منتديات أفـــاق دبـــي الثقافيـــة

منتديات أفـــاق دبـــي الثقافيـــة (http://www.afaqdubai.ae/vb/index.php)
-   مجلة آفاق دبي الإلكترونيةAfaq Dubai Journal electronic (http://www.afaqdubai.ae/vb/forumdisplay.php?f=77)
-   -   محو الأمية الذهنية (http://www.afaqdubai.ae/vb/showthread.php?t=11442)

د.سكينة بن عامر 09-21-2008 10:33 AM

محو الأمية الذهنية
 
الكل يتحدث عن محو الأمية، البعض يدعو الي محو أمية القراءة والكتابة والحساب، تلك المحاولات التي تسعي الي إكساب الإنسان فهما مناسبا للأبجدية والأعداد، واكتساب القدرة علي التعامل معها من أجل فهم أوسع لتشكيل اللغة وحساب الأرقام. وآخرون يتحدثون عن محو الأمية الإلكترونية، باعتبار أن الأمية الأبجدية قد تم محوها وأن الإنسان لابد له من تحصيل معرفة جديدة للتعامل مع مقومات عصر الالكترونيات والكمبيوتر، وما شابه من متطلبات العصر الحالي. وهناك مجموعة أخري من(الظرفاء الحالمون) ممن يتحدثون عن محو الأمية البيئية باعتبارها من أخطر أنواع الأمية المسببة لمشكلات كثيرة متعلقة بالإنسان والبيئة المحيطة به، وهؤلاء (يحلمون) بتنمية الوعي والتنور البيئي، ويجاهدون من اجل خلق الاتجاهات البيئية الايجابية, سعيا الي بناء سلوك ايجابي مسئول لدي أفراد المجتمع يمارسونه في خضم الحياة اليومية. ولكن الأمية الوحيدة التي لم نفكر فيها, وربما لم تخطر في بالنا، هي (الأمية الذهنية) وإمكانية محوها رغم أننا نعاني من تأثيرها السلبي علي حياتنا، فهذه الأمية الخطيرة لم نفكر فيها لأنها أساسا مرتبطة بمعرفتنا لقدراتنا العقلية الكامنة التي لا نستخدمها، وعودتنا طرق وأساليب تعليمنا، ومناهجنا و امتحاناتنا وسبل تفكيرنا, علي تجاهلها وتناسيها. فنحن في حقيقة الأمر نتعامل مع عقولنا بسطحية ووفقا لما تعلمناه وبنينا أنفسنا عليه، بل أننا دائما ما نخشى من تشغيل ذلك الجزء الذي يحتل أعلي أجسامنا، نحن نخاف من تعلم الجديد، ونهرب من الذاكرة والإبداع، ونستسلم للمألوف والعادي، ولهذا السبب فان حياتنا رتيبة، جامدة، تسير في خط واحد (من: الي) دون أي محاولة صادقة منا لتعديل هذا الخط، وحتى الأشخاص الذين تلقوا ( تعليما جيدا) بالطريقة التقليدية، محكومين بحقيقة انهم لا يملكون القدرة إلا علي استخدام نسبة ضئيلة من أدوات التفكير التصوري المتاحة لهم. ذلك لأنهم يفتقدون لمحاولات استخدام طاقاتهم الذهنية الكامنة، بعكس الآخرين الذين يتمتعون بهذه الطاقة الذهنية، ويعرفون جيدا بأنهم يملكون القدرة علي تشغيل محركات التفكير المشع بعقولهم، تلك المحركات التي تطلق العنان للكم الهائل من الحرية الفكرية للفرد بشكل يعكس القدرة الداخلية للعقل البشري، الذي يعد محطة مذهلة لتوليد الطاقة الذهنية التي تتسم بالإحكام و الفاعلية والروعة، وتفتح أمامنا أفاقا رحبة وجميلة، ذات امتداد لا نهاية له. إن استخدامنا لمبادئ التفكير العقلي المشع سوف يسمح لنا بأن نجوب عالم الأنشطة الفكرية بمنتهى الحرية ، فنصبح قادرين علي اتخاذ القرارات السليمة، ونتقن مهارات التذكر و التفكير المبدع، ونحسن الإنجاز والعمل. نحن نحتاج فقط الي معرفة إمكانياتنا الذهنية الكامنة، ومحاولة اكتشافها، والتخلص من القيود التي تحكم تفكيرنا، وتعيق إبداعنا, عندها لن نكتفي فقط باستخدام العمليات الذهنية الواعية، أو أن نتقن استخدام إمكانيات ما وراء العقل العملاقة، التي نمتلكها والتي لا نعرف كيف نستخدمها، او نسبر أغوارها ونفهمها. فهل نقدر علي أن نفرق ما بين الطاقة الحيوية للذاكرة، والتفكير المبدع الخلاق من أجل أن نمحو أميتنا الذهنية، ونخلق من حولنا حقل من الضوء الغامر، وسط العالم المادي الذي يحيط بنا ويعيق تفكيرنا؟


الساعة الآن 08:34 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.4, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir