أنواع الجمل ومواقعها الإعرابية
أنواع الجمل ومواقعها الإعرابية تقديم : تعريف الكلام ، وتعريف الجملة ، والفرق بينهما : عرف ابن هشام الكلام : بالقول المفيد بالقصد (1) . ثم عرفه في موضع آخر بقوله : اعلم أن اللفظ المفيد يسمى كلاما ، وجملة . ونعني بالمفيد ما يحسن السكوت عليه ، وأن الجملة أعم من الكلام ، فكل كلام جملة ، ولا ينعكس (2) . نستخلص من التعريفين السابقين أن الكلام هو مجموعة الكلمات التي تكون مع بعضها البعض بناء لغويا مفيدا يحسن السكوت عليه . وهذا في حد ذاته ما يعرف بالجملة التامة المعنى ، سواء أكانت جملة اسمية ، أو فعلية . نحو : محمد مجتهد . أو جاء محمد . أو ما هو في منزلتهما . نحو : جلدا السارق . أو : إن الطالب مؤدب . أما عمومية الجملة فالمقصود به كون مجيئها تامة المعنى ، كما مثلنا ، أو ناقصة لا تعطي معنى يحسن السكوت عليه . نحو : إن جاء محمد ، أو : إذا حضر الماء . وما إلى ذلك . ومن هنا فالجملة أعم من الكلام ، لأن حد الكلام أن يكون قولا مفيدا ، في حين أن الجملة قد تكون مفيدة ، أو لا تكون ، كما أوضحنا . أقسام الجملة : تنقسم الجملة إلى قسمين : ـ أولا ـ جملة اسمية : وهي كل جملة تبدأ باسم مرفوع يعرب مبتدأ ، ويتممه ، أو يكمل معناه صفة مشتقة مرفوعة تعرف بالخبر . نحو : محمد مسافر . وعليٌّ قادم . ـــــــــــــ 1 ـ مغني اللبيب ج2 ص274 . 2 ـ الإعراب عن قواعد الإعراب ص60 . 192 ـ ومنه قوله تعالى : {الأعرابُ أشدُ كفرا ونفاقا }1 . وهذه الصورة هي أبسط صور الجملة الاسمية ، وتعرف بالجملة الاسمية الصغرى ، وهناك صور أخرى للجملة الاسمية ، منها : أن يكون خبر المبتدأ جملة سواء أكانت اسمية ، نحو : الحديقة أزهارها متفتحة . 193 ـ ومنه قوله تعالى : { مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد }2 . أم جملة فعلية . نحو : الطالب يكتب الدرس . 194 ـ وقوله تعالى : { أنا آتيك به }3 . وهذا النوع من الجمل يعرف بالجملة الكبرى . لأن جملة أزهارها متفتحة ، جملة صغرى ، فهي مكونة من مبتدأ وخبر ، وفي نفس الوقت في محل رفع خبر المبتدأ "الحديقة " ، الذي يكوِّن مع الخبر الجملة الاسمية ، جملة كبرى . وكذلك الحال في قولنا : الطالب يكتب الدرس ، فالطالب مبتدأ ، ويكتب فعل مضارع ، والفاعل ضمير مستتر ، والدرس مفعول به ، وهذه الجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ ، وهي تشكل جملة صغرى ، والمبتدأ " الطالب " مع خبره الجملة الفعلية يكوِّن جملة كبرى ، وقس على ذلك الشواهد القرآنية التي أوردنا . ومن صور الجمل الاسمية أن يكون المبتدأ مصدرا صريحا . نحو : احترام الناس واجب . أو مصدرا مؤولا من أن والفعل المضارع . نحو قوله تعالى : { وأن تصوموا خير لكم }4 . والتقدير : صيامكم خير لكم . أو معرفا بأل نحو : المجتهدون مؤدبون . أو معرفا بالإضافة ، نحو : كتابي جديد . وقد يكون المبتدأ ضميرا ، نحو : أنت مهذب . 195 ـ ومنه قوله تعالى : { هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه }5 . ــــــــــــ 1 ـ 97 التوبة . 2 ـ 18 إبراهيم . 3 ـ 39 النمل . 4 ـ 18 إبراهيم . 5 ـ 67 يونس . أو اسم إشارة ، أو موصول ، أو استفهام ، أو شرط ... إلخ . وقد يكون الخبر جملة اسمية ، أو فعلية ، كما أوضحنا في بداية الكلام عن الجملة الاسمية ، أو شبه جملة جار ومجرور . نحو : الكتاب في الحقيبة . أو ظرف بنوعيه . نحو : الكتاب عندك . والعطلة يوم الجمعة . ثانيا ـ الجملة الفعلية : هي كل جملة تبدأ بفعل ، وتؤدي معنى مفيدا يحسن السكوت عليه سواء أكان الفعل ماضيا ، نحو : ذهب أخوك إلى المدرسة . 196 ـ ومنه قوله تعالى : { فأصابهم سيئات ما عملوا }1 . وقوله تعالى : وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون }2 . أم مضارعا ، نحو : يلعب محمد بالكرة . 197 ـ ومنه قوله تعالى : { ينبت لكم به الزرع }3 . وقوله تعالى : { يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت }4 . أم أمرا ، نحو : قم مبكرا ، وصلِ حاضرا . 198 ـ ومنه قوله تعالى : { وقل ربِّ أدخلني مدخل صدق }5 . ولا بد للفعل من فاعل ، يأتي على صور مختلفة ، فقد يكون اسما ظاهرا ، كما مثلنا سابقا ، وقد يكون ضميرا متصلا ، نحو : كتبت الواجب . 199 ـ ومنه قوله تعالى : { وربطنا على قلوبهم }6 . أو ضميرا منفصلا ، نحو : علمته الحساب ، واحترم الكبير . ولا تهمل عملك . ومنه قوله تعالى : { وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم }7 . ـــــــــــــ 1 ، 2 ـ 34 النحل . 3 ـ 11 النحل . 4 ـ 27 إبراهيم . 5 ـ 80 الإسراء . 6 ـ 14 الكهف . 7 ـ 49 المائدة . وقد يلي الفعل فاعل يكون دائما مرفوعا ، أو ما يكمل الجملة من مفعول به . نحو : كسر المهمل الزجاج . ومنه قوله تعالى : { ونقلب أفئدتهم }1 . 200 ـ وقوله تعالى : { واذكروا نعمة الله عليكم }2 . أو حال . نحو : جاء الرجل راكبا . 201 ـ ومنه قوله تعالى : { فادعوه مخلصين }3 . أو جار ومجرور . نحو : الكتاب في الحقيبة . ومنه قوله تعالى : { قل آمنا بالله }4 . أو مفعول معه . نحو : سار التلاميذ وصور المدرسة . أو مفعول فيه ( الظرف ) . نحو : لعب الأولاد تحت المطر . وسافرنا ليلة الخميس . وغير ذلك من مكملات الجملة الفعلية . أنواع الجمل ومواقعها من الإعراب : تنقسم الجملة من حيث المواقع الإعرابية إلى نوعين . نوع له موقع إعرابي ، كأن يكون في محل رفع ، أو نصب ، أو جر ، أو جزم . وهذا النوع من الجمل هو الذي يحل محل الاسم المفرد فيأخذ إعرابه . لأن المفرد هو الذي يوصف بالمواقع الإعرابية كالرفع ، وغيرها . وهذا النوع من الجمل يعرف بالجمل التي لها محل من الإعراب . أما النوع الآخر فهي الجملة التي لا محل لها من الإعراب ، والتي لا تحل محل الاسم المفرد . ـــــــــــــــ 1 ـ 110 الأنعام . 2 ـ 7 المائدة . 3 ـ 65 غافر . 4 ـ 84 آل عمران . أولا ــ الجمل التي لها محل من الإعراب : أولا ـ الجملة الواقعة خبرا : ويشترط فيها أن تشتمل على ضمير يربطها بالمبتدأ ، ومحلها الرفع كما في الصور التالية : 1 ـ أن تكون جملة اسمية . نحو : المدرسة فصولها كثيرة . المدرسة : مبتدأ ، وفصول : مبتدأ ثان ، وهو مضاف والضمير المتصل في محل جر بالإضافة ، كثيرة : خبر المبتدأ الثاني ، والجملة الاسمية من المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول " المدرسة " ، والرابط بين الجملة والمبتدأ هو الضمير المتصل في المبتدأ الثاني " فصولها " . 2 ـ أو جملة فعلية . 202 ـ نحو قوله تعالى : { الله يعلم الجهر وما يخفى }1 . الله : لفظ الجلالة مبتدأ . يعلم : فعل مضارع ، والفاعل ضمير مستتر ، والجهر مفعول به ... إلخ ، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ " الله " ، والرابط الضمير " هو " . 3 ـ أو جملة اسمية أو فعلية في محل رفع خبر " إنَّ " ، أو إحدى أخواتها . نحو : إن السماء غيومها كثيرة . 203 ـ ومنه قوله تعالى : { إن الله يغفر الذنوب }2 . ونحو : لعل السماء تمطر . إن : حرف توكيد ونصب ، السماء : اسم إن منصوب . غيومها : مبتدأ مرفوع ، والضمير في محل جر بالإضافة ، وكثيرة خبر ، والجملة الاسمية في محل رفع خبر " إن " . لعل : حرف ترجي ونصب ، والسماء : اسم لعل منصوب . تمطر : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، والفاعل ضمير مستتر جوازا . والجملة الفعلية من الفعل والفاعل في محل رفع خبر " لعل " . ـــــــــــــــ 1 ـ 7 الأعلى . 2 ـ 53 الزمر. 4 ـ أو خبر لا النافية للجنس . نحو : لا مهمل ثيابه نظيفة . ونحو : لا مسيء يحترمه الناس . ثيابه نظيفة : مبتدأ وخبر ، والجملة الاسمية في محل رفع خبر لا النافية للجنس . ويحترمه الناس : فعل ومفعول به مقدم ، وفاعل مؤخر ، والجملة الفعلية في محل رفع خبر لا النافية للجنس . كما تأتي جملة الخبر في محل نصب ، وذلك في المواضع التالية : إذا كانت خبرا لفعل ناسخ ، " كان وأخواتها ، أو كاد وأخواتها " . نحو : كانت الأشجار أوراقها خضراء . ونحو : أمست السماء تتلبد بالغيوم . ومنه قوله تعالى : { وكانوا يصرون على الحنث العظيم }1 . فأوراقها خضراء : مبتدأ وخبر ، والجملة الاسمية في محل نصب خبر كان . وتتلبد بالغيوم : فعل مضارع ، والفاعل ضمير مستتر ، وبالغيوم جار ومجرور ، والجملة الفعلية وما في حيزها في محل نصب خبر أمسى . ونحو : كاد محمد يفوز بالجائزة . ومنه قوله تعالى : { يكاد البرق يخطف أبصارهم }2 . يفوز بالجائزة : جملة فعلية مكونة من فعل ، وفاعل مستتر ، وجار ومجرور ، وهي في محل نصب خبر كاد . ثانيا ـ الجملة الواقعة حالا : يشترط فيها أن تشتمل على عائد يربطها بصاحب الحال ، والعائد إما أن يكون الضمير ، أو الواو ، أو الاثنين معا ، أو الواو وقد . وأن يكون صاحب الحال معرفة ، مع عدم وجود المانع من مجيء الجملة حالا . نحو : حضر الطالب كتابه في يده . ــــــــــــ 1 ـ 46 الواقعة . 2 ـ 20 البقرة . جاء الطالب : فعل وفاعل . كتابه : مبتدأ ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . في يده : جار ومجرور ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه . وشبه الجملة متعلق بمحذوف في محل رفع خبر . وجملة كتابه في يده : في محل نصب حال من الطالب ، والرابط : الضمير المتصل في " كتابه " ، حيث عاد على " الطالب " . 92 ـ ومنه قول الشاعر : إذا الملك الجبار صعر خده مشينا إليه بالسيوف نعاتبه الشاهد : : " نعاتبه " ، فهي حال جملة فعلية من الضمير المتصل " نا " في " مشينا " ، والرابط الضمير المتصل " ها " الغيبة في " نعاتبه " . والتقدير : مشينا إليه بالسيوف معاتبين إياه . 204 ـ ومنه قوله تعالى : { وجاءوا أباهم عشاء يبكون }1 . وقوله تعالى : { وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله }2 . ومثال مجيء الرابط : الواو . وصل التلميذ والكتاب في يده . وصل التلميذ : فعل وفاعل . والكتاب : الواو واو الحال ، الكتاب : مبتدأ . في يده : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر . وجملة المبتدأ والخبر في محل نصب حال ، والرابط بين جملة الحال ، وصاحبها : الواو في " والكتاب " . 93 ـ ومنه قول الشاعر : كأن سواد الليل والفجر ضاحك يلوح ويخفى أسود يتبسم الشاهد : " والفجر ضاحك " . حل جمل اسمية ، والرابط فيها الواو . ومثال مجيء الرابط الواو والضمير معا : صافحت محمدا وهو يبتسم . صافحت محمدا : فعل وفاعل مستتر ، ومفعول به . وهو : الواو واو الحال ، هو : ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ . يبتسم : فعل مضارع مرفوع ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هو . ــــــــــــــ 1 ـ 16 يوسف . 2 ـ 75 النساء . وجملة : وهو يبتسم في محل نصب حال من المفعول به " محمدا " . والرابط : الواو والضمير معا . ولا يكون هذا النوع من الروابط إلا مع الجملة الاسمية . 205 ـ ومنه قوله تعالى : { وماتوا وهم فاسقون }1 . ومنه قول الشاعر : ما كنت أحسبني أبقى إلى زمن يسيء بي كلب وهو محمود الشاهد : " وهو محمود " حال جملة اسمية ، والرابط الواو والضمير . ومثال الرابط : الواو وقد . قدم الحجاج وقد انهمر المطر . قدم الحجاج : فعل وفاعل . وقد انهمر : الواو للحال ، قد حرف تحقيق ، انهمر فعل ماض مبني على الفتح . المطر : فاعل مرفوع بالضمة . والجملة الفعلية : وقد انهمر المطر في محل نصب حال من " الحجاج " ، والرابط : الواو وقد معا . ولا يكون الرابط : " الواو وقد " إلا مع الجملة الفعلية . ويلاحظ في جميع الجمل التي ذكرناها آنفا ، كأمثلة على الجملة الحالية ، أن صاحب الحال كان معرفة محضة ، مع عدم وجود المانع الذي يمنع مجيء الحال جملة . فإذا كان صاحب الحال معرفة غير محضة ، كأن يكون اسما معرفا تعريفا جنسيا . نحو : محمد الأسد بطولاته مشرفة . فإن الجملة الواقعة بعد الاسم المعرف تعريفا جنسيا يجوز فيها أن تعرب حالا ، أو صفة ، لأن التعريف الجنسي يقرب من التنكير ، ولكن الأفضل إعرابها حالا . أما المانع لمجيء الجملة الواقعة بعد المعرفة المحضة أن تكون حملة حالية ، هو أن تكون الجملة إنشائية طلبية أمرا ، أو نهيا ، أو استفهاما ، أو عرضا ، أو تحضيضا ، وفي هذه الحالة تكون الجملة مستأنفة لا محل لها من الإعراب . نحو : هذا متاعي فدعه عندك . ونحو : جاء صديقك فلا تحرجه . ونحو : سافر محمد فهل ودعته ؟ ونحو : سنقيم الحفل ألا شرفتنا . ـــــــــ 1 ـ 84 التوبة . ونحو : بدأ الاختبار فهلاَّ درست . فالجمل الواقعة ـ في الأمثلة السابقة ـ بعد الأمر ، والنهي ، والاستفهام ، والعرض ، والتحضيض ، ليست جملا حالية ، وإنما هي جمل إنشائية ، لذلك لا محل لها من الإعراب مستأنفة . ومن موانع وقوع الحال جملة ، أن تأتي بعد معرفة محضة ولكنها مصدرة بحرف من حروف الاستقبال ، كالسين ، وسوف ، أو لن . نحو : حضر محمد سأسلم عليه . ونحو : سافر عليّ لن أودعه . فجملة : سأسلم عليه ، في المثال الأول ، وجملة : لن أودعه ، في المثال الثاني ، كل منهما لا تصلح لأن تكون جملة حالية ، لأن الأولى مسبوقة بالسين الدالة على الاستقبال ، والثانية مسبوقة بلن . ثالثا ـ الجملة الواقعة مفعولا به : يكون محلها النصب ، وتأتي الجملة مفعولا به في المواضع التالية : 1 ـ أن تكون محكية بالقول . نحو : قال محمد إن أخاك ناجح . فجملة : إن أخاك ناجح ، جملة اسمية ، مكونة من " إن " واسمها وخبرها ، وهي في محل نصب مقول القول . 206 ـ ومنه قوله تعالى : { قال إني أعلم ما لا تعلمون }1 . وقوله تعالى : { قالت اليهود عزير ابن الله }2 . ومنه قول عمر بن أبي ربيعة : قالت الصغرى : أتعرفن الفتى ؟ قالت الوسطى : نعم هذا عمر الشاهد : أتعرفن الفتى ، و نعم هذا عمر . وكل من الجملتين وقع في محل نصب مفعول به لفعل القول . ــــــــــــــــ 1 ـ 30 البقرة . 2 ـ 30 التوبة . 94 ـ ومنه قول الشاعر : يقولون ليلى في العراق مريضة فياليتني كنت الطبيب المداويا الشاهد : ليلى في العراق مريضة . فقد وقعت الجملة في محل نصب مفعول به لفعل القول . 2 ـ الجملة الواقعة مفعولا به ثانيا ، أو سدت مسد مفعولين لظن ، أو إحدى أخواتها . نحو : ظننت أخاك سيحضر اليوم . سيحضر اليوم : السين حرف استقبال مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، يحضر فعل مضارع مرفوع بالضمة ، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هو ، واليوم ظرف زمان منصوب بالفتحة . وجملة : سيحضر اليوم : في محل نصب مفعول به ثان لظن . ونحو : حسبت أنك مسافر . أنك مسافر : أنك : أن واسمها ، وسافر : خبرها مرفوع . والجملة : أنك مسافر : سدت مسد مفعولي حسب . 3 ـ الجملة الواقعة بعد المفعول الثاني في باب : رأى ، وأعلم . وقد تسد مسد المفعولين . مثال الجملة الواقعة بعد المفعول الثاني : أعلمت أباك محمدا أخوه ناجح . أخوه ناجح : جملة اسمية مكونة من المبتدأ والخبر ، وهي في محل نصب مفعول به ثالث للفعل أعلم . ومثال النوع الثاني : 207 ـ قوله تعالى : { ولتعلمُنَّ أينا أشد عذابا }1 . فجملة : أينا اشد عذابا . جملة اسمية مكونة من مبتدأ ، والضمير المتصل في " أي " في محل جر مضاف إليه ، اشد : خبر المبتدأ ، وعذابا : تمييز منصوب . وجملة : أينا وما في حيزها في محل نصب سدت مسد مفعولي يعلم . ــــــــــــ 1 ـ 71 طه . 4 ـ الجملة الواقعة مفعولا به لأي فعل . نحو : عرفت من أنت ؟ عرفت : فعل وفاعل . من أنت : مبتدأ وخبر . وجملة : من أنت ؟ في محل نصب مفعول به للفعل عرف . 95 ـ ومنه قول الشاعر : ولا توهمت أن الناس قد فقدوا وأن مثل أبي البيضاء موجود الشاهد : أن الناس قد فقدوا . جملة اسمية في محل نصب مفعول به للفعل توهم . وهذا النوع الأخير ما يعرف بتعليق العامل ، وهو ترك العمل لفظا دون معنى ، لمانع من الموانع . كأن تكون الجملة مبدوءة باسم استفهام ، والاستفهام لا يعمل فيه ما قبله. نحو : عرفت متى السفر ؟ فجملة : متى السفر ؟ في محل نصب مفعول به معنى لا لفظا ، لأن الفعل لم يعمل فيها ظاهرا ، لكونها جملة استفهامية . أو تكون الجملة متصلة بلام التوكيد . نحو : توهمت لأبوك موجود . فجملة : لأبوك موجود . جملة اسمية في محل نصب مفعول به لـ " توهمت " في المعنى ، وقد امتنع عمل الفعل لفظا لاتصال الجملة بلام التوكيد . ومن فوائد الحكم على محل الجملة في التعليق بالنصب ، ظهور أثر هذا في التابع . نحو : عرفت من أنت ؟ وغيرَ ذلك من أمورك . فـ " غير " معطوفة على محل الجملة المعلقة وهو النصب ، فجاءت " غير " منصوبة . رابعا ـ الجملة الواقعة نعتا : وهي الجملة الموصوف بها ، وحكمها أن تكون زائدة ، ولا يختل المعنى بدونها ، ويشترط في موصوفها : أن يكون نكرة ، وتعرب بحسب موقع موصوفها من الإعراب . فإذا كان موصوفها مرفوعا جاءت في محل رفع . نحو : خطب فينا رجل لسانه فصيح . خطب : فعل ماض . فينا : جار ومجرور متعلقان بالفعل . رجل : فاعل مرفوع . لسانه : مبتدأ ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة . وفصيح : خبر مرفوع . والجملة الاسمية في محل رفع صفة لرجل لأنه نكرة . والرابط الضمير في " لسانه ". 208 ـ ومنه قوله تعالى : { من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة }1 . وقوله تعالى : { يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة تنبئهم بما في قلوبهم }2 . وقوله تعالى : { وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى }3 . فالجمل : لا بيع فيه ولا شراء ، وتنبئهم بما في قلوبهم ، ويسعى . كل منها جاء في محل رفع صفة لموصوف نكرة مرفوع ، وهو : يوم ، وسورة ، ورجل . وإذا كان الموصوف منصوبا ، جاءت جملة الصفة في محا نصب . نحو : شاهدت لوحة رسومها معبرة . شاهدت لوحة : فعل وفاعل ومفعول به . رسومها معبرة : رسوم مبتدأ ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إلية ، ومعبرة خبر . وجملة : رسومها معبرة في محل نصب صفة للوحة النكرة المنصوبة . ومنه قوله تعالى : { واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله }4 . 209 ـ وقوله تعالى : { ألا تقاتلون قوما نكثوا أيمانهم }5 . فالجملتان : ترجعون فيه إلى الله ، ونكثوا أيمانهم . كل منهما جاء في محل نصب صفة لموصوف نكرة منصوب ، وهو : يوما ، وقوما . وإذا كان الموصوف مجرورا ، جاءت جملة الصفة في محل جر . نحو : نعيش في قرية تكثر فيها البساتين . نعيش : نعيش فعل مضارع ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره : نحن . في قرية : جار ومجرور متعلقان بنعيش . تكثر فيها البساتين : تكثر فعل مضارع مرفوع ، فيها جار ومجرور متعلقان بتكثر ، ـــــــــــــــــــــ 1 ـ 254 . 2 ـ 64 التوبة . 3 ـ 20 القصص . 4 ـ 281 . 5 ـ 13 التوبة . والبساتين فاعل مرفوع بالضمة . وجملة : تكثر وما في حيزها في محل جر صفة لقرية . ومنه قوله تعالى : { ربنا إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه }1 . وقوله تعالى : { ولا تصل على أحد منهم مات أبدا }2 . 96 ـ ومنه قول الشاعر : لا أذود الطير عن شجر قد بلوت المر من ثمره فالجمل : لا ريب فيه ، ومات أبدا ، وقد بلوت المر . كل منها جاء في محل جر صفة لأوصاف مجرورة هي : ليوم ، وعلى أحد ، وعن شجر . * أما المانع من مجيء الجملة صفة ، أن تكون جملة إنشائية . نحو : جاء مسكين فلا تحرجه . فجملة : فلا تحرجه ، إنشائية لأنها طلبية نهي ، فلا يصح إعرابها صفة ، ولكن نعربها جملة مستأنفة لا محل لها من الإعراب . ونحو : هذا متاع احفظه لي . فجملة : احفظه لي . جملة مستأنفة لا محل لها من الإعراب لأنها جملة إنشائية طلبية أمر . ونحو : محمد مريض فهل تزره ؟ فجملة : فهل تزره . مستأنفة لا محل لها من الإعراب لأنها إنشائية طلبية استفهامية . وقس على ذلك بقية أنواع الجمل الإنشائية الطلبية . ومن موانع وقوع الجملة صفة ولو سبقها نكرة محضة ، أن تكون الجملة محصورة بإلا . نحو : ما زارني رجل إلا قال خيرا . وفي هذه الحالة تعرب الجملة الواقعة بعد " إلا " حالا ، ولا تعرب صفة ، لأن " إلا " لا تفصل بين الصفة وموصوفها . ـــــــــــــــــ 6 ـ 9 آل عمران . 1 ـ 84 التوبة . خامسا ـ الجملة الواقعة جوابا لشرط جازم : يشترط في الجملة الواقعة جوابا لشرط جازم أن تكون مقرونة بالفاء ، أو إذا الفجائية . نحو : إن تدرس فلن ترسب . 210 ـ ومنه قوله تعالى : { ومن يضلل الله فلا هادي له }1 . وقوله تعالى : { فإن انتهوا فإن الله بما تعلمون بصير }2 . ومثال مجيء جملة الشرط بعد إذا الفجائية : إن نحمل على الأعداء إذا هم هاربون . ومنه قوله تعالى : { وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون }3 . 211 ـ وقوله تعالى : { وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون }4 . فالجمل الواقعة بعد " الفاء " ، أو " إذا " الفجائية جاءت في محل جزم بحرف الشرط " إن " . وهذه الجمل بالترتيب هي : فلن يرسب ، فلا هادي له ، فإن الله ... ، إذا هم هاربون ، إذا هم يقنطون ، إذا هم يسخطون . ونستدل على مجيئها في محل جزم ، أننا إذا عليها فعلا مضارعا جاء مجزوما ، لأنه عطف على المحل ، والمعطوف على محل المجزوم يكون مجزوما . نحو : متى يجتهد الكسول فإنه ينجح ويحظ بحب الناس . فالفعل " يحظ " فعل مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، لأنه معطوف على محل الجملة المجزومة الواقعة جوابا للشرط " فإنه ينجح " . سادسا ـ الجملة الواقعة مستثنى : يشترط في الجملة الواقعة مستثنى أن يكون الاستثناء منقطعا ، أي أن يكون المستثنى ليس من جنس المستثنى منه . نحو : لن أعاقب مجتهدا إلا المهمل فعقابه شديد . فجملة : المهمل فعقابه شديد ، مكونة من مبتدأ أول ، والفاء واقعة في الخبر ، وعقابه ــــــــــــــــ 1 ـ 186 الأعراف . 2 ـ 36 الروم . 3 ـ 36 الروم . 4 ـ 58 التوبة . مبتدأ ثان ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة ، وشديد خبر المبتدأ الثاني ، وجملة المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول . والجملة من المبتدأ الأول وخبره في محل نصب مستثنى . سابعا ـ الجملة الواقعة مضافا إليه : يشترط في الجملة الواقعة مضافا إليه أن تكون بعد كلمة مضافة إلى جملة جوازا أو وجوبا . والكلمات التي تقع مضافة إلى جملة هي : ـ 1 ـ الكلمات الدالة على زمان ، سواء أكان ظرفا ، أم غير ظرف ، ككلمة " يوم " ، فهي تكون ظرفا . 212 ـ نحو قوله تعالى : { يوم تبيض وجوه وتسود وجوه }1 . ولا تكون ظرفا ، بل تعرب حسب موقعها من الجملة . 213 ـ نحو قوله تعالى : { هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم }2 . فهذا : مبتدأ ، ويوم : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة ، وهو مضاف ، وجملة : ينفع وما في حيزها ، في محل جر مضاف إليه . 2 ـ الكلمات الدالة على مكان ، سواء أكانت ظرفا ، أم غير ظرف ، ككلمة " حيث " فهي تكون ظرفا مكانيا ، نحو : وقفت حيثُ وقف عليّ ، وجلست حيث محمد جالس . 214 ـ ومنه قوله تعالى : { واقتلوهم حيث ثقفتموهم }3 . وقوله تعالى : { الله أعلم حيث يجعل رسالته }4 . ولا تكون ظرفا إذا جاءت مجرورة بحرف الجر ، فهي اسم مجرور بمن مبني على الضم في محل جر . نحو : آتيك بالأمر من حيثُ لا تدري . 215 ـ ومنه قوله تعالى : { إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم }5 . ــــــــــــــــــــــ 1 ـ 106 آل عمران . 2 ـ 119 المائدة . 3 ـ 191 البقرة . 4 ـ 124 الأنعام . 5 ـ 27 الأعراف . وقوله تعالى : { وأخرجوهم من حيث أخرجوكم }1 . ومنه قول الشاعر : عيون المها بين الرصافة والجسر جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري 3 ـ ومن الظروف الملازمة الإضافة إلى الجملة : إذ ، وإذا ، ولمّا الوجودية المفتقرة إلى جواب . نحو : هل تذكر إذ نحن أطفال . 216 ـ ومنه قوله تعالى : { أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت }2 . وقوله تعالى : { واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم }3 . 97 ـ ومنه قول عنترة : إذ يتقون بي الأسنة لم أحم عنها ولكني تضايق مُقدمي ومثال إذا : إذا حضر الماء بطل التيمم . 217 ـ ومنه قوله تعالى : { إذا ذكر الله وجلت قلوبهم }4 . وقوله تعالى : { إذا جاء نصر الله والفتح }5 . ومنه قول طرفة : إذا القوم قالوا من فتى خلت أنني عنيت فلم أكسل ولم أتبلد ومثال لما الظرفية الوجودية : فرح والدي لمّا نجحت . وهي بمعنى الحين مبنية على السكون في محل نصب ، إلا أنها متضمنة للشرط ، ولكنها غير جازمة ، لاختصاصها بالدخول على الأفعال الماضية . 218 ـ ومنه قوله تعالى : { فلما أخذتهم الرجفة قال ربِّ لو شئت أهلكتهم }6 . ومنه قول زهير : فلما وردن الماء زرقا جمانه وضعن عِصِّي الحاضر المتخيِّم ـــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ 191 البقرة . 2 ـ 133 البقرة . 3 ـ 103 آل عمران . 4 ـ 2 الأنفال . 5 ـ 1 الفتح . 6 ـ 155 الأعراف . 4 ـ ومن الظروف والمصادر التي تضاف جوازا إلى الجملة " لدن " ، وهي ظرف زمان ، أو مكان ، حسب المعنى ، وقد لا تكون ظرفا . و " ريث " ، وهي مصدر من " راث " بمعنى " أبطأ " ، ويعرب المصدر ظرف زمان . ويشترط في الجملة المضافة إلى " لدن ، وريث " أن تكون فعلية فعلها متصرف متبث . مثال لدن الظرفية : أنت مهذب لدن عرفتك صغيرا . 98 ـ ومنه قول الشاعر : لزمنا لدن سألتمونا وفاقكم فلا يك منكم للخلاف جنوح ومثال مجيئها اسما مجرورا : أنت مجتهد من لدن كنت صغيرا . ومثال ريث : انتظرت ريث حضر أخوك . 99 ـ ومنه قول الشاعر : خليليَّ رفقا ريث أقضي لبانة من العرجات المذكرات عهودا فالجمل الواقعة بعد " لدن ، وريث " في محل جر مضاف إليه ، وكذلك جميع الجمل الواقعة بعد الظروف الآنفة الذكر . ثامنا ـ الجملة التابعة لمفرد : تنقسم الجملة التابعة لمفرد إلى ثلاثة أنواع : ـ 1 ـ الجملة الواقعة صفة لمفرد مرفوع ، أو منصوب ، أو مجرور . مثال المرفوع : جاء رجل يركب دابة . 219 ـ نحو قوله تعالى : { من قبل أن يأتي يوم لا بيع في ولا خلال }1 . ومثال المنصوب : عاقبت طالبا يهمل واجباته . ومثال المجرور : سلمت على رجل يركب دابة . ــــــــــــ 1 ـ 31 إبراهيم . 2 ـ الجملة المعطوفة على مفرد مرفوع ، أو منصوب ، أو مجرور . نحو : محمد قادم وأبوه ذاهب . وفي ذلك خلاف ، فإذا كان العطف على المفرد تكون جملة " أبوه ذاهب " ، في محل رفع معطوفة على الخبر " قادم " . أما إذا كان العطف على جملة " محمد قادم " ، سيكون الشاهد قد خرج عن موضعه . وهنالك خلاف آخر منشأه أن الواو قد تكون واو الحل ، وبذلك لا تكون جملة " أبوه ذاهب " تابعة لما قبلها . ومثال المعطوفة على مفرد منصوب : كافأت طالبا شاعرا ويكتب قصة . ومثال المعطوفة على المجرور ، أو موقعه الجر: نحو : استمعت إلى عجوز منشد ويعزف على الربابة . ونحو : استمعت إلى عجوز ينشد ويعزف على الربابة . 3 ـ الجملة الواقعة بدلا من الاسم المفرد الذي يسبقها : 220 ـ نحو قوله تعالى : { ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك إن ربك لذو مغفرة وذو عقاب أليم }1 . فـ " إن " وما عملت فيه بدل من " ما " وصلتها ، ويجوز أن تكون استئنافية ، كما جاز في قوله تعالى : { وإذا قيل إن وعد الله حق والساعة لا ريب فيها }2 . فجملة " والساعة لا ريب فيها " يجوز أن تكون استئنافية ، وليست بدلا ومنه أيضا قوله تعالى : { وأسرُّوا النجوى الذين ظلموا هل هذا إلا بشر مثلكم }3 . فجملة " هل هذا ... إلخ " يجوز فيها أن تكون بلا من اسم الموصول وصلته ، ويجوز فيها أن تكون مفسرة ، والله أعلم . ولكن الأحسن أن نعدل عن إعراب الجمل بدلا ، أو عطف بيان ، لما قد يكون فيها من التكلف في المعنى ، والأفضل أن تكون استئنافية ، كما في الآيتين الأولى والثانية ، وتفسيرية كما في الآية الأخيرة فتدبر ، والله يحفظك. ــــــــــــــــ 1 ـ 43 فصلت . 2 ـ 32 الجاثية . 3 ـ 3 الأنبياء . تاسعا ـ الجملة التابعة لجملة لها محل من الإعراب ، وذلك في موضعين : 1 ـ في العطف : نحو : المتفوق يفوز بالجائزة ، ويحترمه زملاؤه . ويشترط في الجملة الواقعة بعد الواو ، أن تكون معطوفة على الجملة الصغرى وهي " يفوز بالجائزة " ، لا على الجملة الكبرى وهي " المتفوق يفوز بالجائزة " . هذا إذا اعتبرنا الواو للعطف ، فإذا قدرنا الواو للحال لم تكن الجملة بعدها تابعة لما قبلها . 2 ـ في البدل : ويشترط في الجملة الثانية الواقعة بدلا أن تكون أوفى من الجملة الأولى ، وأوضح في تأدية المعنى المطلوب . نحو : قلت له ارحل لا تمكث عندنا . ومنه قوله تعالى : { واتقوا الذي أمدكم بما تعلمون أمدكم بأنعام وبنين }1 . فجملة " أمدكم ... إلخ " بدل من جملة " أمدكم بما تعلمون " ، لأنها أوضح منها ، وأوفى في تأدية المعنى . Cant See Links ثانيا ـ الجملة التي لا محل لها من الإعراب هي الجملة التي لا تحل محل المفرد ، ولا تأخذ إعرابه ، ولا يقال فيها إنها في موضع رفع ، أو نصب ، أو جر ، أو جزم . وأنواعها على النحو التالي : ـ أولا ـ الجملة الابتدائية : ويقصد بها الجملة التي نبتدئ بها الكلام لفظا ، أو تقديرا ، وسواء أكانت اسمية ، أم فعلية . فالاسمية نحو : محمد مجتهد . 221 ـ ومنه قوله تعالى : { إنَّا أعطيناك الكوثر }1 . والفعلية نحو : يطوف المسلمون حول الكعبة . 222 ـ ومنه قوله تعالى : { تبت يدا أبي لهب وتب }2 . فكل من الجملتين السابقتين ، وكذلك الآيتان المستشهد بهما ، لا محل لها من الإعراب ، لأنها جملة ابتدائية تؤدي معنى مستقلا ، ولا يصح أن يحل محلها كلمة مفردة ، وإلا ضاع المعنى . ومثال الجملة الابتدائية التي يبتدأ بها الكلام تقديرا قول الأفوه الأودي : بينما الناس على عليائها إذ هَوَوا في هُوّة فيها فغاروا فلكون " بين " ظرف للفعل " هوى " ، والتقدير : هوى الناس في هوة بينما هم على عليائها . فهي جملة ابتدائية ، وإن كان قبلها جملة " الناس على عليائها " ، لأنها أُخرت لفظا ، وحقها التقديم في أول الكلام تقديرا . ومنه قوله تعالى : { كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد رزقا }3 . فلأن " كل " ظرف للفعل " وجد " ، والتقدير : وجد زكريا عندها رزقا كلما دخل ــــــــــ 1 ـ 1 الكوثر . 2 ـ 1 المسد . 3 ـ 37 آل عمران . عليها المحراب . فجملة " وجد " ابتدائية ، وإن كان قبلها في الطاهر جملة أخرى . ثانيا ـ الجملة الواقعة بعد أدوات الابتداء ، وتشمل التالي : 1 ـ الحروف المكفوفة وهي : إنما ، وأنما ، وليتما ، وكأنما ، ولعلما ، لكنما ، وربّما ، وكما . نحو قوله تعلى : { إنما المؤمنون إخوة } 1 . وقوله تعالى : { إنما أنت نذير } 2 . وقوله تعالى : { وإنما أنا نذير مبين } 3 . ومنه قول كثير : أراني ولا كفران لله إنما أواخي من الأقوام كل بخيل ونحو قوله تعالى : { يوحى إليّ أنما إلهكم إله واحد } 4 . ونحو قول النابغة الذبياني : قالت ألا ليتما هذا الحمام لنا إلى حمامتنا أو نصفه فقد ومنه قوله تعالى : { فكأنما خر من السماء } 5 . ومنه قول الشاعر : كأنما ضربت قدام أعينها قطنا بمستحصد الأوتار محلوج ومنه قول الفردزق : أعد نظرا يا عبد قيس لعلما أضاءت لك النار الحمار المقيدا ومنه قول امريء القيس : ولكنما أسعى لمجد مؤثل وقد يدرك المجد المؤثل امثالي وقول ساعدة بن جؤية : ولكنما أهلي بواد أنيسه سباع تبغى الناس مثنى وموحدا ـــــــــــــ 1 ـ 10 الحجرات . 2 ـ 12 هود . 3 ـ 50 العنكبوت . 4 ـ 5 فصلت . 5 ـ 31 الحج . " ربما " نحو : ربما الغائب يعود . ومنه قوله تعالى : { ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين } 1 . " كما " اتصلت ما الزائدة بـ " الكاف " فمنعتها من العمل ، والجملة بعدها ابتدائية لا محل لها من الإعراب . نحو : الشهادة خير الكلام كما الصلاة عمود الدين . 2 ـ " إذا " الفجائية : نحو : خرجت فإذا السماء تمطر . ومنه قوله تعالى : { فإذا هي حية تسعى } 2 . وقوله تعالى : { ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين } 3 . 3 ـ أمّأ ، وبل ، ولكن ، وهل ، وما النافية غير الحجازية " التي لا عمل لها " ، وبينا ، وبينما ، وإلاّ الاستثنائية . وإليك أمثلتها على التوالي : " أمّأ " قال تعالى : { فأمّا الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم }4 . ومنه قول سبيع بن الخطيم : أمّا إذا ضاقت فإن مصيرها هضب القليب فعردت فأقوف و" أمّا " هنا حرف شرط غير جازم وتفصيل وتوكيد ، وتلزم الفاء جوابها كثيرا . " بل " نحو قوله تعالى : { بل تؤثرون الحياة الدنيا } 5 . وقوله تعالى : { أم يقولون به جنة بل جاءهم بالحق }6 . و" بل " حرف ابتداء يفيد الإضراب . " لكن " المخففة من الثقيلة لا عمل لها ، وهي حرف استدراك إذا سبقها نفي وتدخل على الجمل الفعلية والاسمية ، مثال الفعلية : قوله تعالى : { ولكن كانوا أنفسهم يظلمون } 7 . ــــــــــــــ 1 ـ 2 الحجر . 2 ـ 20 طه . 3 ـ 108 الأعراف . 4 ـ 26 البقرة . 5 ـ 14 الأعلى . 6 ـ 70 المنافقون . 7 ـ 118 النحل . ومنه قول العجير السلوسي : ولكن ستبكي خطوب كثيرة وشعت أهينوا في المجالس جوع ومثال دخولها على الجمل الاسمية وهي عنئذ ابتدائية لمجرد إفادة الاستدراك . قوله تعالى : { لكن الراسخون في العلم منهم } 1 . ومنه قول زهير : إن ابن ورقاء لا تخشى بوادره لكن وقائعه في الحرب تنتظر " هل " وهي حرف استفهام مبني على السكون لا محل له من الإعراب ولا يعمل فيما بعده ، ويختص بالتصديق والإيجاب ، ويفيد معرفة مضمون الجملة ن ويدخل على الأفعال ، والأسماء . نحو قوله تعالى : { هل أتى على الإنسان حين من الدهر } 2 . ومنه قول عنترة : هل غادر الشعراء من متردم أم هل عرفت الدار بعد توهم ومثال دخولها على الأسماء قول الحارث بن حلزة : أيها الناطق المُرَقِّش عنا عند عمرو وهل لذاك فداء وقوله : كتكاليف قومنا إذ غزا المنذ ر هل نحن لابن هند رِعاء ومنه قول امرئ القيس : وإن شفائي عبرة مهراقة فهل عند رسم دارس من مُعَوَّل " ما " النافية غير العاملة ، وتختص بالدخول على الأفعال ، وتعرف بالتميمية ، أو غير الحجازية ( لأن ما الحجازية تعمل عمل ليس ) . نحو قوله تعالى : { قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي }3 . ـــــــــــ 1 ـ 162 النساء . 2 ـ 1 الإنسان . 3 ـ 15 يونس . ومنه قول عمر بن أبي ربيعة : وما راعني إلا مناد ترحلوا وقد لاح مفتوق من الصبح أشقرا مثال " بينا " قال الأفوه الأودي : فبينا نحن نرقبه أتانا معلق فضة وزنا ذراعي مثال " بينما " قوله أيضا : بينما الناس على عليائها إذ هو وافي هوة فيها فغاروا ثالثا ـ الجملة الواقعة بعد أدوات التحضيض : وهي : هلاّ ، ولوما ، ولولا غير الشرطية إذا تلاهما فعل مضارع . نحو : هلاّ تساعدنَّ المحتاج . وهي تفيد التوبيخ إلى جانب التحضيض أذا دخلت على الفعل الماضي كقول عنترة : هلاّ سألتِ الخيل يا بنة مالك أن كنت جاهلة بما لا تعلمِ ونحو قوله تعالى : { لوما تأتينا بالملائكة إن كنت من الصادقين } 1 . ونحو قوله تعالى : { لولا تستغفرون الله } 2 . رابعا ـ الجملة المستأنفة : هي الجملة المنقطعة عما قبلها صناعيا (3) ، وتأتي في وسط الكلام ، أو الجملة التي نفتتح بها كلاما جديدا . نحو : مات فلان رحمه الله . ـــــــــــــ 1 ـ 7 ، 8 الحجر . 2 ـ 46 النحل . 3 ـ إعراب الجمل ، د / فخر الدين قباوة ص 36 . المقصود بالاتباع الصناعي عدم التعلق باتّباع ، أو إخبار ، أو وصفية ، ولا يضر الارتباط المعنوي ، لأن الارتباط المعنوي لا يستلزم محلا إعرابيا . فجملة " رحمه الله " جاءت بعد اسم معرفة ، ولكنها لم تكن حالا منه ، بل هي جملة جديدة ، ومنقطعة عن الجملة السابقة ، لأنها دعاء له بالرحمة ، لذلك تسمى الجملة الأولى " مات فلان " جملة ابتدائية ، ونسمي الجملة الثانية " رحمه الله " جملة استئنافية . 223 ـ ومنه قوله تعالى : { قالت ربي إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت }4 . ومن الجمل الاستئنافية الجملة المؤخر عنها العامل في باب " ظن " . نحو : محمد مقصر أظن . فجملة " أظن " وفاعلها المقدر ، لا محل لها من الإعراب استئنافية . والجملة المستأنفة هي الجملة الكائنة جوابا لسؤال مقدر . أو جوابا لنداء . فمثال جواب السؤال المقدر . 224 ـ قوله تعالى : { ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا : سلاما ، قال سلام }1 . فجملتا القول استئنافيتان ، لأنهما جواب لسؤال مقدر هو : ماذا قالوا ؟ ومنه قوله تعالى : { هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال سلام قوم مكرمون }2 . فجملة القول الثانية جواب لسؤال مقدر هو : فماذا قال لهم ؟ وهذا النوع يعرف بالاستئناف البياني ، لأن جملة الجواب المستأنفة تكون جوابا لسؤال مقدر كما مر معنا . أما الأنواع الأخرى من الجمل الاستئنافية فتعرف بالاستئناف النحوي ، والاستئناف البياني نوع من الاستئناف النحوي ، وليس كل استئناف نحوي يكون بيانيا . ومثال جواب النداء قول جميل بثينة : أبُثينَ إنّك قد ملكتِ فأسجحي وخذي بحظك من كريم واصل ــــــــــــ 1 ـ 36 آل عمران . 2 ـ 69 هود . 3 ـ 24 ، 25 الذاريات . ومنه قول الأخطل : أعاذلَ ما عليكِ بأن تَرَيني أُباكر قهوة فيها احمرار وكثيرا ما تدخل على الجمل المستانفة أحرف تعرف بأحرف الاسئناف وهي : الفاء ، والواو ، وثم ، وحتى ، وبل التي للإضراب الانتقالي ، وأو التي بمعنى بل ، وأم المنقطعة ، ولكن مجردة من الواو العاطفة فمثال المقرونة بالفاء قوله تعالى : { بل لعنهم الله بكفرهم فقليلا ما يؤمنون } 1 . وقوله تعالى : { قد جاءكم بصائر من ربكم فمن أبصر فلنفسه } 2 . وقوله تعالى : { ونصحت لكم فكيف آسي على قوم كافرين } 3 . ومثال المقرونة بالواو قوله تعالى : { إن الذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا وأولئك هم وقود النار } 4 . وقوله تعالى : { كما سئل موسى من قبل ومن يتبدل الكفر بالإيمان فقد ضل } 5 . وقوله تعالى : { ولا مبدل لكلمات الله ولقد جاءك من نبأ المرسلين } 6 . ومنه قول امريء القيس وقد اجتمع فيه جملتان استئنافيتان الأولى مقرونة بالواو والثانية بالفاء : وقوفا بها صحبي عليَّ مطيهم يقولون لا تهلك أسىً وتجمل وإنَّ شفائي عبـرة مهـراقة فهل عند رسم دارس من معوَّل الشاهد في البيت الثاني قوله : وإن شفائي ، وقوله : فهل عند رسم . والمقرونة بـ " ثم " . قوله تعالى : { فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشئ النشأة الآخرة } 7 . ـــــــــــ 1 ـ 88 البقرة . 2 ـ 104 الأنعام . 3 ـ 93 الأعراف . 4 ـ 10 آل عمران . 5 ـ 108 البقرة . 6 ـ 34 الأنعام . 7 ـ 20 العنكبوت . ومثال المقرونة بـ " حتى " قول الفرزدق : فيا عجبا حتى كليب تسبني كأن أباها نهشل أو مجاشع والمقرونة بـ " بل " قوله تعالى : { وذكر اسم ربه فصلى بل تؤثرون الحياة الدنيا } 1 . ومثال المقرونة بـ " أو " . قوله تعالى : { وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون } 2 . والجملة المستأنفة بعد " أو " : هم يزيدون على تقدير هم المحذوف . والمقرونة بـ " أم . " قوله تعالى : { هل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور } 3 . ومثال المقرونة بلكن قول زهير : إنَّ ابن ورقاء لا تخشى غوائله لكن وقائعه في الحرب تُنتَظر خامسا ـ جملة صلة الموصول الاسمي ، أو الحرفي : هي الجملة التي تكون صلة لاسم موصول ، أو حرف مصدري . وأسماء الموصول هي : الذي ، التي ، اللذان ، اللتان ، الذين ، الأُلَى ، اللواتي ، اللاتي ، اللائي ، أل ، مَن ، ما ، ذا ، ماذا ، ذو ، أئٌّ ، أيّة . نحو : جاء الذي فاز بالجائزة . 225 ـ ومنه قوله تعالى : { الذي جعل لكم الأرض مهادا }4 . وقوله تعالى : { الذي علم بالقلم }5 . ومنه قول الفرزدق : هذا الذي تعرف البطحاء وطأته والبيت يعرفه والحل والحرم ــــــــــــــــ 1 ـ 15 ، 16 الأعلى . 2 ـ 147 الصافات . 3 ـ 16 الرعد .4 ـ 10 الزخرف . 5 ـ 4 العلق . ومنه قول مجنون ليلى : وأنتِ التي ما من صديق ولا عِدا يرى نِضوَ ما أبقيت إلا بكى ليا ومنه قوله تعالى : { ربنا أرنا اللذين أضلانا } 1 . ومنه قول الأخطل : هما اللتان لو ولدت تميم لقيل : فخر لهم صميم وقوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله } 2 . ومنه قول الحطيئة : وأرى الذين حووا تراث محمد أفلت نجومهم ونجمك يسطع ومنه قوله تعالى : { وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم } 3 . وقوله تعالى : { واللائي يئسن من المحيض } 4 . ومنه قول يزيد بن الحكم : يقول الخنا وأبغضُ العجم ناطقا إلى ربنا صوت الحمار اليُجدَّع الشاهد قوله : " اليجدع " فـ " أل " موصول اسمي بمعنى الذي . ومنه قول الفرزدق : ما أنت بالحكم الترضى حكومته ولا الأصيل ولا ذي الرأي والجدل الشاهد قوله : " الترضى " فـ " أل " موصول أسمي لذلك اتصل بالفعل ، أي : الذي ترضى . ومنه قول عمرو بن كلثوم : فصالوا صولة فيمن يليهم وصلنا صولة فيمن يلينا الشاهد قوله : " فيمن " من اسم وصول للعاقل . ومنه قول زهير: سعى ساعيا غَيظِ بنِ مُرَّةَ بعدما تبزَّلَ ما بين العشيرة بالدم ــــــــــــ 6 ـ 29 فصلت . 4 ـ 35 المائدة . 5 ـ 23 النساء . 6 ـ 4 الطلاق . الشاهد قوله : " ما " اسم موصول لغير العاقل . ومنه قول لبيد : لا تسالان المرء ما ذا يحاول أنحبٌ قضى أم ضلالٌ وباطلُ الشاهد فيه : " ذا " اسم موصول . ومنه قول القوال الطائي : قولا لهذا المرء ذو جاء ساعيا هلُمَ فإن المَشرفيَّ الفرائضُ الشاهد قوله : " ذو " وهو اسم موصول ، والأكثر فيه ألا يؤنث ، ولا يثنى ، ولا يجمع ، ويكون مبنيا على السكون ، وقد يعرب إعراب الأسماء الخمسة كما في قول منظور بن سحيم : فإما كرام موسرون لقيتهم فحسبي من ذي عندهم ما كفانيا الشاهد قوله " من ذي " فذي اسم موصول أعرب إعراب الأسماء الخمسة فجر بمن وعلامة جره الياء ، وقد حذفت منه صلة الموصول لدلالة الظرف " عند " عليها . ومنه قول الأعشى : يضرب الأدنى إليهم وجهه لا يبالي أيَّ عينيه كَفَحْ الشاهد قوله : " أيّ " وهي اسم موصول معرب ، وقد تؤنث ، ويجب أن تضاف إلى معرفة كما في الشاهد المذكور خلافا للكوفيين ، فإن اضيفت إلى ضمير وكانت صلتها جملة اسمية محذوفة الصدر جاز فيها الإعراب والبناء على الضم . نحو قوله تعالى : { ثم لننزعنَّ من كل شيعة أيهم أشد على الرحمن عِتيّا }1 . وللاستزادة راجع اسم الموصول في الموسوعة . أما الموصول الحرفي : فهو عبارة عن الأحرف المصدرية التي تشكل مع ما بعدها مصدرا مؤولا له محل من الإعراب ، وما يليها يكون صلة لها لا محل له من الإعراب وهي : أنْ ، وما ، وكي ، وأنّما . نحو : سرني أن نجحت . ــــــــــــ 1 ـ 69 مريم . ومنه قول معن بن أوس : يحاول رَغمي لا يحاول غيره وكالموت عندي أن يَحُلَ به الرَّغمُ الشاهد قوله : " أن يحل " فأن حرف مصدري ونصب يحتاج إلى صلة ، والفعل " يحل " صلته ، وأن والفعل في تأويل مصدر تقديره " حلول " في محل رفع مبتدأ مؤخر ، والجار والمجرور متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم . ونحو قوله تعالى : { وضاقت عليكم الأرض بما رحبت }1 . ومنه قول الشاعر : يسر المرء ما ذهب الليالي وكان ذهابهن له ذهابا الشاهد في الآية قوله تعالى : " بما رحبت " فما مصدرية ، والفعل " رحب " وما في حيزه صلتها ، ويشكلان معا مصدرا مؤولا في محل جر بالباء . والشاهد في البيت قوله : " ما ذهب " فما مصدرية ، وجملة ذهب صلتها ، والمصدر المؤول من " ما " والفعل في محل نصب مفعول به للفعل يسر . ومنه قوله تعالى : { لكي لا يكون على المؤمنين حرج } 2 . وقوله تعالى : { لكي لا تأسوا على ما فاتكم } 3 . ومنه قول أبو ذؤيب الهذلي : تريدين كي ما تجمعيني وخالدا وهل يجمع السيفان ويحك في غمد ومنه قوله تعالى : { يوحى إليّ أنما إلهكم إله واحد }4 . فالجمل الواقعة بعد أسماء الموصول ، أو بعد الحرف المصدري ، الذي يحتاج إلى صلة ، كلها جمل لا محل لها من الإعراب صلة الموصول . ـــــــــــــ 1 ـ 25 التوبة . 2 ـ 37 الأحزاب . 3 ـ 23 الحديد . 4 ـ 6 فصلت . سادسا ـ الجملة المعترضة : هي الجملة الواقعة بين شيئين متلازمين ، يحتاج كل منهما للآخر ، وفائدتها تقوية الكلام وتوضيحه ، أو توكيده ، أو تحسينه . مثال تقوية الكلام وتوضيحه قول قطري بن الفجاءة : فإن أمت حتف أنفي لا أمت كمدا على الطعان وقصرُ العاجز الكمدُ ولم أقل لم أساقِ الموتَ شاربَه في كأسه والمنايا شرّعٌ وُرُدُ الشاهد قوله : قصر العاجز الكمد ، حيث جاءت الجملة معترضة بين المعطوف عليه ، والمعطوف لإفادة التقوية والتوضيح . ومثال المعترضة للتوكيد قول : عمرو بن شاس أرَدْتِ عرارا بالهوان ومن يرد عرارا لعمري بالهوان فقد ظلم الشاهد قوله : لعمري ، فقد جاءت جملة القسم معترضة بين الفعل ، والجار والمجرور المتعلق به لغرض التوكيد . ومثال التحسين قول زهير : سئمت تكاليف الحياة ومن يعش ثمانين حولا لا أبا لك يسأم الشاهد قوله : لا أبا لك جملة معترضة بين فعل الشرط وما في حيزه ، وبين جوابه ، وليس الفرض منه التوكيد ، أو التوضيح ، وإنما جاء به الشاعر على عادة العرب في إجرائهم إياه مجرى المثل لغرض التحسين . وتقع الجملة المعترضة في المواضع الآتية : ـ 1 ـ بين الفعل وفاعله . نحو : وصل ـ أظن ـ أبوك . 2 ـ بين الفعل ونائب الفاعل . نحو : توفي ـ أعتقد ـ المريض . 3 ـ بين الفعل ومفعوله . نحو صافحت ـ رعاك الله ـ رجلا شجاعا . 4 ـ بين المبتدأ وخبره . نحو : أنت ـ حماك الله ـ صديق مخلص . 5 ـ بين اسم كان وخبرها . نحو : كان عليّ ـ رحمه الله ـ أمينا في صداقته . 6 ـ بين اسم إن وخبرها . نحو : إن أخاك ـ والله ـ شهم . 7 ـ بين الشرط وجوابه . نحو : إن زرتني ـ إن شاء الله ـ تجدني في انتظارك . 226 ـ ومنه قوله تعالى : { وإذا بدلنا آية مكان آية ـ والله أعلم بما ينزل ـ قالوا إنما أنت مفتر }1 . 8 ـ بين المضاف والمضاف إليه . نحو : استعرت كتاب ـ والله ـ محمد . 9 ـ بين القسم وجوابه . والله ـ والحق يقال ـ لأكافئنَّ الفائزين . 227 ـ وقوله تعالى : { فالحق والحق أقول لأملأن جهنم منك وممن تبعك }2 . 10 ـ بين الموصول والصلة ، نحو : جاء الذي ـ أشهد ـ قد فاز بالسباق . 11 ـ بين الموصوف والصفة . نحو : أعطف على رجل ـ والله ـ فقير . 12 ـ بين أجزاء الصلة . نحو : حضر الذي خيره ـ لا شك ـ يعم الجميع . 13 ـ بين الجار والمجرور . نحو : ذهبت إلى ـ والله ـ عملي مبكرا . 14 ـ بين قد والفعل . نحو : قد ـ والله ـ نجح محمد . 100 ـ ومنه قول الشاعر : أخالد قد ـ والله ـ أوطأت عشوة وما قائل المعروف فينا يعنفا 15 ـ بين سوف والفعل . نحو : سوف ـ والله ـ ينجح المجد . 101 ـ ومنه قول الشاعر : ما أدري وسوف ـ أخال ـ أدري أقوم آل حصن أم نساء 16 ـ بين حرف النفي ومنفيه : نحو : لا ــ والله ــ أقصر في عملي . 102 ـ ومنه قول الشاعر : ولا ـ أراها ـ تزال طاغية تحدث لي نكبة وتنكؤها ونحو : ما ـ أظنه ـ يفلح الكسول . وقد يأتي أكثر من جملة معترضة في الموضع الواحد . نحو : محمد ـ والله ، والحق أقول ـ لن يقصر في خدمة الوطن . في جميع الأمثلة السابقة ، نجد صورا مختلفة لجمل معترضة في مواطن شتى بين جزأين ـــــــــــــ 1 ـ 10 النحل . 2 ـ 85 ص . متلازمين من الكلام ، وفي بعض المواطن بين الفعل وما قد يسبقه من بعض الحروف ، وهذه الجمل لا محل لها من الإعراب . وقد يسبق الجملة المعترض بعض الأحرف التي تسمى بأحرف الاعتراض وهي في الأصل أحرف استئناف ، أو عطف ، وهذه الأحرف هي : 1 ـ " الفاء " كما في قول علقمة الفحل : وأنت امرؤٌ أفضتْ إليك أمانتي وقبلك ربَّتني فضِعت رُبُوبُ ومنه قوله تعالى : { ومن دونهما جنتان فبأي آلاء ربكما تكذبان مدهامتان }1 . 2 ـ " الواو " . كقوله تعالى : { فلما وضعتها قالت : ربِّ إني وضعتها أنتى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى } 2 . ومنه قول متمم بن نويرة : لعمري وما دهري بتأبين هالك ولا جزعٍ مما أصاب فأوجعا لقد كفّن المِنهال تحت ردائه فتى غير مبطان العشيات أروعا الشاهد قوله : وما دهري … إلخ جملة معترضة مقرونة بواو الاعتراض . 3 ـ " إذ " التعليلية . كقوله تعالى : { ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون }3 . ومنه قول مجنون ليلي : فيا ربِّ إذ صيرت ليلى هي المنى فزِنِّي بعينيها كما زنتها ليا الشاهد قوله : إذ صيرت . جملة اعتراضية مقرونة بـ " إذ " . 4 ـ " حتى " الابتدائية . كقوله تعالى { وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار }4 . ـــــــــــ 1 ـ 62 ـ 64 الرحمن . 2 ـ 36 آل عمران . 3 ـ 39 الزخرف . 4 ـ 18 النساء . ومنه قول الشاعر : عممتم بالندى حتى غُواتُهُمُ فكنت مالك ذي غَيٍّ وذي رشدِ 5 ـ اللام الموطئة لجواب القسم : وهي اللام الداخلة على أداة الشرط ، للإذان بأن الجواب بعدها مبني على قسم قبلها ظاهر ، أو مقدر لا على الشرط ، وقد عد النحاة اللام الموطئة للقسم من الأحرف الاعتراضية لأنها تتصدر الجملة الشرطية فتجعلها اعتراضية . مثال القسم الظاهر قول الشاعر : لعمري لئن كنتم على النأي والغنى بكم مثل ما بي إنكم لصديق فالقسم الظاهر قوله : لعمري ، والجملة الشرطية معترضة بين القسم وجوابه : إنكم لصديق . ومثال القسم المقدر قمل الشاعر : لمتى صلحت ليُقضينْ لك صالح ولتُجزَيَنَّ إذا جُزيتَ جميلا فالقسم في هذا الشاهد مقدر قبل اللام الموطئة ، والجملة معترضة بين القسم المقدر وجوابه . الفرق بين الجملة المعترضة ، وبين جملة الحال : نتيجة للالتباس الذي كثيرا ما يقع بين الجملة الاعتراضية ، والجملة الحالية ، حاول النحاة وضع بعض الفوارق التي تميز بين الجملين حتى لا يختلط الأمر على الدارس ، وهذه الفوارق هي : 1 ـ الإنابة عن المفرد : الجملة الحالية كما مر معنا جملة لها محل من الإعراب ، لذلك فهي تحل محل الاسم المفرد ، وتنوب عنه في إعرابه . أما الجملة الاعتراضية فهي من الجمل التي لا محل لها من الإعراب ، ولا تحل محل المفرد . 2 ـ الإنشاء : قد تأتي الجملة الاعتراضية إنشائية ، في حين لا تكون الجملة الحالية كذلك . والشاهد على ذلك قول جميل : يقولون جاهد يا جميل بغزوة وأيَّ جهاد غيرَهنَّ اريد الشاهد قوله : يا جميل ، وهي جملة نداء إنشائية قد اعترضت بين الفعل " جاهد " وبين الجار والمجرور المتعلق بالفعل وهو " بغزوة " وكذلك قول ابن هرمة : إن سليمى والله يكلؤها ظنت بشيء ما كان يرزؤها فالشاهد قوله : والله يكلؤها ، وهي جملة دعاء إنشائية ، وقعت معترضة بين اسم إن وخبرها . 3 ـ الاستقبال : قد تبدأ الجملة المعترضة بحرف من أحرف الاستقبال كلن وسوف ، والسين . نحو قوله تعالى : { فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة }1 . ونحو قول زهير : وما أدري وسوف إخالُ أدري أقومٌ آلُ حصنٍ أم نساءُ ؟ ويمتنع ذلك في الجملة الحالية ، لأنه يراد بها الحاضر لا الاستقبال . سابعا ـ الجملة الواقعة جوابا لشرط غير جازم : أدوات الشرط غير الجازمة : إذا ، لو ، لولا ، لوما ، لمّا الظرفية المتضمنة معنى الشرط ، كيف . كقول المتنبي : إذا أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا ـــــــــــــــــ 1 ـ 241 البقرة . 103 ـ ومنه قول امرئ القيس : إذا قلت هاتي ناوليني تمايلت على هضيم الكشح ريا المخلخل ومنه قول جرير : لولا الحياء لهاجني استعبار ولزرت قبرك والحبيب يزار ومنه قوله تعالى : { ولو نزلنا هذا القرآن ، على جبل لرأيته خاشعا }1 . 228 ـ وقوله تعالى : { ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة }2 . ونحو قوله تعالى : { لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم }3 . ونحو : لوما تأخرت لخرجنا في رحلة . ونحو قوله تعالى : { فلما أتاهم من فضله بخلوا به }4 . ونحو : كيف تقفُ أقفُ . في الأمثلة السابقة نجد أن أجوبة الشرط وهي على الترتيب : ملكته ، وتمايلت ، لهاجني استعبار ، ولرأيته ، ولجعل ، ولمسكم ، ولخرجنا ، وبخلوا ، وأقف . كلها أجوبة شرط لأدوات غير جازمة ، وهي : إذا ، ولو ، ولولا ، ولوما ، ولمَّا ، وكيف ، وهذه الأجوبة لا محل لها من الإعراب . ومن أمثلة أجوبة الشرط الجازمة غير المقترنة بالفاء ، أو إذا : أن تدرس تنجح . ثامنا ـ الجملة الواقعة جوابا لشرط جازم غير مقتر بالفاء ، أو إذا الفجائية . وأدوات الشرط الجازمة هي : إن ، إذما ، من ، ما ، مهما ، كيفما ، حيثما ، أينما ، متى ، أيّان ، أنّى ، أىّ . نحو قوله تعالى : { وإن تعودوا نعد }5 . وقوله تعالى : { إن تنصروا الله ينصركم }6 . ــــــــــــــــــ 1 ـ 31 الحشر . 2 ـ 118 يوسف . 3 ـ 68 الأنفال . 4 ـ 76 التوبة . 5 ـ 17 الأنفال . 6 ـ 7 محمد . ومنه قول المتنبي : " وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا " الشاهد : " تمردا " جواب شرط لئن الشرطية الجازمة ، غير مقترن بالفاء ، أو إذا الفجائية لذلك لا محل له من الإعراب . وقول الشاعر : وإنّك إذما تأتِ ما أنت آمر به تُلْفِ مَن إيّاه تأمر آتيا 104 ـ ومنه قول زهير : ومن يصنع المعروف في غير أهله يكن حمده ذما عليه ويندم الشاهد : يكن حمده ... إلخ ، جواب شرط لـ " من " الشرطية الجازمة ، غير مقتر بالفاء ، أو إذا الفجائية ، لذلك لا محل له من الإعراب . ومنه قول الحطيئة : ومن يفعل المعروف لا يعدم جوازيه لا يذهب العرف بين الله والناس فجملة : لا يعدم جوازيه . جواب شرط لـ " من " الشرطية الجازمة ، غير مقترن بالفاء ، أو إذا الفجائية ، لا محل له من الإعراب . وقول جميل : وما أنس ما الأشياء لا أنس قولها وقد قرَّبتْ نِضوِي أمصرَ تُريدُ ومنه قول زهير : ومهما تكن عند امريء من خليقة وإن خالها تخفى على الناس نعلم وقول الأخر : يا صاحبيّ فدت نفسي نفوسَكما وحيثما كنتما لاقيتما رشدا وقوله تعالى : { أين ما تكونوا يأت بكم الله جميعا }1 . ومنه قول عمر بن كلثوم : متى ننقل إلى قوم رحانا يكونوا في اللقاء لها طحينا ـــــــــــــ 1 ـ 148 البقرة . ونحو : أيّان تحضر نكن في استقبالك . وقول لبيد : فأصبحت أنّى تأتها تشتجر بها كلا مركبيها تحت رجليك شاجر ونحو : أيّ ادّخار في صغرك ينفعك في كبرك . وعدم اقتران جواب الشرط مع الأدوات غير الجازمة ، يكون لظهور الجزم في لفظ الفعل . وعدم اقترانه مع الأدوات الجازمة ، فلأن المحكوم لموضعه بالجزم هو " الفعل " لا الجملة بأسرها . (1) ومما يقال في جملة جواب الشرط الجازم غير المقترن بالفاء ، أو إذا الفجائية ، يقال في جملة جواب الطلب ، فهي في الحقيقة جواب شرط جازم ، حذف مع فعله ، لدلالة الكلام عليه . كما في قول جميل : وإن قلت ردي بعض عقلي أعش به مع الناس قالت : ذاك منك بعيد فقد جزم الفعل " أعش " على تقدير : إن ترديه أعش به ، وجملته جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء ، أو إذا ، لذلك لا محل لها من الإعراب . ومنه قول عنترة : هلاّ سألت الخيل يا بنة مالك إن كنت جاهلة بما لا تعلم يخبرك من شهد الوقيعة أنني أغشى الوغى وأعِفُّ عند المغنم فالتقدير فيه : إن تسأليها يخبرك من شهد . أنواع أدوات الشرط من حيث الزمن : يتفق النحاة على أن أدوات الشرط تنقسم إلى نوعين : 1 ـ أدوات شرط ظرفية : وهي : إذا ، ولمّا ، ومتى ، وأيّان ، وأنّى ، وحيثما ، وأينما ، وتعرب الأداة في محل نصب على الظرفية ، والعامل فيها جوابها ، وتكون ــــــــــــــ 1 ـ الأشباه والنظائر للسيوطي ج2 ص 23 . جملة فعل الشرط في محل جر بالإضافة ، 2 ـ أدوات شرط غير ظرفية : وهي بقية أدوات الرط الجازمة وغير الجازمة مثل : إن ، وإذما ، ومن ، وما ، ومهما ، وكيفما ، ولو ، ولولا ، ولوما . فالجمل الشرطية المصدرة بأداة مما سبق يكون موقعها الإعرابي مع الأداة حسب موقعها من الكلام ، وموقع جملة فعل الشرط لا محل له من الإعراب كما سنرى من خلال الشواهد التالية : قال كثير : كأني أنادي صخرة حين أعرضتْ من الصم لو تمشي بها العصم زلَّتِ فقوله : لو تمشي بها العصم في محل نصب صفة لـ " صخرة " ، أما جملة الشرط فقط وهي : تمشي بها العصم لا محل لها من الإعراب . وقال قيس بن الخطيم : طعنتُ ابن عبد القيس طعنة ثائر لها نفذ لولا الشعاع أضاءها فجملة لولا الشاع في محل رفع صفة لـ " نفذ " ، وجملة الشعاع كائن لا محل لها من الإعراب . ومثله قول الشاعر : وإنك إذ ما تأتِ ما أنت آمر به تُلْفِ من إيّاه تأمرُ آتيا فجملة ما تأت في محل رفع خبر إنّ ، وجملة تأت لا محل لها من الإعراب . ومنه قول أبي زبيد : فالدار إن تنئهم عني فإنّ لهم ودّي ونصري إذا أعداؤهم نصعوا فجملة : إن تنئهم عني في محل رفع خبر المبتدأ " الدار " ، وجملة تنئهم عني لا محل لها من الإعراب . ومنه قول امريء القيس : أغرّك مني أن حُبّكِ قاتلي وأنّك مهما تأمري القلب يفعلِ ؟ فجملة مهما تأمر القلب في محل رفع خبر " أنّ " ، وجملة تأمري القلب لا محل لها من الإعراب . ولا يصح أن نعرب الجمل السابقة بأنها جمل ابتدائية ، لأنه لم يبتدأ بها الكلام لا لفظا ولا نية . وإذا اعتبرنا الجملة التي نتحدث عنها جزءا من التركيب الشرطي ، والإعراب إنما يقدر للتركيب كله ، أما الجزء المتمم وهو جواب الشرط فلا محل له من الإعراب لأن الشرط نزَّل جملتيه منزلة الجملة الواحدة ، فالمحل الإعرابي لذلك المجموع ، وكل منهما جزء لا محل له كما يذكر صاحب المغني (1) . فالجواب على ذلك أن هذا يقتضي منك أن تجعل جواب الشرط الجازم لا محل له من الإعراب دائما ، وإن كان مقترنا بالفاء ، وذلك مخالف للقاعدة التي تقول تكون جملة جواب الشرط لا محل لها من الإعراب إذا لم تقترن بالفاء ، أو إذا الفجائية ، فإذا اقترنت بهما كان لها محل إعرابي . وإذا قلنا أنها جملة ابتداء الشرط ، والجملة الابتدائية لا محل لها من الإعراب ، لزمن أن نجعل جملة جواب الشرط الظرفي كذلك ، لأنه في الابتداء حكما ، وإن تأخر في اللفظ كما في قول طرفة بن العبد : متى تأتني أصبحك كأسا روية وإن كنت عنها ذا غنى فاغن وازدد فالتقدير : أصبحك كاسا روية حين تأتيني ، لأنك ستعلق متى بالجواب ، وهذا اللزوم منقوض بالجواب المقترن بالفاء نحو قولنا : متى يسافر محمد فكن في وداعه . وإذا اعبرنا الجملة المعنية بالحديث استئنافية ، كان الاعتراض لمخالفتها لشرطي الجملة المستأنفة ، الأول : لأنه لم يستأنف بها كلام جديد . والثاني : أن الكلام الذي لفظ به قبلها لمّا يتم ، حتى يجوز الاستئناف بعده . أما في قوله تعالى : { وأيّا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى } 2 . ـــــــــــــ 1 ـ المغني ص 475 نقلا عن إعراب الجمل وأشباه الجمل للدكتور فخر الدين قباوة ص 45 ، لأنني لم أجد الكلام الذي ذكره قباوة نقلا عن المغني في الصفحة المذكور ، أو في غيرها ، ولعلني لم استدل عليه . 1 ـ 110 الإسراء . فأيّأ ما تدعوا جملة شرطية استئنافية ، وجملة تدعوا لا محل لها من الإعراب ، لأنها جملة الشرط غير الظرفي . فـ " أيّ " الشرطية : أداة شرط غير ظرفية ، وإن أضيفت إلى ظرف سواء زماني أو مكاني ، وأعربت إعرابه نحو : أي ساعة تحضر أكن في انتظارك . والعلة في ذلك أنّ " أيّ " في الأصل مغرقة في الإبهام تدل على العموم ، دون أن تحمل معنى مما تضاف إليه من الظرف ، وإنما تكتسب بالإضافة ، أو الوصف شيئا من التحديد ، وهي أيضا لا تضاف إلى الجمل ، ولو كانت ظرفية كغيرها من أدوات الشرط الظرفي لأظيفت إلى الجمل ، ولكن ذلك ممتنع . تاسعا ـ الجملة المفسرة : هي جملة فضلة زائدة تفسر ما يسبقها ، وتكشف عن حقيقته . نحو : هو مؤدب أي أخلاقه نبيلة . ومنه قول الشاعر : ترمينني بالطرف أي أنت مذنب وتقلينني لكنَّ إياك لا أقلي فجملة : أخلاقه نبيلة ، المكونة من المبتدأ والخبر ، لا محل لها من الإعراب مفسرة لما قبلها ، بعد حرف التفسير " أي " ، وهو حرف مبني على السكون ، لا محل له من الإعراب . كما تأتي الجملة التفسيرية بعد حرف التفسير " أنْ " . 229 ـ نحو قوله تعالى : { فأوحينا إليه أن اصنع الفلك }1 . وتأتي الجملة التفسيرية أحيانا مجردة من حرف التفسير ، ولكنها تفسر المقصود من السؤال . نحو قوله تعالى : { هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون بالله ورسوله }2 . فجملة : تؤمنون بالله ورسوله . جملة مفسرة للسؤال قبلها ، لا محل لها من الإعراب . ـــــــــــ 1 ـ 27 المؤمنون . 2 ـ 10 الصف . وقد تأتي جملة الاستفهام نفسها مفسرة لما قبلها . 230 ـ نحو قوله تعالى : { وأسروا النجوى الذين : هل هذا إلا بشر }1 . فجملة : هل هذا إلا بشر . جملة مفسره " للنجوى " . لا محل لها من الإعراب . عاشرا ـ الجملة الواقعة جوابا للقسم : نحو : والله لأقولنَّ الحق . 231 ـ ومنه قوله تعالى : { وتالله لأكيدن أصنامكم }2 . وقوله تعالى : { يس والقرآن الحكيم إنك لمن المرسلين }3 . فكل جملة من الجمل التالية وهي " لأقولن الحق " ، و" لأكيدن أصنامكم " ، و" إنك لمن المرسلين " لا محل لها من الإعراب لمجيئها جوابا للقسم . حادي عشر : الجملة المؤكدة لجملة لا محل لها من الإعراب . نحو : سافر محمد سافر محمد . ومنه قوله تعالى : { فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا } 4 . ثاني عشر : جملة الشرط إذا حذف جوابها ، وتقدمها ما يدل عليه . نحو : أنت بطل إن صرعت فلان . والتقدير : إن صرعت فلان فأنت بطل . أو تقدمها ما يطلب ما يدل على جوابها وهو " القسم " . نحو : والله إن حضرت حفلنا ليحضرن كل المدعوين . فالقسم يطلب ليحضرن ، والفعل " يحضرن " دليل على جواب الشرط . والتقدير : إن حضرت حفلنا يحضر كل المدعوين . ــــــــــــــ 1 ـ 3 الأنبياء . 2 ـ 57 الأنبياء . 3 ـ 1 ، 2 ، 3 ، يس . 4 ـ 6 الشرح . حادي عشر ـ الجملة التابعة لجملة لا محل لها من الإعراب : نحو : جاء التلاميذ ولم يجئ المعلم . فجملة : لم يجئ المعلم . معطوفة على جملة : جاء التلاميذ . وهي جملة لا محل لها من الإعراب ابتدائية ، وعيه فجملة " لم يجئ المعلم " لا محل لها من الإعراب . 105 ـ ومنه قول لبيد : وهم السعاة إذا العشيرة أفظِعت وهُمُ فوارسها وهم حكامها الشاهد : " وهم فوارسها " جملة مكونة من المبتدأ والخبر ، ولا محل لها من الإعراب ، لأنها معطوفة على جملة : " هم السعاة " الابتدائية . Cant See Links |
الساعة الآن 09:42 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.4, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir