادة (كسيلة) وكان ذلك في سنة 684م ..

أما الفتح الحقيقي فكان على يد ( موسى بن نصير ) بين (708 و 711م ) فوطد حكمه ، ووضع (طارق بن زياد ) عاملا على طنجة ، وأبقى معه قوات كبيرة أغلبها من البربر ، وهي التي أذن لها (موسى بن نصير ) في العبور نحو الأندلس .. وبعد فتح الأندلس ، وضع إبنه عبد العزيز عاملا على الأندلس و ابنه عبد الله عاملا على إفريقيا وعاد الى المشرق عام 714 م .

دخل المغرب الأقصى في حالة إعادة تواصل مع المشرق ، إلا أن سوء تصرف بعض الإداريين جعل قسما من السكان ينحازوا الى مذهب (الخوارج ) قاصدين العدل و المساواة ، وليس انتفاضة ضد الإسلام أو العروبة ، كما يحلو للبعض أن يفسر ذلك .. وكان ذلك قد ابتدأ عام 739 م ..

مما خلق حالة من التمرد أدت الى إنشاء أمارات متمردة خارجة عن الحكم المركزي ، معظمها بربرية ، وأهمها ( مملكة سجلماسة ) في الجنوب الغربي . وكانت قبيلة ( مدرارة البربرية ) هي من أسس تلك المملكة ، وقد تحالفت تلك المملكة مع إمارة (الأئمة الرستميين الخارجية ) التي أسسها (عبد الرحمن بن رستم ) في (تاهرت بالجزائر ) .. ثم تحالفت تلك الدولتين مع دولة الأمويين في الأندلس بعهد ( عبد الرحمن الثاني 822 ـ 852م) الذي توافق مع حكم المعتصم والواثق في بغداد ..وذلك لمقارعة دولة الأغالبة في تونس ودولة الأدارسة في المغرب .. وكان ليس أمام إمارتي ( تاهرت و سجلماسة ) إلا الإحتماء بالأمويين في الأندلس ..

بالمقابل ، فقد أنشأ أحد رفاق عقبة بن نافع دولة على الشريط الساحلي في منطقة الريف على ساحل ( غمارة) .. فبنا في سنة 761م أحد أحفاد صالح بن منصور الحميري مدينة ( الناقور) وجعلها عاصمة لدولة ( الصالحية ) .. وقد سارعت تلك الإمارة في عهد أميرها ( صالح بن سعيد بن إدريس ) الذي حكم تلك الدولة من ( 804 ـ 864م) الى التحالف مع الدولة الأموية في الأندلس .

كما نشأت إمارة صغيرة أخرى هي إمارة ( برغواتة الخارجية) في واحات (تانفيلالت) ، الذي أنشأها (صالح بن طريف) الذي كان قد فر من الأندلس ، ولم تكن علاقته بالحكم في الأندلس جيدة ، لكن في عهد أحد خلفاءه ( أبي صالح زمور ) أبدا هذا الحاكم طاعته للحكم في الأندلس عام 963م .

الأدارسة :

يرجع أصل الأدارسة الى إدريس مؤسس دولتهم وهو من ذرية الحسن بن علي بن أبي طالب ، الذي فر من الجزيرة العربية بعد مطاردة العباسيين له ، فقدم الى المغرب من ( تلمسان ) ومعه مولاه الوفي ( رشيد) .. والتجأ الى قبيلة (أورابة البربرية ) التي أحسنت ضيافته في (وليلي) والتفت حوله ، نظرا لقوة تأثيره القيادية إضافة الى ارتباطه بنسب مع الرسول الكريم صلوات الله عليه ، وهي دلالة إضافية على عدم وجود فوارق عرقية بين البربر و العرب المسلمين . فنادت تلك القبائل به إماما عام 789م في (وليلي) .. وفي نفس السنة أسس مدينة (فاس) وجعلها عاصمة لدولته .

وبعد سنتين في عام 791م ، مات مسموما بتحريض من هرون الرشيد ، فقامت القبائل البربرية بمبايعة ابنه (إدريس الثاني ) الذي كان حدثا ، ونظرا لصغر سنه فقد تولى (رشيد) مولى والده شؤون الدولة ، إلا أن (رشيد) مولى والده قد قتل في عام 802م ، بمؤامرة من الأغالبة في تونس ، مما دفع ب (إدريس الثاني ) الى التصالح معهم ..

وبقي إدريس الثاني يقوي من شأن مملكته حتى توفي عام (828م) .. فقام ابنه الأكبر ( محمد) بتقسيم المملكة الى سبعة مناطق بين أخوته ، حتى تراجع شأنها بسبب النزاع فيما بينهم على مناطق النفوذ .. وبقيت الأمور مضطربة حتى توفي (محمد ) عام 836م .. فبايعت القبائل ابنه (علي) الذي أعاد وحدة المملكة وهيبتها ، واستمر عهد القوة الى ما بعد عهد أخيه (يحيى الأول) الذي جعل من المملكة ملاذا للمهاجرين فجاءه من تونس والأندلس ، مما دفعه لبناء مسجدا للتونسيين ( مسجد القرويين) الشهير ومسجد(الأندلسيين ) ..

في عام 863م تولى العرش ابنه ( يحيى الثاني ) وكان سكيرا ماجنا ، قتل في ظروف غامضة عام 866م حيث تولى صهره وعمه ( علي بن عمر) العرش ، إلا أن حكمه لم يدم طويلا ، إذ تمكن الخارجي ( عبد الرزاق ) من الإطاحة به وتولي العرش لفترة وجيزة ، حتى يعود العرش مرة أخرى للأدارسة الى (يحيى الثالث ) .. كما حدث تنافس بين المهاجرين التونسيين والأندلسيين مما دفع البلاد الى حالة من الاضطراب .

ثم عادت القوة الى الدولة عام 905 م على يد (يحيى الرابع ) .. إلا أن ذلك لم يدم طويلا ، حيث تحرك الفاطميون مستخدمين قائدا من قبائل (مكناسة) البربرية واسمه ( مسالة) ، حيث انتصرت جيوشه عام 917م على الأدارسة ، وأبقوا (يحيى الرابع ) أميرا تابعا لهم ، ثم أزاحوه ليهرب الى قلعة محصنة في شمال المغرب اسمها ( حجر النسر ) .. وتعاونوا مع حاكم قرطبة حينا وحينا مع الفاطميين ، ليكونوا رأس حربة في صراع الدولتين ، الى أن انتهى أثرهم نهائيا عام 985م بعد أن قتل آخر أمرائهم ( الحسن بن القاسم ) بأمر من حكام قرطبة

المرابطون ( أو الملثمون ) :

ظل المغرب خاضعا لحكم الفاطميين ، الذين نصبوا عليه حاكما هو القائد الصنهاجي ( بلكين ابن زيري) الذي عينه الخليفة الفاطمي المقيم في القاهرة (المعز لدين الله ) فكان ( بلكين) خليفته على المغرب وإفريقيا (تونس) وما حولهم .. حتى جاءهم (المرابطون ) وفرضوا سيادتهم عام 1061م .

والمرابطون هم تجمع قبائل كبير من (صنهاجة) بجنوب المغرب ، فقد استطاع (عبد الله بن ياسين ) الذي أرسله الفقيه المالكي (أبو عمران ) وهو من الجنوب أيضا ، وكان مستقرا في الأساس بالقيروان منذ عام 1035م ، لنشر طريقته المالكية المتشددة أن يكسب تلك القبائل وينظمها في حركة دينية سياسية عسكرية ، تأسست في بادئ الأمر في ( رباط ) وهي جزيرة في نهر السنغال ، ومن هنا يأتي اسمها .

وعندما قويت الحركة اتجهت نحو المغرب بقيادة القائد الشهير ( يوسف بن تاشفين ) زعيم قبيلة (لمتونة ) فاحتلت المغرب عام 1061م و وضع (ابن تاشفين ) قواعد دولته ، وأنشأ عام 1062م مدينة مراكش عاصمة له . وأخذ يبعث رسله لإخضاع النيجر وغانا و السنغال ونشر المذهب فيها ، كما كان يتحين الفرص لغزو الأندلس التي كانت تعاني من تفتيت حكم الطوائف ، وجاءت الفرصة عام 1086م عندما طلب منه بعض ملوك الطوائف المساعدة في صد هجوم ملك (قشتالة ) ( ليون الفونسو الرابع ) ، الذي احتل (طليطلة ) عام 1085م .

فخاض ( ابن تاشفين ) معركة (الزلاقة) الشهيرة والتي انتصر فيها انتصارا مدويا ، بسط على إثرها نفوذه على كل الأندلس ، فطالبه الفقهاء بعزل ملوك الطوائف ضمن (فتوى) ففعل .. وطلبوا منه أن يعلن البيعة للخليفة العباسي في بغداد ففعل ، ولكن ذلك لم يتعد الدعوات له في صلاة الجمعة .

وفي عام 1106م مات ( يوسف ابن تاشفين) فخلفه ابنه علي الذي واصل سياسة أبيه ، وأضاف لمسات حضارية لا تزال شاهدة كجامع (تلمسان ) الذي فرغ من بناءه عام 1035م .. وبعد ذلك أخذ الترف والبذخ يتسلل شيئا فشيئا الى داخل نظام الدولة فكثرت الضرائب على الشعب لتلبية طلبات الدولة في البذخ والحروب الكثيرة ، خصوصا تلك التي وجهت لإخماد ثورات الأسبان .

وفي عام 1143م مات (علي بن يوسف بن تاشفين ) ليخلفه ابنه (تاشفين ) ولم يستمر حكمه سوى عامين ، صعد فيها نجم ( الموحدين) الذين انتصروا في معركة قرب (تلمسان ) على جيوش المرابطين ، وكان يتبوأ العرش حينها (ابراهيم بن تاشفين ) واحتلوا فاس وكذلك مراكش وآخر انتصارات الموحدين كانت في معركة ( السوس ) عام 1148م في عهد آخر حكام المرابطين (اسحق بن علي ) .. وبهذا التاريخ ينتهي عهد المرابطين .

المراجع :

1 ـ موسوعة السياسة / الجزء السادس/ ص 258/ المؤسسة العربية للدراسات والنشر/ بيروت ط1 1990


الساعة الآن 07:11 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.4, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir